كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وجدت نفسها تنتظر سماع طائرته .بينما مشاعرها حائرة بين السرور لغيابه والأسف على ذلك .فلا بد أنه يتعب في عمله مما يجعله بحاجة إلى الاسترخاء في الريف.
رباه ،أتراه ضجر من وجودها هنا ؟ أقلقتها هذه الفكرة لدقائق ،لكن خطر لها أنه لن يتأخر عن إيجاد مكان لها ،إذا ما أرادها أن تبتعد ،سواء أكانت من الأسرة أم لم تكن .حتى لو كان ذلك يعني أن يبني لها شقة فوق الإسطبل . . وعادت بأفكارها إلى مارك ،فراحت تتساءل إن كانت قد جنّت.
كما أخذت تتساءل عن السبب الذي جعلها ،في بداية الأسبوع ،ترجو ألا يعود داكر أبداً ،في حين أنها تشعر ،الآن ،بالشوق إليه . . .وما لبثت أن عارضت نفسها . . . فهي لا تشعر بالشوق إليه بالطبع ،كما ‘إنها لا تهتم لأمره مثقال ذرة .ولديه ، دون شك ، ما يشغله في باريس،كأنثي رائعة الجمال ،إذ لم يزعج نفسه بالاتصال ليعلم شخصاً ما بأنه لن يأتي إلى البيت ولزادت تشّوش ذهن جوسي عندما انتهت العطلة الأسبوعية وتبعها يوم الاثنين والثلاثاء.ولم تنم جيداً ،وأخذ شعورها بالذنب نحو مارك ينتعش من جديد .
منتديات ليلاس
ويوم الجمعة ،يوم الذكرى السنوية لزفافها ،استيقظت مذهولة ، وشعرت بأن عليها أن تذهب لزيارة قبر مارك .اهتمت بالجوادين مبكرة وأخرجتهما إلى المرعى ،ثم ذهبت لتبحث عن جورج ،وبفرنسيتها المحدودة ،طلبت منه أن ينتبه للجوادين لأنها ستذهب إلى سومير .غداً باكراً ،وقبل مجيء داكر ،هذا إذا ما نوى المجيء إلى بيته هذا الأسبوع ، ستتوجه بسيارتها إلى " نانت". اشترت خريطة ثم عادت إلى البيت وحملتها إلى غرفتها .فتحتها ،فرأت أن الرحلة ستستغرق ساعتين .الوصول إلى نانت لن يشكّل عائقاً ولكنها قد تجد مشكلة في العثور على قبر مارك ،فهي لا تكاد تتذكر جنازته فكيف بقبره .
كان الوقت مبكراً ،ولم تتجاوز الساعة الحادية عشرة صباحاً عندما تركت الخريطة مفتوحة على سريرها .وقررت أن تنزل إلى الطابق السفلي، لتبحث في المكتبة عن خرائط تضم تفاصيل أكبر عن منطقة " نانت"وأدركت ،وهي تغادر غرفتها أنها ستضطر إلى إعلام أغاثا برحلتها غداً ،إذ لا يمكنها أن تغيب النهار بطوله دون أن تخبرها ،كما أن عليها أن ترتب أمر الاعتناء بالجوادين .
كانت قد وصلت إلى منتصف السلم عندما انفتح الباب الخارجي ودخل داكر ،ـفطرفت بجفنيها متسائلة عما إذا أضاعت يوماً في مكان ما تابعت نزول السلم بينما اتجه هو نحوها حاملاً حقيبته .
- لم أسمع صوت طائرتك .
وكانت هذه أول فكرة خطرت لها .
- كيف حالك يا جوسي ؟
طرح سؤاله هذا وهو يضع حقيبته على الأرض ويمسك بذراعيها وعيناه تتفحصان وجهها.
وأجابت كاذبة ،وهي تعلم بأنها تبدو منهكة شاحبة ومحطمة :" أنا بخير".
تأملها داكر مرة أخرى ،ثم تعالى رنين الهاتف .لم يجب على الفور بل قبّل وجنتيها ، فجمدت مذهولة دون حراك .
|