فابتسم يحييها :" يسرني هذا".
نظرت إليه برزانة ن لكنها لم تكن واثقة من شعورها ن كما لم تكن واثقة من أي شيء آخر . . . وراح داكر يساعدها ، بدون تسّرع ، على التخلص من خوفها . ودون أن ينتظر منها المبادرة انكب عليها يعانقها بشغف .
ارتجفت ركبتاها ارتجافاَ جعلها تتمسك به لئلا تسقط ، لكنها ما لبثت أن تركته كأنه أحرقها . إنما ما كان لها أن تخاف السقوط لأن ذراعي داكر اشتدتا حولها . وفي حين أدركت أنها لم تشعر يوماً بمثل هذا الأمان ، وبمثل هذا الارتباك في الوقت عينه تحركت ، فجأة ، كي تتخلص من عناقه .
سألها وهو يتركها على الفور وعيناه تتفحصانه عينيها :" هل أنت بخير ؟".
فأجابت بصدق :" أنا . . .لست واثقة".
وابتسم فجأة ، قال ممازحاً :" إذن ، أقترح عليك ، يا زوجتي الحلوة ، أن تقابليني في الطابق السفلي لتناول الفطور".
- آه ، يا داكر .
منتديات ليلاس
وضحكت ، وأسرعت عائدة إلى غرفتها .
ومضى يوماً رائع آخر . سارا معاً وتحدثا ، وفيما كانا يرتاحان عند جدول الماء ، قطف داكر زهرة برية ووضعها خلف أذنها .وخزت لمسة جلدها ، إنما هذه أللفتة منه .
تناولا العشاء في الوقت المعتاد ، ولكن عندما شارفت الوجبة على نهايتها ، بدأت تشعر بالتوتر . بدا كأن تقارباً جمع بينهما ، وقد سّرها هذا التقارب . إنما زال في أعماقها شعور بأن علاقتهما لا يمكن أن تتطور أكثر . . .
- هل تريدين أن تشاركيني في أفكارك ؟
أجفلت حين خرق صوت داكر صمت أفكارها ، وأدركت أنه لاحظ تبدّل مزاجها .
أجابت وهي تهز رأسها :" لا".
كانت تعلم أنه لن يترك الأمر عند هذا الحد فأضافت :" أشعر . . . بشيء من التوتر".
نظر إليها للحظة طويلة ، مما جعلها تشعر بالذنب . ظنّ أنه سبب توترها ، فقال معتذراً :" آسف . لم أقصد ذلك ".
- آه ، يا داكر ، أظنني بحاجة للانفراد بنفسي ، هل تمانع إذا لم أنضم إليك في غرفة الجلوس؟
نظرت في عينيه لكنها عجزت عن الفهم أفكاره ، وقال :" لا ، طبعاً ".
فتركته وهي تعلم أنها لن تذهب إلى غرفة زوجها الليلة ، بل ستبقى وحيدة لتغالب خوفها .
وبعد ساعات قليلة ، وفيما كانت مستلقية على سريرها وقد جفاها النوم ، راحت تتساءل كيف واتتها الجرأة لتفعل ما فعلته ، ومع هذا ، فقد أدركت أنها أحبت ، حقاً ، مشاركته فراشه .
أثناء الأيام القليلة الأخيرة ، شعرت بأنها استطاعت أن تعرفه بشكل أفضل . تحدّثت معه يومياً ، وشاركته السرير ليلاً ، فأعجبها هذا التقارب ، لكن لا يمكن لعلاقتهما أن تستمر بهذا الشكل . ومرت ساعات أخرى ، وجوسي تفكر في أن داكر لا ينبغي أن يعلم بحبها له .