لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-09-10, 03:00 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 164090
المشاركات: 216
الجنس أنثى
معدل التقييم: سنديان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سنديان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سنديان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل 20


غسلت كاميليا وجهها وهي تفكر بعماد الذي لم يتصل بها منذ خمسة أيام وهي لم تتصل به أيضا فهي لا تريد أن تذل نفسها أمام من تحب .
بدأت تجفف وجهها المتعب وعينيها المرهقتين من السهر والبكاء .وضعت كريما رقيقا على جفنيها ، ولبست خاتمها الياقوتي بيدها وهي تتذكره يوم جاء ووضعه على باب منزلها فجرا مع باقة ورود بيضاء . خلعت الخاتم من أصبعها وقبلته بحب وأعادته إلى مكانه في خنصرها .سألته عن عماد ، ماذا يفعل وكيف يعيش خمسة أيام دون أن يسمع صوتها ،لكن الياقوت بقي صامتا . ظلت تتأمل وجهها في المرآة وهي تتذكر كلام عماد وغزله بها ، كان مفتونا بها والآن يهجرها .
جاءت شذى ممسكة بصينية بها طبق من السلطة وكوبا من اللبن، ووضعتهما على المكتب وقالت لأختها :
-أرجوك يا أختي .. لا تعاقبي نفسك بهذه الطريقة.. تناولي طعامك فأنت منذ أسبوع تعيشين على الماء والتفاح وهذا لا يجوز .
جلست على سريرها وتنهدت قائلة :
-لا أشعر بالرغبة في الأكل ..أكلت قهر.
- أف .. قطع الحب وسنينه.
قالت لأختها وهي تشرب اللبن :
-لست مصدقة بأن خمسة أيام مرت ولم أسمع فيها صوت عماد .. عمادي الذي أحببته تخلى عني بسهولة وتركني .
اقتربت منها شذى وطلبت منها أن تنساه وتخفف على نفسها ، فتنهدت بغصة وهي تشعر بأنها هشة و ضعيفة بعدما تخلى عنها . مازال حبه يوجع قلبها بعدما أدار ظهره لها ولم يترك سوى عينيه السوداويين لتزيد من عذابها . هبت بسرعة لهاتفها الجوال عندما رن فربما يكون عماد هو المتصل ، ولكنها شعرت بالخيبة سريعا لأن نسرين هي المتصلة تدعوها للخروج والذهاب إلى السوق ومن ثم تناول العشاء في أحد المطاعم . اعتذرت منها ودعتها بدلا من ذلك إلى زيارتها بصحبة أمل ، وقامت لتغير ملابسها وتستعد لقدوم صديقتها .

جاءت نسرين لوحدها لأن أمل ذهبت إلى السوق مع أمها ، ولم تستطيعا إبعاد مجرى الحديث عن الموضوع المهم وهو زواج كاميليا التي قالت :
-والدي يجبرني على الزواج بالزفت ناصر بلا أي احترام لي أو لرأيي....والمشكلة بأني أمقته .. أنا الآن أنتظر حكم الإعدام .. ولا أعرف متى سيصدره القاضي .
كانت نسرين جادة عندما قالت:
-تبا لهذا الوضع وهذا التخلف الذي نعيشه .. كيف تتزوج فتاة رغما عنها .. أين حقوق الإنسان وحقوق المرأة الضائعة.
طرأت ببال نسرين فكرة فاقترحت على كاميليا أن توسط أحد أقاربها للتفاهم معه لكنها قالت لها بأن أخوالها يكنون الجبيل ماعدا سعيد وهو على خلاف معه.
ابتسمت نسرين وسألت صديقتها هل يوجد حبيب من حيرتها ويعزز رفضها لابن عمها ، وحاصرتها قائلة :
-أنت تبدين عاشقة وترفضين الاعتراف . إلى متى ستنكرين وعينيك تقول ذلك ؟.. اعترفي وبلا نحاسة.
تنهدت كاميليا بألم اثبت لنسرين شكها ، وقالت وهي تغالب دموعها:
-لا وجود لهذا الحبيب .. يوجد فارس أحلامي الذي أحبه منذ ولادتي وشعوري بأني أنثى تبحث عن نصفها الأخر في هذه الحياة .. وهو ليس ناصر بالتأكيد.

قضت نسرين وقتا مع صديقتها واستطاعت أن تخفف عنها قليلا ، ثم عادت إلى منزلها كانت أمها جالسة مع عماد يتحدثان بصوت منخفض في أحد أركان الصالة الواسعة . اقتربت منهما وتنبهت لوجه أخيها العابس وأمه تتحدث معه عن ريم ، فقاطعتها بمرح وسألتهما عم يتحدثان .
سكت عماد بينما أجابت أمها بتذمر :
-عن القضية الأزلية ذاتها .. زواج عماد .. أنا أفكر برفعها إلى الأمم المتحدة فربما يساعدني "كوفي عنان "
ضغط عماد على شفتيه وهو يستشعر سخرية أمه التي عرضت عليه أن تتحدث مع عمته بشأن ريم، فتأفف ونهض متجها لغرفته تاركا أمه تتذمر من تصرفاته، وتقول لابنتها:
-منذ أن عاد من دبي وهو بمزاج سيء ولا يتجمل الحديث معي .. في اليوم الذي سافر فيه أخبرني وسعادة الدنيا كلها تشع من عينيه بأنه يريد الزواج .. لا أعرف ما به وهو يقلقني كثيرا .. سأقوم لأبخره باللبان والحرمل .

أومأت نسرين موافقة وقالت :
- بات يحيرني أيضا ..أمس جاء ماجد لزيارته وتهرب من لقاءه وطلب مني أن أقول له بأنه نائم.
تنهدت الأم وسألت ابنتها عن كاميليا إذا ما سيزوجها والدها من ابن عمها رغما عنها . هزت نسرين برأسها وقالت :
-سيعقد قرانها خلال أيام .. المسكينة بدت متعبة وشاحبة فهي تحبس نفسها في غرفتها لا تخرج ولا تأكل وبدون فائدة.
-يؤسفني زواجها بهذه الطريقة .. ولكن لا شيء بيدنا وربما تسعد مع ابن عمها .
وأكملت مستدركة تخبر ابنتها بأنهم سيذهبون إلى البحرين من أجل التسوق قبل زفاف أما وسيبيتون هناك ليلة واحدة .
صعدت نسرين لغرفتها وبدلت ملابسها ثم ذهبت لتتحدث مع عماد علها تخفف من توتره . وجدته على سريره يشاهد برنامجا في التلفزيون لكنه أغلقه حالما دخلت أخته وجلست بجانبه.
سألته بابتسامة :
-ألا تستمع لفيروز ؟
لم ينطق بحرف فأردفت تخبره بأنهم سيذهبون إلى البحرين ودعته للذهاب معهم ، لكنه لوى فمه وقال لها بأنه لا يريد الذهاب لأي مكان.يريد البقاء وحده لمراجعة حساباته وإعادة النظر في مسار حياته . سألته:
-هل أنت منزعج من أمي ؟
هز رأسه نافيا فقد تعود على كلامها وعلى سخريتها . تنهد بقوة وأحست بأن وراء تنهيدته هم كبيرة ، فأمسكت بيده بعطف وطلبت منه أن يفتح لها قلبه فهما أصدقاء برغم الفارق في السن . كانت تنظر إلى وجهه وهي تتحدث ورأته وهو يغمض عينيه السوداويين للحظات وعندما فتحهما رأت الدموع الحارة تغلفهما . أخرج من صدره آهات حزينة . عانقته وهو يقول بأنه عاجز عن فتح قلبه لها . قالت له بتفهم كبير :
-عندما تشعر بأنك بحاجة للحديث والبوح عما تخفيه في قلبك .. لا تتردد فقلبي يتسع دائما.
شكرها وتنهد بحيرة فهو غارق في بحر لا يعرف فيه شاطئ ولا مرسى ولا يعرف بدايته أو نهايته . خرجت نسرين تاركة أخاها لوحدته ولتفكيره المحصور بكاميليا ، تارة يتذكارها وهي في السيارة وعينيه تسترقان النظر لها عبر المرآة . يتذكر أحاديثها وضحكاتها وعينيها والكحل الأسود وحجابها الملون وهي تمشي في شوارع باريس بملابسها الأنيقة تذكر تلك القبلة الوحيدة في منتصف ليل باريس عندما أهداها ورورد الكاميليا وكم أحبها
****

ظلت كاميليا جالسة في غرفتها وتتحدث مع شذى في جو هادئ نسبيا حتى جاءت أمها بابتسامة مصطنعه ، تخبرها بأن قرانها سيعقد غدا. هزت رأسها والدموع تتدفق من عينيها :
-لا أريده .. ساعديني يا أمي .
بلغت الأم ريقها والدموع تنحدر من عينيها فزوجها هددها بالطلاق لو تدخلت . قالت لابنتها بانكسار :
-أرى رضوخك أمرا لا مفر منه .
بكت كاميليا بحرقة كبيرة على صدر أمها وهي ترى كل أحلامها تتكسر أمام رغبات والدها وعناده وتسلطه وجوره . بكت أكثر وهي تفكر بحياتها مستقبلا وحب عماد يغفي في قلبها بكل هناء وراحة . ظلت تبكي وهي تفكر بالاستسلام تارة وبالتمرد على والدها والرفض تارة أخرى . بكت بنجيب وهي تتذكر كلمات عماد الأخيرة عندما طلب منها الاتصال به فقط عندما تخبر والدها بأمر علاقتهما . ومن بين الدموع والبكاء ورياح اليأس التي تعصف بها طرأت ببالها فكرة قد تنقدها من هذا الزواج الإجباري ، ولكن عواقب هذه الفكرة وخيمة ونتيجتها غير مضمونة.أسرعت تقفل باب غرفتها بالمفتاح وأمسكت بهاتفها الجوال للتحدث مع عماد الذي لم يرد على اتصالاتها المتكررة ، وبسرعة كتبت له رسالة نصية وأرسلتها ، تخبره بأنها تريد الحديث معه لأمر هام . ظلت حتى شروق الشمس وهي تترجى اتصاله بدون جدوى . نامت على مخدتها المبللة بالدموع واستيقظت ظهرا وشذى تطرق بابها المغلق وقد جلبت معها وجبة خفيفة لتأكلها . فتحت لها الباب وعينيها متورمين من البكاء، وبسرعة طلبت منها الدخول . رن هاتفها الجوال فهبت له مسرعة فربما حن عماد عليها وقرر الاتصال ، إلا أن ظنونها خابت مجددا كانت نسرين هي المتصلة تخبرها بذهابها مع والديها إلى البحرين عصرا وتسألها إذا ما كانت تريد أن تشتري لها شيئا من هناك ، شكرتها فلا مزاج لها لأي شيء ، ونهضت لقفل الباب بالمفتاح وقالت لأختها :
- منذ البارح وأنا أفكر بطريقة ما لمنع هذا الزواج البائس .. ولأني أحتاج مساعدة عماد اتصلت به مرارا ولم يرد علي .. سأذهب إليه في منزله وأتحدث معه .
عضت شذى شفتها وقالت :
- لابد أنك جننت .. لقد فقدت عقلك بكل تأكيد لتفكيرك بالذهاب لمنزله .
أخبرت أختها بأن نسرين ووالديها سيذهبون إلى البحرين بعد ساعة وعماد سيعود في الخامسة إلى المنزل كالمعتاد وستذهب لتعرض فكرتها عليه .
حذرتها شذى وطلبت منها أن تتعقل فلو عرف والدهما سيذبحهما معا كدجاجتين وينتف ريشها ، ولكن كاميليا مستعدة لكل شيء فقالت لأختها :
- كيف سيعرف ؟ ..أنا سأتحدث مع عماد وأنت أبقي في السيارة لانتظاري.

ترددت شذى لكنها لم تشأ أن تدع أختها تذهب له وحدها . بسرعة استأذنت كاميليا وشذى أمهما في الخروج لزيارة أمل لبعض الوقت للترفية عن نفسيهما . ركبت كاميليا السيارة وطلبت من السائق التوجه إلى منزل نسرين واتصلت بها لتتأكد من ذهابها إلى البحرين مع والديها ، واطمأنت لسير خطتها بالطريقة الصحيحة . أحست برعشة وكأنها تتركب جريمة وخائفة أن يراها أحد وقلبها ينبض بقوة ظنت أن جميع سكان القطيف يسمعونه . كانت خائفة وهي تفكر بعماد وكيف سيستقبلها ، وهل سيوافق على فكرتها الرهيبة . أوقف السائق السيارة أمام المدخل الرئيسي . بقيت شذى تنتظر أختها بخوف ووجل وترجلت كاميليا وهي تحس برجليها ستتجمدان ودقات قلبها العنيفة تزعجها . بيد مرتعشة ضغطت على جرس الباب والأفكار تزيد من توترها . ظلت تنتظر للحظات ولم يجبها أحد ، فضربت الجرس مرة أخرى وقلبها يكاد أن يتوقف ، وبعد لحظات فتح الباب ورأت عماد أمامها . نزعت نظارتها الشمسية والتقت عينيها بعينيه المندهشتين والمشتاقتين لها ، كان الحب والشوق ظاهر في سواد عينيه ولا يستطيع إخفاءه مهما فعل . بلع ريقه وقال لها برقة وكأن شيئا لم يكدر صفوهما أبدا :
- لماذا أنت هنا يا كميليا .. نسرين غير موجودة .
هزت رأسها وهي تتلفت خلفها وقالت له :
- أعلم بأن عائلتك في البحرين .. ولكني أريد التحدث معك بأمر هام ولهذا اتصلت بك ..ولأنك لم تجبني اضطررت للقدوم .
وأكملت تعاتبه :
- لماذا تعاقبني بهذه القسوة وكأنني مذنبة ؟.. أنا لا أستطيع فعل شيء وعليك أن تصدقني .. وجئت لأبرهن ذلك.
دخلت كاميليا داخل المنزل ووقفت قرب الباب المفتوح على مصراعيه وقالت له بأن قرانها سيعقد غدا ولديها حل مناسب ووحيد لمنع إتمام هذا الزواج ، وطلبت مساعدته ، سكتت للحظة وهي تراقب عينيه السوداويين وهما تتفحصان وجهها بشوق ، وقالت لها :
- أنا متعبة وأشعر بأني على حافة الجنون.
بلع ريقه وسألها عن الحل الذي جاءت من أجله ، فأغمضت عينيها للحظات وقالت له :
- سأذهب إلى منزل خالي سعيد وسأبقى لثلاثة أيام حيث والدي لا يستطيع أن يفكر بوجدي هناك فهما على خلاف كما تعلم .. بينما أخبره لاحقا بأنني كنت معك في أي مكان .. سأوهمه بأني هربت معك وبعدها سنتزوج رغما عنه .
ظل عماد ساكتا للحظات وعينيه ستخرجان من محجرهما من شدة اندهاشه من فكرة كاميليا الجهنمية ، قال لها بهدوء :
- كيف تفكرين بهذا الحل ؟ .. نهرب معا لثلاثة أيام .. تخيلي الفضيحة وما سيحصل .
حاولت إقناعه بفكرتها :
- نحن سنوهمهم بذلك والله شاهد علينا .. وبعد الزواج نخبرهم بالحقيقة .
ارتفع صوته قليلا :
- لن يصدقنا أحد وقتها .. والدك سيقتلك حتما .. كما أن أمي سترفض زواجي بك.
قال جملته وبتعد عنها . جلس على أول مقعد صادفه وأسند رأسه على يديه . شعر بالحيرة ويريدها فهو يحبها ويريدها زوجة له ولكن ليس بهذه الطريقة ، قال لها :
- إن الأمر ليس سهلا كما تتصورين ونحن لا نستطيع تقدير عواقب
شعرت كاميليا بالخيبة مجددا وقالت له والدموع تنحدر من عينيها :
- أنا فتاة من أسرة محترمة وسأضحي بسمعتي ومستعدة لكل ما سيحدث .. وأنت رجل وتخاف من الفضيحة !؟
سكت لثوان قليلة وأردفت :
- غدا يعقد قراني .. كيف يطاوعك قلبك على التخلي عني ؟ .. وعدتني بأن نكون معا
أقترب منها كثيرا وعينيه تتفحصان وجهها الجميل رغم التعب . تذكرت ما حدث في باريس والسعادة التي كانت تشعر بها ، وتنهدت وهو يمد يده ويضعها على جانب رأسها . أحس برغبة كبيرة في تقبيلها ولم يفعل ، قال لها :
- أرغب بأن نكون معا .. ولكن ليس بهذه الطريقة.
بكت أكثر وابتعدت عنه ، فقال لها بنبرة حادة وعينيه السوداويين تصوب سهماها نحوها :
- لا تبك أمامي فموافقتي مستحيلة .
استدار وهو يفرك جبينه وقال :
- أرجوك أذهبي إلى منزلك .ز لو كنت تريدني حقا لسمحتي لي بالتقدم لخطبتك قبل أن يصبح الأمر بهذا السوء .. لو تقدمت لخطبتك قبل أربع سنوات مرة واثنتين وثلاث لوافق والدك وكان كل شيء مختلفا .
مسحت دموعها بغضب وطلبت منه أن يفكر في الأمر مرة أخرى ، لكنه هز رأسه بالنفي رافضا ذلك وقال:
- أنا أرفض هذه الحلول ولا أقبل بها .. لست نذلا .

أرادت أن تسأله عن القسوة التي ظهرت في عينيه فجأة ، ممن أخذها وكيف يستطيع أن يعاملها بهذه الطريقة . لم تستطيع أن تقول له ذلك فأبعدت شفتيها عن بعضها وتنهدت بسكوت ، فصرخ فيها بقوة :
- أخرجي .. لا أريد أن أراك مرة أخرى ..أرفض أن أكون لعبة تسليتي بها أربع سنوات وترين الاستمرار بالحفاظ عليها لتتسلي أكثر .
أحست بأنها ستختنق بدموعها وتمنت لو أن الأرض تنشق وتبتلعها على أن تعيش هذا الموقف . قالت له بنظرة أسى :
- عماد ..أنت تخطئ في حقي .. أنت تكسر قلبي وتهينني .
بلع ريقه وقال لها بغضب :
- سألتك إذا كنت مخطوبة أو مرتبطة منذ البداية .. لكنك لعبت معي دور الفتاة الصافية والطيبة وأنت تعرفين بأنك ستتزوجين بابن عمك بعد تخرجك .. طلبت التقدم لخطبتك ورفضت .. أكملت معك وانتظرتك .. أحببتك حبا كبيرا لا أستطيع أن اعرف نهايته .. حبا كنت أخشى على نفسي منه فهو اجتاحني كإعصار مدمر .
سكت للحظات تمنى فيها لو لم يقابلها يوما ولم يعرفها ولم يعشق صوتها . بلع ريقه وقال لها :
- كنت قديسة في نظري وكنت مؤمنا بك .
نظرت له بعينين ضيقتين غارقتين في الدموع وهو يقول بأنه كافر وملحد لا يؤمن بها ولا بالقديسات . شعرت بأن قلبها سيتوقف وهي تسمع كلامه فهزت رأسها وهي تمسح دموعها الغزيرة وقالت :
-لست عماد الذي أحببته .. من أعطاك كل هذه القسوة ؟
حدق بعينيها وقال لها بانفعال وغضب تراه فيه لأول مرة :
- أنت تكذبين علي وتمكنت من إيهامي وتملكي بالحب الزائف .. حلمت بالسعادة معك والعيش في جنتك الموعودة وها أنا أعيش في نار جحيمك المحرقة .. أنا السبب في ما يحصل لي لقد فتحت أبواب قلبي لك متجاهلا عقلي وعاداتنا التي تحيل كل علاقة حب إلى القبر
.. لا يوجد حب صادق هنا .. لا يوجد غير العبث واللهو وقلة الأدب .
شهقت ووجهها غارق بالدموع وقالت :
- ما الذي حدث لك وكيف تفكر بهذه الطريقة ؟
بلعت ريقها وقالت وهي تهز رأسها غير مصدقة :
- برغم حبي الكبير لك .. لكني لست مضطرة لتحمل تجريحك وكلامك .
أجابها والغضب يزيد ناره استعارا :
- أخرجي من المنزل ولا تذلي نفسك أكثر.. لا أريد أن أراك مرة أخرى .. وأنسي لعبتك التي تسليتي بها لأربع سنوات فلقد ضاعت اللعبة من بين يديك .
قالت له وهي تمسح دموعها بيديها وتهم بالخروج :
- تذكر بأني أتيت ومددت لك يدي .. تذكر وقوفي أمامك وأنت تذلني وتهنني وتطردني .. لست الرجل الذي سحرني باهتمامه وعاطفته وحبه .. أنت لم تحبني أبدا .. أنت جبان ومنحط ونذل كالبقية .

خرجت بدموعها وانكسارها وهي موقنة بأن نضالها وحربها وتضحيتها دون معنى وليس أمامها سوى الاستسلام . ركبت السيارة وانطلقت بسرعة أمام عيني عماد الذي أغلق الباب وصعد غرفته واستلقى على سريره ودموعه تتدفق من عينيه رغما عنه . بكى وهو يتذكر وجهها والدموع تغرقه قبل أن تخرج ، بكى بشدة وهو يلوم نفسه على تصرفه معها وكيف سمح لنفسه بأن يهينها بهذه الطريقة لتخرج وقلبها مكسور ومصدومة به . كيف يستطيع النوم هذه الليلة بعد الذي فعله بحبيبته التي جاءته لتبرهن له على حبها ؟ بكت بانكسار قلب بسبب قسوته وشكه ووساوسه ، تذكر كلامها الأخير وهو يشعر بالذنب وظل يبكي طوال الليل بعد أن ضيعها من يده وهي التي جاءت بنفسها مضحية بكل شيء من أجله.

 
 

 

عرض البوم صور سنديان   رد مع اقتباس
قديم 15-09-10, 03:02 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 164090
المشاركات: 216
الجنس أنثى
معدل التقييم: سنديان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سنديان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سنديان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل 21

خرجت كاميليا مع صديقتها من مركز التجميل بعد أن انتهت من تسريح شعرها ، ووضع لمسات الماكياج الذي أظهرها جميلة رغم مسحة الحزن الظاهرة في عينيها العسليتين . توجهت معهما للقاعة التي سيقام فيها زواج أمل في كورنيش الخبر المليء بالحركة والناس ككل خميس . نظرت لنفسها في المرآة بفستانها الأزرق التي وصفته نسرين بالمثير لإظهاره للكثير من مفاتنها . مهما كان جمالها فستقدمه قربانا لناصر حتى يرضى والدها وعمها ، وعندما أحست بتسلل الدموع إليها ذهبت لأمل الجالسة في الجناح المخصص للعروس وبجانبها أمها وعمتها وأم عماد أيضا ، وقالت لها بابتسامة :
- سيفقد عصام صوابه بكل تأكيد فأنت جميلة .. هو محظوظ .
وجاءها صوت ريم بتعال :
-أخي وسيم أيضا ولا يحتاج لشهادة أحد .
تضايقت كاميليا من لهجتها ولآثرت تجاهلها من أجل صديقتها . لم تكن قادرة على مجاملتها أيضا فما يعتريها من حزن وضيق يكيفها . خرجت مع نسرين وجلستا على أحد الطاولات . قالت لنسرين بامتعاض :
- ابنة عمتك مغرورة ومتعجرفة .. ولم استسغ أسلوبها في الكلام معي .. من تظن نفسها .
- لا عليك منها فهي تظن نفسها أفضل وأرقى من الجميع رغم جرفلتها .
تنهدت كاميليا وهي تنظر لخاتم الخطوبة الذي وضعه ناصر في أصبعها في يوم عقد قرانها . بكت بشدة ليلتها وهي تنظر إليه وهو بجانب خاتم الياقوت ، وبقدر ما تحبه تكره خاتم خطوبتها . فسألتها نسرين بابتسامة :
- هل اشتقت لناصر .. وبدأ الحب السعودي الخرافي .
تمنت أن تكون لها سلطة على قلبها ليحب من تريد ويكره من تريد ، شعرت بالأسف فقلبها يحب رجلا وتتزوج بآخر . فتحت نسرين عينيها بذهول وظلت ساكتة وهي تستمع لاعتراف صديقتها التي شكت بعلاقتها بأحدهم لكنها ظلت تداري وتنفي معرفتها بأي شاب :
- من أحبه تركني .. يظن بأني تسليت معه طيلة السنوات الفائتة والآن أتزوج بابن عمي .
جديتها ومسحة الحزن التي ظهرت أكثر على وجهها جعلت نسرين تصدقها بلا تردد . سألتها عن علاقتها بهذا الشاب المجهول وأجابتها وهي تغمض عينيها لتمنعهما من البكاء :
- منذ أربع سنوات وأنا على علاقة به .. علاقة حب رائعة ومميزة ربطت بين قلبينا .. وعلى ما يبدو كنت مخطئة لأن تصرفه الأخير أثبت بأنه لم يحبني يوما .. ليته لم يعدني بشيء فأنا أتجرع الآن مرارة وعوده التي لم يفي بها ..لم احسب حساب هذه اللحظة ولا اعرف ما الذي يحصل لقلبي المسكين فالعذاب يسكنه ولا يريد البوح بذلك .

تنهدت بقوة وهي تغالب دموعها فمازالت غير مصدقة بأنه تخلى عنها وصدمها بكل ما قاله ذلك اليوم .كيف سمح له قلبه بأن يتركها وينام .
- كيف تعرفت عليه؟.. هل يعمل في المستشفى ؟ .. من يكون ؟
شعرت دموعها تتسلل تدريجيا وهي مستمرة في البوح :
- جعلني أحبه رغما عني والآن تركني لأواجه حياتي .. لك يكن في دائرة أفكاري ولكنه أقتحم قلبي وحياتي بدون إرادتي ولم يكن لي يد في ذلك ..أحاطني بحبه وعاطفته واهتمامه .
أغمضت عينيها وقالت وكأنها تتذكر شيئا بعيدا :
- مازالت نظراته مختبئة في قلبي وكلماته الحنونة ترن في أذني .
نظرت لخاتمها وأكملت :
- هذا الخاتم الذي أضعه في أصبعي هدية منه يزيد من ألمي وعذابي ويذكرني به .. عاهدت نفسي وأقسمت أن يكون هذا الرجل لي .
وتنهدت بقوة وهي مستمرة في البوح بما كانت تخفيه عن صديقتها :
- كان يتمنى العيش بجانبي مدى الحياة .. وعدني بأن ينتظرني لنهي دراستي ونتزوج كما يريد والدي .. خدعني بقوة عينيه الساحرتين .أخشى أن يبقى حبه وجع مزروع في قلبي يتغّّّدى بالذكريات والحرمان .. كان لدي إيمان واعتقاد عميقين بأنه سيكون لي ولكن نبوءتي لم تصدق .
أمسكت بيدها وسألتها بتعاطف عن هويته :
- من هو الذي أوقعك بحبه ؟..فأنت غارقة لأذنيك
نظرت كاميليا لعيني نسرين المندهشتين وهي تسأل عن هويته رغم أنه أقرب ما يكون إليها . تهربت من الإجابة فلقد انتهى كل شيء بينهما وعليها أن تبدا بالنسيان ، أيدتها نسرين وطلبت منها ان تبذل بعض الجهد للتأقلم مع ناصر وتنسى حبيبها المجهول . ابتسمت وهي تقول لصديقتها عن مميزة ناصر الوحيدة وهي غيابه عن المنزل ، فهو يغيب منذ الفجر السبت ويعود ليل الثلاثاء أيام ويذهب إلى رأس تنورة مجددا . ضحكت نسرين وهي تقول :
- أنا مندهشة فلقد كنت أشك بأنك عاشقة فعينيك ترقصان من الحب .. بدوت متغيرة كثيرا وسألتك مرارا وكنت تكذبين شكوكي أنا وأمل كانت صحيحة .. وحتى الآن لا اصدق أنك اخفيت الأمر عنا يا شلاخة .
وبمرارة قالت لصديقتها :
- جرحني في صميم قلبي وهو يعلم بان قلبي بيته وهو يغفو فيه بهناء وراحة ..أشعر بأني سأموت .
ابتسمت وطمأنتها :
- لا احد يموت من الحب .
- هواه أسعدني في الماضي والآن أدفع الثمن .. ساتزوج من ناصر بعد ثلاثة أشهر على ابعد تقدير .

تنبهت إلى امتلاء القاعة بالمدعوات ، فتوقفتا عن الحديث وبدات المغنية تغني وعلا صوت الموسيقى وسط التصفيق والرقص والزغاريد . بعد ساعتين جاءت امل من جناحها الخاص تنزل السلم بتأني ودلال على إيقاع الموسيقى الكلاسيكية وكاميليا ونسرين وريم وندى ينثرون عليها اوراق الورد . رقصت كاميليا متناسية حزنها وجروحها ومن يراها يظن أنها سعيدة ولا يكدر حياتها شيء.

 
 

 

عرض البوم صور سنديان   رد مع اقتباس
قديم 15-09-10, 03:05 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 164090
المشاركات: 216
الجنس أنثى
معدل التقييم: سنديان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سنديان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سنديان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل 22

جلس عماد مع والدته وأخته في إحدى زوايا صالة منزلهم الكبير يتحدثون وهم يشربون الشاي في أمسية رائقة من ليالي الأربعاء ، تنبه لنسرين وهي تقول لأمها بأنها ستذهب مع أمل إلى السوق لشراء فستان لزواج كاميليا.
أحس بأن خنجرا أخترق قلبه فحبيبته ستتزوج والكل سيستعد لزفافها . اضطربت أنفاسه ونسرين تكمل كلامها :
- ستقيم حفلا عائليا في منزلهم .. فهي ما زالت غير مقتنعة بزوجها ولم تكن تود إقامة الحفلة لكن والديها يريدان ذلك .. حتى أنها لن تسافر ولن تتغيب عن المستشفى .. ستتزوج الأربعاء وستعمل السبت .
بلع ريقه والألم يأكل من روحه المتعبة ، فهو لم يرتاح منذ ذلك اليوم الذي جعله تخرج حزينة ومنكسرة . أخذ نفسا عميقا وسألها عن موعد زواج كاميليا وهو يحاول أن يكون طبيعيا برغم الشحوب الذي كسا وجهه أخبرته بأنها ستتزوج بعد شهرين في الأربعاء الثالثة من شهر شعبان .

مشى في شارع الخليج متجها إلى الدمام للقاء صاحبه في منزله . جلسا يشربان القهوة مع المكسرات . جلس مع صاحبه وتفكيره مع كاميليا وقلبه يؤنبه على تصرفه معها . تذكر دموعها وهي تذكره بمبادرتها لإنقاذ حبهما ، كانت قوية وشجاعة أكثر منه ، ومستعدة لإغضاب عائلتها والمخاطرة بردة فعلهم من أجله ، وهو لم يرد أن يخسر شيئا وخاف من الفضيحة وموقف عائلته . أخرجه صاحبه من دائرة أفكاره عندما قال وهو يلوح بيده أمامه :
- ما بك يا عماد .. لي ساعة أتكلم وأنت صامت ولم تنطق بحرف ..إلى أين وصلت ؟
تنهد بحسرة وقال :
- أنا بائس .. وجبان .. وحمار أيضا .
ضحك ساخرا وسأله :
- ومنذ متى ؟
عض على شفته وأخرج من صدره تنهيدة كئيبة فوبخه صاحبه :
- أنا لا أعرف لماذا تجبر نفسك على العيش بتعاسة .. أنت شاب لديك كل شيء فما الذي يجعلك بائسا ؟!..أنت تريد العيش بهذه الطريقة .. لا تريد الزواج ولا تسافر لتتنزه ولا تذهب لأي مكان .. ليس لديك سوى منزلك والشركة وأنا .
وارتفعت نبرة ماجد وهو يطلب منه أن يتزوج لينشغل بزوجته وعائلته وحياته الجديدة وأكمل وهو يتفحصه :
- أرى بعض الشعيرات البيض على جانبي رأسك يا مقرود .
قال عماد وهو يتحسس جبينه :
- هذا شيب الكرام .
- الشيب هو الشيب .. بلا كلام فاضي .
بلع ريقه وقال باستسلام بأنه طلب من أمه أن تجد له عروسا وسيتزوج بالطريقة التقليدية وكما تزوج جده من جدته . لا يريد فتاة يعرفها أو يحبها ويكفي ما جاءه من الحب . واستطاع ماجد أن ينتزع منه ابتسامة عندما أعلن له عن استعداده ليكون الخطابة . وجاء فيصل وقضى مع صاحبه بعض الوقت ثم توجهوا إلى المطعم وقبل أن ينتصف الليل اتصلت زوجة كل واحد منهم تسأل عن زوجها ، ما عدا عماد الذي أحزنه عدم وجود من يسأل عنه ويقلق عليه ويطلب منه العودة إلى البيت مبكرا

********

استيقظ عماد من نومه قرابة الحادية عشر عندما أتصل به ماجد يدعوه للذهاب معه لحضور حفل زفاف أحد أقرباءه الليلة فوافقه . خرج بسرعة من غرفته ليرى والديه ويخبرهما بقراره الذي أمضى طوال الليل وهو يفكر به . وجد والديه جالسان في إحدى زوايا الصالة ، فجلس بجوار والده وقال لأمه بلهجة هادئة لم تخلو من الحزن :
- ابحثي عن عروس مناسبة ..أريد الزواج بسرعة .
وسألته بحزم :
- هل أنت جاد هذه المرة ؟
وضع يده على خده وهز رأسه إيجابا .سأله والده عن مواصفات العروس فالتفتت إليه زوجته قائلة :
- وماذا يريد ؟ .. بنت حلال .. جمال ودلال وأصل وفصل .
تأفف الأب وقال :
- أنت لا تريديني أن أتكلم أبدا .. مابك يا امرأة ؟ .. هذا ولدي الوحيد ورأيي مهم في زواجه .
قبل عماد يد والده مؤكدا على أهمية رأيه ، وبدوره شكره ورشح له ريم فهو يراها مناسبة . لوت سميرة فمها وقالت لزوجها بسخرية :
- لم تأت بجديد .. منذ مدة وأنا أقول بأن ريم هي العروس المناسبة ولن يجد أفضل منها .
ابتسم عماد وأعلن موافقته ، لكن أمه سألته لتتأكد من رغبته :
-هل أنت واثق من اختيارك هذه المرة ؟.. عصر اليوم سأذهب إلى عمتك وأكلمها بالموضوع ولا أريد إي إخراج معها .. لا تفشلني .
******

وقف عمادأمام المرآة ليمشط شعره ويستعد للذهاب لزفاف قريب ماجد ، وهو ينتظر قدوم أمه التي ذهبت لتخطب له ريم . فكر بكاميليا التي ستتزوج وستعيش مع رجل غيره في بيت واحد ، أحس بضيق وهو يفكر بتفاصيل حياتها مع زوجها . تألم وهو يفكر بالفرصة التي أضاعها من بين يديه ، لو أنه نفذ خطتها لكانا الآن متزوجين ولو بعد فضيحة ، ولن يكونا أول شخصين يتزوجان بهذه الطريقة .أغمض عينيه بندم لم يستطيع منع نفسه من الشعور به . تذكرها فهي لا تفارق باله وتحل كفراشة بين ذكرياته وأيامه وأحلامه ، ونسيانها صعب وحياته مع امرأة أخرى هي السبيل الوحيد لنسيان الندم .
طرقت أمه باب غرفته ، دخلت وجلست على حافة السرير وقالت له بتذمر :
- عمتك أخبرتني بأن عادل تقدم لخطبة ريم من جديد .. رفضته أكثر من مرة ولم يستسلم .
وسألها باهتمام :
- وهل وافقت عليه ؟
لم تحسم ريم أمرها بسهولة . كانت حائرة بين عماد الذي تراه رجلا مناسبا بكل المقاييس ، فهو وسيم وناجح وليس له ماض مشين وسفر متكرر ، هو لا يحب السفر ولا مخالطة الكثرين ويقضي وقته بين العمل والمنزل ، وابن عمها عادل الذي يحبها منذ صغره ولم يتوانى عن التقدم لخطبتها رغم صدها ورفضها له ، وبرغم انتقادها الدائم لتهوره وتصرفاته الصبيانية إلا أنها لم تشك بحبه لها وبأنه سيفعل المستحيل دائما لإسعادها . ترددت وهي تستعرض الاثنين أمامها وخصوصا والديها تركا لها حرية الاختيار رغم ميل أمها ناحية عماد أكثر .
أنهت حيرتها وترددها بعد عدة أيام باختيار عماد ، وكان لخبر الخطوبة أثرا سعيدا على الجميغ أفراد العائلة والمقربين ، باستثناء عادل الذي أحس بمدى الصفعة القوية التي وجهتها له ابنة عمه بعد طول الانتظار ، كما أن كاميليا استقبلت الخبر بدموع حاولت منعها فهي مرتبطة وعلاقتها بعمادانتهت وليس من حقها الاعتراض على زواجه . سيتزوج من المتعجرفة ريم متناسيا وعوده وكلامه لها . متناسيا كلامه بأنه يراها زوجته المستقبلية وشريكة حياته وأم أولاده ، والمرأة التي أندفع نحوها بطريقة لا يفهمها ، وتأثيرها عليه مثل السحر الذي لا يستطيع فكه .

 
 

 

عرض البوم صور سنديان   رد مع اقتباس
قديم 15-09-10, 03:09 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 164090
المشاركات: 216
الجنس أنثى
معدل التقييم: سنديان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سنديان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سنديان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل 23




شعر عماد بألم في بطنه وهو يعقد ربطة العنق ، ويمشط شعره الأسود ويضع العطر في يده ويربت على وجهه وعنقه استعداد للذهاب إلى منزل عمته . نزل الدرج ببطء وأخته تستعجله . ركب سيارته بصحبة نسرين صامتا ، ورغما عنه تذكر كاميليا وعينيه تقع على خاتمه . أوصى قلبه أن يكتم دقاته وحنينه وأشواقه لها ، وكفى تفكيرا بها فالليلة سيتغير كل شيء . قالت له نسرين لتكسر الصمت بينهما :
- تبدو رائعا يا أخي .. وأوصيك بعدم الارتباك عندما تضع خاتم الخطوبة في أصبع ريم.
ابتسم وهو يتمنى أن يكون الحفل صغيرا ومقتصرا على العائلة ، فضحكت وطمأنته :
- العائلة وبعض الصديقات فقط .. لا تقلق .
تأفف فهو لا يرى داعيا لإقامة حفلة للخطوبة فزواجه قريب . كان يريد الزواج قبل شهر رمضان فطلبت منه أخته أن يختار تاريخا مختلفا عن موعد زواج كاميليا المقرر في الأربعاء الثالثة من الشهر . تنهد بأسى وعينيه على الميدالية الزجاجية المعلقة في مرآة سيارته وقال :
- ليكن الأسبوع الذي يلي زواجها إذن .
توقف إمام محل الزهور بناء على طلب أخته التي نزلت معه لاختيار باقة ورد جميلة يقدمها لخطيبته ، لم يرد أن يختار ورودا مشابهة للورود التي كان يشتريها لكاميليا فاشترى ورودا زهرية اللون وابتسم وأخته تقول له ضاحكة :
- يجب أن تكون رومانسيا لتملك قلبها .

انطلقا إلى منزل العمة نورة ، دخل هو إلى المجلس الرجال وسلم على الجميع وأتخذ مكانه بجانب صديقه ماجد ، وبدأ بمراسيم عقد القرآن وأصبحت ريم زوجته أمام الله والناس ، وبقيت كاميليا ذكرى في القلب فقط لا يعرف بها أحد سواه . أحس بأنه سيختنق وهو يتذكر ما قالته له يوم خروجها من منزلهم وأنقده اتصال ندى تدعوه للدخول فالجميع بانتظاره . دخل الصالة وأختيه باستقباله ونهضت أمه بسرعة لتعانقه وكذلك فعلت عمته ، وجلس بجوار ريم التي بدت بغاية الجمال ، وترتدي فستانا أسود تملؤه ورود حمراء ، ووردة حمراء على جانب شعرها الكثيف الذي غطى كتفها العاريين ، وبدأ الجميع يوف لهما التهاني . وضع الخاتم الخطوبة الماسي في يد ريم ، والتقطا عددا من الصور ثم خرج معها لتناول العشاء خارجا . ركبت بجواره في السيارة وسألها عن المطعم الذي تفضله ، فأجابته بابتسامة :
- المطعم اللبناني .
وصلا إلى مطعم في الخبر وبدءا يأكلان بصمت قطعته ريم عندما سألته :
- أخبرتني أمي بأنك تريد الزواج بسرعة .
أجابها بابتسامة :
- منزلي جاهز ومؤنث بالكامل ولم يبقى غير أثاث غرفة النوم .. لقد جلبت رسام إيطاليا ليرسم اللوحات في أسقف المنزل كلها .
عرض عليها فكرة الزواج في نهاية شهر شعبان فوافقت ، وقالت له مستدركه :
- أود أن أسافر لشهر العسل .
- بما أن شهر رمضان سيكون على الأبواب فدعينا نؤجل السفر قليلا .
انتهت سهرته مع ريم في الواحدة عندما أوصلها لمنزلها وعاد إلى المنزل ووجد والديه وأخته في الصالة ينتظرونه ليستمعوا لردة فعله وانطباعه عن أحداث هذه الليلة ، لكنه فاجأهم عندما صعد لغرفته وسط اندهاش أمه تأففت وهي تقول لزوجها :
- ابنك هذا سيجنني وبسببه سأموت قبل أواني .. لقد احترت معه فلا قبل الخطوبة ولا بعدها .. حالته لا تتغير وعليه أن يستثير طبيبا نفسيا لأني تعبت منه .
تنهد حسن بصمت كعادته ، فغضبت سميرة وقالت له :
ولماذا أنت ساكت ؟.. أنا أعطيك الفرصة الآن .. غرد وسمعني .
بلغ ريقه ووعدها بأن يتحدث معه فهو الآن متزوج من ابنة أخته وعليه أن يكون لطيفا معها .

لم يستطيع عماد النوم بسهولة وهو يفكر بكاميليا رغما عنه . هي متزوجة ولا تقربه بأي صلة ولا تربطه بها أي علاقة ، لا حب ولا صداقة ولا أي شيء آخر . أحس بالشوق لرؤيتها ولسماع صوتها ، وتمنى لو يراها من بعيد بدون أن تعلم به ..ولكن كيف ؟ فلم تعد تزور أخته في البيت كما مضى فالعمل التدريبي يشغلها . نام وهو يفكر بها ويحاول تشتيت ذهنه عنها .
خرجت نسرين من المنزل ومرت بكاميليا وتوجهتا سويا لزيارة أمل في منزل العمة نورة ، استقبلتهما في غرفة الاستقبال العلوية . جلسن يتحدثن وهن يشربن الكولا المثلجة مع رقائق البطاطس ، وتحدثن كثيرا في أمور شتى بدأت بعلاقة كاميليا بناصر وانتهت بالحبيب المجهول ، قالت أمل وهي تضحك :
- وكيف استطعت إخفاء الأمر عنا .. لا بد أنه سحرك .
تنهدت وهي تعبث بشعرها ، وقالت بأسى :
- كنت مستعدة لفعل أي شيء لينتهي بنا الأمر سويا .. كنت سأضحي بأشياء كثيرة .. لكنه رفض فكرتي .
سألتها نسرين بخوف بان واضحا من نبرة صوتها :
- ألم تتورطي معه ؟
بلعت ريقها وأغمضت عينيها للحظة وكأنها تبتلع علقما ، ثم قالت مدافعة عن حبها :
- كنا نلتقي في مطعم المجمع وبرغم من تواضعه الشديد كان أجمل مطعم في الدنيا بالنسبة لي .. لقد عرضت عليه فكرة إيهام عائلتي بهروبي معه لنتزوج بعدها ولكنه رفض .
- ستحدث فضيحة كبيرة .. وستذهبين في ستين داهية .
لوت فمها وقالت مدافعة عن نفسها وعن حبها :
- يقول هتلر (لا كرامة في الحب ولا في الحرب )
تنهدت نسرين وقالت :
- بلا هبل .. وحاولي أن تنسي .
وقالت لها أمل موبخة :
- حبك له وصل إلى مرحلة مؤذية وكنت سترتكيبين حماقة ستدفعين ثمنها طوال حياتك .. ودعي هتلر عنك فهو انتحر في النهاية.
- لن أكون أول فتاة تتزوج بهذه الطريقة .
- تذكري بأن الحب يجب أن يرفع من شأن الإنسان لا أن يفضحه .. عليك أن تعطي ناصر فرصة .. أفتحي قلبك له .
شربت كاميليا رشفة من الكولا وقالت بغضب :
- لا أستطيع أن أفتح له قلبي .. لا أستطيع أن أتخيل بأني سأعيش مع نذل ومنحط وسافل في بيت واحد يشاركني سريري وطعامي وحياتي .. أنا أرغم نفسي على الجلوس معه لساعة واحدة وأشعر خلالها بالغثيان ..أكرهه وأشعر بالنفور منه .. منذ خطوبتنا وأحاديثه مقتصرة على ما يعرفه من فساد أخلاقي وانحطاط على وجه الأرض.. لا يوجد فاجر في البلد لا يعرفه .. ولا مدمن أو سكير إلا والصدف جمعته به .. ولا امرأة لم تتحرش به ولم تغازله .. والفتيات يحمن حوله وهو يصدهن كما يقول .
وشربت بقية كولا دفعة واحدة وقالت بقرف:
- يقول بأن أصحابه في أمريكا كانوا يدعوه إلى ملاهي القاذورات والدعارة وذهب معهم على مضض .. لقد تجرأ وقال لي بأنه شرب حتى السكر في أحد الملاهي الليلة احتفالا بحصوله على شهادة الماجستير .. وعندما أخبرت والدي بذلك .. قال لي بكل بساطة بأنه طيش الشباب أثناء الغربة والسفر وليس من حقي محاسبة خطيبي أو زوجي على الماضي .. لماذا يسامحون السفلة الذين يسافرون إلى الخارج والله وحده يعلم بأفعالهم هناك ولا يسامحون على سبيل المثال امرأة مطلقة اختارت العيش بكرامة بعيدا عن رجل يسبب لها معاناة فتحيط بها الشبهات والأقاويل .
ذرفت كاميليا مزيج من دموع الظلم والقهر والانكسار ، نشجت بالبكاء وهي تشعر بأن الدنيا تظلمها ، وكلما أرادت أن تبدأ حياتها بعيدا عن حبيبها المجهول تصدها . وما أخبرها به ناصر عن ماضيه جعل نظرتها سوداوية للحياة التي تنتظرها معه ، ولذا طلبت من خالها أن يسأل ويتحرى عنه لتستعد للحياة التي ستعيشها معه . بقدر ما كانت سعيدة مع عماد ، هي الآن تعيسة دونه . قالت لها نسرين :
- هوني عليك فلا يوجد رجل يستحق الأسف .
صبت لها مزيدا من الكولا وقالت لصديقتها بأن حبيبها المجهول كان مختلفا عن البقية والآن أصبح في نظرهم مثلهم ، كاذب ومخادع وحقير .
************

بدأ عماد بالخروج بصحبة خطيبته للتجول في أرقى محلات الأثاث لاختيار غرفة النوم ، وقع اختيار ريم على غرفة خشبية راقية بلون الخشب المعتق ، وأريكة مناسبة ومرآة كبيرة ، ومن ثم ذهبا لمحلات أقمشة المفروشات من أجل تفصيل ستائر مناسبة لها . وبعد ذلك عادا لاصطحاب العمة نوره معهما لرؤية المنزل الذي كان لكاميليا والآن أصبح لريم ، بانقلاب عاطفي من الدنيا التي أبت جمعهما معا . أعجب المنزل بديكوراته وأثاثه وألوانه ريم وشعرت براحة كبيرة لأن عماد أثثه بالكامل فهي ليست متفرغة للتأثيث ولا تعلم بأن هناك من أسهم في تأثيثه وكان دافعا لخطيبها ليقوم بكل شيء بسرعة .

كانت ريم سعيدة بزواجها من عماد فهو شاب مثالي بنظرها ، لكنها تنزعج من بروده معها وصمته الدائم . هو سارح ولا يحب الخروج كثيرا ويقضي وقته في العمل وقراءة الجرائد ومشاهدة التلفزيون وأحيانا يلبي دعوات رجال الأعمال . كانت تقول لأمها دائما بأنه جاف معها وكأنه مرغم على الزواج بها ، وأمها تطمئنها بأنه شاب خجول وفترة الخطوبة قصيرة والحب يأتي بعد الزواج ، وستعرف معنى المشاركة عندما يضمهما بيت واحد .

 
 

 

عرض البوم صور سنديان   رد مع اقتباس
قديم 15-09-10, 03:14 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
عاشقة ليلاس



البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7104
المشاركات: 38,769
الجنس أنثى
معدل التقييم: Eman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 25417

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Eman غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سنديان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

هلا أختي..
شكرا الك على الرواية..
تنقل لمكانها المناسب..

 
 

 

عرض البوم صور Eman   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبه اميرة المضحي, ليلاس, الملعونه, اميرة المضحي, القسم العام للقصص و الروايات, روايات و قصص, روايات كاملة, روايه الملعونه كاملة, روايه خليجيه, قصه مكتملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:45 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية