كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
هي ،في الواقع ،تجهل السبب الذي دفعها لارتداء هذا البنطلون ،ربما السبب أنها اعتادت أن ترتدي هذه الملابس حين تأتي إلى الإسطبلات .لكن الشوق والرغبة طهرا على الفرس . وعندما ازداد تألق عيني جوسي وجدت نفسها تسأله :" وهل يمكنك أن تنتظر ؟".
فقال لها برزانة :" سأنتظر".
وبعد لحظات ،ساعدها على امتطاء الفرس .
وانتظرها . . . وعندما عادت ،وحمرة خفيفة تصبغ وجنتيها الشاحبتين، ساعدها على رفع السرج عن الفرس والاهتمام بها ،قبل أن يعودا إلى بيتها . حين وصلا إلى البيت، أخذت تتساءل إن كان عليها أن تدعوه إلى الدخول نلكن الخجل عاد يتملكها ،وترددت في أن تستقبله في بيتها مجدداً . ومن باب التهذيب ،أوشكت أن تدعوه ،لكنه قفز من السيارة واستدار ليفتح لها الباب .وعندما نزلت من السيارة معه للحظة على الرصيف طلب منها أن تفكر في اقتراحه :
- فكري ،جوسي .أنا بحاجة إلى شخص أثق به كي يعتني بجيادي .
منتديات ليلاس
حاولت أن ترفض :" أنا".
لكنه قاطعها بسرعة :" فكري في الأمر جيداً .فإذا شعرت برغبة في العمل ،لفترة قصيرة ،ستة أشهر مثلاً ،فكري في هذا".
- أنا . . .
وأوشكت أن ترفض مجدداً فقال :" أكاد لا أتواجد هناك ،وغالباً ما لا أقصد المنزل في العطل الأسبوعية".
وأضاف باسماً :" وسأطمئن لأن أحد أفراد أسرتي هناك" .
ما أجمل ما قاله ! وسمعت نفسها تجيب :" سأ . . . سأفكر في الأمر". ورحل داكر وأخذت تفكر في الأمر حتى الصباح حين عادت بيلفيا إلى البيت بعد أن أمضت عطلتها الأسبوعية مع صديقة لها .لم تكد تطلع بليفيا على زيارة داكر حتى جاء لاثام يسأل عنها .فأخبرتها بيلفيا ، وهي تتمايل ولاثام إلى جانبها ،بأنهما سيتزوجان .
شهقت جوسي مذهولة .وفيما بعد ،طلعتها أختها على محاولات أبيها لدفع لاثام إلى استثمار أمواله في شركته، وعلى خططهما للزواج . وبذلك .لم يعد يتسنى لها التفكير في داكر واقتراحه بالسفر إلى فرنسا للعمل معه . وبعد خمسة أيام ،وفي شهر أيلول ، وبعد جولة في الأسواق وبعد جملة الاستعدادات تزوج لاثام وبيلفيا .بدت بيلفيا عروساً متألقة ، في حين بدا لاثام وكأنه لا يصدق أنها وافقت على زواج به . ومن أجل بيلفيا وحبها لها ،سيطرت جوسي على خجلها لتكون وصيفة العروس ،ولم يتنبه سوى بيلفيا ولاثام إلى جوسي هي في مركز رئيسة شرف وليس وصيفة عروس كونها كانت متزوجة .
لم تخبر جوسي أباها قط أنها تزوجت مارك .كما لم تقدّمه له يوماً . أرادت أن يرافقها مارك إلى البيت ذات يوم ،لكن أباها تصرف بتكبر وتعجرف ورفض أن تحضر إلى منزله سائس خيل .كانت عواطف جوسي نحو مارك أعظم من أن تجرحه باستقبال غير لائق ولكنها لم تكن تعرف ، حينذاك ،أن نفور مارك من الناس جعله يختار هذه الحياة البسيطة بينما هو في الواقع يتحدّر من أسرة ثرية جداً .ولم يخبرها مارك عن عمل أبيه ،كما لم يعلمها بأنه لا يحتاج إلى العمل على الإطلاق إلا إذا شاء ذلك . لم يخبرها بكل هذا إلا بعد زواجهما ،وهما
|