كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم تتأكد تماما من قصده أنما شعرت بالخجل من نفسها وعجزت عن فهم السر في قدرته على جعلها تتصرف بشكل خارج كليا عن طبيعتها , ليس هناك سبب يمنعهما من التحدث كغريبين مهذبين
قالت بصوت ألطف :
" آسفة , سآتيك بشراب".
أستدار ينظر اليها بأهتمام وقال:
" أذهبي وأرتدي ثيابا مناسبة كي أصطحبك الى العشاء , قد يكون خروجنا أسهل علينا من البقاء هنا".
وتساءلت هل يتكلم دائما بالألغاز ؟ ثم ما بالها لا تناقشه بتاتا ؟ يجب أن تعترض , يجب أن تقول شيئا :
" بأمكاني أن أهيء لك عشاء بسيطا , لا حاجة لأن....".
فقاطعها قائلا :
" أوافقك تماما , لكنني لم أوجه اليك الدعوة من باب الشفقة أو لأنك تبدين بحاجة الى وجبة مغذية , بل لأنني جائع وأشعر برغبة في الخروج".
" أذن , لست مضطرا لأصطحابي معك".
منتديات ليلاس
تجاهل تشيس جوابها وحدق اليها بوجوم فأدركت أنه من الخير لها أن تكف عن معارضته ,دخلت غرفتها لترتدي ثيابها وأحست نفسها ترتعد
أستعرضت محتويات خزانتها وأختارت فستانا أزرق من الحرير , أرتدته ومع ذلك تساءلت لماذا أخفق هذا الرداء الرزين ذو الياقة العالية في نيل رضاها هذه الليلة؟
بالطبع أنها لم تلتق من قبل رجلا على غرار تشيس مارشال , شعرت بشيء من العصبية لمجرد التفكير فيه
أنه يملك صفات تسلطية تأديبية من شأنها أن تثير الذعر في قلب فتاة أكبر منها بسنوات عديدة , أن روبي لم تبالغ في وصف غروره الفائق والذي جعلها ترهب الخروج معه.
ألتزم الصمت تقريبا والى أن جلسا في مطعم في ضاحية ساوث يارا , كانت أليكس قد سمعت بأنه يعتبر من أرقى مطاعم ملبورن لتميزه بالهدوء والراحة وبجودة طعامه
بدا تشيس مارشال معروفا تماما هناك أذ لاحظت كيف دبت الحياة بين مستخدمي المطعم لدى دخولهما وكيف أخذوا يتراكضون الى خدمته كلما حرك أصبعا.
عندما خرجت من غرفة نومها وهي ترتدي دثارا من الفراء الكريم حول كتفيها ألقى عليها نظرة تقييمية سريعة لم تخل من لمحة أعجاب معينة , ماذا كان يتوقع يا ترى؟
بعد أن طلب العشاء أستدار اليها وفاجأها بقوله :
" يخيل الي أنك صغيرة السن وبريئة جدا , أنك لا تليقين بتاتا للمهمة التي تأخذينها على عاتقك".
منتديات ليلاس
تفحص محياها ثانية وأردف:
" تبدين في السابعة عشرة من عمرك".
لم يعجبها أن يقيمها ويحكم عليها بكل هذا الأستخفاف فردت عليه بصراحة مماثلة:
" أن كنت أبدو أصغر من عمري بسنتين فلا أحسبني قادرة على القول أن الشيء نفسه ينطبق عليك".
منتديات ليلاس
ثم تقصدت أن تجول بصرها المركز في الخطوط المحفورة في وجهه الوسيم
الخطوط العميقة في جبينه العريض الدال على ذكاء وأضافت :
" أنك تبدو أكبر سنا".
" مما يدل على أنك تعرفين عمري بالتحديد؟".
" من خلال حديث أختك عنك, علمت أنك في السادسة والثلاثين أو أكبر بعام , أذن لست متقدما كثيرا في السن".
" أن عمري لم يشكل لي أية أعاقة لغاية اليوم يا آنسة لاثام , ولو كنت أمرأة لأختلف الأمر بالطبع , أذن أنت في التاسعة عشرة وتقتربين من حدود العشرين ؟".
" كلا , لقد أنهيت التاسعة عشرة قبل أيام".
هتف بهدوء أنما بتأكيد :
" يا ألهي! ما الذي جعل روبي تتصور أنني سأوافق على أن تقوم طفلة مثلك بدور المرافقة؟".
أتسعت عيناها الزرقاوان وسألته:
" وهل أنت مضطر الى أيجاد مرافقة لأختك؟ هل تحتاج بالفعل الى حارسة؟".
قال بشيء من الأستغراب:
" بالطبع تحتاج الى مرافقة , الآنسة بك كانت ملائمة جدا لهذا العمل , بعكسك أنت تماما".
يبدو أن أحتجاج تشيس يتعدى قضية العمر الى أمور أخرى
ولذا أجابته بحدة:
" أدرك أنك كونت فكرة سطحية عن قدرتي , أنما هل نسيت أن أختك في السادسة والعشرين من عمرها مما يجعل فكرة حراستها تبدو سخيفة ومستهجنة ؟".
" لم أفعل ذلك من منطلق الحفاظ على التقاليد".
" أوه , فهمت , تقصد أن الآنسة بك كان مطلوبا منها أن تتجس وتزودك بالتقارير تباعا".
قال بدون أن يطرف له جفن:
" صحيح , أن شئت أستعمال هذا التعبير".
" هذا تصرف محط للكرامة في رأيي".
فقست عيناه الرماديتان وقال بصوت بارد:
" لو كنت مكانك لأحترست في الكلام يا آنسة لاثام , لقد تأكد لي أنك تلقين الكلام جزافا , لكنني أدرى منك بشقيقتي وبما هو الأفضل لمصلحتها , وافقت على أرتباطات معينة قبل مجيئها الى هنا ولن أسمح لها بالتملص منها".
منتديات ليلاس
وفجأة فقدت أليكس أهتمامها بالموضوع أذ لم تجد سببا يدعو الى تدخلها
قالت بلا أكتراث:
" حسنا , سترى أختك قريبا لتسوي هذه المشاكل معها , في الواقع لا شأن لي بالموضوع".
" مع من خرجت هذه الليلة؟".
تنهدت مستسلمة لهذا الرجل الذي لا يذعن لأحد على الأطلاق
أجابته بهدوء:
" خرجت برفقة رجل تعرفت اليه قبل بضعة أسابيع , لقد ألتقيته شخصيا وهو يدعى ألكساندر براون , من غريب الصدف أن أسمه الأول مثل أسمي تماما على مذكر".
" وبأي أسم يخاطبك الناس؟".
" أليكس , تصغير لأسم ألكساندرا".
أبتسم بوجوم وقال:
" فهمت .... الأمر يزداد تشويقا , هل هي مولعة بهذا الرجل بحسب علمك؟".
تذكرت أليكس قول روبي بأن أخاها يسعى الى تزويجها
أذن يجب أن تحترس في الجواب وقالت بأنزعاج:
" لست متأكدة من عواطفها أتجاهه , أعلم فقط أنها تميل اليه".
******نهاية الفصل الاول******
|