لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-09-10, 08:58 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أنسة غوردون.))

واستيقظت جانى من نومها العميق شاعرة بأطرافها ثقيلة كالرصاص وبرأسها يدور وقد تبلد ذهنها. وتابعت السيدة لانغتون: ((عليك أن تحاولى تناول شئ من الطعام ثم نتركك بعد ذلك بسلام.)) كانت المرأتان تقفان الى جانب السرير وقد حملت الخادمة الصغيرة صينية طعام تحوى طبف حساء يتصاعد منه البخار. وقطعتي خبز الى كوب من عصير البرتقال الطازج. وجاهدت جانى لكى تجلس وهى تنظر حولها زائغة العينين بينما رأسها ينبض بالألم، ثم سألت: ((كم الساعة الآن؟))

وأجابتها مدبرة المنزل بهدوء: ((الساعة التاسعة و قد رقدت ساعة أو نحوذلك، ولكن السيد ستيل يريد منك أن تأكلى شيئا قبل أن تستقرى هذه الليلة.))

ولم يسبق لجانى فى حياتها أن شعرت بانعدام فى شهيتها كما تشعر الأن، ولكن تحت نظرات السيدة لانغتون الصارمة، جاهدت فى ابتلاع عدة جرعات من الحساء ونصف قطعة خبز. ولكنها شربت كوب العصير.
منتدى ليلاس
وابعدت السيدة لانغتون الصينية عنها ثم ساعدتها على الأستلقاء بين الوسائد مما شعرتمعه جان أنها عادة طفلة من جديد. كانت مدبرة المنزل امرأة يصعب قهرها حقا.

وما أن خرجت تلك المرأة الطويلة القامة القوية الشخصية من الغرفة حتى دخل كين، ما جعل جانى تشعر بتوتر فى أعصابها. كان يرتدى ملابس عادية مما جعله يبدو أكثر طولا وجاذبية ببنطاله التبنى اللون وكنزته السميكة بنفس اللون وهذا ما أظهر لون بشرته البرونزي أكثر سمرة.

وقال مسرورا: ((هل تمكنت من تناول شئ من الطعام؟ لقد فكرت فى أن ارسال الطعام مع السيدة لانغتون قد يأتى بفائدة. اذ ليس كل شخص بامكانه رفض ما تعرضه عليه اذا كانت هى مصممة على ذلك.))

فقالت جانى بضعف: ((هذا ما رأيته.))

فتابع يقول: ((ومع هذا فان لها قلبا من ذهب .)) وكان بتكلم بهدوء وهو يدنى كرسيا الى السرير ثم يجلس عليه، واضعا ساقا فوق ساق، وهو يسترد قائلا: ((لقد قامت بتربية ستة أولاد بنفسها بعد أن مات زوجها تاركا اياها أرملة فى الثانية والثلاثين. وجميعهم الآن يعولون أنفسهم بشكل جيد.))

فقالت: ((آه )) وأحست فى جسدها بحرارة جعلت وجنتيها وأنفها يتوهجان احمرارا بشكل غير جذاب.

وقال فجأة بعد أن أمعن فيها النظر: ((تبدين صغيرة الحجم جدا وهشة ضعيفة ....ورائعة الجمال.))
قنظرت اليه غير مصدقة وهى تقول: ((رائعة الجمال؟ اننى أبدو غاية فى بشاعة الهيئة.))

فقال: ((بشاعة جميلة.)) وكان صوته عميقا دافئا وبالغ الرقة. وتابع يقول: ((من كان يظن أننى سأمضى ليلة العيد جالسا غلى كرسى بجانب سريرك؟)) وكان يتكلم بمكروعيناه لا تفارقان شعرها الذى كان يتألق فى نور الغرفة.

فقالت بتهكم: ((من كان يظن؟ ولكننى أظن أن هذا الوضع يناسب طبيعة حياتك أكثر من غيره.))

فقال وهو يميل بظهره الى الخلف رامقا اياها بعينين باردتين ضيقتين وعلى شفتيه ابتسامة خفيفة: (( هل ظنك هذا نتيجة القصص السيئة التى تسمعينها عن الذئب الكبير السيئ الذي لابد قد جعل عندك فكرة عنى بأننى أغوي العازبات؟))
منتدى ليلاس
فقالت: ((لاتكن سخيفا.)) وكان حديثهما قد ابتدأ يخرج عن سيطرتهما وكانت هي تفتش عن طريقة تنهاه بها، فتابعت تقول: ((ليس بك حاجة الى البقاء هنا على كل حال. فأنا لا أريد أن أفسد عليك الاستمتاع بالعيد.))

فأجاب: ((ولكننى أحب أن أكون هنا.)) ومد يده الباردة يلامس جبينها الملتهب، مستطردا: ((ولكننى لست متأكدا أبدا من عدم ضرورة استدعاء الطبيب.))

فأبعدت يده عنها بضيق وهى تقول: ((اياك أن تفعل . فهذا المرض لا يستمر فى العادة أكثر من ثماني وأربعون ساعة. ولكننى كنت متعبة قليلا فبل اصابتى بالعدوى وغدا سأكون معافاة تماما.))

فقال: ((أشك فى هذا.)) ومد يده الى رف للكتب بجانب السرير، فتناول رواية ثم عاد الى كرسيه مرة أخرى مستطردا وهو يفتح الكتاب: ((كونى فتاة طيبة اذن وعودى الى النوم.))

فقالت حائرة: (( ولكننى لا أستطيع النوم وأنت جالس هنا.))

فنظر اليها بعينين شبه مغمضتين وهو يسألها: ((وما هو المانع ؟))

فأجابت: ((لأن ذلك لا...لا أستطيع...)) وسكتت فجأة ثم قالت متلعثمة: ((فقط لا أستطيع وهذا كل شئ.)) ثم سكتتز

فقال بلطف وعيناه مثبتتان على وجهها: ((لاتكونى متزمتة. ماذا نظنين سأفعل؟ أثب اليك حالما يتملكك النوم؟))

فقالت بحدة: ((كلا طبعا.)) وزاد توهج وجهها الى درجة لمتكن تظنها ممكنة، واستطردت تقول: ((كل ما فى الأمر أننى لا أظن وجودك هنا ضروريا.))

فقال بهدوء: ((ولكننى أنا أجده كذلك. لقد أغمى عليك مرة ، كما أن لديك حرارة، ولن أترك مكانى قبل أطمئن الى أنك بخير. والآن ،حاولى أن تنامى.))

فقالت باستياء وهى تراه يعود الى النظر فى كتابه: ((هل أنت عنيد دوما بهذا الشكل ؟))

فأجاب دون أن يرفع رأسه: ((دوما بهذا الشكل.)) وأخذت تنظر اليه لحظة لا تعرف ماذا عليها أن تقول . كان شعره الكثيف شديد السواد مما كان يتعارض مع زرفة عينيه.

وسألته فجأة لخاطر طرأ على بالها: ((هل والداك أرلنديان؟)) وسرها أن رأته يجفل لسؤالها هذا،

وسألها بدهشة: ((والداي؟ لا أفهم.))

فقالت بسرعة: (( ذلك لأن من العادى جدا أن تجد فى ارلندا أجتماع الشعر الأسود مع العينين الزرقاوين .))

فقال بعد لحظة طويلة: (( ان أمى ارلندية، فعليها يقع اللوم ولكن أبى انكليزى.))

فسألته بفضول: ((وهل مازالا حيين؟))

فأبتسم تلك الابتسامة الحلوة النى استولت مرة على لبها، وأجاب قائلا: ((انهما حيان متعافيان، وهما يعيشان الآن فى فرنسا لأن أبى يعانى من مرض جلدى لا يلائمه سوى جو(بروفانس )المعتدل وقد تتعرفين اليهما غدا، فهما سيمكثان عندى عدة أيام.))

فسألته: ((انك اذن لم ترث عنهما كل هذا؟)) ولو أنها كانت فى كامل وعيها لما جرؤت على توجيه مثل هذا السؤال الذى لا يخصها. ولكن النعاس الذي كان يزحف اليها، هذا الى جانب الوضع العجيب الذى وجدت نفسها فيه، كل هذا جعل مثل هذا السؤال ينطلق من فمها دون وعي منها.
منتدى ليلاس
ولكنه لم يظهر أى ضيق لفضولها هذا بل أجابها: ((جزئيا. لقد كان جداي لأمى بالغى الثراء، وقد تركا كل شئ ليقسم بالتساوى بينى وبين أخى. وذلك فى نفس الوقت الذى أكتشفت فيه ميلى الى التعامل مع الناس، وذلك رغم دراستى الجامعية التى تجاهلتها. وهكذا سارت بى الحياة كما يقولون.))

وأومأت برأسها وقد ثقلت أجفانها الآن تماما. فأغمضتها عدة ثوان . عند ذلك نهض هو فأطفئ النور وأضاء مصباحا صغيرا الى جانب الفراش، موجها اياه نحو كرسيه فقط.

وشعرت بأصابعه تلامس جبينها وشعرها بخفة وهو يهمس: ((ليلة سعيدة يا جانى .)) لكنها
تصنعت النوم بينما كان قلبها يخفق بشدة. وسادت لحظة صمت طويلة قبل أن تشعر به يتحول عنها ليعود الى كرسيه يجلس عليه. وما لبثت أن استغرقت فى النوم.
نهاية الفصل الرابع

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 13-09-10, 09:00 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


الفصل الخامس

وفي الصباح التالي استيقظت جاني لتجد الغرفه خاليه وقد تحسنت حالتها الى درجه كبيره واستكانت لحظه الى دفء ذلك الفراش الوثير وعندما تحركت اخيرا بحذر وجدت تلك الالام التي كانت تطحن عظامها قد اصبحت مجرد ذكرى سيئه
وقرع الباب بادب لتدخل الخادمه الصغيره في نفس الوقت الذي كانت جاني تجاهد فيه لكي تستقيم جالسه
وسط السرير الوثير وابتسمت جين وقد اشرق وجهها وهي تقول بمرح بينما كانت تضع كوب الشاي على المنضده بجانب السرير ثم تسير نحو الستائر تزيحها عن النافذه
-ها انك قد استيقظت يا انسه لقد قال السيد ستيل ان حرارتك كانت قد انخفظت حين ترك غرفتك ليله امس وانك كنت نائمه كالطفل ان امي تقول دوما ان النوم هو افضل دواء
-احقا ؟
وابتسمت جاني للفتاه الصغيره التي عات لتقف بجانب سريرها ثم تابعت قائله
-ظننتك لا بد ذهبت الى منزلك لقضاء عطله العيد ولكن ربما لم يستغن عنك السيد ستيل
فاجابت جين بسرعه
-كلا يا انسه لقد قال ان بامكاني ان اخذ اجازه اسبوع اذا شئت ولكننا في المنزل عشره اشخاص في شقه مؤلفه من ثلاث غرف نوم وهذا اجرام
فانا افضل البقاء هنا ان على في المنزل ان انام في الغرفه مع اخواتي الثلاثه الصغيرات وانت تعرفين تصرفات الاطفال بينما انا هنا اسكن في غرفه خاصه ولدي جهاز تلفزيون وحمام خاص انني احبها كثيرا
منتدى ليلاس
وبان عليها الشعور بالذنب وهي تبتسم قائله بلهجه اعتذار
-ماكان لي ان اقول هذا اليس كذلك؟ فانا احب كثيرا امي وابي
فقالت جاني مواسيه
-انني متاكده من ذلك
وتابعت
تقول وهي تسوي الوسائد من خلف جاني ثم تناولها كوب الشاي
-عندما ينتهي عشاء العيد يصبح على افراد الاسره ان يعتنوا بانفسهم ونصبح نحن احرار في الذهاب الى حيث نريد ان صديقتي تسكن في المدينه القريبه وانا ساذهب اليها فيما بعد
فسالتها جاني بهدوء
-يبدو انك تحبين حياتك هنا
فاجابت جين بحراره
-اه انني احبها جدا يا انسه فالعمل عند السيد ستيل رائع وهذا المنزل هو مكان سعيد حقا ولييس كبقيه الامكنه لتي تعمل فيها بعض زميلاتي ماذا استطيع ان اخبرك ...
ورفعت عينيها الى السقف بحركه ذات معنى ...وشعرت جاني بشئ من الانزعاج ازاء هذا الفيض من المديح فهي لم تعرف في نفسها الغباء من قبل لكي يدفعها بحقد الى ان تشعر بالسرور لو عرفت عن كين على العكس مما تقوله هذه الصغيره هو اشبه بالغول في بيته
مالذي حدث لها؟ وكانت هذه الافكار تضايقها في الوقت الذي خرجت من الغرفه لاحضار صينيه الفطور اليها لم يكن سوء الخلق او التذمر من طباعها
طبعا لابد ان تكون لهذا الرجل بعض الصفات الحسنه حتى ان اعظم مجرمي التاريخ كانوا لايخلون من صفات جيده تروى عنهم
وكانما اخافها اقتناعها بانه رقيق من بعض الجوانب فنبذت هذه الفكره من راسها بعنف وهي ترشف الشاي الساخن اذ ان هذا قد يفتح ابوابا اخرى تفضلها ان تبقى مغلقه طبعا هذا ليس صحيحا وقاومت هذه الفكره بعنف فهي اذا لم تتوقف عن مثل هذا التدقيق اذا ما توجهت افكارها اليه فهي ستجن حتما ويبدو انها هنا لقضاء هذ اليوم على الاقل نظرا للظروف الخارجه عن ارادتها وفي هذه الحال من الافضل ان تتقبل كل دقيقه وساعه تمر عليها كما هي وذلك لكي تتمكن من الخروج بسلام
-صباح الخير
لقد كان ملك الوحوش بنفسه وتوهج وجهها احمرارا وهي تراه يقف عند الباب متكاسلا وكان يبدو حليقا جذابا الى درجه بالغه وتابع يقول
-جئت لرؤيتك قبل الان فوجدتك نائمه
كان يتكلم بلهجه عفويه وهو يدخل الى الغرفه ببطء وقد ضاقت عيناه قليلا ازاء اشعه شمس الشتاء المتدفقه من النافذه وهو يستطرد
-ان الجو رائع في الخارج لقد هدات العواصف
فقالت
-حقا؟
بينماكانت تفكر في ان العواصف في اعماقها هي لم تهدأ وهي تراه وقد انحبست انفاسها يقف الى جانب النافذه وقد بدا وجهه الداكن غامضا كان يبدو رائع البساطه في بنطلون الجينز والكنزه البيضاء
المقفله ولاشك انه لو ظهر بهذا الشكل في اي اعلان لارتفعت كميه المبيعات الى اكبر نسبه وسالته
-كم ساعه مرت علي وان نائمه ؟
فاجاب
-حسنا انها العاشره صباحا الان وهذا يعني انك نمت حوالي الثلاث عشره ساعه يبدو عليك التحسن كثيرا كيف تشعرين بنفسك؟
فاجابت وهي تبتسم بحذر
-اشعر بصحتي ممتازه في الواقع مازلت لا اصدق انني هنا
فقال بصوت عميق هادئ ودون اثر للفكاهه على وجهه المغضن
-وكذلك انا غير مصدق هذا هل يؤسفك ذلك؟
ونظرت اليه بصمت لاتدري بما تجيب نعم انها تاسف لذلك بكل احاسيسها فهي الان في خضم شئ خارج عن سيطرتها وهذا كان يخيفها لقد كانت تشعر نحوه بجاذبيه لم تعرفها من قبل وام تكن تتصورها خارج نطاق القصص هذا بينما هي تعتبر كل خفقه قلب نحوه وكل رجفه مسببه عن تاثيرها به هي خيانه لابيها واسوأ انواع الغدر له
منتدى ليلاس
وقالت
-كين...
فقاطعها رافعا يده الكبيره بينما احتلت عينيه نظره ساخره
-كلا لا تنطقي بايه كلمه لا اريدك ان تكذبي علي كما ان الحقيقه ستكون مدمره وعلى كل حال فقد نطقت ملامحك بكل شئ وقد نلت من العقاب ما يكفي
ولم تفهم هي تماما السخريه الجافه المقتضبهتلك وحدقت فيه بعينين متسعتين وهو يجلس على المقعد الذي سبق وجلس عليه الليله الماضيه وتابع يقول
-ولا تظهري كل هذا التفجع فان من حسن التغيير احيانا ان يكون المرء صائدا بدلا من ان يكون هو الفريسه
وسالته
-ماذا تقول؟
كانت قد فقدت التركيز على ما يقول وهي تحالو ان تتمالك عواطفها ازاء التاثير الذي احدثه فيها قربه منها
واوما هو نحو كوب الشاي الذي مازال ممتلئا الى منتصفه
-اشربي شايك لقد احضرت جين لك الان فطورا خفيفا اذ ان الغداء سيكون عند الساعه الواحده هل تظنين ان باستطاعتك النزول لتناول الغداء معنا؟
__________________


فاجابت
-طبعا استطيع
وكانت اناقته الظاهره تشعرها بمنظرها المزري ورفعت يدها الى شعرها الاشعث وهي تستطرد
-ساحاول ان احسن من مظهري هذا
ووضعت كوبها الفارغ على المنضده بجانبها
فقال
- ان مظهرك ممتاز كما هو الام
ومال نحوها فجاه يلامس جبينها بانامله وهو يقول
-يا اسيرتي الصغيره
سمع صوتا يناديه من الطابق الاسفل فتوقف فجاه ثم مشى خارجا من الغرفه دون ان يقول شيئا ونظرت هي في ارثه ببلاده وقد تملكها شعور هو مزيج من الذل والعار واخذت تتساءل بذهور وحيره عما دعاها الى مثل هذه التصرفات التى لم تقم بها من قبل مع رجل اخر قط
هذا الى انه لن يصدق ذلك مطلقا الان
وساورها الاكتئاب وهي تفكر في ان الثلاث سنوات التي امضتها في جو الجامعه الحر قد جعلها تتخذ لنفسها مبادئ اخلاقيه لا تحيد عنها ومع ان بعض صديقاتها الحميمات كن
يتورطن مع اصدقائهن منذ اول لقاء فانها كانت تعلم ان مثل هذا السلوك ليس لها فهي ماكان بامكانها ان تبذل شرفها ثم تتابع حياتها بابتسامه لا اثر فيها للندم انها لم تخلق بهذا الشكل واذا حدث وشعرت بعاطفه صادقه ترتضيها فهي ستكرس لها حياتها ثم انها لم تقابل رجلا مثله قط من قبل ولم يخطر ببالها يوما ما ان ثمه رجل يملك هذه القوه من المشاعر
وجاءها صوت جين الصغيره يهتف بها وهي تدخل الغرفه مرحه مشرقه
-ها انذا يا انسه
وارغمت جاني نفسها على الابتسام وهي تتناول منها صينيه الفطور التي كانت تحتوي الخبز المحمص والبيض وعصير البرتقال الطازج وهي تقول
-ما اجمل هذا شكرا لك
فقالت جين بسرعه
-لم تشا السيده لانغتون ان تفسد شهيتك للغداء ولهذا ارسلت اليك فطورا خفيفا هل تريدينني ان املا لك الحوض للاستحمام ام انك تفضلين الدوش؟
فاجابت جاني مسروره
-اظن الاستحمام افضل من فضلك
وفكرت في ان الاستحمام بالمياه المعطره بعد ايام المرض تلك هو شئ لايقاوم
وعندما دخلت الخادمه الى الحمام الملحق بالغرفه ابتدات جاني بتناول فطورها وهي تفكر في جمال هذه الحياه المرفهه خاصه عند تماثل المرء للشفاء من الانفلونزا ولكن عليها ان تنتبه لنفسها ذلك ان كل ما يحدث لها هنا لابد انه شرك لاغواء فتاه عامله عاديه مثلها فهي لاتخرج عن هذه الصفه ومهما كان الداعي الذ ي دفع كين ستيل الى زيارتها ليله امس سواء كان الرغبه في الانتقام ام العاطفه والشفقه عليها فان ايه روابط لايمكن ان تقوم بينهما حتى الصداقه ذلك ان الماضي مازال
مؤلما للغايه وهو ليس من الرجال الذين تحب فتاه مثلها ان تتورط معهم انها تعلم هذا جيدا وعادت الى مخيلتها صوره الفتاه الفائقه الجمال التي سبق وراتها معه في تلك الليله اثناء المؤتمر الصحافي وهي جاني لاتملك من الجمال ولا الثروه ولا الوضع الاجتماعي الذي يؤهلها لمنافسه مثل تلك المراه كما انها على كل حال ليست مستعده لذلك اما بالنسبه اليه فقد يكون حقا اكثر الرجال الذين قابلتهم في حياتها جاذبيه ولكن الناحيه المظلمه في شخصيته تحجب فتنته تلك كليا وهذا ما عليها هي ان تضعه غي اعتبارها
وتابعت التفكير بعد ذلك وهي مستلقيه في ماء حوض الحمام الدافئ المعطر عما يدفعه الى الاهتمام بها بهذا الشكل بعد ان سددت تلك الطعنه الى صميم كبرياء الرجوله فيه تلك التي هي جزء لايتجزء من كل رجل فقد عقد الصلح بينهما منذ اللحظه التي اجتمعا فيها...ولكن
هل من الممكن ان يكون ذلك الاهتمام الذي يبديه نحوها ما هو الا محاوله منه لاخضاعها لارادته ومن ثم ينشئ بينهما رباطا يكون باستطاعته استعماله لترويضها والتغلب عليها ؟نعم هذه هي المساله وجلست فجاه في الماء المعطر وهي تردد قائله نعم بالطبع هذه هي المساله وقالت بصوت عال في ذلك الحمام الخالي
-حسنا انك لن تنجح في هذه سيد ستيل فانا لايمكن ان يستغفلني
احد وهذا التقرب الرقيق والملاطفه لن يخدعاني مطلقا
وعندما خرجت من الحوض بعد دقائق قليله القت نظره انتقاديه على وجهها في مراه الحمام المستطيله لتحدث نفسها بانها ليست سيئه المظهر في الحقيقه ولكن ليس ثمه شئ غير عادي فيها ليدير راس اي رجل
... وخصوصا رجل بالغ الثراء عنيف قاس ملاحق من النساء وتتصدر اخبار حياته الصحف
وارتدت ثيابها ببء وهي ترتجف بشكل يفوق ماكانت تظن ثم جلست الى منضده الزينه تجفف شعرها بعنايه جاعله اياه ينساب بنعومه على كنتيفيها وكان الثوب الذي كان كين قد احضره لها من بيتها من الصوف الناعم المشغول بخيوط القصب كانت قد ابتاعته حديثا وكان يظهرها اقرب الى الطول والنحافه من حقيقتها وقالت تخاطب الثوب وهي تتمايل به امام المراه
-لقد كلفتني الكثير ولكنك تستحق كل قرش دفعته فيل
واغمضت عينيها لحظه بعد اذ شعرت بدوار في راسها سرعان ما تلاشى وفكرت في انهاء عندما تعود الى منزلها هذه الليله فسترقد في فراشها يومين كاملين لتعود مره اخرى طبيعيه تماما هذا اذا مرت الساعات القادمه على خير
وبدت لها المده التي استهلكتها في الوصول الى الطابق الاسفل وكانها دهر بكامله كانت اثناءه تقاوم مشاعر الرهبه التي تمتلكها وذلك بالايحاء الى نفسها بان هذا المكان ماهو الا منزل وكين سيتل ماهو الا رجل وعائلته مؤلفه من افراد من لحم ودم....
وهتف كين وهو يستقبلها فور دخولها المتردد الى غرفه الجلوس الفسيحه حيث كانت ضيقه غير مرغوب بها في اول ليله اجتمعا فيها
منتدى ليلاس
-جاني...انني مسرور لنزولك الينا ولكنك تبدين شاحبه جدا تعالي الى قرب المدفاه وساقدمك الى كل الموجودين
بدت لها غرفه الجلوس تلك لاول وهله مليئه بالاشخاص تبعا لتوتر اعصابها ولكنها عندما جلست وفي يدها كوب من العصير وكين يجلس على ذراع مقعدها ادركت انه كان هناك عدا كين ثلاثه اشخاص وولدين صغيرين
وقال كين مشيرا الى شخصين حسني المنظر كبيرين في السن يجلسان معا
-انهما امي وابي اما الملكان الصغيران الجالسان في الزاويه هناك فعندما تعرفينهما لن تجدي فيهما ايه براءه
وابتسم للولدين الذين ردا على ابتسامته عل الفور وتابع هو قائلا
-كريستوفر وشارلوت وامهما تينا اسره اخي كايث واومات تينا براسها دون ان تبتسم وقد بدا البرود على ملامحها وكانها تذكر جاني بانها عضو غريب بينهم
وكان والدا كين رقيقين عطوفين هما الاثنين سرعان ما انخرطا معها في حديث عام وكاناهما يعرفانها منذ سنوات ثم اخذا يلاعبان الطفلين اللذين كان تصرفهما غايه في التهذيب بالنسبه الى صغر سنهما
وتدخلت تينا في وسط الحديث تخاطبها قائله
-هل تعرفت الى كين منذ مده طويله؟
وكانت تنظر اليها مباشره لاول مره نظرات حاده كالفولاذ من عينين
زرقاوين كحيلتين وفوجئت حاني بهذا السؤال وعندما نظرت الى ذلك الوجه الاستقراطي الخالي من العيوب والذي تحيط به هاله من الشعر الاشقر المقصوص قصيرا بشكل رائع عند ذلك ادركت حالا ان زوجه كايث قد اتخذت منها على الفور موقفا عدائيا
واجابتها بهدوء
-كلا ليس منذ مده طويله
واستمرت تحدق في تلك العينين الزرقاوين حتى خفضت المراه الاخرى نظراتها الى الكوب الذي تحمله باصابعها المنمقه ولكنها سرعان ما رفعت راسها فتمايل القرطان في اذنها يعكسان اشعه الشمس المتدفقه من النافذه بينما ثوبها الانيق المصنوع من الحرير الخالص ينبئ بثمنه الغالي
وعادت تسال جاني
- واين تقابلتما؟ان كين يكثر التجوال في الاماكن الغريبه اليس كذلك ياعزيزي؟
ولم تكن في نظراتها اكثر رقه وهي تستقر على وجه اخ زوجها
وتساءلت جاني بفضول عما وراء هذا كله وذلك بعد ان شعرت بكين يتوتر بجانبها وما ان فتحت فما لتجيب حتى اسرع كين ينوب عنها بالرد قائلا بهدوء
-لقد اجتمعنا اثناء مؤتمر منذ حوالي الثلاثه اسابيع اليس كذلكيا عزيزتي؟
وحول نظره اليها لتتلاقى بعينيها الحائرتين...
عزيزتي؟ عزيزيتي! وتابع قائلا
-وعندما داهم جاني المرض بدا لها ان من المعقول ان تمضي بعض الوقت هنا
ونبهتها اشتداد قبضته على ذراعها الى ان تلتزم الهدوء وقال الام
-لو كنت مكانها لفكرت بهذا انا ايضا ها تعيشين بمفردك جاني؟
فابتسمت جاني للوجه السمين والذي ما زال يحتفظ بجماله امامها واجابت وهي تشعر نحوها بالامتنان لتحويل الحديث
-نعم
منتدى ليلاس
اما بخصوص كلمه (عزيزيتي) فهي ستبحث هذا الامر مع كين فيما بعد وكذلك بالنسبه الى الانطباع الذي يبدو انه اسبغه على علاقته بها امام عائلته كيف جرؤ على التصرف وكانها حبيبته؟
وبينما اتخذ الحديث مواضيع اقل توترا بقيت جاني شاعره بنظرات تينا الملتهبه تحرق جانب راسها وعندما ادارت راسها اليها جابهتها هذه بنظرات تطفح بالعداءتقيسها بها من اعلى الى اسفل تقيم في ذهنها قيمه ما تلبس وتكلفه طراز شعرها وعندما انتهت من ذلك باشاره احتقار واضحه من شفتيها شعرت جاني بدمائها تلتهب ف يعروقها واستولى عليها الغضب وهي تفكر في هذه المراه كم هي كريهه والتفتت الى والده كين تجيبها عن سؤال قد وجهته هذه اليها بينما تفكيرها مازال متعلقا بتلك المراه البغيضه حقا كلما كان رحيلها قريبا عن هذا المنزل كان ذلك افضل ولم تنتبه الى ان عينين زرقاوين اخريين كانتا تراقبانها في بروده الثلج مايدور بينها وبين تلم المراه
وبعد مرور عده دقائق قال كين بلطف
-هل نتوجه الى غرفه الطعام؟

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 13-09-10, 09:04 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وعندما نهضوا للخروج من غرفه الجلوس لاحظت جاني ان كين انحنى ليتمتم هدوء شيئا في اذن تينا جعل ملامح وجهها البارده الجامده تظلم بشكل بشع وذلك قبل ان يتحول الى جاني ليمسك بذراعها لكي يتبعها الاخرين
وعندما توقفا قليلا في القاعه الكبيره وقد سبقهما الاخرون الى غرفهالطعام التتفت جاني اليه تساله بشكل مباشر
-ماذا قلت لها؟ انه شئ بخوصي اليس كذلك؟
فاجاب بوجه جامد
-يالعينيك الحادتين هاتين هيا ندخل
__________________


واشار بيده الى غرفه الطعام
فقالت بعناد دون ان تتحرك وهي تراه يحاول متابعه السير
-اريد ان اعلم مالذي قلته لها
فنظر اليها بمزيج من السخط والفكاهه ثم تنهد مظهر صبرا مبالغا فيه ثم هز راسه ببطء قائلا
-يالك من صغيره عنيده ياعزيزتي
واحالت الرقه والدفء في صوته كلماته المهينه تلك الى مجامله حلوه وتابع قائلا
-معنى هذا انني لن افلت باي شئ يخك
ولم تجب انما بقيت واقفه تحدق بوجهه الداكن الى ان انحنى بخضوع ساخر وهو يقول ببطء
-نعم كان الحديث بخصوصك هل انت مروره الان ؟
فاجابت بنظره متمرده
-كلا فانت لم تخبرني عن نوعيه الحديث بعد
فقال بلونه
-لاشئ سوى انني نبهتها الى ان تلجم لسانها من ناحيتك وانذرتها ان ارغامي على طردها الى بيتها قد يسبغ الكابه على فتره العيد هذه هذا هو كل شئ
فقالت
- اهذا هو كل شئ؟
وتذكرت وجه تينا البارد المتكبر وعينها الرائعتي الجمال وشعرت للحظه بالاحترام لقوه اعصاب كين وتابعت تقول
- ان فيه ما يكفي لان يصيبها بالاحباط اليس كذكل؟
فاجاب بذهول واضح
-تينا؟مدلله ابيتها تلك والتي مازال عليها ان تعرف الحياه بالرغم من انها ارمله وام لولدين امراه مثل هذه تصاب بالاحباط؟ان العالم ملئ بالقطط القذره السافله امثلها يا جاني ومن سوء الحظ ان اختيار اخي لم يقع الا عليها ومن ثم...
وهز كتفيه
وقالت
-فهمت
منتدى ليلاس
ولم تعرف ما تقول اكثر من هذا وسالها
-هل انتهينا من هذه المساله.
وعندما وامت براسها بسرعه تابع قائلا
-حسنا هيا بنا اذن اذ لاشك ان السيده لانغتون تتململ الان ضجره من تاخرنا فهي الان سيده محبطه

وقع نظرهما حال دخولهما غرفه الطعام منظر العيد على المائده الفخمه الفسيحه بالزينات الرائعه ذات الالوان الخضراء والذهبيه وفكرت جاني مره اخرى
بمبلغ الدهاء والفطنه الذي يتمتع به هذا الرجل ففي الوقت الذي لم يلاحظ فيه احد شيئا من ذلك العداء الذي شعرت به تينا نحوها شعر هو به بسرعه ليعالجه بمثل تلك السرعه فكيف لها ان تصدق انه لم يكن له علاقه بالطريقه القاسيه التي عومل بها؟ ان كل ما يملكونه قد اصبح ملكا لمؤسسه ستيل التي احالتها الى مشاريع في غايه الاهميه هذه الاهميه التي كلفت اباهاحياته فهل تراه بعد كل هذا يكذب عليها بكل صفاقه؟
لم تكن تعلم انها فقط لاتعلم ونظرت اليه من تحت اهدابها وهو يجلس ثمه حركه غريبه بدرت منه وكانه يعاني صعوبه ما في جلوسه هذا الى شئ المه زاد من تغضن وجهه لحظه قصيره ووضعت امه التي كانت جالسه الى
يمينه يدهل على ذراعه بسؤال صامت فابتسم هو لها بعد ان استقر في مقعده مربتا على يدها وهو يهز راسه بخفه
اهو غموض اخر؟ وشعرت بشئ من الضيق اليس ثمه من يخبرها عما يدور في هذا المنزل.
-جاني؟ وادركت فجاه والد كين كان يتحد ث اليها دون ان تسمع كلمه واحده
وابتسمت وهي قائله
-انني اسفه
فقال باسما
-انني اسالكعنمقدار نجاحك في التعامل مع ابني هذا ان عليك ان تراقبيه جيدا انك تعرفينه
فاجابت بحزم
-نعم انني اعرفه
وكانت لهجتها تحوي من الصدق اكثر مما كانت تحوي من اللباقه مما جعله يجفل قليلا امام حماستها هذا ولكنه سرعان ماتمالك نفسه وهو يقول
-هذا حسن هذا حسن
وتدخل كين في الحديث ليقول بلهجه تحوي شيئا من الفكاهه الساخره
- يمكنك ان تعتبر انني اخيرا قد وجدت من يناسبني اليس كذلك ياعزيزتي؟
وعندما بادلته النظر عبر المائده رات في عينيه رغم الابتسامه التي تكسو ملامحه رات فيهما نار لاهبه جعلت عينيه صارمتين ابعد ما يكون عن المرح وادكت هي بسرعه انه كان قد سمع ماتبادلته مع ابيه من حديث ولم يعجبه هذا حسن مادام قد فهم ماهدفت اليه بكلامها وهزت كتفيها دون ان تجيب ثم التفتت الى الاب تساله عن عمر الولدين وقد كانا نقلا الى الطابق لاعلى منذ فتره من الوقت مع الخادمه جين ذلك ان تينا كانت قد سبق واعلنت للحاضرين ان اطعامهم مع الكبار هو شئ متعب وانهم على كل حال بحاجه للنوم
كان الطعام لذيذا للغايه مبتدئا بحساء لحم الطيور ومنتهيا بديك الحبش التقليدي تليه كعكه ضخمه مصنوعه من الخوخ والزبيب ومغطاه بالقشده وشعرت جاني بعد انهاء الطعام انها لاتكاد تستطيع الحراك فقد كانت هذه اول وجبه طعام حقيقيه تتناولها منذ ايام مما اشعرها فجاه بتعب بالغ فقد كلفها لسير الى غرفه الجلوس بعد انتهائهم من تناول القهوه جهدا ملحوظا
وكانت تكتم التثاؤب للمره الثالثه عندما مالت والده كين نحوها تلامس يدها برقه وهي تقول
-لماذا لا تصعدين الى غرفتك وتاخذين غفوه قصيره ياعزيزتي؟ان الانفلونزا تتطلب الانتباه التام
فقالت جاني تخاطب الحاضرين
-هل تاذنون لي بذبك؟ انني بتعب كبير
واجاب كين عن الحاضرين مازحا
-كلا ابدا وساتي بعد دققه لاضعك في الفراش واغطيك جيدا
ورمقته بنظره متوتره دون ان تجيب فقد كانت سخريته الخفيفه هذه عقابا منه لحديثها السابع مه والده وضحك والداه لما اعتبراه مزحه صغيره من كين ولكن تينا لم تبتسم بل القت نحو جاني نظره تنفث حقدا ولاحظت جاني وهي تنهض ان تلك المراه تراقب كل حركه منها ولم تتحول نظراتها عنها الا بعد ان اندفع الولدان الى الداخل وما زال وجاههما الصغيران متوهجين من اثر النوم وعيناهما تلتمعان كالنجوم
وتبعها كين الى اسفل السلم وهو يسالها
-هل تعرفين الطريق المؤدي الى غرفتك؟
وعندما التفتت اليه تجيبه وجدته يحمل بيده شيئا ملفوفا بورق جميل مذهب من ورق هدايا العيد وتابع يقول وهو يضعها في يدها قبل ان تدرك ما يفعل
-انها لك لقد تبادلنا جميعا الهدايا مبكرا هذا الصباح وقد اعد الطفلان هذه لك بنفسيهما
وابتسم بحنان فقالت وه يتنظر اليه بارتباك
-ولكن...كيف امكنك ذلك دون ان تعلم مسبقا بحضوري؟ وانا ليس عندي اي شئ اقدمه لاي منكم
فاجاب
-ليس عندك بالطبع وقد صادف ان هذه الهديه تعود الى جدتي وانا اريدها ان تكون لك
فقالت
-جدتك؟
منتدى ليلاس
ونظرت الى اللفافه في يدها لحظه ثم تابعت تقول
-لايمكنني ان اقبل ابدا شيئا يعود لجدتك ياكين انك تعلم انني لا استطيع فانا لا اكاد اعرفك
فقال ببطء وتكاسل وقد بدا التصميم في نظرته
-وهل هذا مهم؟
فهزت ارسها بخفه ازاء هذا الوضع غير المعقول وهي تقول
-انه مهم طبعا ان والديك لن يوافقا
فقال بهدوء يخفي تحته الفولاذ
-ليس لوالدي شان بهذا كما انك لم تعلمي ماهي بعد
وتلاقت
عيناه بعينيها وهي تمزق الورقه ثم تفتح العلبهالمستطيله وعندما رفعت بيدها السلسله الذهبيه الشبيه بنسيج العنكبوت والتي تمسك بنجمه ذهبيه في وسها حصن من الياقوت الاحمر عند ذلك عاد يقول بصوت عميق رقيق
-انها ليست غاليه الثمن فقد كان جدي لامي مزارعا فقيرا عندما قابل جدتي سرا لمده سنه وكان يوفر معظم اجره كل اسبوع لكي يبتاع لها هذه السلسله في ذكرهامولده الثامن عشر وق تسببت هذه في ان يعلم والداها بعلاقتهما وهذا قادهما الى الزواج بعد شهور كثيره من الالام والدموع اذ يبدو ان والديها كانا قد اعداها لزواج من لورد او ايرل فقد كان جدي في نظرهما رجلا فقيرا
فسالته برقه وقد خلبت لبها هذه القصه
-وفي نظر جدتك؟
فاجابها بنفس رقتها
-لقد احب الواحد منهما الاخر الى نهايه حياتهما وكانت تمتلك المجوهرات والاحجار الكريمه والفراء النادر التي كانت الاسر تتوارثها جيلا بعد جيل ولكنني لم اراها تتحلى قط سوى بمحبس ذهبي بسيط في بنصر يدها اليسرى وهذه االسلسله حول عنقها
عند هذا نظرت اليه مبهوته بعينين متسعتين وهي تقول
-ولكن كيف يمكنك ان تعطيني اياها ولها مثل هذا التاريخ؟ انها اثمن منذلك بكثيران امك...
فقاطعها قائلا
-انها ستتفهم الامر تماما عندما اخبرها انني قدمتها اليك هديه
وتركها ليتحول فجاه عائدا الى غرفه الجلوس
ونادته
-ولكن كين...
وضاع صوتها وهو يغلق الباب خلفه باحكام ولكنها عرفت انه قد سمعها وعندها اخذت تحدق بالنجمه الذهبيه الرقيقه في يدها وقد تملكها الذعر انها لا تفهم...لاتفهم شيئا
ماذا يعني هذا كله؟واستغرقت في التفكير وهي تصعد السلم نحو غرفتها هل تعني قصه هذه السلسه شيئا بالنسبه اليه؟
لابد ان الامر كذلك فان الطريقه التي روى بها تلك القصه كانت عاطفيه للغايه ولكن اذا كان الامر كذلك لماذا خصها هي بها من دون الناس جميعا؟ووقفت عند باب غرفتها وهي تهزراسها بخفه او ربما يعتبرها مجرد حليه ليست بذات قيمه كبيره وبالتالي هي هديه مناسبه لفتاه مثلها لايكاد يعرفها ولكن كلا...ليس الامر كذلك انها تدرك جيدا ان الامر ليس كذلك
وعندما اصبحت في غرفتها تهالكت على فراشها وقد تبلد ذهنها من التعب كل هذا ما هو الا حلم ..حلم جنوني غريب يتصرف فيه الناس ويقولن اشياء غامضه سرعان ما يمحوها ضوء النهار وعادت تنظر الى السلسله ولكنها جفلت بعنف عندما قفز فجاه شئ ضخم الى السرير بجانبها وهتفت به
-لقد اخفتني ياجونيور حتى الموت
منتدى ليلاس
ونظر اليها متكاسلا وهو يتكور بجانبها فابتسمت له بعطف بينما لحق به الهر وهو يخرخر بصوت عال ولما كانت اوامر السيده لانغتون الصارمه ان لاحيوانات تصعد الى الطابق الاعلى فقد كان عليها ان تطردهما من الغرفه ولكنها سرعان ما استغرقت في النوم وقد احاطت جونيير بذراعها دون وعي منها بينما رفعت ذراعها الاخرى الى ما فوق راسها ويدها مازالت تقبض على السلسله بشده
ولم تنتبه الى رجل اسمر طويل القامه يدخل الى الغرفه بعد دقائق ليقف طويلا يراقبها وفتح جونيير وكوزموس اعينهما لحظه ليعودا الى الاغفاء بعد اذ ادركا ان سيدهما كان مهتما برفيقتهما اكثر من اهتمامه يهما وقد بدا من خريرهما مدى استمتاعهما بهذا الوضع
وقبل ان يترك كين الغرفه سحب غطاء السرير من على السرير الاخر ثم القاه فوق جاني والهرين معا
وتنهد بعمق وهو يرى السلسله متالقه بين اصابعها المتراخيه والرقيقه

نهايه الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 13-09-10, 09:06 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السادس

وعندما فتحت جانى عينيها، كانت الظلال تغمر الغرفة، وكان الهران قد ذهبا منذ وقت طويل. وظلت مستلقية لحظة فى تلك العتمة الدافئة، وهي تتسائل عما ايقظها، الى أن تكرر القرع على بابها.

((نعم؟ أدخل.)) وعندما أنزلت قدميها من جانب السرير، رأت بينز السائق يطل من الباب نصف المفتوح قائلا ((عفوا يا آنسة لايقاظى لك. ولكننى أتساءل عما اذا كنت تريدين هذه هنا.)) ودخل الى الغرفة يحمل حقيبة ملابسها الأخرى، والحقيبة العريضة التى اعتادت استعمالها لقضاء الليل خارج البيت.

ونظرت اليه باستغراب، فقال بوجه بشوش: ((انها حاجياتك يا آنسة، فكرت فى أن أحضرها اليك من السيارة اذ هي ثقيلة عليك أن تحضريها بنفسك.))

فتملكها الغضب وهي تقول: ((وماذا تفعل حاجياتى هنا؟ ومن طلب منك ...))

((أنا فعلت ذلك.)) واستدارت أعينهما الى ذلك الرجل الواقف مسترخيا عند العتبة، بينما وضع بينز الحقائب، ثم خرج بسرعة وهدوء وقد ساد الجمود وجهه.

وحدقت بعينين ملتهبتين الى وجه كين الخالى من التعبير وهي تسأله: (( هل أنت الذى طلب منه ان يحضر ملابسى من شقتى؟ انك تعلم اننى سأذهب هذا المساء؟))

فدخل الى الغرفة متباطئا دون أن يبدو عليه أي تأثر بانفعالها هذا، وهو يجيبها قائلا: ((انك لم تتعافى تماما.))

فقالت بعنف: ((اننى من يقرر ذلك، وبالنسبة الى رجل غريب يدخل الى شقتى ليبعث بأشيائى ...))

فقاطعها قائلا: (( لقد حزمت السيدة لانغتون ثيابك من الخزانة التى سبق وأخبرتني أنت عنها، وليس من عادة الموظفين عندى ان يمروا أيديهم الى ما يملكه الأخرون، اذا كان هذا ما يقلقك.))

فردت بحدة: (( طبعا ليست هذه هي المسألة.)) انها لم تقابل رجلا قط من قبل استطاع أن يدفعها الى الجنون بهذه السرعة مثل هذا الرجل. وأخذت تحدق بغضب، فى تلك العينين الباردتين، قبل أن تتابع قائلة: (( اننى أعرف أنهم جميعا موضع ثقة، كما أنه ليس لدي ما يستحق السرقة.))
منتدى ليلاس
فابتسم ساخرا وهو يقول: ((هذا حسن، لقد انتهت المشكلة اذن.))

فنظرت اليه ثائرة وهى تقول: ((كم أتمنى لو أضربك.))

فرفع يده يلامس وجنته قائلا: ((مرة أخرى؟)) كان مايزال يبتسم ولكن عينيه كانتا فى برودة الثلج وهو يتابع قائلا: ((لا أنصحك بذلك، يا جانى، فالمرة الأولى كانت غلطة، أما الثانية فستكون...ستكون نتيجتها غاية فى السوء...))

وكادت تضرب بقدمها الأرض، كطفلة غاضبة، ولكنها تمالكت نفسها فى الوقت المناسب وهى تقول: (( ليس لك الحق فى أن تحضر أشيائي الى هناز لقد سبق ووافقت على عودتى الى بيتى هذه الليلة...))

فعاد يستند الى الجدار وهو ينظر اليها وقد ضاقت عيناه ازاء ثورتها هذه، وهو يقول: ((اننى لم أفعل شيئا كهذا. ربما كنت قلت لك ان بامكانك ان تخرجى عندما تتحسن صحتك تماما، وهذا لم يحدث، وربما نسيت ما سبق وقلته لى بنفسك، أمس فى مثل هذا الوقت، من أنك لم تتناولى طعاما كافيا ومغذيا منذ أيام, فأنت مرهقة جسديا، وليس ثمة طريقة تجعلنى أسمح لك بالعودة الى بيتك فى تلك البناية الخالية قبل أن تجتازي هذه الأزمة الصحية تماما... فالأفضل أت تستسلمى للواقع.))

فسألته بتهكم عنيف: ((أترى ضميرك يقلقك؟))

بان الجمود فى عينيه وهو يجيب: ((انه شئ كهذا.))

فقالت: ((لاأعتقد أن لديك ضميرا.)) لم يسبق أن شعرت من قبل بمثل هذا العجز، وكانت رغبتها فى الاندفاع عنيفة، وهي تتابع قائلة: ((واذا كان لديك، فما هو الا شئ صغير مطواع بحيث يمكنك، ايقاظه أو اخماده فقط ساعة تشاء.))

فتقدم نحوها، وجذبها لتقف على قدميها وهو يقول: ((لا تكونى مملة، فأنا لا أنوى ان أخوض فى مثل هذا الجدل العقيم فى الوقت الذي يمكننى فيه أن أفكر فى شئ آخر أكثر متعة من هذا بكثير.))

فقالت: (( لقد سبق وحذرتك...))

فأجاب: (( هذا صحيح.)) وهذ المرة، شعرت بأن عليها أن تقاومه.

وتمتم قائلا بلهجة تحوى من التهكم مالا يمكن انكاره: ((لا تتحركى.)) فخلصت يدها من يده بعنف، وأخذت تضربه على صدره تدفعه عنها، وهي تفكر فى جرأته.

وقالت له عندما أمسك بمعصميها بسهولة فى يد واحدة وجعلها خلف ظهرها، قالت غاضبة: ((اننى أكرهك، وانت تدرك هذا. أليس كذلك؟))

فأجاب: ((ربما.)) ولم يكن فى لهجته الآن أى معنى للمزاح. وكان صوته عميقا خشنا جعل القشعريرة تسرى خلال جسدها. وعادت تقول: ((نعم، اننى أكرهك.))

وفجأة، تصلب جسدها وقد شعرت بالذعر وهى ترى الحقيقة الصارخة تنصب عليها كالماء المثلج. مالذى تراها تفعله؟أى شئ فى الكون يجعلها تقبل بوضع مثل هذا؟ هل تراها تخلت عن عقلها لكي تقبل بوضع مثل هذا؟ ومعه هو؟

وشعر هو، على الفور، برفضها هذا، فتركها من بين يديه، وجلس مبتعدا عنها، وهو يتخلل شعره الكث يأصابعه ليقف بعد ذلك ببطء، ثم يسألها بصوت خشن: (( هل ستبقين هنا يوما أو يومين بعد؟))

وللحظة، جعلها النظر الى وجهه، خرساء لا تستطيع الكلام، كانت قد توقعت أن ترى على ملامحه امارات الظفر أو الرضى، أو حتى الانزعاج والضيق لرفضها له، ولكن المعانى التى رأتها على وجهه المغضن، لم تشر الى أى شئ من هذا، بل كان يسود ملامحه معنى لم تتمكن من معرفته أوسبرغوره. وتابع قائلا: (( اننى أعدك بأن لا يتكرر هذا الذى حدث الآن. اننى لم أخطط له يا جانى، مسبقا، فهل تصدقيننى؟))

فهزت رأسها قليلا وقد توردت وجنتاها وهي تجيب: ((لا أدري.)) كان الشئ الوحيد الذى كانت متأكدة منه، فى هذه اللحظة، هو أنها لم تكن متأكدة من شئ. ان بامكانه أن يكون فى منتهى القسوة كما حدث بالنسبة لتعامله مع أبيها. فهذه كلها لعبة منه. لقد كان غنيا بما فيه الكفاية، وربما مدللا أيضا ما جعله يحاول أن يسلى نفسه مع واحدة مثلها، وذلك من باب التغيير من حسناواته الشقراوات الأنيقات.

وقال فجأة بصوت بدت فيه نبرة السيطرة: (( انك ستمكثين هنا حتى يوم الأحد، فان أسرتى ستستغرب الأمر اذا أنت تركت المنزل الآن فجأة. هذا الى أن والدتى تتطلع الى بقائك هنا مدة أطول. فهي لا تنسجم مع تينا.)) وكان يتكلم بينما عيناه متحولتان عنها.

فقالت متهكمة: ((اننى لا أستغرب هذا، ولمعلوماتك، فأنا لست هنا لأصنع معروفا معك بالنسبة الى أمك أو أى شخص آخر. وعندما أتذكر معاملتك لأبى...))

فقال ببرود دون أثر للدفء فى عينيه: (( ان كلامك هذا يتساقط على رأسى كالجمر الحارق.))

فقالت بشئ من الارتباك: (( ألا تكون الأمور أكثر يسرا، اذا أنا رحلت؟ اننى لا أفهم سبب تعلقك ببقائى. لقد كانت تصرفاتك معى فى منتهى الشهامة، ولكن لا حاجة بك الى ...))

فقاطعها قائلا: (( ربما كنت محقة فى قولك ان السبب هو الشعور بالذنل وما أشبه.)) وتحول نحو الباب وقد أظلم وجهه، وللحظة أدركت السبب فى نجاحه فى ارهاب الآخرين. لقد كان مخيفا. وتابع هو قائلا: ((العشاء سيكون فى الساعة الثامنة.))
منتدى ليلاس
وقبل أن تجيب بشئ، كان الباب قد أغلق خلفه. وجالت بنظراتها فى أنحاء الغرفة الخالية بغباء وقد امتزجت فى بفسها مشاعر الغضب والضيق، والعجز والاحباط لهذا الضعف منها، ثم هناك شئ آخر...شئ لا تريد أن تفكر فيه ولو للحظة واحدة، وهو أنها رغم كل ما تعرفه عنه، كانت فى أعماقها ترغب فى البقاء، وهذا ما جعل الفزع يتملكها.[/align]
وعندما دخلت غرفة الجلوس، ذلك المساء، اندفعت والدة كين تقف بجانبها وهي تسألها: (( هل نلت ما يكفى من الراحة، يا جانى؟)) وكان الجميع جلوسا يتناولون الشاي قبل العشاء، وكان الجو بينهم لطيفا مريحا. وكانوا جميعا غاية فى الأناقة، وقد أحاطت بهم مظاهر الرفاهية والجمال، مما جعل جانى تتمنى من كل قلبها لو كانت فى أى مكان آخر.

كانت قد ارتدت ملابسها بكل عناية، شاكرة ظروف عملها فى مجال الاعلام، ةالذي يحتم عليها الظهور بملابس أنيقة غالية الثمن أثناء عملها. والآن، وهي تنظر الى هاتين المرأتين، علمت بأنها أحسنت اختيار ملابسها لهذا المساء، اذ كان ثوبها الأسود يعمق من لون عينيها البنيتين كما كان طراز شعرها الأسود المرفوع بذوائبه المتدلية تظهر بياض بشرتها الناصع.

وابتسمت لوالدة كين وهي تومئ برأسها قائلة بهدوء: ((نعم، وشكرالك. وأنا آسفة اذ أبدو واهنة القوى، مع اننى لم أمرض من قبل قط.))

فابتسم السيد ستيل وهو يقترب منها قائلا: (( ان الانفلونزا لا توفر أحدا. ماذا تريدين أن تشربى؟ اننى أقوم مقام صاحب البيت الآن.))

فأجابت وهي تدير نظرها حولها: (( أليس كين هنا؟))

فأجابت أمه: (( جاءته مكالمة هاتفية من الولايات المتحدة لم يستطع أن يتجاهلها.)) وكان فى صوتها شئ من العنف وهي تستطرد قائلة: ((كما قال.)) ونظرت بعينيها الزرقاوين الرقيقتين فى عيني جانى مباشرة وهي تتابع قائلة: ((انه بحاجة الى من تم*** بشدة يا عزيزتى، وأن يتعلم شيئا من الاسترخاء، فهو لا يحب أن يوكل عنه أحد، رغم أنه يجهد نفسه فى العمل، خصوصا...)) وسكتت فجأة عندما سعل والد كين محذرا. وغيرت مجرى الحديث مستطردة: ((حسنا، هل فهمت ما أعنى؟))

فأجابت جانى وهي تغتصب ابتسامة مليئة بالمرارة المفاجئة: (( نعم، أظننى فهمت، انه لا يحب أن يوكل أحدا فى العمل.)) ها قد سمعت هذا الوصف له من أعرف الناس به. من أمه نفسها. ثم بعد هذا، يتوقع منها أن تصدق أنه لم يشترك بقضية أبيها.

وتابعت الأم دون أن تنتبه الى غضب جانى المكتوم: ((وفى يوم العيد كذلك. هذا ليس حسنا، فى الحقيقة. يجب أن تتحدث الى الولد، يا جورج.))

فأجاب والده بجفاء وقد بدا الحنق فى عينيه: ((أظن كين قد خرج من طور الطفولم منذ سنوات وأنا لا أظن أن جانى تحب سماع هذه الشكاوى، يا عزيزتى.))واستدار نحو جانى يسألها: ((والآن، ماذا بالنسبة الى الشراب؟))

وأجابت جانى بأدب: ((أريد كوبا من عصير الأناناس اذا كان موجودا يا سيد ستيل.))

وقالت زوجته لها باحتجاج: ((ادعينا باسمينا ايليانا وجورج، يا عزيزتى. ولا تتكلفى الرسميات بيننا.))

وما أن أخذت جانى أول رشفة من العصير، مصممة على تجاهل نظرات تينا الخبيثة المنصبة عليها، حتى دخل كين الغرفة. وضايقها ما تملكها من بهجة لرؤيته وعلى الفور، أخذت عيناه تبحثان عنها حتى استقرتا على وجهها لحظة طويلة، قبل أن تتحولا الى الآخرين الموجودين فى الغرفة، قائلاببساطة وهو يسير ليقف بجانب جانى: ((آمل أن تكونوا جميعكم جياعا، اذ يبدو أن السيدة لانغتون قد أبدعت فى عملها.)) وللحظة واحدة، عادت الى محيلتها صورة هذا الرجل البارد الصارم، ذو الثراء الأسطورى والسلطة المخيفة، هذا الرجل كاد أن...وأغمضت عينيها لحظة خاطفة. لم تستطع أن تفكر فى ذلك. لقد كانت غلطة لا ينبغى لها ان تتكرر.

وهمس فى أذنها: ((انك تبدين غاية فى الجمال.)) وأرسل صوته العميق الرقيق الرجفة فى أوصالها.
وأجابت دون أن تنظر فى عينيه: ((شكرا.))

فعاد يهمس: ((بامكانى أن أحبك.))وعندها تحولت تنظر فى عينبه بحدة، لترى على ملامحه تهكما ماكرا، أما ما تضمنته كلماته هذه من عاطفة، فقد بدت فى أعماق عينيه اللامعتين.

وتمالكت نفسها بجهد ملحوظ، لتبتسم ببرود قدر استطاعتها وهي تقول بسخرية: ((يمكنك أن تجرب، ولكننى أؤكد لك أنك لن تذهب بعيدا فى هذا.)) انه يظهر الآن لونه الحقيقى، وأخذ ذهنها يتصور السيد الاقطاعى الذى يطالب بكل فتاة فى أملاكه يرغب فيها، هل ثمة شئ من هذا فيما يقصد اليه؟ انها لا تثق به مقدار ذرة.

ومال الى الأمام قائلا: (( ها انك تفسدين متعة الحديث...)) وقاطعه صوت تينا من أقصى الغرفة حيث كانت جالسة منتصبة القامة متصلبة الجسم والوجه وهي تحدق فى جانى وقد امتلأت عيناها الجميلتان بالحقد، قاطعه صوتها قائلة: ((ان جراثيم الانفلونزا هذه لابد قد أفسدت كل مشاريعك للعيد. وكنت محظوظة اذ أمكنك القاء كل شئ من بين يديك بمجرد أن وصل كين الى عتبة بابك.)) وكانت تتكلن بلهجة باردة وقد التوى جانب فمها بشكل لم تفهم جانى معناه.

فأجابت جانى بشئمن الارتباك: ((نعم، أظن ذلك.)) كان من الواضح أن تلك الشقراء الجميلة كانت بسبيل أن تثير موضوعا ما، ولكنها لم تعرف بالضبط ما هو، فى تلك اللحظة.

فسألتها تينا: ((هل دخل صدفة دون توقع منك؟))

فأجابت جانى: ((نعم.)) وقابلت نظرات المرأة بحزم انما بشعور من يعد نفسه لمواجهة خصم، بعينين معصوبتين.
منتدى ليلاس
فقالت تينا: (( لقد فهمت...)) وفى هذه اللحظة قطع والد كين حديثهما سائلا ابنه بهدوء: (( كيف كانت نتيجة المكالمة؟ هل تحسن الوضع؟))

فأجاب كين باقتضاب: ((كلا.))

فقال والده دون أن ينتبه الى عدم رضى كين عن الخوض فى هذا الموضوع: ((حسنا، لابد أن يدرك كولينز العجوز الوضع عاجلا أم آجلا. ان مصنعه قد انتهى والجميع يدركون ذلك.))
فقال كين بوجه عابس: ((ربما.))

فعاد الأب يقول: ((قد يكون ابنه صديقك يا كين ولك امبراطورية كولينز ستنهار فى خلال أسابيع وليس شهور، فمن الأفضل أن تتدخل أنت بدلا من أن يأتى شخص قد يظلمه. انك على الأقل...))
فقاطع كين أباه بحزم: ((لا أظن أن النساء هنا يهمهن حديثنا هذا فى شؤون العمل يا أبى، دعنا نغير الموضوع.))

قتأففت تينا بطريقة مبالغ فيها، تظهر بذلك كراهيتها لهذا الموضوع، قائلة: ((أوه، من فضلك...ان هذا ممل جدا. فاذا كان هذا الرجل الأحمق من الغباء بحيث يفقد أمواله، فالذنب ذنبه، ولكين كل الحق فى أن يتدخل، أليس كذلك يا عزيزى؟)) وكانت عيناها قاسيتين لامعتين كالماس وهي تتابع قائلة: ((اننى لا أحتمل الأشخاص الذين لا يدركون متى عليهم أن يخضعوا للواقع. ان هذا شئ محير...))
فقاطعها كين: ((تينا.))

فقاطعته أمه وهي تقف مم*** بذراعه: ((الساعة الآن، الثامنة يا عزيزى، واذا لم نكن فى غرفة الطعام فى اللحظات التالية، فاننا لن نخلص من كلمات السيدة لانغتون، هيا بنا.))

ونظركين الى وجه أمه الرقيق والمتوسل، فترة طويلة تبادل معها نظرات صامتة معبرة، بينما بقيت هي قابضة على ذراعه بشدة، ثم تنهد بعمق وهو يشير الى الآخرين بالنهوض قائلا: (( هيا، تفضلوا جميعا.))

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 13-09-10, 09:09 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

]ولكن جانى بقيت جالسة فى مقعدها تحدق فيه، لقد مست قسوة تينا من نفسها وترا حساسا كان ما يزال ينزف. هل بهذه الطريقة كانوا يتحدثون عن قضية والدها؟ أبهذه البساطة وهذا البرود وكأنها من مقبلات الطعام؟ ما الذى جعله يسمح لتلك المرأة بابداء مثل هذه القسوة والتصلب دون أية كلمة منه؟ وما نوع هذه الأسرة؟ ألا يدركون أنهم يخوضون، يوما بعد يوم، فى معيشة مئات من الناس العاديين الذين عليهم أن يعملوا لكي يأكلوا ويجدوا سقفا يظللهم؟ ولكنهم يعاملون ذوى القلوب المحطمة، بكل عدم اهتمام وغياب ذهن، لأنهم أغنيا آمنون فى قصرهم المبطن بالذهب. حسنا، ان فى هذه الكفاية...الكفاية التامة.

وقالت جانى بصوت واضح حازم وهي تحدق فى وجه كين مباشرة: ((اننى لست جائعة.)) ثم التفتت تحدق فى تينا التى كانت تنهض واقفة، وقالت: ((يبدو أن ثمة ما أفسد شهيتى.))
منتدى ليلاس
وأشار كين الى الباقين بالخروج قائلا: ((سألحق بكم بعد لحظة.)) ثم أغلق الباب خلفهم. وعندما تحول نحو جانى كانت عيناه باردتين غائمتين لا أثر فيهما للمشاعر.

وقالت له: ((أريد أن أرحل الآن يا كين، انكم جميعا هنا كمجموعة آتية من كوكب آخر، وقد نلت منكم الكفاية. ومهما كان هذا((الكولينز)) فلابد أنه فى حالة يرثى لها من اليأس تلك التى دفعته الى الاتصال بك ليلة الميلاد.ما الذى كان يطلبه؟ الشفقة؟))

فأجاب بوجه جامد: ((شئ كهذا؟))

فقالت بمرارة: ((لكن عالم الأعمال لا يعرف معنى لهذه الكلمة. أليس كذلك؟ حسنا، لا يمكننى أن أكون طرفا فى قضية كهذه. ان هذا يشعرنى بالاشمئزاز...بالغثيان.))

فهتف بها: ((اياك والتلفظ بكلمة أخرى.))

وفوجئت بانفجاره هذا. لقد كان منذ لحظة، جامدا خاليا من المشاعر وهو يستمع الى ما تقول، ليقلب كيانها، فى اللحظة التالية، بتعنيفه هذا وعيناه تقدحان شررا. كان عليها أن تعرف قبل هذا الهجوم العنيف ان هذا الوجه الخالى من المشاعر، هو سلاح لا يضاهى فى عالم الأعمال، يستعمله هو فى سبيل المصلحة، بشكل كامل ولكنها سبق ورأت لمحة من هذه الناحية من شخصيته تلك الليلة بعد المؤتمر الصحفى عندما أخذت ثروة كين ستيل تنفث الحمم.

وتابع قائلا وهو يكاد يلقى بها على الكرسى الذى كانت قد تركته واقفة: ((انك الآن ستقفلين فمك وتجلسين بصمت لتستمعى الى كل كلمة أقولها.)) وكان يميل فوقها متوعدا وقد أمسك بذراعي كرسيها، وهو يستطرد قائلا: ((أتقولين أنك تشعرين بالغثيان؟ حسنا، اننى أنا أشعر أيضا بالغثيان...الغثيان من ظهورى بمظهرالنذل، بالغثيان لمرأى تلك النظرة فى عينيك ازاء أى شئ يذكرك بأبيك، الغثيان من عدم استماعك الي.))

وفكرت وقد عقد لسانها الذعر، أنها تستمع الآن، ذلك أنها لم تجرأ على القيام بأى شئ آخر. فقد كانت ثورته العنيفة قد حولت ملامحه الى شكل بالغ الشراسة.

وقال بصوت يهتز من الغضب: ((انك تتحدثين عن ذلك الحديث الذى دار بيننا منذ دقائق، فهل بلغت من الغباء الى هذا الحد؟ اذ تستمعين الى تلك العجوز الحاقدة، أرملة أخى وهى تنفث حقدها فى هذه الغرفة؟ ذلك ما سمعته أنت. ان تينا من ذلك النوع من النساء الائى يستحقن الحرق. فهي الشر بذاته صدقينى. فهي قد أذلت أخى من اليوم الذى تزوجته فيه، وذلك بأسوأ الطرق. لقد كانت تحفر رجولته يوما بعد يوم. لقد كان غنيا انما ليس بما فيه الكفاية وكان ذا سلطة، ولكن ليس الى حد كاف. لقد كانت تتطلب رجلا عنيفا قاسيا يلزمها حدها اذا هي حادت عن الطريق السوي. ولكنها حصلت بدلا من ذلك، على كايث. وكان كل ما فعله، وما هدف اليه هو أن يكون نفس نوع الرجل الذي تريده أن يكون.))

فقاطعته قائلة: (( كين...))

فضاقت عيناه المتألقتان وهو يقاطعها بقوله: ((قلت لك أن تقفلى فمك.)) وأقفلت هي فمها بينما تابع يقول: ((لقد احتقرته، وكان هو يعرف ذلك، ولكنه لم يتركها، فقد كان يحبها.)) وكان فى صوته الخشن وهو يقول ذلك، من الكآبة ما تنطق بألم دفين لا يحتمل. واستطرد قائلا: ((لقد كان منذ طفولته رقيقا عطوفا ودودا، ولو رأيته مع طفليه لأدركت ذلك. لقد كانا شغوفين به. ولكن هذه الصفات كانت تعتبر فى نظر تينا، ضعفا، واهذا أخذ يحاول الظهور بصورة مختلفة، متبنيا مفاهيم حطمته، فى النهاية، جسديا وعقليا، وذلك فى سبيل ارضائها.))

وحدقت جانى به، ثم سألته بصوت يفوق الهمس: (( انك تكرهها، أليس كذلك؟))

فهز كتفيه بما يشبه اليأس، وهو يجيب وقد تلاشى غضبه وهو يعود بذاكرته الى الماضى: ((سبق وقلت لك ان كايث كان يحبها، والآن، وقد ذهب بقى ولداه، ان أمى تعيش لأجلهما. وعندما علمت بموت ابنها، لم تصدق ذلك، فقد مزقها ذلك الخبر اشتاتا، ولكن العناية بطفليه أخذ يشفيها يوما بعد يوم. وغالبا ما يأتيان اليها.))[/align]

ونطق صوته بالمراره وهو يتابع قائلا
-ان تينا تحب الحياه الراقيه والى جانب كونها ارمله ثريه فان والدها ثري جدا وذو نفوذ كبير فاذا خطر لها ان تنتقل الى اي مكان لتمنع والدي من حقهم في رؤيه الطفلين فسيحدث بيننا عند ذاك خصام طويل الامد امام المحاكم لاستعاده هذا الحق
فتسالت جاني بصوت مرتفع
أمن الممكن ان تفعل مثل هذا؟
فاجاب
-نعم ستفعل ذلك دون شك
وفجاه بان عليه التعب الشديد وهو يجلس على الكرسي امامها متابعا قوله
-ومما يدعو الى السخريه المره هو انني انا المسؤول عن تقديم الواحد منهما الى الاخر
وعندما امعنت النظر في وجهه شعرت برغبه قاهره في ان تتقدم اليه وتواسيه وشعرت بغصه لرؤيه الالم السافر في وجهه ولكنها غريزيا كتمت مشاعرها وبقيت صامته
وتابع قائلا
-على كل حال اردتك ان تعرفي كل شئ قبل ان تحكمي على والدي بنفس الطريقه التي تفعل بها تينا
واستدار اليها بعينين كئيبتين غير منتبه الى ترددها وهو يتابع
-ان والدي شخصان طيبان خذيها مني انا
ارغنت نفسها على ان تساله
-هل انت الذي عرفتهما بببعضهما؟
لم تكن تريد ان تنسى الالام اليت عانتها شهورا
طويله ولا الاذى الذي سببه لاسرتها هذا الرجل ومؤسسته ولكنها الان تشعر بكل هذه المشاعر تتلاشى من نفسها وهي تشعر بالحزن الذي كان من شده احساسها به ان تشعر بالم حقيقي في صدرها
فاوما براسه ببطء وهو يريح ظهره الى الخلف وقد اغمض عينيه ثم اجاب
-لقد كنت قابلتها قبل ذلك بشهور اثناء وليمه غداء كان ابوها قد اخذها اليها كانت وليمه عمل ومرح كما تعرفين
ولم تكن جاني تعرف ولكنها لم تظهر ذلك وهو يتابع قائلا
-لقد دعوتها الى فنجان قهوه بعد ذلك مره او مرتين واخذتها مره الى المسرح وانتهى الامر
فقالت وقد ادهشها ان تشعر لما سمعته بما يشبه الغثيان
-لقد فهمت
وتابع قائلا:
منتدى ليلاس
-كنت وكايث نتناول الطعام معا ذات ليله بعد مداوله عمليه طويله كنت اثناءها احاول دمجهفي الشركه معي بعد اذ ابتدات احواله المهنيه في التراجع عندما مرت تينا بمائدتنا صدفه وبدا انهما انسجما معا من اول لحظه فقد كانت تمثل الفتنه نفسها
والتوى فمه بمراره لاذعه وهو يقول ذلك
وسالته بحذر بينما الالم يغزو قلبها
-وانت؟ الم يضايقك ذلك.؟
ففتح عينيه وهو يستقيم في جلسته ببطء وهو يجيب
-ماذا ؟ يضايقني ؟ ومالذي يجعلني اتضايق؟ لقد كانت بالنسبه الي من جمله المعارف العاديين وقد ادهشني ان تكون من النوع الذي يحبه اخي عندما تعرف اليها وقد كان راينا انا وهو في النساء واحدا حتى تعرف الى تينا وقد ظننت انه سيرى...
وسكت
فقالت تستحثه
-يرى ماذا؟
فاجاب وهو يهز كتفيه
-يراها على حقيقتها
فقالت
-كما رايتها انت
وفجاه انقشع امامها كل شئ وهي تحدق في ذلك الوجه المغضن الجذاب امامها شاعره بمنتهى الحيره اذ تفكر في ان هذا الرجل مع دهائه وفطنته البالغين يمكن ان لايشعر بما هو تحت انفه مباشره فقد كانت تينا غارقه في حب كين ستيل .فكان من ثم العداء الذي لم يستطع اخفاءه نحو تلك الفتاه التي احضرها الى منزله ايام العيد بينما كانت هي تتوقع جمعا عائليا دافئا لقد كان عدم رضائهاعن حياتها الزوجيه عموما ومعاملتها تلم لزوجها اثناء حياته كل ذلك يدل على حقيقه واحده وهي انها تزوجت الرجل غير الملائم لها وانها كانت تعلو ذلك فما الذي دفعها الى الزواج من كايث في الوقت الذي كانت تريد فيه اخاه؟ وساور جاني العجب من نفاق البشر هذا هل كان ذلك لكي تتمكن من البقاء بجانب كين؟ ان تبقى على الهامش في حياته بدلا من ان تكون في القلب؟كايث ؟هل كانت لديه ايه فكره عن ان القالب الذي كانت تينا تحاول ان ترغمه على ان يظهر به كان مجرد نسخه كاريكاتوريه عن شخصيه اخيه...المهيمنه القوه والقسوه وهذه الصفات هي التي كانت تخلب لب تينا؟ وفكرت ساخره في وصف كين لها بانها تتخبط في شرك مظلم
وقال فجاه
-حسنا انك تعلمين الان
وظنت للحظه انه قرا افكارها لتدرك بعد ذلك انه كان يشير الى ماكشفه لها عن مساله زواج شقيقه ولما تتسامح الاسره الان مع تينا هل لان كين كان يعرف شعور تينا ذاك؟
ونظرت الى وجهه القاتم بامعان وكان من المستحيل ان تعرف الجواب فقد كان من الهدوء ورباطه الجاش شانه على الدوام
وقال

-ليس هناك من يمكنه ان يقنعني بانها لم تحطمه في النهايه ولكن لم يكن ثمه ما يمكنني القيام به تجاه ذلك انني لا اعرف مقدار ما اخبر كايث امي عن ذلك عندما كان حيا ولكنني لا اظن ان ما اخبرها به كان كثيرا وهو لم يطلعني على سره الا في النهايه عندما تملكه الياس
فقالت بسرعه
-ولكن الم تكن قريبا منه فتشعر بما كان يعاني؟
فاجاب
-لقد كنت..
وسكت فجاه ثم عاد ليقول
-نعم معك حق
فنظرت اليه متفحصه لقد كان على وشك ان يقول شيئا اخر كانت متاكده من ذلك وقال
-انه لم يتوقف عن حبها لحظه واحده
وهز راسه ببطء وهو ينظر في عينيها البنيتينالمنزعجتين قائلا
-هل يمكنك ان تتصور حبا كهذا ؟
فاجابت
-وهل يمكنك انت؟
كانت تعلم ان هذه هي طريقه جبانه في التملص من الجواب ولكنها لسبب ما لم تشا ان تدلي برايها فقد سرى في اوصالها شعور شامل بالذعر اوشكت معه على الاغماء
واجابها هو بلهجه بان فيها التوتر
-نعم انني استطيع تصور ذلك
شعرت جاني بكيانها يتمزق لازاء العواطف المتضاربه التي تملكتها فقد ارادت ان تعتبره رجلا في منتهى القسوه وانعدام الشفقه فقد كان هذا هو الشعور الوحيد الذي يشدها الى الخلف ولكنه كان دوما يصل الى ما يريد وكان التفكير في انشاء علاقه معه ما هو الا قفزه الى المجهول ليس في استطاعتها مواجهه نتائجها بعد ..ماذا لو كانت هي على خطا؟ بل لنفترض انها على خطأ؟
ونهض واقفا وهو يقول
- هل ستتناولين العشاء؟
منتدى ليلاس
ونظرت اليه لتجد ذلك القناع الجامد الذي اعتاد ان يسبغه على ملامحه قد عاد الان الى موضعه ووضعت يدها في يده الممدوده اليها ومشت معه الى غرفه الطعام والدةار يمتلكها لتجد الاخرين مجتمعين حول مائده في غايه الروعه والفخامه وما ان اشتقرت في مقعدها حتى شاهدت للحظه واحده نظره من تينا اليها...كانت نظره مليئه بالحقد والغيره السافره مما اكدت ظنون جاني بها
ولكنها سرعان ما اخفضت بصرها عندما رات تحديق جاني بها وقد انسدل شعرها الاشقر كستار يحجب وجهها الشاحب
كان الطعام لذيذا حسن الطهو ولكن جاني لم تستسغ منه شيئا لقد كانت تاكل وتبتسم وتتحدث كل ذلك بشكل الي فقد كانت افكارها مركزه على ذلك الرجل الاسمر الكبير الجسم والذي كان جالسا على راس المائده كان هذا الشئ الذي عرفته هذه الليله كانه قنبله موقوته او بركان يفور ويغلي لكي ينفجر في النهايه مدمرا الاسره باجمعها كان من الواضح ان كين قد احب اخاه كثيرا

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دار النحاس, روايات . روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, شرك الظلام, عبير, هيلين بروكس, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية