كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" أذن أنت ترفضين لبس خاتمي؟".
قالت بأختصار كي لا تنفجر باكية :
" أجل , أحتفظ به لفتاة ستقدرك أكثر من تقديري لك ".
رد بخشونة :
" قد أعمل بنصيحتك , فدافعي الرئيسي في أي حال كان تزويد كولابرا بوريث".
تظاهرت بالتثاؤب فيما أحست قلبها يذوب حنينا , كانت على أستعداد لأن تعطيه أي شيء يطلبه أنما الآن ما عاد يربطهما أي شيء , ولا حتى اكلام , وهمست تسأله:
" أين سأنام ؟".
" هناك".
منتديات ليلاس
أعاد الخاتم الى جيبه بدون أن يظهر عليه أي أسى وقادها الى ملجأ خشن من الأغصان ولحاء الأشجار كانت قد رأته في وقت سابق يشيده فلم تجرؤ على أستيضاحه أمره , أما الآن فتراجعت الى خلف وقالت بعصبية:
" لا يمكنني النوم هنا!".
" بل سننام فيه معا".
" أنت أيضا؟ تشيس , هذا مستحيل.........".
قال وهو يجذبها الى الملجأ بعنف:
" آن لك أن تواجهي الحقائق يا فتاة , لقد أظهرت شجاعة لغاية الآن فلا تسودي صفحتك , قد تمضي أيام قبل أن يجدونا , لا أرجو ذلك أنما الأمر وارد ,ولذا أن نمنا في العراء بدون أي غطاء فقد يقتلنا برد الليل الشديد , حتى هذا الملجأ لا يحمينا من الصقيع".
" ألا يمكننا الأستعانة بالنار؟".
" أجل , لكن شرط أن تلفي نفسك بحرام وأن تسهري طوال الليل لأضرامها بأستمرار , للأسف , أنا لست بطل قفار يا أليكس وأفضل الحفاظ على حياتنا من خلال بقاءنا معا".
عجزت عن التفكير السوّي لفرط حيرتها , الظلام يلفهما وليس هناك أي ربح تبررالحفيف الغامض المنبعث من الأشجار القريبة , ومن بعيد سمعت جعير كلب بري زادها رعبا , مما جعلها توافق على مضض ,زحفت الى داخل الملجأ ثم تبعها تشيس وجثم الى جانبها
وبحركة واقعية تماما جذبها اليه وقال بأقتضاب:
" كفي عن المقاومة , لقد تجمد نصف جسمك لغاية الآن".
بدأت تتجمد بالفعل أنما بفعل الخوف أكثر من فعل البرد , ومشاعرها الخاصة تخيفها أكثر مما تخيفها مشاعر تشيس , فكلما أحست بقربه تجد صعوبة في السيطرة عليها فكيف في هذا الطرف الرهيب ؟ ألقت رأسها على كتفه فشعرت بقلبه يخفق بثقل تحت ذقنها , صعود صدره وهبوطه كفيلان بهدهدتها وحملها على النوم لكنهما يذكرانها بوجوده ولذا النوم مستحيل
مرر أصابعه في خصلات شعرها المتشابكة وأزاحها عن كتفها وعنقها , ثم راحت يداه ترسمان حركات دائرية عليها ليحملها على الأسترخاء , أحست بجسمها يضعف وبحلقها يجف فلم تستطع أن تتظاهر بالنوم
وكي تكسر الصمت المتزايد المتوتر سألته هامسة:
"هل السكان الأصليون ينامون في ملاجىء كهذه يا تشيس؟".
" بعضهم يفعل ذلك لغاية الآن".
" كيف ينامون في مكان ضيق كهذا؟".
" يتدبرون أمرهم كما نفعل الآن".
وسرعان ما ندمت على ذكر الموضوع أذ ألتصق بها أكثر فأردفت بسرعة وهي تحاول الأبتعاد عنه:
" لا حاجة لأن نلتصق الى هذا الحد".
" أجل , نحتاجه , وتأكدي أنني أشعر براحة أكبر مما تشعرين".
أستدار بقلق وأستلقى على ظهره فوقعت يدها على صدره الخشن , شعرت بشرارات كهربائية تمس أطراف أصابعها فشهقت على رغم منها , ولما بدأ ذعرها يزول بالتدريج أخذت تستكشف صدره بلمسات خفيفة
لم تجد في حركاتها أي دافع كل خواطرها الحميمة السابقة أندفعت الآن الى رأسها كسيل جارف , بل أستمرت تضغط على صدره وكأنها تختبر مدى تأثير لمساتها على قلبه الخافق بدوي مرعد
أعتقل يديها ليمنعها من الأستمرار فرفعت اليه بصرا مستغربا ثم صدمتها النظرة التي رأتها في عينيه , أيقظتها من غيبوبتها الحاضرة ألا أنها ألقتها في حال أسوأ.
أستشعر تشيس ما أعتراها من شلل حسي فهز رأسه بصمت , أمتزجت نظرته بأحتقار ذاتي وعذاب ثم غمغم متأوها :
" أوه يا أليكس!".
منتديات ليلاس
فتحت فمها لتعترض ثم طغت مشاعرها عليها فلم تستطع أن تفعل شيئا , أعتراها دوار أنتشر في أطرافها ثم رأته يرفع رأسه ويسألها بألحاح عنيف:
" أليكس , أصغي الي , هل توصلت الى قرار بصدد الزواج مني؟".
فشهقت قائلة في نصف وعي:
" أرجوك , لا تتكلم يا تشيس , لا أريدك أن تتكلم".
لا تريد سماع أي شيء من شأنه أن يدمر هذه الحميمية بينهما , فالكلمات ستفسد كل شيء ستعيدها الى الواقع البارد وهي تفضل البقاء في هذا العالم الساحر , حاولت أن تفهمه بصمت رأيها هذا فوضعت يدها على فمه ووجهه وتوسلته غير آبهة لكرامتها :
" عانقني يا حبيبي ".
أعتقل يدها وهتف مبعدا أياها عنه:
" بحق الرحمة يا أليكس!".
|