كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
والسماء زرقاء صافية تتخللها بعض الغيوم البيضاء الخفيفة . وبدأ الطقس يصبح حاراً . وبما أنها لا تحب فكرة إبقاء الجوادين في الإسطبل طوال النهار ،فضّلت أن تأخذهما إلى المرعى حيث ينعمان بالظلال.
لم يستغرق عملها وقتاً طويلاً ،ومع حلول الساعة الحادية عشرة ،أصبح الإسطبل نظيفاً وجاهزاً لعودتهما .وعادت جوسي بدورها إلى البيت وهي تشعر بالحر فتوجهت مباشرة إلى الحمام .وكانت لا تزال تحت الماء المتدفق حين تملّكها شعور بالملل وعدم الارتياح ،جعلها ترفض تمضية النهار بالتكاسل والتسكع .
وكانت قد قصدت مدينة " سومير" مراراً لقربها فقررت التوجّه إلى مكان أبعد ،وذهبت لتبحث عن أغاثا .قالت لها بخليط من الإنكليزية والفرنسية :" أنا ذاهبة إلى " أنجي"، يا أغاثا . سأتناول الغذاء في انجي. . . نينا . . . سيزار. . . " . قاطعتها أغاثا باسمة بخجل :" فرانك أو جورج".
وذهبت جوسي إلى المرآب لتخرج سيارتها ،مطمئنة إلى أن أغاثا ستطلب من زوجها أو من جورج مراقبة الحصانين .
وبعد أكثر من ساعة ،وصلت إلى مدينة " أنجي" حيث تركت سيارتها في موقف للسيارات . راحت تجول في الأنحاء ،ولكنها لم تكن تعلم ما تريد أن تفعله بالضبط أو إلى أين تود الذهاب .شعرت بالوحدة والضياع ،وبفراغ مؤلم في أعماقها . . .الفراغ يعذبها منذ أيام ،وهذا ما حيّرها .دخلت متمهلة إلى متجر لبيع النباتات والحيوانات وألقت نظرة حولها نولكن التململ في داخلها جعلها تخرج وتتابع سيرها .رأت مقهى في شارع " بوليير" وقد وضع كراسي وطاولات على الرصيف ،فتوجهت إليه وجلست .لم تشأ أن تأكل كثيراً . . .تكفيها شطيرة واحدة من الجبن مع بندورة .وبينما كانت تنتظر ، أخذت تفكر في داكر ،ثم حاولت التفكير في شيء آخر إذ يبدو أن داكر احتل ،مؤخراً ،قسماً كبيراً من تفكيرها . . . ركزت أفكارها "هيثى " هيثي".فجأة انتبهت إلى ظل شخص يقف أمامها . رفعت بصرها متوقعة أن يكون النادل ،لكنها فتحت فمها مذهولة إذ كان داكر بانشيرو ويقف أمامها !
وفي تلك اللحظة بالذات اكتشفت مصدومة أنها تحبه !
أخذ قلبها يخفق ،وتعالى هدير غريب في أذنيها . . .فهي لا تحبه وحسب ،وبل مغرمة به ! شعرت بأنها على وشك الإغماء ولكن ذلك لم يحصل ،وبقى داكر واقفاً مكانه ،يتأمل ملامحها المذهولة ،فأدركت أن عليها أن تقول شيئاً ما . لذا ،سألته لاهثة :" ماذا تفعل هنا ؟".
أجاب ببطء :" على وشك الجلوس إلى طاولتك لتناول الغذاء".
وانحنى يقبل وجنتيها .وبينما كانت تحاول أن تعود إلى طبيعتها ،رغم اقتناعها بأن لا شيء سيعود كما كان ،وسحب كرسياً وجلس عليه بهدوء وهو يسألها عما طلبت من طعام .
- طلبت . . . شطيرة جبن وبندورة .
تلاشى في داخلها ذلك الفراغ المؤلم الذي لازمها منذ غيابه عن المنزل . . .تلاشى وكأنما بسحر ساحر.
- سنموت جوعاً قبل حلول موعد العشاء.لكنني سأطلب ما طلبته أنت.
ابتسمت . . . أرادت أن تضحك .كانت سعيدة لمجرد وجودها معه .
|