لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات أونلاين و مقالات الكتاب
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أونلاين و مقالات الكتاب روايات أونلاين و مقالات الكتاب


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-09-10, 09:39 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

هذا هو الفصل الأول من القصة أنا آسف إذا كانت الصور لم تظهر
**********************************************
ذاكرة الغد (1).. رؤيا


د. نبيل فاروق اّكشن

كل شيء كان يسير كالمعتاد..

السيارات تنطلق بسرعة صاروخية، عبر طرقات واسعة طويلة..

المارة كلهم يسيرون داخل تلك الأنابيب الكبيرة الشفافة، مكيّفة الهواء.. الأطفال يلعبون في حدائق واسعة مغطّاة بقُبّة زجاجية كبيرة، تقيهم تلوَّث الهواء، ولا تمنع عنهم أشعة الشمس الدافئة، التي يخفَّف مِن شدّتها لون الزجاج نصف الداكن، وتلك المادة في تركيبه، والتي تمتصّ الأشعة فوق البنفسجية، وتمنع مرورها، وتعكس في الوقت ذاته الأشعة دون الحمراء..







البيوت متراصة على نحو جمالي متناسق، ولا يزيد ارتفاع كل منها على خمس طوابق على الأكثر..

وفي هدوء، وقف هو يتطلَّع إلى كل هذا، وهو يرتدي رباطي عنقه، اللذيْن يتميّزان بلونيهما المعكوسين، كومضة زمنه، و..

وفجأة، ظهرت تلك السيارة الصاروخية من بعيد..

كانت تتجاوز كل ما أمامها من سيارات في سرعة جنونية، غير مألوفة في هذا الزمن، وصفارات التحذير والإنذار تنطلق من كل خط مروري تعبره، دون أية استجابة من ناحيتها..

لم يكن هذا مألوفاً في عصره؛ ولكن ذلك الشعور الذي راوده، لم يكن يرتبط بأية عصور..

لقد تفجَّر في أعماقه لمرآها شعور عجيب..
شعور بالخوف..
والفزع..
والانزعاج..

شعور جعله يريد أن يركض..
ويركض..
ويركض..

ولكن ساقيْه لم تسمحا له بهذا..
كانتا ثقيلتين..
جامدتين..

باردتين..

ولقد غيرَّت تلك السيارة مسارها ؛ لتنطلق نحوه مباشرة..

واتسعت عيناه عن آخرهما..
وبلغ فزعه مبلغه..
وأراد أن يصرخ..
ويصرخ..
ويصرخ..

ولكن تلك السيارة زادت من سرعتها، وانقضّت عليه مباشرة، و..

انتفض (حاتم) انتفاضة قوية، وهبَّ جالساً على طرف فراشه، وهو يلهث في شدّة، وشلّال من العرق البارد يسيل على وجهه، وتثاءبت زوجته (لميس)، وهي تنهض بدورها، متسائلة، في لهجة من اعتادت الأمر:

- أهو ذلك الكابوس مرة أخرى؟!..

أومأ برأسه إيجاباً، وهو يلتقط كوب ماء من جواره، في محاولة لتهدئة لهاثه العنيف، واعتدلت هي تمسح وجهها في إرهاق، وهي تقول في صوت، لم يفارقه نُعاسه بعد:

- وأيضاً في ذلك العالم العجيب.

هزَّ رأسه، وهو ينهض من الفراش، قائلاً:

- ليس عالماً عجيباً.. إنه المستقبل.

التفتت إليه في بطء، وهي تسأله في مزيج مدهش، من الصرامة والاستنكار:

- أي مستقبل؟!..

أجاب في بساطة، وكأنه يُقرّ حقيقة واقعة:

- مستقبلنا.

هزَّت رأسها في استنكار ساخر، وهي تُكرّر إجابته:

- مستقبلنا!!

ثم حمل صوتها صرامة شبه غاضبة، وهي تضيف مستنكرة:

- هل تتصور أن (مصر)، وحتى بعد ألف عام، يمكن أن تُصبح على تلك الصورة، التي تراها في كابوسك.. جميلة.. نظيفة.. منظمة؟!

سألها، وهو يجلس على مقعد مجاور للنافذة:

- ولم لا؟!..






كررت إجابته مرة أخرى، ولكن في لهجة شديدة الاستنكار، وبصوت مرتفع غاضب:

- لم لا؟!.. ألا ترى ما يدور حولك، أم أنك تقيم في عالم آخر؟!.. ألا تمرّ بأناس مكتئبين، وتعاني من فوضى مرورية، ومن الفساد الذي صار سمة من سمات البلد، والمحسوبية التي صارت السبيل الوحيد للحصول على ما يُفترض أنه حق لكل مواطن؟!..

رفع كفه يدعوها للكف عن حديثها، وقال، وقد تملّك نفسه إلى حد ما:
- لا داعي لتكرار هذه الأسطوانة يومياً.

قالت في حدة:

- لو أنك مللت سماعها؛ فقد مللتُ أنا ترديدها أكثر.

زفر في توتر، واتجه نحو دولابه، وأخرج ملابسه، وهي تتابعه بعينيها في عصبية، قبل أن تقول، في لهجة لم تفارقها حدتها بعد:
- الساعة لا تزال الخامسة والنصف صباحاً.
أجابها، محاولاً السيطرة على أعصابه:

- سأقوم بالتمشية قليلاً، قبل الذهاب إلى العمل.

قالت في سخرية محتدة:

- التمشية؟!.. أين؟!.. في الشوارع التي أغرقتها مياه أمطار الأمس، أم على الأرصفة، التي يندر أن تجد بها نصف متر خالياً، أو سليماً؟!..

التفت إليها بنظرة صامتة، وراح يرتدي ثيابه، متحاشياً الدخول معها في منازلة كلامية؛ إلا أنها لم تصمت، وإنما قالت في توتر:

- مازلت أنصحك باستشارة خبير نفسي.
قالت، وقد عاودتها حِدّتها:

- هذا لو أنها كوابيس؛ ولكنه مجرد كابوس واحد، يتكرر طوال الوقت، وربما يعبّر عن شيء ما في أعماقك.

راح يرتدي ثيابه في سرعة، مغمغماً:

- سأفكّر في الأمر.
واصلت، وكأنها لم تسمعه:

- شقيقتي (ماهيتاب) أعطتني رقم تليفون عيادة طبيب نفسي معروف.. حاول الاتصال به.. ربما.

أومأ برأسه في آلية، ومد يده يلتقط الورقة من يدها، ويدسهّا في جيبه، وهو يقول:

- ولكنه كابوس يبدو شديد الوضوح، وكأنني عشته من قبل بالفعل.

أطلقت ضحكة عصبية قصيرة، وقالت:
- ألم تنتبه إلى ذلك التناقض في حديثك؟!.. تقول: إنك تسقط في كابوس مستقبلي، ثم تشير إلى أنك قد عشته من قبل !!!..

ثم نهضت من الفراش، مضيفة:

- لا أحد يعيش المستقبل؛ لأنه ببساطة، لم يحدث بعد.
قال في لهجة تشف عن حيرته الطبيعية:
- لماذا إذن يبدو كل شيء واضحاً، كما أنه ذكرى قديمة؟
هتفت مستنكرة:
- ذكرى؟!.. من الغد؟!.. ألم تر كيف يزداد تناقصك مع الوقت.. الذكريات تأتي مما عشناه، وليس مما نعايشه بعد.
انعقد حاجباه، وهو يقول في ضيق:
- كان مجرَّد مصطلح؛ لتوضيح ما أعنيه.
قالت، وهي تسير في خطوات عصبية نحو الحمام:
- مصطلح جانَبَه الصواب.
زفر مرة أخرى، وغمغم، وهو يتجه نحو الباب:

- أنت على حق.

غادر المنزل، هارباً من ذلك الجدل الصباحي، ووقف أمام الباب لحظات في حيرة..
أين يمكن أن يذهب، في هذه الساعة المبكَّرة؟!... ضوء النهار بالكاد يتسللَّ إلى الطرقات، وعمله يبدأ في التاسعة، وعقارب الساعة لم تعلن السادسة بعد!!..

وقف لحظات متوتراً، ثم ألقى على ساعة يده نظرة، وكأنما يتمنى أن تسرع عقاربها في سيرها، ثم غمغم:
- لا بأس من تمشية صباحية بالفعل.

هبط درجات السلم، وتوقَّف لالتقاط صحيفة اليوم، الذي اعتاد عم (محمد) تركها بعد صلاة الفجر، وألقى نظرة سريعة على عناوينها الرئيسية، وهو يواصل الهبوط درجات السلم، ومرَّ بنظرة عابرة على التاريخ في أعلى الصفحة الأولى..
تاريخ الثالث من ديسمبر..

قرأ رقم العامِ، ثم انعقد حاجباه في شدة..

لماذا يبدو له هذا التاريخ مألوفاً؟!..

لماذا؟!..

عاد يقرأ التاريخ كله، ثم طوى الصحيفة، ووضعها تحت إبطه، وهو يغادر المنزل إلى سيارته الصغيرة..
ما الذي يعنيه الثالث من ديسمبر؟!..

أو ما الذي يمكن أن يعنيه؟!..

أي شيء سيحدث اليوم؟!..


مضى في تساؤلاته لحظات، ثم لم يلبث أن هزَّ رأسه في قوة، وقال لنفسه في حدة:

- يبدو أنك تحتاج بالفعل إلى طبيب نفسي.

هزَّ رأسه مرة أخرى، واستقلّ سيارته؛ ليقودها إلى تلك الحديقة الكبيرة، المجاورة لمقرّ عمله، وأدار الراديو، وراح يستمع إلى بعض الموسيقى الهادئة، و..

وفجأة قطع المذيع الإرسال، ليذيع خبراً عاجلاً..

واتسعت عينا (حاتم) في ذهول، وهو يسمع الخبر..
لقد كان الثالث من ديسمبر يعني شيئاً بالفعل..

وليته ما عناه..

ليته..
يتبع
عهد



 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 19-09-10, 09:49 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Shakehands

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم
هذا هو الفصل الثاني من ذاكرة الغد
********************************************

ذاكرة الغد (2).. الصدمة




" لماذا عُدت بهذه السرعة؟!..."




هتفت زوجة (حاتم) بالعبارة في دهشة، عندما فوجئت به يعود إلى المنزل، بعد أقل من نصف الساعة من خروجه، وأدهشتها أكثر علامات الانفعال الشديد على وجهه، وذلك اللهاث العنيف، الذي يكاد يلتهم أنفاسه، والارتجافة العجيبة، التي شملت جسده كله، فاستطردت في فزع، وهي تحدِّق في وجهه الممتقع:



- هل أصابك حادث ما؟!..



ألقى جسده على مقعد قريب، وراح يلوّح بذراعيه لحظات، قبل أن يجيب بأنفاس لاهثة مبهورة:


- لقد رأيته... رأيت ذلك الحادث من قبل.


ارتجف قلبها بين ضلوعها، وهي تضرب صدرها بكفها، هاتفة:


- الحادث؟!... أي حادث.


عاد يلوّح بذراعيه لحظات، قبل أن يهتف:


- حادث القطار..


لم تفهم الكلمة، فرددت في دهشة، تمتزج بالحيرة:



- أي قطار؟!... منزلنا بعيد للغاية عن محطة القطارات.


هتف بنفس الأنفاس اللاهثة:


- قطار الصعيد... لقد انفجرت قاطرته، فخرج عن القضبان، وانقلب، واحترق بالكامل.. الضحايا بالمئات.


ثم أخفى وجهه بين كفيه، وبدا وكأنه يبكي، وهو يضيف:


- مئات النساء والأطفال.


لطمت صدرها مرة أخرى، وامتقع وجهها، وهي تقول في لوعة مذعورة:


- يا إلهي !.. وكيف هذا؟!.


بدا لحظات وكأنه ينتحب، ثم رفع رأسه إليها فجأة، وهو يقول في انفعال:


- لقد رأيته.


تراجعتْ بحركة حادة، متسائلة:


- رأيت ماذا؟!..


عاد يلوّح بذراعيه في انفعال عجيب، وهو يجيب:


- ذلك القطار.. رأيت الحادث قبل أن يقع.. إنني أعرف حتى كيف وأين وقع..


حدقت فيه بدهشة متوترة، ورأت عينيه تتسعان، وهو يكمل، وعيناه تحدّقان في الفراغ، وصوته يكتسب رنة فزع:


- رأيت حتى ما لم تذكره وسائل الإعلام.


تراجعت مواصلة التحديق فيه، وهي تسأله في توتر شديد:


- (حاتم).. أأنت بخير..


لم يبدُ حتى أنه قد سمعها، وهو يتابع كالمأخوذ:


- أعرف عدد الضحايا.. والتعويضات التي سيحصل عليها ذووهم.. بل إنني أعرف.. أعرف..


ردد الكلمة الأخيرة عدة مرات، قبل أن تتسع عيناه عن آخرهما، على نحو عجيب، ويشملهما ذعر شديد، ثم يلتفت إليها، مكملاً في خفوت ملؤه الانفعال:


- أعرف سبب الحادث.


قالت في حذر قلق:


- قلت.. إن القاطرة قد انفجرت.


هتف فجأة، وهو يرفع سبابته أمام وجهه:


- ليس تلقائياً.


تراجعت في حدة مذعورة، واتسعت عيناها في ذعر، وهي تحدق فيه، قبل أن تسرع إلى الهاتف، قائلة بكل توتر الدنيا:


- سأستدعي طبيبك.


اندفع نحوها، وأمسك معصمها، قبل أن ترفع سماعة الهاتف، وقال في لهجة عجيبة، وكأنه قد أصيب بجنون فِعلي:


- ليس الطبيب.


حاولت أن تُفلت معصمها في ذعر، وهي تهتف به:



- حاتم.




مال نحوها، يقول في صرامة أخافتها:



- بل الشرطة.


انتفض جسدها في ذعر، وهي تردد:



- الشرطة.



بدت عيناه عجيبتين، وهو يقول، وقد عاد يحدّق في الفراغ.


- بالتأكيد.. فما حدث لقطار الصعيد ليس مجرد حادث قَدَري.


وانتفض جسدها مرة أخرى، وهو يضيف بصوت عجيب:


- إنها جريمة مدبّرة.. جريمة قتل.




عاد جسدها ينتفض..
وينتفض..
وينتفض..







* * *


انعقد حاجبا ضابط الشرطة في شيء من الغضب، وهو يميل بكيانه كله نحو (حاتم)، قائلاً في حدة:



- رأيت ماذا يا أستاذ؟!..



أجابه (حاتم) في انفعال:



- رأيت الحادث كله.. لقد زرعوا قنبلة أسفل المقطورة، عند مؤخرتها بالتحديد، وأخرى أسفل القضبان، على مسافة ستة كيلو مترات من مدينة (قنا)، وتمّ تفجير القنبلتين بواسطة جهاز تحكُّم عن بُعد، وكل هذا لأن..



قاطعه الضابط بصرخة غاضبة:



- هل فررت من مستشفى للمجاذيب أم ماذا؟!..


تراجع (حاتم) كالمصدوم، وهو يردّد في ذهول:


- مستشفى ماذا؟!..



التفت الضابط الغاضب إلى أمين الشرطة، وهتف به:



- احتجز هذا المختلّ، حتى نتحرى أمره.


تراجع (حاتم) في صدمة أعنف، وهو يهتف في غضب ذاهل:


- يحتجزني؟!.. وبأية تهمة؟!.. لقد أتيت لأبلغكم بما حدث!.. أهكذا تتعاملون مع المواطنين؟!..


صاح فيه الضابط في حدة:



- تُبلغنا بماذا أيها المختلّ؟!.. لقد صدر بيان رسمي بشأن الحادث، منذ عدة دقائق.. إنه خطأ السائق، الذي لقي نحبه في الحادث.. زاد من السرعة، و...



قاطعه (حاتم)، وجسده كله ينتفض انفعالاً:



- أنت كاذب.


توتر الموقف كله، فور نطقه العبارة، واتسعت العيون كلها، غير مصدقة أن مواطناً عادياً يجرؤ على الهتاف بها، في وجه ضابط شرطة، في بلد يسيطر فيه الفكر الأمني على حرية المواطن وحقوق الإنسان نفسها، وانعقد حاجبا الضابط المصدوم في غضب شرس، وتحرك المخبرون وأمناء الشرطة نحو (حاتم)، وعيونهم مع قبضاتهم المضمومة تحمل نية التنكيل به؛ فتراجع هو في عصبية، هاتفاً:


- ليس هذا ما حدث.


صرخ فيه الضابط الغاضب، وهو يندفع نحوه، ملوّحاً بقبضته:


- إنه بيان الحكومة الرسمي.. هل تجرؤ على تكذيب بيان رسمي، أيها الـ...


" كفى.."..



انطلق الأمر فجأة بمنتهى الصرامة، من ناحية السلم، فتوقّف الكل دفعة واحدة، وكأنما ارتطم الأمر برءوسهم مباشرة، وتراجع المخبرون وأمناء الشرطة، وبدا عليهم كلهم اضطراب واضح؛ في حين خفض الضابط قبضته، وبدا أشبه بتلميذ مشاغب، ضبطه مدير المدرسة متلبساً، وقال في اضطراب، لم تفارقه عصبية بعد:


- إنه يسخر من بيان الحكومة يا (رشدي) بك.


التفت (حاتم) في دهشة وتوتّر، إلى شخص وقور، قوي البنية والملامح والنظرات، خَطّ فوقه الشيب؛ على الرغم من أن ملامحه توحي بأنه بالكاد في منتصف الثلاثينات من عمره، يهبط الدرجات الأخيرة من سلم الطابق الثاني، وهو يقول في صرامة غاضبة:


- أهذه جريمة؟!..


اضطرب الضابط أكثر، وهو يقول مكرراً في خفوت:


- لقد سخر من بيان الحكومة.


وصمت لحظة، ثم اندفع قائلاً في غضب:


- ونعتني بالكذب.



شدّ الوقور قامته، وهو يقول في صرامة أكثر:



- هذه أيضاً ليست جريمة.



احتقن وجه الضابط في غضب، والتفت بنظرة حادة إلى (حاتم)، وكأنه يلومه على ما يحدث، ولكن (حاتم) لم ينتبه إلى هذا، وهو يسأل الوقور في دهشة مبهورة:


- من أنت؟!..


هتف الضابط في حدة:


- أرأيت يا (رشدي) بك!


التفت إليه (رشدي) هذا بنظرة قاسية، وهو يقول في بطء، في لهجة أشبه بلهجة من يلقّن غيره درساً:


- أنت إذن تفترض أننا آلهة، ينبغي للكل أن يعرفنا، ومن العار أن يسألنا أي مواطن عن هوياتنا ومن نكون!..


ارتبك الضابط، وهو يقول:


- ليس هذا يا (رشدي) بك، ولكن..



قاطعه (رشدي)، وهو يلتفت إلى (حاتم) ويمدّ يده إليه، قائلاً في هدوء، يحمل نبرة مودّة واضحة:



- المقدم (رشدي عبد الهادي)... أمن الدولة.



وعلى الرغم من أن العبارة تمثل لدى الغالبية العظمى من الشعب، كل الخوف والقهر؛ فقد شَعَر (حاتم) بارتياح لم يفهمه، وهو يمدّ يده إليه بدوره، قائلاً:



- (حاتم مبارك).. مهندس و..


امتقع وجه ضابط الشرطة، وتراجع المخبرون وأمناء الشرطة في ذعر؛ في حين هتف الضابط في صوت مختنق:


- (حاتم) من؟!..


أشار (حاتم) بيده، قائلاً:


- لست أمتّ إليه بأية صلة.. إنه تشابه أسماء فحسب.


تنفّس الجميع الصعداء على نحو ملحوظ، فرمقهم (رشدي) بنظرة استياء، ثم التفت إلى (حاتم) مبتسماً، وهو يقول:


- لو أنك تمتّ إليه، ولو حتى بصلة قديمة، لغسلوا قدميك بماء الورد، قبل أن يرسلوا موكباً لحراستك، حتى باب منزلك.



هزّ (حاتم) كتفيه، دون أن يجيب، وابتسم ابتسامة شاحبة؛ فمال المقدم (رشدي) نحوه، وقال في صوت خافت:



- كنت أعلم أنك ستأتي.



وانتفض جسد (حاتم) في عنف..


فقد كانت مفاجأة..


حقيقية


يتبع


عهد

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 19-09-10, 11:35 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رجل المستحيل


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 72294
المشاركات: 750
الجنس ذكر
معدل التقييم: awad200 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 26

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
awad200 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 

جزئين أجمل من بعض والفضول عندى عالى جدا الوقتى ياريت ماتتأخريش علينا بباقى الأجزاء ياعهد

شكرا على المجهود الرائع ده

 
 

 

عرض البوم صور awad200   رد مع اقتباس
قديم 19-09-10, 12:49 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Shakehands

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم
شكرا جدا جدا على ردّك ده يا عوض
أنا نفسي أعرض القصة كلها أنا متشوّقة جدا ليها
بس أنا مرتبطة بموعد إنزال الدكتور نبيل للفصل القادم
يعني هو بينزل كل فترة فصل زي الي حصل مع كائنات و أعداد النت الأخرى
بس أوعدك أول ما ينزل الفصل القادم إني أنزله فورا
و شكرا لك

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 03:49 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66537
المشاركات: 740
الجنس ذكر
معدل التقييم: amedo_dolaviga عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 53

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
amedo_dolaviga غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 

شكراً يا عهد على القصة الجديدة وبانتظار باقي الأجزاء بفارغ الصبر
وشكراً على مجهودك في نقل القصة

 
 

 

عرض البوم صور amedo_dolaviga   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقالات نبيل فاروق, ذاكرى الغد, نبيل فاروق
facebook




جديد مواضيع قسم روايات أونلاين و مقالات الكتاب
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:03 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية