كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
للتحقيق ويمكنها أن تقول لأي مستخدم جديد بأن عمل لها كان العناية بالخيول في فرنسا ، وستكون صادقة . . .ابتسمت جوسي لأحلامها الطائشة هذه ،فهي لم تبدأ العمل بعد ،داكر لا يملك سوى حصانين لكنهما يعيشان في إسطبل على كل حال .وقررت أن تكون عملية أكثر مما هي عليه الآن .
استمرت في قيادة سيارتها ،شاعرة بمرح لم تشعر به منذ زمن طويل .لكن حين وصلت إلى مدينة " أنجي" الكبيرة ،وتبددت ثقتها بنفسها التي اكتسبتها حديثاً .فمدينة " سومير" وضواحيها ما زالت بعيدة حوالي الساعة. لم يكن لديها أيّ فكرة عن موعد تناول الغذاء في منزل داكر ،لكنها لم تشأ أن تصل في وقت غير مناسب ،وبالرغم من أنها لم تر داكر منذ ستة أشهر ،إلا أنها ما زالت تذكره بوضوح ،فهو طويل القامة ،أسود الشعر، رمادي العينين، أنيق المظهر، في الثلاثينات من العمر .كما يبدو محنكاً وصاحب خبرة . . . وهذا ما جعل الخجل يتملكها من جديد. تركت سيارتها في موقف سيارات في " أنجي" وراحت تتجول في أنحاء المدينة .ثم تشّجعت ودخلت مقهي وطلبت ما ظنت أنه شطيرة لكن ،ونظراً لفرنسيتها الركيكة ،تبيّن لها أنها طلبت نصف رغيف خبز فرنسي محشوّا بكل ما يخطر في البال .
منتديات ليلاس
خجلت من أن تتركه ،ولكنها لم تعرف كيف تأكله .وفجأة ،أخذت تشعر بالغضب من نفسها ،فهذه حياتها الجديدة .وهي الآن إنسانة جديدة .
عندها ، أمسكت بالخبز الفرنسي بكلتا يديها وراحت تلتهمه .
وصلت إلى " سومير" بعد الثانية والنصف . وعند الثالثة والربع ، وتبعاً للإرشادات التي أعطيت لها ، أوقفت سيارتها أمام باب المنزل .ولعل كلمة منزل لا تصف ما رأته .فقد كان المبني أقرب إلى القصر منه إلى المنزل ،مما يدل أن داكر ينحدر من أسرة ثرية .كان المنزل منتصباً وسط الأراضي والمروج ،دون أيّ أثر لبيوت أخرى حوله . . . أسرته عزلته الرابعة ،وراحت تتساءل عما إذا أخطأت في أتباع الإرشادات ،وخرجت من سيارتها حاملة في يدها تلك الإرشادات .وبعد أن نقلت نظرها من الواجهة الأمامية البيضاء ،والنوافذ العديدة الواسعة ،والمبني ذي الطابقين نظرت إلى الطريق المنزل الواسع وإلى الفناء الفسيح والغابة الصغيرة خلفية ،ثم عادت تتصفح الإرشادات .
عند ذلك ،اكتشفت أنها لم تخطئ ،كما لم تعد تحتاج إلى مراجعة الإرشادات إذ سمعت صوتاً يناديها :" جوسي".
فرفعت بصرها ،إذا بالارتياح يتملكها ،وهي تجيب :" داكر".
اعتراها الخجل عندما خرج من المنزل رجل فرنسي طويل القامة ،يرتدي بنطلوناً وقميصاً وكنزة خفيفة نحوها ليستقبلها .
تهذيبها الغريزي تغلب على خجلها ،فمدت يدها الناعمة نحوه .لكنها أدركت أنها في فرنسا ، حقاً عندما تجاهل يدها الممدودة ،ومدّ إليها يديه الاثنتين ،قائلاً:" مرحباً بك في منزلي".
وابتسم وراحت عيناه تنتقلان بين شعرها ووجهها وملابسها التي بدت مشابهة لملابسه ،فقد ارتدت بنطلوناً وقميصاً وكنزة خفيفة.
شعرت جوسي بيديه على ذراعيها وهو يدنيها منه ، فحاولت ألا تجزع وإذا بها تكتشف أن بنيته رياضية ،وصدره عريض ،ثم أحست بلمسة جلده على جلدها عندما قبل وجنتيها .
شعرت بحرارة غريبة في جسدها ،وبحاجة إلى تنشق الهواء ،ورغم علمها بأن هذه هي طريقة الفرنسيين في تحية أقربائهم .
دفعته عنها .ولما رأت التعبير الذي ارتسم على وجهه من جراء تصرفها هذا ،شعرت بالحرج وتمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها .لكن وبسبب القرار الذي اتخذته بأن تصبح إيجابية ،استطاعت أن تبتسم .وعندما أبعد يديه عنها ،قالت :" أنا مسرورة لوجودي هنا".
وتمنت أن تكون الوحيدة التي أدركت كم أربكها تقبيله لها على وجنتيها .
***********
نهاية الفصل الأول
|