- لم أدرك ما يحدث لي بالضبط . إنما أعلم الآن أنه ن عندما جئت إلى انكلترا في أيلول الماضي ، واقترحت علّي العودة إلى ركوب الخيل ، وغضبت منك اعتبرتك " داكر بانشيرو" وليس ابن خالة مارك وحسب .
- أرجوك لا تتوقفي عند هذا الحد ن يا زهرتي ، مهما كان الأمر .
ضحكت جوسي ، وعندما راح الرضا يتملكها لحب داكر لها ، ولحذره البالغ ورقته وحنانه ، تخلّصت من بقايا خجلها لكي تخبره بصراحة :" لقد أغضبتني وأضحكتني . لا ، بل جعلتني أشعر بالتمرد . . . كنت أحمل شعوراً ما نحوك في أعماقي حتى أنني أخبرتك بأسرار ظلت مدفونة في أعماقي منذ كنت في الخامسة عشرة من عمري . . . أسرار لم اخبرها لأحد من قبل".
منتديات ليلاس
فقال براقة :"لقد تساءلت عن ذلك وعما إذا كنت تثقين بي وعما إذا كنت تثقين بي أكثر مما وثقت بمارك . . . أم أنني كنت عديم الأهمية بنظرك بحيّث لم تهتمي بما أعرفه عنك ؟ ولهذا ، يا صغيرتي ، ابتعدت عنك معظم العطلة الأسبوعية . . .حتى قررت ألاّ أعود إلى البيت في العطلة التالية".
- ولكنك عدت .
- نعم ، وشعرت أنك بعيدة عني لأنك أمضيت معظم أوقاتك مع الجوادين . وبعد ذلك بأسبوعين ، دعوتك إلى نادي الفروسية ، فقلت لي بغطرسة إنه سبق أن زرت المكان .
- بغطرسة ؟
فرد ضاحكاً :" أنا حساس . ظننتك خرجت مع ذاك البيطري العين".
- هذا غير صحيح ! هل كنت غيوراً ؟
- غيور للغاية . وكنت قد أعطيت تعليماتي لفرانك وجورج بأن يحرساك كابنتيهما أثناء غيابي وسرعان ما شغفا أيضاً بالأرملة الإنكليزية الصغيرة . وهكذا كنت مطمئناً إلى أنه ما من أحد يزعجك أثناء وجودك في أملاكي.
وأبتسم لها متابعاً :" لم يخطر في بالي أن الجوادين سيحتاجان يوماً لبيطري ، وبدأت أفقد عقلي كلما فكرت فيه وفيك . . . لكن ، في الوقت نفسه اضطررت إلى الاعتراف بأن الوقت . . .لم يحن بعد . . . كي نجتمع معاً . وقررت البقاء في باريس أثناء العطلة الأسبوعية التالية".
فقالت بهدوء :" لكنك عدت يوم الجمعة ".
- لم استطع البقاء بعيداً في ذكرى زواجك السنوية . لم أحتمل فكرة أنك وحيدة وتعسة .
- هل جئت خصيصاً . . . ؟
- ألم تدركي بعد ، مقدار حبي لك ؟
فصرخت بضعف :" أواه ، يا داكر ".
فقال بصوت خافت :" تألمت بما فيه الكفاية ، يا صغيرتي".
وقبلها برقة قبل أن يتابع قائلاً بشيء من المرح :" وأنا أيضاً كنت أناضل باستمرار لأخفي حبي لك ، وبدأت أعصابي تنهار ، وخفت من الانفجار والاستسلام في أي لحظة . وخشيت أن أدمر ما كنت أطمح إليه إذا ما ضممتك إليّ وأخبرتك بشعوري نحوك".