كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
8 – أنت حياتي
استيقظت جوسي في الصباح , لتجد أن داكر قد خرج. وكانت الشمس ترسل أشعتها عبر النافذة, ففتحت عينيها على شعور بالرضا و البهجة . تحركت إلى حيث كان داكر نائماً ووضعت رأسها على وسادته.
تذكرت روعة حبه ورقته. . . وغمرها فيض حبها له. يا لشدة اهتمامه ورعايته لها, وطول صبره! ويا لروعة علاقتهما السحرية تلك! ولم تكن باردة جنسياً كما ظنت . . . ليس معه هو ,حبيبها وزوجها.
أغمضت عينيها وأخذت تتذكر حبه وخبرته. . . وكيف حاولت ألا تصرخ ألماً, لكنها لم تستطع منع نفسها من أن تشهق .
فهمس وهو يضمها إليه حتى هدأت ))سامحيني يا حبيبتي ))
وفتحت عينيها, أتراه يهتم بها إلى هذا الحد؟
وأخذ قلبها يخفق. إنه زوجها قولا وفعلا. وفجأة, تبادر ‘إلى ذهنها سيل من الأسئلة و الأفكار جعل بقاءها في السرير مستحيلا ً.
لم تجد جوابا على تساؤلاتها . . . وبعد أن اغتسلت و ارتدت ملابسها, أحست بأنها لا ترغب في التفتيش عهنه, إذ لا زالت تشعر نحوه بشيء من الخجل، رغم ما حدث بينهما في الليلة الماضية.
توقعت أن يلازمها هذا الخجل دوماً، و إلى حد ما ، فالشخص لا يتغير بين ليلة وضحاها، لكنها اكتشفت بين ليلة وضحاها أن بإمكانها أن تكون زوجة بكل ما للكلمة من معنى.وحبست أنفاسها . . . وجف فمها لهذه الفكرة ، لقد اكتشفت ذلك بفضل داكر وصبره. فهل كانت المشكلة مشكلة مارك ؟ ولم تشأ أن تفكر في مارك . . . مارك العزيز المسكين . . . اكتشفت إنها طبيعية منتديات ليلاسويمكن أن تعيش مع داكر كزوجته و أم أولاده . . .
أخذت تمشط شعرها أمام المرآة ، لكن يدها جمدت عندما غامت بهجتها . . . لعلها فقدت غموضها بالنسبة إلى داكر . . .لاسيّما الآن وقد أصبحت زوجة فعلياً . لكنها عادت ونبذت هذا الشك ، فهي تثق به ، وتعلم أنّ ما من رجل في مثل الرقة التي أظهرها الليلة الماضية و . . .
ولكن ما الذي تعرفه عن الرجال ؟ ولِمَ أراد داكر أن يتزوجها في البدء ؟ ربما لم يعد يريدها الآن ؟
انقبض قلبها ألماً .لكن هذا العذاب توقف فجأة ، وتبددت أفكارها المزعجة عندما تحرك مقبض الباب . أخذت جوسي تحدّق في الباب كالمسحورة ، وهبّت واقفة دون وعي منها ، وعندما فتح الباب ودخل داكر دون استئذان ، شعرت بوجهها يتوهج احمراراً .
نظر إليها بصمت ، والجد بادي في ملامحه ، وكأنه يقوّم ردة فعلها . وتفّرس فيها ، وعندما أوشك الخجل أن يتملكها ، أخذت تبحث عما ينقذها من هذه اللحظة الحرجة .
قالت وهي تحدّق في الأرض متمنية لو تبتلعها : " صباح الخير".
يا للغرابة ! هي التي كانت منذ ساعات قليلة بين ذراعيه ! لكن هذه المعاناة لم تستمر طويلاً .ففيما كانت تتأمل السجادة باهتمام بالغ ، إذا بأصبع داكر الدافئة ترفع وجهها لترغمها على انظر إليه .
قال شيئاً بالفرنسية فهمت منه " رائعة الجمال". وعندما التفتت إليه ، رأت أن نظرته لم تكن باردة أو متباعدة كما كانت تخشى ، بل حملت دفئاً رائعاً .
|