كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
إلى أخرى وقد تملكها القلق . هذا ليبس أنصافاً ، فهي لم تكن زوجة لمارك ،ولا تستحق كل هذا الكرم؟
شعرت بالاضطراب ،وبحاجة إلى ما يشغلها ففتحت أحدى حقيبتيها وأخذت تفرغها .
انتهت أخيراً من إفراغ الحقيبتين ،ورتبت ما أحضرته معها في المكان المناسب .كانت تشعر أنها تخلصت من اضطرابها وصممت ،في الصباح ،على أن تتصرف بإيجابية،فقد وجدت أن داكر يحتاج إليها فهو شاذن بحاجة إلى شخص يعتمد عليه ويثق به . . .شخص لا تنفره عزلة المكان .وبفطنته وحساسيته البالغة ،رأى فيها الكفاءة اللازمة لتقوم بهذا العمل .
وفجأة ،أخذت تشعر بتحسن بالغ لكن الخجل منعها من أن تفكر في مغادرة غرفتها قبل الثامنة إلا عشر دقائق وتذكرت أنه تركها لترتاح . . .ولم تكن تشعر بحاجة إلى ذلك ،لكن . . . نظرت إلى الهاتف في غرفتها وفكّرت في الاتصال بأختها لتخبرها بوصولها بالسلامة ،لكنها قاومت هذه الرغبة فبيلفيا تنعم بحياة مختلفة الآن ،وبالرغم من مشاعر المحبة التي تجمعهما ، صممت جوسي على أن تدع أختها تستمتع بسنة زواجها الأولي من دون أن تفكر فيها أو تقلق عليها .
منتديات ليلاس
وهكذا وبعد أن عدلت عن هذا الأمر ، عادت بتفكيرها إلى استقبال داكر . . . وقوله لها :" لابد أنك متعبة بعد رحلتك هذه ".
ومن تكون هي حتى تناقشه ؟ وارتسمت على وجهها ابتسامة ،وهي تخلع حذائها وتصعد إلى السرير بعد أن طوت غطاءه المطرز. ما ظنت أنها ناعسة ،لكن الفراش كان مريحاً للغاية وآخر ما فكرت فيه قبل أن تنام هو أن مدينة مثل " سومير" بقصرها الأثري البديع على ضفاف اللوار ، أطول نهر في فرنسا ،لا تبعد أكثر من نصف ساعة في السيارة عن منزل داكر.
استيقظت جوسي مجفلة لتجد أن الساعة قاربت السابعة ألا ربعاً. رباه. . .وهي التي لا تنام كثيراً في العادة ! تثاءبت ،وهي تفكر في أن السبب يعود إلى جوّ هذا المكان الممتع .ثم تذكرت أن موعد العشاء في الثامنة .ومع أنها قد أكلت وقت الغذاء ما يكفيها طوال النهار ،بدأت تشعر بالجوع .ولا بد أن ذلك يعود إلى الجوّ السحري أيضاً.شاذن
كانت في الحمام عندما راحت تفكر في ما تلبس .ما هذا ؟ لا بد أنه ذلك السحر مجدداً ،فهي عادة لا تطيل التفكير في ما تلبسه.
وفي الثامنة إلا عشر دقائق ،كان شعرها الأشقر الطويل مسّرحاً ،وزينة وجهها كاملة ،وقد ارتدت ثوباً صوفياً ناعماً بلون المشمش ،واستعدّت للنزول إلى غرفة الطعام ،ولسوء الحظ ،وبالرغم من أنها شعرت بالجوع عند السابعة والنصف ،إلا أنها لم تعد جائعة الآن ،بل هي الآن تفضل البقاء دون طعام حتى الفطور في صباح اليوم التالي. وفي الثامنة إلا خمس دقائق ندفعها الأدب والسلوك الحسن الذي يعتبر عد المحافظة على مواعيد غلطة شنيعة ، إلى مغادرة الغرفة .
شعورها بالحاجة إلى التمسك بحاجز السلم عند نزولها ،وإلى التشبث به ،أصدر صوتاً خافتاً نبّه داكر ،فتزامن خروجه من الباب غرفة الاستقبال مع وصولها إلى أسفل السلم . لفتتها النظرات التي رمقها بها وهو يتقدم نحوها ،فأرغمت نفسها على إكمال طريقها . شاذن
قال مسروراً:" الراحة أفادتك".
|