كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
حدقت اليه آنذاك بخيبة يائسة وأدركت أنه ينبغي عليها خوض معاركها بنفسها , لكن بعد مرور عدة أسابيع على مقاومتها المرهقة لمحاولات أمها ودون فيشر المتحدين ضدها
حدث شيء أقنع أليكس بأن السماء لم تتخل عنها نهائيا, هذا الأنقاذ هبط عليها بشكل برقية أرسلت من أنكلترا
قالت سطورها أن والدة أنيد لاثام أي جدة أليكس , قد مرضت فجأة وطلبت أستدعاء أبنتها , وهكذا أضطرت أمها الى تلبية النداء , في الأسبوعين الأولين لغيابها فكرت أليكس في حل ينقذها من مشكلتها
وقررت في الأخير أن تبحث عن عمل في مكان آخر, لقد دهشت وتأثرت الى حد كبير حين عرض عليها أبوها أن يساعدها وخجلت من نفسها لكونها نفضت يديها منه في السابق وأتهمته بالجبن والخضوع التام لأمها
قال لها:
" لقد علمت بوجود وظيفة شاغرة في شركة ترعى شؤون الماشية , في ملبورن ,وهي لا تبعد عنا كثيرا , لكنها تبعد على الأقل مسافة كافية تتيح لك التخلص من المساهمة في النشاطات الأجتماعية التي تكرهين , وفي الوقت نفسه تكونين قريبة الى حد ما , وحيث نستطيع الأطمئنان عليك ساعة نشاء".
منتديات ليلاس
فسألته بحيرة:
" وظيفة في شركة رعوية؟".
" أنه مجرد أقتراح , ولا بأس من المحاولة".
" لكن أين سأسكن؟".
" من الأفضل أن تمكثي في فندق صغير ريثما تجدن شقة مناسبة , لا شك أن زميلاتك سيساعدنك متى تعرفت اليهن جيدا".
لم تواجه الصعوبات التي توقعتها , أجريت معها مقابلة أمتحانية وأسندت اليها الوظيفة التي كانت تشغلها فتاة أكبر منها سنا , تاركة أيضا مكانا شاغرا في الشقة التي كانت ستشارك سكنها مع فتاة أخرى , تعمل في الشركة نفسها وأسمها روبي مارشال.
ولما عرضت عليها أليكس أن تأخذ مكان شريكتها الأولى , لم تلق عليها روبي ألا نظرة عابرة ثم توقفت على عرضها شرط أن توافق على القيام بمعظم الأشغال المنزلية
وحين ذكرت بدل أيجاد متهاود جدا أحست أليكس أنها ستكون مجنونة أذا رفضت , فما هم أن تغسل بعض الأطباق المستعملة؟
من هي روبي مارشال الى جانب كونها زميلة في العمل ويعاملها المدير بأحترام فائق؟
لم تر موجبا لأن تقلق نفسها بمعرفة المزيد عنها , لكن بعدما رأت الشقة بدأت التساؤلات تزعجها ألا أنها سرعان ما نسيتها في غمرة أنهماكها في التكيف مع حياتها الجديدة.
أثبتت روبي مارشال أنها فتاة حلوة المعشر أنما أثبتت أيضا أنها كسولة جدا في الأعمال المنزلية وهكذا أمتلآ وقت أليكس بالشغل داخل البيت وخارجه وشعرت بالأرتياح لأن أمها مشغولة عن زيارتها في الوقت الحاضر لأنها لو جاءت , فلن تجد أليكس وقتا للأحتفاء بها كما يجب , الآن نظرت متسائلة الى روبي التي كانت تحوم في أرجاء الغرفة وكأنها لن تخرج الى أي مكان
سألتها أليكس:
" ألن يكون صديقك في أنتظارك؟".
هزت روبي كتفيها بضجر وقالت:
" أظنه ينتظر , أنما لماذا تسألين؟ أتريدين التخلص مني؟".
" بالطبع لا , ليس لدي ما أفعله سوى غسل شعري الذي يحتاج الى تنظيف متكرر".
ألقت عليها روبي نظرة لا مبالية قائلة:
" ذلك لأنك شقراء جدا , على ما أظن".
أليكس أقدمت في الأسبوع الماضي على قص شعرها وغيرت تسريحته , كان طويلا يصل كتفيها لكنه أصبح الآن كحرير كث متألق , يموج جميلا عندما تمشي وتتحرك وقد أضفت هذه التسريحة على عنقها الطويل ورأسها المرفوع هالة من الجلال الناعم
أنها بصورة عامة , تبدو كظبية شديدة التيقظ بأطرافها النحيلة وخصرها الدقيق ونظرة الحذر الخفيفة في عينيها الزرقاوين الرائعتين والتي أكتسبتها مع الوقت من جراء مقاومتها المستمرة لتصرفات أمها المسيطرة.
منتديات ليلاس
وفجأة خطر لروبي أن تتأملها الآن بأمعان وبدت مندهشة الى حد ما من جمال أليكس الريّان
ثم سألتها مفكرة:
" لم لا تخرجين مع مارتن جونز زميلك في المكتب؟ أنه يلاحقك بأستمرار وقد تجدين في رفقته تغييرا مريحا من الرتابة".
" لا أحسبني أميل الى مارتن , أو الى أحد يدفعني الى الخروج معه , هل يهم كيف أمضي أوقات فراغي؟".
فردت روبي بصراحتها المعهودة:
" كلا , لا يهمني شخصيا , في أي حال قد أترك هذه الشقة قريبا لأنني أخذت كفايتي من ملبورن".
ثم أضافت تعلق بغموض:
" أنها من بعض النواحي لا تقل سوءا عن البيت! بعد أنتهاء أجازتي قد أنتقل الى سيدني لفترة من الزمن".
|