كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
2 – ولادة الغضب
- لابد أنك متعبة بعد رحلتك هذه ، سنترك أمتعتك حتى تتناولي بعض المرطبات ،وشيئاً من الطعام . . .
قال ذلك ،وسواء أكانت خجلى أم لا ،فقد فقد اضطرت إلى مقاطعته:" لقد تناولت الغذاء في " أنجي".".
ثم أضافت بسرعة خوفاً من أن تحرجه :" لكنني أود شرب فنجان من الشاي".
وتذكرت أنها في فرنسا ، فتراجعت قائلة :" أو قهوة".
- نحن أيضاً في فرنسا نشرب الشاي.
قال ذلك مازحاً وقد انتبه إلى ما بدا عليها من قلق :" وأنا واثق من أن مدبرة منزلي قد سبق وأن وضعت الإبريق على النار".
رافقته جوسي على الطريق المرصوف بالحصى ،وقد بدأت تشعر بالراحة ،بسبب مزاحه على الأرجح .دخلا إلى ردهة أنيقة ، ثم صعدا سلماً رائعاً انتهي إلى فسحة تشبه الهلال.
سألها بطريقة عفوية :" هل مرت الرحلة دون متاعب ؟".
أجابت بأدب وهي تسير إلى جانبه :" نعم، شكراً".
مرا بأبواب عدة مغلقة إلى أن وصلا إلى الباب مفتوح يفضي إلى غرفة استقبال ولابد أن داكر كان يستريح فيها عندما سمع صوت سيارتها .
وقبل أن يدخلا الغرفة ،برزت سيدة أنيقة في منتصف الخمسينات من عمرها وتمتم داكر وهو ينتظر وصولها إليهما :" إنها مدبرة منزلي".
اعتادت جوسي أن تكون متحفظة مع أولئك الذين تتعرف إليهم للمرة الاولي ، ولكن عندما احمر وجه " أغاثا أودوان"، ورأت جوسي فيها خجلاً يماثل خجلها هي ،شعرت بالحاجة إلى طمأنتها ،فقالت بالفرنسية وهي تمد يدها إليها باسمة :" كيف حالك مدام".
منتديات ليلاس
وكان ردّ مدبرة المنزل ابتسامة ومصافحة وجواب سريع للغاية بحيث لم تفهم منه جوسي حرفاً واحداً نلكن عندما التفتت إلى داكر ،رأته ينظر إليها وكأنها شيء ما فيها قد أسره .وقبل أن يراودها أيّ شعور بالقلق لما عسى أن يكون ذلك الشيء راح يعطي " أغاثا" بعض الإرشادات ،فهمت منها جوسي اسمها هي أيّ مدام بوميير .
أكملت أغاثا طريقها ،بينما أشار داكر إلى جوسي بالدخول إلى غرفة استقبال رائعة ،ذات سقف عالٍ،كانت مؤثثة بشكل فاخر أنيق ،بسجادات سميكة وأثاث فرنسي قديم الطراز ،قال :" لن تتأخر "أغاثا"في إحضار الشاي ".
ودعاها للجلوس على أحد المقاعد الجميلة العالية الظهر .وعندما توجّهت نحو أحدها وجلست عليه ،أدركت أنه طلب من " أغاثا" إحضار بعض مرطبات .كما أدركت أن داكر بانشرو ليس بالرجل الذي يتظاهر بعدم ملاحظة شيء تنبه له ،قال حالما جلس قبالتها :
- بدت عليك الدهشة ،يا جوسي ،عندما أشرت إليك باسم " مدام بوميير"؟
ما إن طرح عليها هذا السؤال ،حتى تمنت لو لم تأت . . لكنها عادت وتداركت الأمور وتمالكت نفسها .ما هذا ؟ أهذه هي طريقة في بدء حياة جديدة ؟ أتهرب عند أول عقبة ؟ أو عند سماع كلمة واحدة تلمس
|