كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" آمل أن أتغلب على خوفي ".
فرد متشدقا :
" ستتغلبين عليه مع الوقت , شيئا فشيئا ".
صدقته , لكنها لم تخبره بأنها لا تملك وقتا كثيرا .... أسبوعان أو ثلاثة على الأكثر , حسبما قالت روبي التي ما أنفكت تظهر تذمرها من هذه العودة , وبالرغم من ذلك شعرت أليكس أن الفتاة تخفي سرورا معينا تحت قناع تذمرها الملول , أذ ضبطت في أحدى المرات نظرة فرح راقصة في عينيها.
كان أندرو بليك في الثلاثينات من عمره وذا وجه مرح وسيم
ألتفتت اليه روبي وشرعت تحدثه قائلة:
" لا أدري لماذا يحمل تشيس نفسه كل هذه المشقة لأعادتي قسرا الى البيت , كنت سأذهب مع أليكس الى باريبر ريف".
فأجاب أندرو:
" أننا لا نناقش أخاك يا روبي, ولا بد أن لديه مبررا لتصرفه".
منتديات ليلاس
" أما يزال في كولابرا؟".
ضحك الرجل وقال:
" وصل مساء أمس وكل ما يمكنني قوله أنه يتحدث عن بقائه فيها".
" ليس من عادته أن يمكث أكثر من يومين , لا بد أنك أخطأت فهم كلامه".
أصغت أليكس الى الحوار بمشاعر متضاربة أذ كان أهتمامها موزعا بين تشيس مارشال والمشهد تحتها , كم يبعد ذلك الأفق؟ ركزت أليكس بصرها لتسبر حدوده فيما توصلت الى نتيجة , لو كان تشيس معها لأخبرها ذلك , فخلال رحلاتهما خارج ملبورن زودها بكنز من المعلومات .....
عندما جاء الشقة ليعطيهما التذاكر والتعليمات لم يمكث ألا ساعة وبعد ذلك لم تره لثلاثة أيام , لا يعقل أنها أشتاقت اليه في هذه الفترة؟
وفجأة ظهر تحتهما قطيع من الماشية ومعهم رجال يمتطون الخيل
فقال أندرو:
" هذه ماشية دينتيلو داونز , ترى, كم أخذوا من عندنا؟".
" ألا تفعلون شيئا لأيقاف ذلك؟ أقصد سرقة الآخرين لمواشيكم ؟".
فأجابها مبتسما وقد أدرك سوء فهمها:
" أوه , لن أذهب الى حد القول بأن هؤلاء الرجال لصوص!فلدينا أتفاقاتنا ومبادلاتنا الخاصة التي تؤمن النجاح والأكتفاء لجميع الأطراف المعنية , لم تعد الأمور كما كانت من قبل ".
فعلقت روبي بجفاف:
" بعضها لم يتغير ".
أغتاظت أليكس من عدم فهمها لهذا الحوار الذي يتبادلانه بمنتهى الوضوح ويظنانه عاديا جدا لا يحتاج الى تفسير
ولذا سرها أن تسمع أندرو يهتف بفرح:
" هذه هي يا آنسة روبي! كولابرا!".
فعلقت روبي ببرود بأنها لم تغب عنها سوى أشهر معدودة لكن أليكس شهقت بأنفعال حين وقع بصرها عليها من الجو وحيث بدت كحقل من الفطر الأنكليزي ينتشر هنا وهناك في أجمات بيضاء , بدأت الطائرة تهبط فرأت منزلا كبيرا مسورا بالأشجار وحوله ساحات وأبنية تتبعثر على مسافات متنوعة و ومن مجرد النظرة الأولى
أحست شيئا يقبض على أوتار قلبها ويهدد بأن لا يفلتها أبدا , وكأن ذلك المكان ينتظر قدومها منذ ولادتها ويستعد الآن لأستقبالها بأذرع مفتوحة , ثم بذلت أليكس هدا لتتحكم في مشاعرها فأسدلت أهدابها لتخفي بريق عينيها الفاضح وأخذت نفسا عميقا.
منتديات ليلاس
حامت الطائرة ثم هبطت ببراعة ورشاقة على فسحة قريبة من المنزل وكأنما شعر أندرو بأنه يأتي بأناس عظماء وأراد أن يعطيهم أفضل أنطباع عن مهارته , توقفت الطائرة نهائيا فسارعت روبي الى الوقوف لأعتيادها على السفر في الطائرات الصغيرة بمنتهى الراحة أما أليكس فأحست بأرتجاف بسيط في ساقيها وهي تتلمس طريقها خلف روبي وأندرو.
رمشت حين واجهتها أشعة الشمس القوية ثم رأت سيارة جيب صغيرة تتقدم بسرعة بقيادة تشيس , كانت تعلم أنه في المزرعة أنما لم تتوقع أن يأتي الى مدرج المطار الصغير لأستقبالهم , هبط من السيارة فلحظت أنه يرتدي بنطلونا من جلد الخلد مع قميص متعدد الألوان وقبعة واسعة الأطراف , بدا لها فورا أكثر نفوذا مما بدا في ملبورن وحيث الثياب اللاصقة بجسمه الفارع أضفت قوة على شخصيته النابضة بالحيوية .
" مساء الخير يا أليكس وأهلا بك في كولابرا".
|