كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
فيه بما تفعله .ودفعها غضبها البالغة ، إلى التحرك بشكل مفاجئ فمّرت به كالبرق وامتطت الحصان ثم انطلقت بعيداً .
اللعنة ، اللعنة عليه . سيطرت هذه الفكرة الساخطة عليها وهي تعدو: فليقطع ذينك الميلين ماشياً ! وتمنت أن تمطر السماء ، وأن ترعد وتبرق ، فتبتهج . لكن السماء لم تمطر ،بل تحوّل الطقس إلى طقس ربيعي رائع . وخففت جوسي من سرعة سيزار بعد قليل. في الواقع ، ما إن لاح الإسطبل ، حتى أبطأت .كانت تشعر ، بعد أن تعبت أعصابها ،بارتباك بالغ لما حلّ بها .
كان فرانك في الإسطبل .وبدا عليه الراحة لرؤيتها ،فازداد شعورها بالذنب لاستسلامها للنوم رغماً عنها ،مما جعله يخاف وهو يرى نينا تعود دون فارستها .
- آسفة يا فرانك .
اعتذرت وقد تكهنت بأنه فهم من ملامحها أنها غير راضية عن نفسها ، لكنه ابتسم ، فأدركت أنه صفح عنها إذ راح يساعدها على رفع السرج عن سيزار والعناية به.بعد أن انتهت من العناية بالحصانين وأخرجتهما إلى المرعى ،راح ذهولها يتلاشى ، ليحل مكانه ندم مرعب . توقفت عن محاولة فهم الأوجه الغامضة في هذه الشخصية النارية الجديدة التي أيقظها فيها داكر ، وأخذت تفكر في الأمور من وجهة نظره هو ،وأخيراً ، حين ظهر داكر واقترب منها ، تملكها شعور بالخزي من تصرفاتها .رباه ! ألا يكفيه أن ابن خالته مات في حادثة سقوط عن الحصان ؟ ولابد أن داكر تساءل عما إذ كان التاريخ يعيد نفسه عندما أخبره فرانك إن نينا عادت من دونها .
منتديات ليلاس
لابد أنه أسرج سيزار على فور وجاء ليبحث عنها ،والله وحده يعلم الأفكار التي راودته حين رآها عن ظهر جواده ، وهي مطروحة على الأرض دون حراك .ولا شك أن أول ما خطر له هو أن يفحص نبضها ليرى إن كانت حية ،فيما كان منها إلاّ أن صرخت في وجهه .
كان داكر على بعد خطوات منها ،عندما اتجهت نحوه مطأطئة الرأس، وقد أدركت أيّ امرأة سليطة اللسان كانت . وعاد الخجل ليتملكها لكن ، سواء كانت خجلى أم لا ، فعليها أن تقوم بهذه الخطوة .
اقتربت منه ثم توقفت . . . رآها ، فنظر إليها من عليائه ،ثم تابع سيره دون أن يوجّه لها أيّ كلمة .
حدقت جوسي فيه . . .أرادت أن تناديه . . .أن توقفه ،لكن خجلها لجم لسانها . وعند ذلك راح عالمها الجديد ينهار من حولها ،فابتعاده عنها ، ومتابعته السير دون أن ينبس بكلمة ، لا يحمل سوى معنى وحيد ،وهو أن داكر يريد منها أن ترحل !
حبست أنفاسها عندما راودتها هذه الفكرة المفزعة . ومع أنه لم يمض على وجودها هنا سوى أسبوعين ،أدركت أنها لا تريد أن ترحل . وأعتصر الألم قلبها ، لكنها علمت أن كرامتها لن تسمح لها بالإقامة في مكان غير مرغوب بوجودها فيه .
توجّهت إلى المراعى .كانت نينا وسيزار في الظل بين الأشجار في آخر المرعى ،لكنها تركتهما وغسلت يديها . وبعد ذلك ، عادت إلى المنزل متكدرة الذهن .
عندما دخلت ، لم تر أثراً لداكر .لكنها مكثت في غرفة الجلوس لعشر دقائق تنتظر قدومه ، وعندما لم يحضر قررت الصعود إلى غرفتها
|