كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وضعت السماعة على الفور ،وقد تملّكها الارتباك .لكنها سرّت لأنها لن تراه أثناء عطلة نهاية الأسبوع .وحل يوم الاثنين،فاستعادت معه بعض ثقتها المكتسبة حديثاً ،ويوم الخميس توجهت إلى سومير مرة أخرى أما يوم الجمعة فقصدت " مدرسة الفروسية الوظنية".وأخذت تراقب ،برهبة ، الفرسان وهم يختبرون جيادهم الرائعة .وذلك المساء ،بقيت تفكر في كل ما شاهدته ،لكن ما إن بدأت تغتسل وتغير ملابسها للعشاء حتى تبددت من ذهنها أفكارها عن الجياد وغيرها .
نظرت إلى الهاتف متوترة لقد اتصل داكر بها في مثل هذا الوقت ،يوم الجمعة الفائت ،أتراه سيتصل الليلة مرة أخرى ؟ وماذا عليها أن تجيبه إذا ما سألها مرة أخرى إن كانت تريد منه أن يحضر . لم يكن لديها الإيجابية التي ظنت أنها وجدتها في نفسها ، بدأت تتزعزع مجدداً .ولم تستطع أن تحدد ما إذا كانت تريد أن تراه أم لا .
أصبحت مستعدة لمغادرة غرفتها .لكن داكر لم يتصل ،كما لم يتصل أثناء العشاء وعادت جوسي إلى غرفتها وقد أدركت أنه لن يتصل الآن .ولم سيتصل ؟ فهذا بيته ،يمكنه المجيء إليه والذهاب منه حين يشاء .وتذكرت اتصاله نهار الجمعة الفائت ،حين قال إنه لن يؤخرها طالما الجوادين بخير . فهو لم يتصل إذن إلا ليطمئن على الجوادين .
منتديات ليلاس
وعندما استلقت أخيراً في سريرها ،تذكرت أحداثاً كثيرة أخرى من بينها كيف أثار غضبها . . . ولا تتذكر جوسي أنها غضبت بهذا الشكل سوى مرة واحدة من قبل ،حين كانت في الخامسة عشرة من عمرها ، ورأت أباها يضرب أمها .
لم تنم جوسي جيداً تلك الليلة .ونهضت من فراشها مبكراً صباح السبت ،مسرورة لمغادرته ،فقد بدت لها الليلة وكأنها لن تنتهي .اغتسلت ثم وكأنها تحاول أن تتخلص من أفكارها غير مرغوب فيها تلاحقها نزلت إلى غرفة الإفطار حيث تناولت فطوراً سريعاً من " الكرواسان"ومربى المشمش والقهوة ،وتوجهت على عجلة إلى الإسطبل . وكالعادة ،لم تجد مشكلة مع نينا وسيزار ،وبدا عليهما السرور لرؤيتها ،لكنها ،هذه المرة ،عندما ربتت عليهما وأعطت كل منهما تفاحة ،لم تستطع أن تنسى نفسها كلياً ففي أعماقها خوف من العنف الجسدي.
اعتادت أحياناً أن تخرج الجوادين معاً ،فتركب أحداهما ذهاباً والثاني إياباً .لكنها شعرت هذا الصباح بأن طاقة مضطربة تغلي فيها .لهذا أسرجت نينا على أن تعود لتأخذ سيزار فيما بعد .
كانت جوسي على بعد ميلين من البيت ،سارحة مع أفكارها لا تركز على الدرب أمامها ،حين تعثرت نينا فسقطت عن ظهرها .أخذت تحدق في الفرس غير مصدقة ، ثم ضحكت بأسى .لكن دهشتها ازدادت عندما انطلقت نينا الحسنة السلوك نحو المنزل .إما لأنها تريد أن تلهو ،إما لأنها تبحث عن طعام .
- حسناً !
هتفت جوسي بذلك وهي تنظر بعجز إلى الفرس تعدو على مهل عائدة من حيث أتت .
كانت على وشك أن تنهض لتعود إلى المنزل سيراً على الأقدام ،عندما سمعت صوت طائرة في الجوّ ،أخذت تنظر إليها للحظات ،وهي شاذن تتكئ على مرفقيها .ثم فقدت اهتمامها بالأمر لكن وبدلاً من الوقوف كما كان
|