كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- لا أريد أن أتحدث عن هذا الأمر !
وقفت فجأة ،وحملت فنجانها وصحنه إلى الحوض . يا إلهي ! خمس دقائق أخرى من هذا التحقيق الدقيق ،وتكشف له كيف انتهت علاقتها بمارك بشكل لا يمكن أن يوصف بالهدوء أو الرقة .
قفزت مجفلة حين شعرت فجأة بيده على ذراعها . أدارها نحوه وقال لها بلطف :" لا تتكدري".
كان وجهه قريباً من وجهها . . . قريباً أكثر مما يجب .لم تشأ أن تنظر في عينيه ،كما لم تشأ أن تدعه ينظر في عينيها .وودّت لو تختفي الشعور بالذنب الجلي فيهما .
قالت له كاذبة :" أنا لست متكدرة".
ثم نفضت يده عنها ،وقامت بما كان عليها أن تقوم به منذ دقائق .
خرجت من الغرفة .
امتطى داكر سيزار وخرج للنزهة مرات عدة في العطلة الأسبوعية تلك ، أما جوسي فلم تره إلا قليلاً ،إذ كانت تحرص على البقاء بعيدة عنه ،وعندما رحل إلى باريس شعرت بارتياح بالغ .وإذا ما حالفها الحظ ،فسيمضي هناك العطلة الأسبوعية القادمة فتعود وتشعر بالاستقرار مجدداً . . .في الأسبوع التالي فكرت في مارك .ولم تكن ممتنة لابن خالته الذي أثار ذكراه في نفسها .وعندما استيقظت نهار الجمعة ،انبعث فيها إحساس بالعدل .فبعد أسبوعين ستحّل دكرى زواجهما ،وأدركت أنها ستفكر فيه كثيراً سواءً بسبب أسئلة داكر أم من دونها . كانت في الإسطبل عندما سمعت صوت سيارة ،فالتفتت لترى " ريجيس غراماش"يوقف سيارته إلى جانبها . شعرت بشيء من الكراهية نحوه لأنها لم تكن ترتاح في صحبته .فتركت ما كانت تقوم به ، وعندما خرج من سيارته وتوجه نحوها ،قابلته في منتصف الطريق ،وبادرته معتذرة :" لا بد أنني أسأت فهمك ،يا سيدي .لم أدرك أنك ستحضر لرؤية نينا مرة أخرى".
منتديات ليلاس
فقال يذكرها باسمه الأول :" ريجيس".
ثم أضاف :" لم تسيئي الفهم ،يا جوسي .فأنا لم أحضر لرؤية أي من الحصانين وإنما لأراك أنت".
شهقت لجوابه وجمدت في مكانها ،ثم شعرت بالارتياح وهي ترى جورج قادماً نحوهما مندفعاً على دراجته ثم يتظاهر بإصلاح شيء في العجلة الخلفية .آه يا للسماء، كانت صراحته أقرب إلى الوقاحة .فاحمر وجهها ، بينما تابع ريجيس غراماش ،قائلاً :" أنا أعلم أنك سيدة أرملة ،لكنني أعلم أيضاً أن بإمكاني أن أساعدك على نسيان حزنك".
إنها غطرسة حقاً ، غطرسة بالغة .إن داكر متغطرس أيضاً ،لكنه ليس مخادعاً أما هذا الرجل ! وأجابت بأدب :" شكراً ،لكنني أفضل تناول الطعام في البيت "
- أتودّين أن أتناول الطعام معك هنا ؟
واكتشفت جوسي أن ثقتها بنفسها قد ازدادت فشعرت برغبة في الضحك .وأجابت :" لا أريد ذلك ،يا سيدي".
لكنها شعرت بكرامتها تنتعش ،ولسبب محيّر ، سمعت نفسها تقول له بأدب :" قد اتصل بك عندما أشعر برغبة في الخروج لتناول العشاء".
|