كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
5 – الذنب البريء
كانت جوسي مكتئبة المزاج عندما توجهت مع داكر نحو مدينة " نانت". لم تتكلم كثيراً ،وكلما اقتربا من هدفهما كلما ازدادت انطواءها على ذاتها .
قال داكر بعد أن مرت نصف ساعة لم تنطق أثناءها بكلمة واحدة:شاذن
" لعلها لم تكن فكرة جيدة"
أجابت بجهد كبير :" أنا . . . بحاجة إلى . . .أريد أن أذهب".
وكانت تعلم أنه أعطى فرانك وجورج تعليمات للعناية بالجياد ، فأرغمت نفسها على تبادل الحديث معه :" سيكون سيزار ونينا بخير ،أليس كذلك ؟".
فكان جوابه أن وضع يده على يدها المرتاحة في حضنها يطمئنها قائلاً :" من برأيك كان يعتني بهما عندما أخذت كل ذلك الوقت للحضور إلى هنا ؟".
طرح سؤاله بمرح ،فشعرت نحوه بالمودة فعلاً .
توقفا في الطريق لتشتري بعض الأزهار فاشترت وروداً صفراء لأن مارك كان يحب اللون الأصفر ،كما ابتاعت مزهرية لتضعها فيها . منتديات ليلاس
عندما نزلا من السيارة ،حمل داكر المزهرية . . . كانت خائفة ألاّ تتذكر موقع قبر مارك ،ولكن داكر أتجه نحوه مباشرة .
رأت عليه أزهاراً غضة ، فتكهنت بأن والديه كانا هنا في الصباح .وبعد أن ملأت المزهرية بالماء من حنفية قريبة ،جلس داكر بقربها بينما راحت تنسق الأزهار .سرّها وجوده معها وقدرت له تفهّمه عندما عاد إلى سيارته ، تاركاً إياها وحيدة مع ذكرياتها ،بعد أن وقف معها صامتاً لدقائق قرب قبر مارك.
لا زالت آخر ذكريات جوسي تحطمها ،ولكنها تذكرت حين أشار داكر إلى تذّكر تلك الأوقات السعيدة . . .تذكرت طيبة قلب مارك ،ورقته ،ورفقه بالجياد ،ولكنها تذكرت خجله أكثر من أي شيء آخر ذلك الخجل الذي جذبها إليه .لقد أصبح ،بعد أختها ،أفضل صديق لها ،يا مارك العزيز ! أفضل صديق لها و . . . واغرورقت عيناها بالدموع لكنها كانت مسرورة لمجيئها .
عادت إلى السيارة ،وكان داكر يقف قربها . . . حاولت أن تضع حداً لأفكارها الحزينة ،ولكن قبل أن تتمكن من فتح باب السيارة ،توجه نحوها وأوقفها بوضعه يديه على كتفيها .وشعرت بأنها ترتجف ،لكنها رفعت بصرها فوجدت نفسها غارقة في عينين جادتين ثابتتين.
سألته بفتور:" ماذا . . .".
فرد بهدوء :" علّي أن أخبرك بأن خالتي وزوجها مسروران لأنك أتيت إلى هنا اليوم".
- هل اتصلت بهما ؟
أومأ برأسه ،وقال :" وقد دعيانا على الغداء".
فهمست وابتعدت عنه :" آه ، داكر !".
كان قد ذكر في الأمس مسألة زيارتهما .لكنها لا تريد العودة إلى ذلك البيت حيث لا . . .لا يمكنها أن تكون بهذه الشجاعة .إنها . . . وتشتت أفكارها مجدداً .
|