كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل التانى
وعندما توقفت العاصفه، واستحال بؤكها الى نشيج متقطع،قال لها بثبات
اذا، فشكواك حقيقيه)
قال هذا بملامح خاليه من التعبير .ورفعت نظرها اليه بسرعه لترى ان العينين الزرقاوين الصارمتين قد اصبحتا
متحفظتين كما لمست فيه تغيرا غامضا لم تستطع ان تتبينه جيدا . كانت القسوه والسخريه مازالتا مرتسمتين على شفتيه ،
وكذلك الخطان المحيطان بفمه .وكانت ملامحه الظاهره ما زالت قاسيه عنيفه . ومع هذا ،كان ثمه شىء ما ....
وقال ببطء بامكانى ان اميز التعاسه الحقيقيه عند رؤيتها، يا انسه غوردون، ولكن عملك مازال لا عذر له .
لقد كان بامكانك ان تطلبى مقابلتى فى اى وقت لكى نضع حدا لسوء التفاهم هذا ...)
ورفعت راسها كنمره صغيرة وهى تقول
سوء تفاهم ؟صدقنى ظن ليس هناك سوء تفاهم .كما انه ليس بامكانك استغفالى بهذا الشكل ،اننى لست غبيه.)
قال ببرود
اننى لن ارد على هذا بشكل صريح ، ذلك ان عملك هو اكثر فعاليه من اى كلمه اقولها ، كم مضى على موت ابيك ؟)
فحدقت فيه بتوتر وهى تجيب سنتان.)
فعاد يسألها متجاهلا توتر جسددها المؤلم وهل بكيت عندما مات ؟)
فابتدأت تقول حسنا ،بالطبع...)وما لبث صوتها ان تلاشى وهى تقطب حاجبيها مفكره،ثم تتابع قائله
كلا، لا اظن اننى بكيت،فى الحقيقه .)
فقال هذا شىء سيىء جدا الى نفسيتك.)
فنظرت اليه بدهشه ، كان هذا اخر ما تتوقعه من شخص قاس عنيف مثله.وتابع قائلا
ذلك انه يخلق ظلاما كالشرك ، يغطى كل شىء .)
فقالت وهى تنتصب واقفه رافعه راسها متحديه
اسمع ، اننى بخير ليس بى شىء.)وكانت كلماتها الاخيرة حافله بالمعانى .
واومأ هو برأسه بخفه وقد بدت الصرامه فى نظراته ، وهو يقول
هل افهم من هذا اننا عدنا الى الاتهامات؟)
فأجابت بفتور وهى تزيح عن وجهها المبلل خصله من شعرها
اوه،انك تعرف ما اعنى ، لا يمكن ان تكون قد نسيت الامر تماما ، لقد شعرت بهذا فى الفندق .)
فأجاب فقط بالنسبه لاسم شركه ابيك .)
هزت برأسها دون ان تتفوه بكلمه . وقال لها
اسمعى ، حدثينى بالأمر منذ البدايه .)منتدى ليلاس
وعندما مشى الى كرسيه لاحظت شىء من الحذر يشوب مشيته يشبه التردد ، وكان هذا غريبا بالنسبه الى رجل مثله
.ولكن ، عندما جلس ازاحت هذه التصورات جانبا بضيق . لم يكن لها حاجه الى جعله موضع اهتمامها .
وأجابت حسنا ، ليس هناك الكثير ليقال .)
وقاومت عطسه كادت تفاجئها ، فنظرت اليه قائله ببطء بصوت كئيب
هل اجد عندك منديلا ؟)
فقال يجيبها بنفس الصوت الكئيب الفاتر الذى خاطبته به:
(نعم . عندى منديل .)
وصبغ الاحمرار وجهها وهو يتقدم منها بمنديل قطنى كبير ابيض ، هل كانت لهجتها بهذا الشكل الذى قلده هو؟
كان عليها ان تلاحظ نفسها اذ يجب ان لا يعتبرها اقل منه .... كيف يجرؤ على السخريه منها ؟
وابتدأت تتكلم بهدوء بعد ان مسحت انفها ، ثم استقرت فى كرسيها ، قالت :
(لقد اسس والدى الشركه بالاشتراك مع امى فى العام الذى ولدت انا فيه ، وكان نجاحهما جيدا ...
وكان لنا منزل جميل عشنا فيه برفاهيه عاديه . ليس مثل هذه الرفاهيه هنا ، بالطبع .)
ونظرت اليه بسخريه وهى تستطرد ولكننا كنا سعداء )
وتوقفت عن الكلام ،فقال يستحثها وقد شردت نظرتها مع الذكريات نعم ؟)
فتابعت تقول وما لبثت امى ان وقعت مريضه تشكو من قلبها ،عندما كنت فى اولى سنوات المراهقه وكان ابى يمضى اكثر اوقاته معها .ولا اظنها كانت تعلم بانه رهن المنزل لكى يبقى على مسير الشركه . ولكننى لم اعلم بذلك ابدا . وقد توفيت عندما دخلت الجامعه .)
قال اننى اسف لذلك .) وكانت عيناه النفاذتان لا تغادران وجهها وهى تتحدث ، كام ان صوته العميق كان خاليا تماما
من اى مشاعر.
وتابعت تقول وبطبيعه الحال ، اصبح والدى محطما تماما ، ولكنه القى بنفسه فى الشركه محاولا ان يسترد الوقت الذى
وضيعته ، كما اظن ، وقد نجح فى ذلك بشكل جيد . فقد كان عندنا مجموعه مخلصه من الايدى العامله ، كما انه اصبح
بعد رحيل امى ، يمضى فى الشركه مايشاء من الساعات ، وهذا فى الحقيقه ، ساعده تماما اذ شغل ذهنه عن احزانه .
وكان قد حصل على عقد كبير ملأه بهجه ، اذ كان ممكنا معه ، تخليص املنزل المرتهن ، فهو كان يريده لاجلى ولكن ، عند
ذلك ...)وسكتت فجأه رافعه عينيها المتسعتين الى وجهه لتستطرد قائله :
(عند ذاك ، تدخلت مؤسسه ستيل .)
وسألها عابسا كيف ؟)
فحدقت فيه بغضب وهى تجيب الا تتذكر؟ كان هذا منذ سنتين فقط . لا يمكنك ان تنسى التفاصل بمثل بهذه السرعه.)
فسألها متوترا هل عندك فكره عن مدى اتساع مجلس اداره الشركه عندى ؟ ثم هنالك العديد من الفروع للشركه فى مختلف انحاء العالم مما يأخذ الكثير من وقتى واهتمامتى . ليس بامكانى التعامل . شخصيا مع كل شىء .)
فقالت على الفور وقد اتسعت عيناها كلا معك حق لا اظن ذلك .)
لم يكن هذا قد خطر فى بالها من قبل . وتابعت تقول :
(حسنا ، انك ...اعنى شركتك ، كانت قد اشترت بقيه المبنى الذى يقوم فيه مصنعنا الصغير . وكان المكتب فى الداخل وكنتم تريدون الاراضى الملحقه بالمبنى . ولم يكن ثمه مكان ننتقل اليه على الفور ظن فقد كان ما قدمتوه نت مال مبلغا صغيرا ، فقد كان معروفا للجميع ان مصنع ابى يواجه مصاعب . وعندما رفض ابى البيع ، ابتدء الضغط عليه من جانبكم .)
فقال بوجه خالى من التعبير يقرب من عدم الاهتمام فهمت .)
وعادت تقول وفجظاه ابتدأت البنوك تتطالب بديونها وبقيمه الرهن .والغيت العقود .)
وحدقت فيه بغطب وهى تتابع انها طريقه جميله لاداء الاعمال . أليس كذلك يا سيد ستيل ؟ كل شىء جائز مهما كان . ويظهر ان هذا هو مبدأكم حتى ولو لم تكن تشهد انت شخصيا كل هذه الامور . ليس بامكانك ان تخبرنى ان موظفيك يخرجون عن النهج المتبع فى مؤسستكم لتسيير اعمالكم .)
فقال ببرود جعلها تجفل لم اكن اعلم ان على ان اخبرك كل شىء) كان يتكلم معها بينما يبدو ان ذهنه تقريبا فى مكان اخر ، وحدقت فيه بعنف . ما الذى كان يفكر فيه ؟ وعاد يقول وهو يميل للامام قليلا
تابعى كلامك .)
فقالت محاوله تمالك هدوءها وكان الوداع بالنسبه للمصنع . والوداع بالنسبه للمنزل . واستطاع ابى ان يحصل على عمل جزئى براتب زهيد ، وسكن مع بعض اصدقائه ، ليتوفى بعد اربعه اشهر .وقد شخص الطبيب سبب وفاته التهابا رئويا . ولكن الذى قتله هو فقط ،فقدانه الرغبه فى الحياه .) ونضحت نظراتها بالالم وهى تحدق فيه ، متابعه كلامها:
(انه اخبرنى ذلك بنفسه . قال انه يريد ان يموت .)
فقال وتلوميننى انا لذلك ؟ )
فنهضت من مقعدها وهى تجيب قائله تماما ، فقد تصاعدت الرائحه النتنه ،كما يقول المثل ،امام بابك ، يا سيد ستيل ، دون ان تفكر بازالتها . ان الرائحه النتنه هذه تتصاعد من اداره الاعمال فى مؤسستك ، من موظفيك ...منك انت .)
فقال متهكما لقد ادليت بقصتك بشكل نابض بالحياه .)
فأجابت وهى تواجه قائله ،وقد صعد الدم الى وجنتيها ، وبدا شعرها الاسود الكثيف متألقا بلون اقرب للاحمرار فى هذا الضوء الاصطناعى الوهاج وبينما اتسعت عيناها البنيتان
اهذا هو كل جوابك ؟ مجرد التهكم تنقذ به كرامتك الغاليه ؟ فلا اعتذار ، ولا ندم ، ولا شعور بالذنب ؟ )
فوقف بدوره وهو يقول لم افعل شيئا يجعلنى اشعر بالذنب ) ومشى نحو جرس طويل فى زوايه الغرفه فجذبه مرتين ، وعلى الفور فتح الباب لتدخل منه خادمه جميله صغيره تلبس الزى الخاص . وقال لها بلطف
هل بامكانك استدعاء السيده لانغتون لكى تاتى بسرعه ، من فضلك يا جين ؟ اريد ان اكلمها بامر ما .)
فأجابت الخادمه ، وقد اتسعت عيناها الزرقاون الكبيرتان لمرأى جانى، قائله نعم يا سيدى . اننى اسفه ، فنحن لم نعلم بعودتك الى المنزل . كنا نظن انك ستمضى المساء خارجا ...)
فقال بحزم لقد تغيرت خططى .) وحالا، تركت الخادمه الغرفه وهى تومىء برأسها بشكل عصبى بينما كان هو يتابع
اننى سأطلب تجهيز عشاء لنا .) ونظر الى جانى ، لتبادله هذه نظرته بذعر ، قائله بسرعه ليس لاجلى ، يا سيد ستيل لقد سبق وقولت اننى سأعود الى منزلى .)
فقال بحزم لا سبيل الى ذلك ، اننى لم انته منك بعد . هذا الى اننى بحاجه الى ان ادقق فى قصتك .)
فقالت وهى تنظر الى الساعه فى معصمها
الان ؟ ان الوقت بعد السادسه واليوم الجمعه حيث لا يوجد اى انسان فى عمله .)
فقال ببرود ثمه اناس عندما اريدهم انا يحضرون حالا. والحقائق ستكون مسجله . اما التفاصيل فيمكنها ان تنتظر الى ان اعلم من الذى كان مسؤولا عن تلك المعامله فى ذلك الوقت .)
فقالت وهى تخطو نحو الباب اسمع . اننى ذاهبه .)
ولكن النظره الصارمه التى القاها عليها ذلك الرجل الكبير الجسم ، جمدتها فى مكانها وهى تتابع قائله
اننى جاده فيما قلته اريد ان اذهب الى بيتى.)
فقال لا تتصرفى كالاطفال .)
فتوهج وجهها غضبا من كلامه هذا ، بينما كان يتابع قائلا:
(اننى ، فقط اعرض عليك العشاء بينما اقوم بالاتصالات اللازمه ، وهذا هو كل شىء . فانتى محظوظه جدا لكونك لست الان فى المخفر حيث الشرطه تحاسبك على ما فعلت .)
فأجابت وهى تتصور تلك الفتاه الشقراء الطويله القامه التى كانت بصحبته :
( ولكن كان يبدو انك كنت تنوى قضاء المساء خارجا و ...)
فقاطعها قائلا بلطف لقد تاخرت فى الاهتمام بوضعى الخاص ، اليس كذلك . يمكنك ان تسكبى لنفسك كوبا ثانيا من العصير ريثما اقوم ببعض الاتصالات الهاتفيه ، ثم نتناول الطعام بعد ذلك .)
وعندما اوشكت على فتح فمها للمناقشه ، فتح الباب وابتسم السيد ستيل للمرأه المتوسطه فى السن التى دخلت الغرفه مرتديه ثوبا اسود وعاقصه شعرها الذى خطه الشيب الى الخلف ، وقال يخاطبها :
( لقد تغيرت خططى يا سيده لانغتون ، وانا الان اطلب عشاء لشخصين ، فهل هذ ممكن ؟)
فأجابت المرأه وهى تبتسم بأدب :
( طبعا يا سيد ستيل ، وسيكون جاهزا بعد نصف ساعه .)
وعندما خرجت المرأه بعد ان حنت رأسها لجانى تحييها ، حدقت هذه فيه قائله بغضب :
( ما الذى على ان افعل لكى اقنعك باننى لا اريد عشاء ؟)
فأجاب بهدوء لا شىء، فأنا اعرف هذا .)
فقالت : (فلماذا اذن .)
فأجاب لان عليكى ان تفعلى ما يقال لك .)
وكان قوله هذا بمثابه جواب مكتمل ، فى نظره كما يبدو ، وحدقت هى فيه ثائره وقد اثارت غطرسته حنقها ، ثم قالت له بشمئزاز عميق انك رجل عجيب حقا .)
وزاد فى ثورتها ابتسامته الساخره وقد كست ملامحه الداكنه دعابه قاسيه . كان ما يزال غاضبا . وقال معنفا :
(انك لست اول امرأه تقول هذا . ولو على ان اعترف بظروفك التى الجأتك الى هذا ، وعادة يقال لى هذا مصحوبا ... بحماس اكثر .)
فقالت بلهجه حاول ان تضمنها ما تستطيعه من سخريه :
(أحقا ذلك ؟ لقد كنت دوما اظن ان الرجل الحقيقى يجب ان لا يتباهى بجوده ادائه مع النساء .)
فسألها بلطف وبرود مصطنع وهل تحدثت انا عن النساء ؟)
ولكنها لاحظت ان اهانتها هذه قد جعلت عينيه تضيقان وفمه يعتدل وهو يقول :
(اتعلمين انك اذا وضعنا قضيه ابيك جانبا ، انك امرأه سليطه اللسان ؟ الا يعجبك الرجال ، يا انسه جانى غوردون ؟)
كان مايزال يتذكر اسمها الاول منذ سمعه منها فى الفندق رغم كل ما حدث بعد ذلك من تشويش واثاره .و شعرت وهى تنظر الى هذا الوجه الداكن بمثل ضرب المطرقه على ام راسها ، اذ تعلم فجأه ان هذا من اختصاص هذا الرجل . فقد كان ذهنه بمثل حد السيف ، وصلابه المسمار . فهو لا ينسى شيئا ابدا . فلماذا اذا ، ينسى قضيه مصنع ابيها ؟ وهل صدقته هى ؟ وهل اشترك هو بهذا الامر ؟ انه لا يبدو من اولئك الرجال الذين يدعون اى شىء ينساب من بين اصابعهم ، مثل اقتناء المبنى الرئيسى كعقار . لابد انه علم
بالخطوط الرئيسيه لهذا الوضع على الاقل ، خصوصا بالنسبه للمصاعب التى اعترضته . لقد علم بكل ذلك بالتاكيد كما انه سبق وتذكر اسم المصنع كذلك .
وعندما عادت من تصورتها هذه ، الى الواقع كان ما يزال يحدق فيها بعينيه الزرقاوان الحادتين .
وقال حسنا ؟)
وكانت الان قد نسيت موضوع الحديث الذى كان بينهما ، فقالت ماذا ؟)منتدى ليلاس
فقال بالنسبه الى الرجال ، هل يعجبوك ؟)
وعندما اخذت تحاول استيعاب ما كان يقوله ، تقدم هو خطوه نحوها قائلا :
(هنالك طريقه واحده لمعرفه ذلك ...)
اما الطريقه الخبيره التى ام***ا بها ، فلم تتذكرها جانى الا بعد وقت طويل ، اما فى هذه اللحظه القصيره ، فقد شغلت بمقاومه قوته المسيطره هذه .
لقد ارغمت نفسها على الجمود التام ، فقد كانا يعلمان هما الاثنين ، ان اى حركه منها لم يكن من ورائها طائل ، ولقد احست اثناء ذلك بالكرهيه لنفسها ، شاعره انها تخون بذللك نفسها وذكرى ابيها . ولكن هذا كان يرغمها ، فقد كان رجلا غير عادى .
وما لبثت ان وجدت نفسها طليقه ، بينما هو قد تراجع الى الخلف ، حيث وقف عاقد الذراعين فوق صدره ، ومضى ينظر اليها بعينين ضيقتين . وقال بصوت عميق رقيق هذا حسن جدا .)
ولكنها لم تستطع ان تتفوه بكلمه وهى تنظر فى ذلك الوجه القوى الخشن . وعاد هو يقول :
(هذا ، فى الاوقع ، حسن جدا ، اما الان فسأسكب لكى كوب شراب بارد ، بينما اقوم انا ببعض الاتصالات الهاتفيه .)
وكانت ما تزال واقفه بصمت ذاهل ، عندما ترك هو الغرفه بعد ذلك بثوان بعد ان ملأ كوبها ثم وضعه على الطاوله الصغيره بجانب كرسيها ، وكانت ساقاها قد ابتدأتا بالاهتزاز حتى كادت تنهار على كرسيها وقد اصابها الدوار ، عندما أيقظها من تلك الغيبوبه صوت انصفاق الباب خلفه ، انها لم تشك فى لحظه واحده فى ان تصرفه هذا كان الهدف منه معاقبتها . وتصاعد انينها فى تلك الغرفه الخاليه . كان عليها ان تصرخ فى وجهه عندما حررها . وتخبره بالضبط رايها فيه ، ثم تصفع وجهه ... ولكنها سبق وفعلت ذلك هذا اليوم . وأغمضت عينيها لحظه بشده . كل هذا كان حلما ... لا بد انه كذلك ...
|