كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
نظرت في عينيه وقد شغفها حبه . لا يهم ما يحدث اليوم ، حتى لو كانت الأمور التي سيناقشانها تتعلق بطلاقهما وبعودتهما إلى بيتها .فهي لن تندم ، إذ جعلها تشعر بأنوثتها ، وتدرك أنها امرأة ، وأحسّت فجأة بغصة منعتها من الكلام ، فاكتفت بأن هزت رأسها نفياً .
لكنها أعطته الجواب الذي أراده ، فوضع ذراعه حول كتفها وضمها إليه للحظة ثم قال :" لنذهب ونرى الجوادين في المراعي".
وهكذا توجّها من فناء الإسطبل إلى المراعي وذراعه حول كتفها.
كانا على وشك الوصول ، عندما جمدت جوسي في مكانها ، فوقف داكر أيضاً . قالت ببطء :" هنالك ثلاثة جياد ".
- هل أنت واثقة ؟
تنبهت لنبرة المزاح في صوته ، فالتفتت إليه ثم نقلت نظراتها بسرعة إلى المرعى حيث الجواد الثالث . . . حين سمع هذا الجواد الأصوات التفت ، وتوجه نحوها خبباً ، يتبعه نينا وسيزار . وامتلأ قلبها بهجة . هتفت جوسي وهي تهرع راكضة :" هيثي ! أواه ، داكر . . .هذه هي المفاجأة إذن".
لاقت هيثي عند سور المرعى . وانحنت عليها تحتضنها وتقبلها . . .كما ربتّت على سيزار ونينا عندما ركضا نحوها ، قبل أن تعود إلى هيثي تناجيها بصوت منخفض :" كيف وصلت إلى هنا؟".
ثم انتبهت إلى داكر الوقف إلى جانبها :" أتذكرين العمل الذي خرجت من أجله الليلة الماضية ؟".
- هل وصلت هيثي الليلة الماضية ؟
- المكالمة التي تلقيتها أفادتني أن هيثي قد وصلت إلى أنجي . . .وقبل أن أعود إليك ، يا صغيرتي ، كان علّي أن أنتظر وصولها ،ونقلها إلى الإسطبل .انتظرت حتى تأكدت من أنها بخير وأنها سعيدة مستقرة .
قالت برقة :" آه ، داكر".
إنها لا تكاد تصدق أن هيثي هنا . . . لأن داكر قد أحضرها . . .وأنجز كل شيء الليلة الماضية . وانزلقت يدها عن عنق الفرس .
وبعد أن أطعم الجياد السكر ، عادت راكضة إلى الظل ، سألته جوسي :" ولكن . . .لماذا ؟ ".
- لماذا ؟
واستدار نحوها وقد بان على ملامحه الجد البالغ ، وأضاف :" وهل هناك سبب آخر سوى رغبتي في ألا يبعدك عني شيء ولو كان بالتفكير يا عزيزتي ".
سألته مذهولة وقد أخذ قلبها يخفق بسرعة :" يبعدني عنك بالتفكير" .
نقل داكر نظراته إلى المقعد الخشبي حيث اعتادت الجلوس لمراقبة الجياد ، قال :" دعينا نجلس . فقد قلت لكِ إنّ لدينا أموراً مهمة علينا أن نناقشها".
اتجهت معه نحو المقعد وقلبها يخفق خوفاً من الجد البادي على ملامحه ، إذ خطر لها أنّ تلك الأمور بالغة الأهمية حقاً . آه ، يا إلهي ! . . .شعرت وكأنها كتلة من الأعصاب المتوترة .شاذن
|