كانت سامنتا حتى قبل مجيء ليزا , تفكر في مسألة حضور آدم رويل الى المدرسة بشيء من القلق , فلم يكن من السهل عليها أن تقبل تواجد شخص غريب في المدرسة , وأدارته لها طوال الفترة الدراسية القادمة , فهي لم تتعود على العمل مع أي شخص غريب , ولم يكن من السهل عليها ذلك , خاصة بعد تعاملها مع العم أدوارد الذي كانت طريقته في التعامل مع الجميع , تجبرهم على أحترامه وحبه , كان ألى جانب حزمه متفهما تماما للمشاكل التي يتعرض لها التلاميذ وهيئة التدريس , ولذلك فأنه لم يكن من السهل أبدا على سامنتا تقبل فكرة حلول شخص آخر مكان العم أدوارد وخاصة أذا كان هذا الشخص شابا.
كان لا بد للأمور أن تمضي في المدرسة على أكمل وجه , تحت أشراف المدير المؤقت الجديد , حتى يتم يتم شفاء العم أدوارد ويعود لمزاولة عمله , وأخذت سامنتا تفكر في الطريقة التي يمكنها أن تمهد للظهور المفاجىء لآدم رويل على مسرح الأحداث في المدرسة , لأن أحدا من هيئة التدريس لم يكن يعرف شيا عن مرض العم أدوارد ,فقد فضّل ألا يخبرهم بأمر مرضه ألا بعد أنتهاء الفترة الدراسية السابقة , وذهاب الجميع لقضاء عطلة عيد الفصح , فقد علمت في ذلك الوقت فقط أن العم أدوارد سيذهب ألى أحد الأخصائيين لأستشارته في أمر مرضه , ثم توالت الأحداث بعد ذلك بسرعة , وذهب العم أدوار ألى المستشفى , وكان من المقرر أن تجرى له الجراحة في عطلة الصيف مع نهاية العام الدراسي , ولكن حالته تدهورت سريعا وأصبحت الجراحة أمرا ضروريا.
شعرت سامنتا بالأسى وأمتلأت عيناها بالدموع وهي تتذكر وجه العم أدوارد المرهق , وهو يجلس في مقعده خلف المكتب في أنتظار عربة الأسعاف لنقله ألى المستفى , وتذكرت كلماته وهو يقول لها :
" أشعر بالأسف لأنني أتركك وحدك تواجهين كل هذه المسؤولية ,وكل ما أريده هو أن.........".
منتديات ليلاس
ثم توقف عن الكلام , فقد فاجأته نوبة من الألم فوضعت ذراعها حول كتفيه , ولم تستطع أن تفعل شيئا لتخفف عنه سوى أن تطمئنه ألى أن كل شيء سيمضي على خير ما يرام في المدرسة وكأنه موجود في أنتظار عودته من المستشفى.
وزادها ذلك عزما على الأألتزام بوعدها للعم أدوارد , وصمّمت على أن يمضي كل شيء في المدرسة بسهولة , ونظام تحت أدارة آدم رويل المدير المؤقت الجديد ,وأن تحاول التعاون معه بقدر الأمكان.
وفكّرت سامنتا في أن حديث ليزا عن آدم رويل ووصفها له بأنه وحش لا قلب له , قد يكون مبالغا فيه ألى حد كبير , ولا يوجد أي أحتمال لأن يمارس رويل هوايته في تحطيم القلوب في هذه المدرسة , صعدت سامنتا ألى حجرتها لتعدل من مظهرها قبل وصول آدم , لتظهر بمظهر السكرتيرة , وليس الفتاة الجميلة , فقد تعلمت أثناء تدربها على أعمال السكرتارية في لندن , أن مهمة السكرتيرة الناجحة أولا هي القيام بأعمالها كسكرتيرة ,وليس تنفيذ الأوامر الأخرى التي يمكن لمديرها أن يحققها في الخارج , وكانت سامنتا مقتنعة تماما بهذا , لأنها تعتقد أنه من الأفضل فعلا عدم الخلط بين العمل والمرح , وفي الساعة الثانية كانت سامنتا قد أنتهت من تغيير ملابسها , وأستعدت لأستقبال آدم , ثم أتجهت ألى مكتب العم أدوارد حيث جلست على المقعد الكبير خلف المكتب , وكانت تبدو أنيقة للغاية في زيها الأزرق الذي تحليه ياقة بيضاء , وأنسدل شعرها الذهبي على كتفيها , فكساهما حمرة جذابة , لم تكن سامنتا لتصدق أحدا لو أمتدح جمالها , فقد نشأت منذ صغرها وهي تعرف أن ليزا هي الأخت الجميلة وليست هي.
وفكّرت سامنتا أنه من غير اللائق أن تستقبل المدير الجديد ,وهي تجلس في كرسيّ العم أدوارد , فنهضت من مكانها وأتجهت ألى الجانب الآخر من المكتب وبعد فترة قليلة سمعت صوت جرس الباب الأمامي , ثم سمعت عبر البهو صوت رجل يتحدث مع السيدة كمبل وفتح باب المكتب فرأت السيدة كمبل وهي تعلن لها قدوم آدم رويل.
وعلى الرغم من أن سامنتا كانت قد أعدّت نفسها لهذا اللقاء , ألا أن قلبها أخذ يدق بعنف وآدم رويل يخطو ألى داخل الغرفة , كانت تدرك تماما أهمية هذا اللقاء , ووقفت خطوتين في أتجاه الرجل الفارع القوام الواقف أمامها وهو يرتدي حلّة أنيقة من التويد الرمادي , ومدت يدها وأرتسمت أبتسامة مرحبة فوق شفتيها وهي تقول:
" كيف حالك يا سيد.......".
وفجأة أنهار كل ما أعدّته من قبل لهذا اللقاء , فقد حملق فيها الرجل بذهول كمن أصابته صاعقة , وسمعت صوته يهدر غاضبا كالرعد وهو يقول :
" آنسة غولد , ماذا يدور هنا...... وماذا تفعلين هنا بحق السماء".
ورجعت سامنتا خطوة ألى الوراء من هول المفاجأة , لكنها تمكنت بعد جهد من أستعادة هدوئها , وقالت بصوت حاولت أن يكون هادئا بقدر الأمكان .
" أعتقد أنك مخطىء يا سيدي , فأننا لم نلتق من قبل".