كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وأدركت أن التعاسة قد تجلّت على وجهها ،وأن داكر ، بحساسيته التي تعهدها ،قد ترك كرسيه محاولاً التخفيف عنها .
جذبت يديها من يده .بعد أن تأمّل وجهها الشاحب عاد إلى مكانه السابق ،كما بذلت هي جهدها للسيطرة على ارتجافها .قال :" قلت إنك تدخلت بين والديك ،وإنه ضربك".
وللمرة الأولى منذ ثماني سنوات ،منذ عصر ذلك اليوم المفزع ،اعترفت قائلة :" لقد رددت عليه بالمثل".
- هل ضربت أباك ؟
- كان يضرب أمي فهجمت عليه .جلّ ما أذكره هو أن أمي شدّتني وأبعدتني عنه ، كانت قد ورثت لتوّها بعض المال عن أهلها ،فأصبحت مستقلة مالياً لأول مرة في حياتها .لكنني لم أرها يوماً غاضبة بهذا الشكل كما لم تكن يوماً بمثل ذلك التصميم وهي تقول له إنه إذ ما رفع يده عليّ أو عليها مجدداً فسترفع عليه دعوى لاستعماله العنف ولن تهتم بما ستتسبب به تلك الدعوة من ضرر بالغ له ولأعماله .
- وهل عاد أبوك إلى ضربك مرة أخرى .
- إنه ،مع الأسف ،رجل مستبد بمن هو أضعف منه .وككل أمثاله تراجع عندما رأى أن أمي كانت تعني ما تقوله ،خصوصاً في ما يتعلق بي .
- أمك ،كما أرى ، عكسه تماماً.
- نعم ، كانت رائعة .
- وقد ماتت عندما بلغت السادسة عشرة .
- هل أخبرك بذلك والدا مارك ؟
منتديات ليلاس
أومأ بالإيجاب ،وقال :" كنت شجاعة للغاية حين حاولت حماية أمك بذلك الشكل ".
- آه ، لا أدري ،الشجاعة هي أن يقوم الشخص بعمل يخاف منه عادة ،ألا تظن ذلك ؟ لكنني لم أكن خائفة ،بل لم أفكر بالأمر.
- لقد صعدت السلم ووقفت بينهما وحسب .
وابتسم ثم أضاف وقد تلاشت ابتسامته :" وكل هذا ترك أثره عليك".
شعرت تنكر:" أنا لا . . . ".
فقاطعها :" إن تحفظك. . . ".
فقاطعته ،ثم انتبهت إلى أن خجلها كان يمنعها في الماضي من مقاطعة أي شخص :" لطالما كنت خجولة ! حسناً . . .كنت كذلك حتى جئت إلى هنا".
وابتسمت بشيء من الخجل ،فقال لها :" مازلت كذلك ".
وضحك عندما دخلت أغاثا مرة أخرى وسألها :" هل تريدين قطعة جبن قبل الحلوى ،يا سيدتي؟".
عندما عادت جوسي إلى النوم تلك الليلة ،خافت أن تبقى مستيقظة لساعات طويلة بعد أن عاودها ذلك الرعب الذي عرفته منذ ثماني سنوات .لكن الغريب أنها استغرقت في النوم حالما وضعت رأسها على الوسادة .وكان آخر ما فكرت فيه قبل أن تنام ،هو السرّ الكامن في داكر ،فهي لم تخبر أي شخص ما أخبرته به . . .ما هو سر هذا الرجل ؟
***********
نهاية الفصل الثالث
|