كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
7 – زهرته الجميلة
عندما حل الصباح اليوم الثاني لم تصدّق أنها كانت من الطيش والتهور بحيث وصل بها الحد إلى الموافقة على القبول بالزواج ، الزواج يعني مشاطرة العيش مع رجل لكنه ليس أيّ رجل .رباه ، هل وافقت فعلاً على الزواج به ؟ لا شك أن هذا المكان سحري .فمنذ ثلاثة أشهر كانت فكرت الزواج برجل والنوم معه تبعث في نفسها الرعب لكن هذا كان منذ شهر فالآن هي تواجه حقيقة أنها تحبه .وهذا ما لم تختبره من قبل ، فالحب يجعل الأمور مختلفة . جلست على كرسي . ورفعت ركبتها حتى ذقنها ولفت ذراعيها حول ساقيها .الحب يجعل كل شيء مختلفاً . . .وأخذت عيناها تحلمان وهي تتذكر الرقة الرائعة التي أظهرها داكر الليلة الماضية . من الغريب أنّ العناق الذي تبادلاه لم يقلقها .كانت خائفة بالطبع ، لا بل مذعورة . . لكن ذاك العناق الرقيق لم يقلقها ، ولم يتمادَ داكر أكثر بل تركها لتعود إلى غرفتها حتى تنعم بنوم هانئ .عندما حان وقت نزولها ، أخذت جوسي تعجب مرة اخرى لموافقتها على الزواج به . . رباه ! كانت ترتدي ملابسها وتفكر في هذه الخطوة التي وافقت عليها .
منتديات ليلاس
غادرت غرفتها وهي لا تعرف كيف ستواجهه .ليته يقرر العودة إلى باريس بل ليتني أجده قد رحل !
لكنه لم يرحل وكأنه كان يعلم متى ستغادر غرفتها إذ وقف في الردهة في اللحظة التي وصلتها .
ودت ألا يحمر وجهها عندما تراه. لكنه توهج حين حيّاها برقة :" مرحباً يا فتاتي الشجاعة".
- صـ . . . صباح الخير .
نطقت بذلك بجهد فابتسم :" هل أنت مستعدة للذهاب ؟ تكاد تبلغ الحادي عشرة ".
وقفت تنظر إليه نظرت حب . . . ولم تدرِ لماذا لم تشعر بأي شيء من الارتباك فهي مستعدة فعلاً للذهاب حيث يريد وللقيام بما يرضيه فهو من تحب . . .الآن لم تعد فكرة الزواج بالنسبة لها شيئاً مقيتاً .
كانت ترتدي طقماً عاجياً أضفى عليها رونقاً وبراءة وكان في نظرتها وداعة واسترخاء وكأنها لم تعد تلك الفتاة التي ترعبها مجرد فكرة الاقتراب من رجل .
بعدما تناولا فطورهما قصدا مكتب تسجيل الزواج حيث قام الموظف بتزويجهما وسط جو من الهدوء.
كان يوماً جيداً بدا لجوسي من أفضل أيام حياتها فبعدما خرجا من مكتب الزواج عادا لممارسة النشطات نفسها . . متحدثين حيناً وصامتين أحياناً . بدا داكر مستعداً لإجابة على أيّ سؤال تطرحه وراح يسألها عن نفسها ، حتى استخلص منها ، رغماً عنها ،اعترافاً بأنها تجيد العزف على البيانو .
سألته بحيرة عندما عادا إلى البيت حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر ، وبعد نزهة طويلة في الحقول والغابات :" لَم أخبرتك بذلك ؟".
أجاب بابتسامة عريضة :" أنت لم تفعلي ذلك بل أنا استخلصته منك ، يا آنستي المتواضعة".
|