كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
4 – يَدِكُّ حصونها. . .
لم تصدق جوسي ،طوال الأسبوع التالي ،أنها أخبرت داكر كل تلك التفاصيل عن أبيها .لم يبد لها الأمر بعيداً عن التصديق وحسب ، بل غير معقول .فقد باحت له بذلك السر الذي دفنته في أعماقها تلك الفترة كلها .
وبقيت الحيرة تتملكها لحدوث هذا . لكنها شعرت بتحسن عندما كشفت لداكر عن ذلك المشهد الفظيع الذي عاشته منذ ثماني سنوات .
وعاد داكر مجدداً في العطلة الأسبوعية .لكن نينا كانت قد أصيبت بسعال خفيف ، فعزلتها جوسي في آخر الإسطبل واضعة سيزار في الطرف الآخر .ولهذا ،بقيت قرب الإسطبل أكثر مما بقيت في المنزل .
لكنها نزلت لتناول العشاء ليلة السبت .
- إنها المرة الأولى التي أراك فيها اليوم .
بادرها داكر بهذا الكلمات عندما رآها تنزل السلم بسرعة في الثامنة تماماً ،وقد ارتدت قميصاً أبيض وتنورة منقوشة بالأزهار . . . كانا أول ما وصلت إليه بعد أن استحمت .
فحيّته قائلة :" مرحباً".
منتديات ليلاس
وأدركت أن عجلتها كيلا تجعله ينتظرها ،هي السبب في تسارع أنفاسها .ثم جذبها داكر إليه ليطبع قبلتين على وجنتيها .
سألته وهما يدخلان غرفة الطعام :" هل ذهبت إلى الإسطبل ؟".
فأجاب بجفاء :" مرات عدة".
- آه ، آسفة . هل أردت رؤيتي من أجل شيء محدد ؟ نينا تسعل قليلاً ، وقد أخذت سيزار في نزهات طويلة لأبعده عنها .
فقال فجأة :" سأحضر لك شخصاً يساعدك".
- لا حاجة لذلك .
- لِمَ لا حاجة لذلك ؟ لا تسمحين لي بأن أدفع لك أجراً ،فلماذا لا تسمحين لي بأن أدفع أجراً لشخص آخر فأسهل عليك عملك اليومي ؟
- جورج وفرانك موجودان دائماً عند الحاجة .
قالت ذلك والحيرة تتملكها لأنها تناقشه ،هي التي تتهرب عادة من المناقشات .وأضافت بسرعة :" على أيّ حال ،أنا أحب العمل وحدي".
فما كان منه إلاّ نظر إليها ساخطاً .
لم تتلكأ جوسي بعد الطعام بل عادت إلى الإسطبل على الفور ، ورافقها داكر ،لكنه بقى صامتاً . .. وفي طريق العودة ،أرادت أن تعتذر له عن أيّ خطأ بدر منها ،لكنها لم تتذكر شيئاً يمكنها أن تعتذر عنه . ونطقت أخيراً وهما يدخلان إلى البيت :" أظن أن نينا قد تحسنت قليلاً ،ولكن إذا لم يكن لديك مانع ،أود أن يراها البيطري".
فردّ باقتضاب :" سأرتب الأمر لذلك".
خلدت جوسي إلى النوم يتملكها الارتياح لأن البيطري سيحضر ،لكنها شعرت بحيرة بالغة بسبب تصرفات داكر .
أمضت ليلة قلقة ،ثم استيقظت مبكرة صباح الأحد فنزلت إلى الإسطبل للاطمئنان على نينا .وكانت تغني لها في أذنها عندما سمعت صوتاً يقول بجفاء :" لماذا لا تحضرين فراشك إلى هنا ؟".
|