كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" أجل , كنت أفضل بالطبع لو أنك ذهبت من تلقاء نفسك الى رئيس دائرتك وتقبلت الأجازة التي كان سيمنحك أياها عن طيب خاطر , بدل أن تعرفي مني الآن بأن الشركة تخصني".
" أنك تدهشني!".
أهتزت بالفعل للخبر , حدقت الى البحر بعناد لتخفي أضطرابها الشديد , كانت أمواجه الزبدية تتكسر على الرمال البكر كما سيتكسر قلبها أن لم تحترس من هذا الرجل
سألته بوجوم:
" هل تنجح دائما في تسيير حياة الناس بهذه السهولة؟".
" أحيانا أعرف صالحهم أكثر مما يعرفونه".
أرغمت نفسها على النظر اليه وقالت:
" كروبي مثلا؟".
منتديات ليلاس
" وأنت أيضا".
" آسفة يا سيد مارشال , أنك مهما حاولت أن تفعل فلن أوافق على الذهاب , أضافة الى أن روبي ليست صديقة مقربة مني".
" بالرغم من مساعدتها لك؟".
بدا واضح الحنق , فتسالت كيف يمكنها أن تغضبه وتضجره في الوقت نفسه؟ غرزت قدمها في الرمل وأعترفت لنفسها بأنها غير متأكدة من سبب موقفها المتصلب , أليس تصرفها في مستوى عناده وأصراره؟ لكن ماذا تفعل بكرامتها التي تتحكم فيها بشكل غريب فلا تقدر أن تقاومها؟
قالت له بأستعلاء:
"كم مرة يجب أن أفهمك بأنني لن أغير رأيي؟ أنا ممتنة بالطبع لكل ما نويت فعله من أجل مصلحتي كذلك أنا ممتنة لمساعدة روبي".
وفجأة أزاح يديه عن كتفيها وقال ملوحا بهما في حركة لا مبالية :
" لننس الموضوع , فأنا أرفض أضاعة يومين في مجادلة فتاة جميلة , وقد تقررين المجيء الى كولابرا قريبا".
كان يحدجها بنظرة فاترة فشعرت بصغر سنها ولم تعرف كيف أستطاعت أن تصمد أمامه لغاية الآن , هل كانت لتقدر على ذلك لو لم تسترق السمع الى عبارته المهينة تلك؟
الآن أضاف اليها أهانة جديدة عززت تصميمها على أن لا تدعه يتغلب عليها بجاذبيته الطاغية ,لقد أعلن بثقة أن كلمة منه كفيلة بمنحها الأجازة المطلوبة , ألم يحن الوقت لأن يجد من يقول له(لا) ويتمسك برفضه؟
سبحا في البحر وراحت طوال الوقت أن تبقى بعيدة عنه بالرغم من أحساسها برغبة متزايدة في الأقتراب منه , وحين كان يقترب منها وأطرافه القوية تشق الأمواج بسهولة كان قلبها يتسارع في الخفقان فتبتعد عنه بشعور كاره للسخرية البدية في عينيه , بعد ذلك دعاها الى العشاء فأستغربت أن يزعج نفسه بدعوتها بعد الحديث الذي دار بينهما
وأشتدت حيرتها عندما عارض عودتهما الى الشقة كي تبدل ثيابها , وافقته بشيء من الأرتياب , وحاولت أقناع نفسها بأن مظهرها لا يهم أنما أحست في قرارة نفسها بأنه مهم بالنسبة اليها على الأقل , أما هو , ومهما كان نوع لباسه , فيبدو دائما ذا شخصية جذابة ومميزة !
من دواعي سرورها أنه سيغادر ملبورن هذا اليوم , أذ قد تعجز عن مقاومته الى ما لا نهاية ولا سيما أن كرامتها تهيب بها صارخة أن تبتعد عنه في أسرع وقت
عادت كبرياؤها تقوي عزيمتها حين وصلا الشقة وأنحنى عليها بغتة ليقول هامسا:
" يجب أن نودع نعضنا لكنني سررت بمعرفتك, بل بدأت أشعر بأنني سأفتقدك , ألا تظنين أنك ستشتاقين الي يا أليكس؟".
أحنى وجهه بسرعة فأغضبتها وقاحته وهتفت:
" كلا!".
لفحت أنفاسه فمها قبل أن تسقط شفتاه على خدها , كانت قبلة عفيفة كالتي يمنحها لعمته التي تعيش معهما لكنها أدركت أنه قصد أن يلفتها الى مشاعر أخرى.
منتديات ليلاس
وفيما كان وجهه يحوم على محياها كريشة لا تود الأبتعاد عنه , أحست جسمه القوي يتصلب , بدا للحظة كما لو أنه أصيب بصاعقة , ثم عانقها بحرارة مفاجئة وتولد لديها أنطباع غائم بأنه كان يقاوم مشاعر لم يعرف لها من قبل مثيلا
وأن الدرس الذي عوّل على تلقينها أياه قد أرتد اليه بطريقة ضايقته كثيرا , تراجعت عنه مبهورة الأنفاس وتشابكت عيونهما للحظات طويلة غامضة ثم همست أليكس في الأخير :
" تصبح على خير يا تشيس .... ووداعا".
|