كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
هتفت شاهقة:
" لا أحتاج الى أية دروس منك!".
كان الهواء قد بعثر خصلات شعرها الذهبية على فمها فأزاحها عنه بلطف متوعد وقال:
" في حالات كهذه أميل الى التركيز على ما أريد لكن يخيل الي الآن أن كلينا يريد الشيء ذاته".
مرر أصابعه على جبينها كما الريشة ثم أخفض رأسه , حاولت الهرب فأشتدت ذراعاه , مقاومتها أغضبته وجعلته يندم على تقربه اللطيف , خفق قلبها بجنون من تأثيره عليها .
رفع وجهه قليلا فهمّت بالأنسلاخ عنه لكنه هز رأسه وهمس مبتسما وهو يرقب الدهشة في عينيها:
" ليس الآن".
منتديات ليلاس
أرجع رأسها بلطف الى الوراء حتى سقط ضياء النجوم في عينيها الذاعرتين وتألق على جلدها الحريري , تأوهت بوهن فرفع ذقنها ليجعلها تنظر اليه وقال متمهلا:
"لمست فيك شيئا من البراءة لكنني لم أعلم مقدارها , لا أظنك تعرفين لغاية الآن معنى العلاقة الحقيقية".
تملكها الذعر أذ لم تطق فكرة هذا الأعتداء على خصوصيتها , فلأول مرة تواجه رجلا يغوص في أسرارها الدفينة ولا قبل لها بأحتمال هذا الوضع , لقد عانقها شبان من قبل أنما ليس هكذا, أو على الأقل , لم يشعرها أي منهم بهذه المشاعر التي تقضم عروقها وحواسها.
لم تدر كيف تقاومه أنما شعرت بوجوب المقاومة فهمست تتوسله:
" أرجوك , أننا غريبان عن بعضنا! لست مضطرة الى أجابة أسئلة كهذه".
فرد بشيء من الغضب وعيناه تغوصان في عينيها الحائرتين :
" لا يمكن أن نكون غريبين بعد الآن ,هل لك أن تسترخي وتكفي عن القلق؟ أنا لن أؤذيك , قد أضطر الى ذلك يوما أنما ليس الآن".
" كلا.............".
أحنى رأسه ووجد وجهها , قسا مجددا فحاولت دفعه عنها , جرف مقاومتها كفيضان لا سبيل لأنقاذ نفسها منه , ألا أنها أدركت أنها لا تبغي الهرب من تشيس بقدر ما تود الهرب من مشاعرها.
ولما أطلق سراحها كانت تنبض بالحياة ولم تشأن أن تتركه تنفست عدة مرات لتخفف لهاثها ولتستطيع القول:
" هل أرتحت الآن؟ لقد قصدت أن تخيفني!".
هتف بجدية:
" لم أقصد أبدا أخافتك, هذا هراء! أنا الذي أشعر بخوف وليس أنت!".
بدا كرجل وقع على الرغم منه فريسة شيء كان يظنه سهلا فأذا به يكتشف متأخرا أنه أقوى منه! نظر اليها غير آبه للدموع الملتمعة في عينيها وكأنه يفكر في مشكلاته الجديدة الخاصة.
أما هي فلم تفكر ألا في مشاعرها التي أفاقها وظلت تستشعر حدتها الى درجة أضطرتها الى أنكارها بقولها:
" لا تخطىء الظن بأنني أستمتعت بعناقك الوحشي! هذه تجربة لا أرغب في تكرارها".
منتديات ليلاس
أجابها بصوت كالفحيح:
" أيتها الكذابة الصغيرة! في المرة المقبلة سأجعلك تندمين على كلامك , قد تكونين بريئة لكنك لست جاهلة أو ساذجة".
لسعها غروره الذكري فهتف بفم يتقلص غضبا:
" لا يحق لك أن تكلمني هكذا!".
أجابها بليونة وقد تمالك نفسه :
" لقد حان الوقت لأن يأخذ شخص بيدك ويعرفك الى الجانب الآخر من طبيعتك....... لقد تربيت جيدا وأنصقلت من بعض النواحي , من قبل شخص وضع نصب عينيه هدفا معينا لكنه , وللأسف , أهمل تعريفك الى نواح أخرى".
|