كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم تنتبه للوهلة أين هي , لكنها لم تتذعر لفرط ثقتها بمهارة تشيس , كانت المحركات ترجرج وكأن أحدا ينتعها , هذا أمر يحصل أثناء الطيران ولا تلبث المحركات أن تعود الى طبيعتها , لكن وجوم تشيس يثير القلق
سألته وعيناها تتسعان خوفا:
" ما الخطب؟".
" ليتني أعلم! لا تفكي حزام الأمان ولا تتكلمي , دعيني أتصرف".
تمنت لو تستعير منه بعض الهدوء , تأكدت من حزام الأمان حول خصرها ثم لم تستطع السكوت فقالت بعصبية:
" أليست لديك أية فكرة عن سبب العطل؟".
" أظنه الوقود , أبرة المقياس توقفت عن الحركة , هذه طائرة وليست سيارة لنهبط منها ونكشف على المحرك ".
عادت المحركات الى الحياة فأرتفعت معنوياتها معها وسألته:
" هل سيتكرر هذا؟".
أجابها مغمغما:
" أرجو ألا يتكرر".
كان يركز بعمق , وفجأة توقفت المحركات كليا وهما يهبطان صوب الأرض , فصرخ قائلا:
" أفعلي ما قلته لك! أنني أحاول الأعلام لاسلكيا عن موقعنا والوقت يغدرنا".
فزعقت برعب:
" تشيس!".
بدأت الطائرة تهبط بسرعة مخيفة في أتجاه الأرض الحمراء وسرعان ما خجلت من نفسها فهمست أعتذارا لم يسمعه على الأرجح , الهواء يندفع بجنون فيجعل جناحي الطائرة يحدثان أنينا عاليا وغريبا بسبب المحركات .
أنه صوت مخيف يملأ قلبها رعبا
وصاح بها تشيس ثانية:
" أياك أن تفكي حزام الأمان حين نصل الأرض لئلا تنقذفي من الطائرة , أتركيه حتى تتوقف ثم أخرجي بسرعة , مفهوم؟".
" وماذا عنك أنت؟".
أنها خائفة عليه وليس على نفسها , ليته يعلم ذلك , ألتفت اليها بسرعة وقرأت في عينيه أعجابا بتماسكها
أجابها مطمئنا :
" سأكون خلفك مباشرة , أنت شجاعة يا ليكس".
منتديات ليلاس
المنطقة تحتهما بدت مسطحة , ثم رأت أشجار وأخاديد صخرية ونتوءات قد تتحطم عليها الطائرات بسهولة ودت لو تسأله عن مكانهما ! هل ما يزالان فوق أراضي كولابرا؟
لكنها أحجمت عن أزعاجه في هذا الظفرف العصيب , بدا هادئا ومدركا لما يفعل أنما كان لكنه أن يستغل كل تيار هوائي رافع ليصل بالطائرة الى رقعة الأرض المسطحة.
ساعده يا ألهي! صلت بصمت وعيناه تتعلقان به , قد يموتان معا عما قليل , وكم تتمنى أن تعلمه مدى حبها له , لكنها عثا تبحث عن صوتها الضائع وقد بدأت أنفاسها تنسحب بسرعة من جسمها المتقلص
أرتطمت الطائرة برقعة أرض مسطحة مكسوة بالحصى ثم قفزت وأستقرت على جانب أكمة صغيرة مغطاة بشجيرات خفيضة بعدما ترنحت بأرتاج عنيف أشعر أليكس أن كل عظمة في جسمها قد أنزاحت عن مكانها
تحركت يداها آليا لتنفذ تعليمات تشيس فما كان منه ألا أن سارع الى فك حزامها ثم قذفها تقريبا خارج الطائرة المحطمة وقفز وراءها بسرعة البرق وهو يصرخ بعنف :
" أركضي ما وسعك الركض!".
نهضت تقف متعثرة فيما تصاعد دخان الوقود بكثافة في الهواء فلم تكن بحاجة الى أن ينذرها من خطر الحريق , قبض على ذراعها وركض يجرها معه هاربا , وما أن أبتعدا بعض المسافة حتى أنفجرت الطائرة وسقطا أرضا , بفعل الحرارة واللهب
وبعد لحظات أوقفها تشيس على قدميها وقال:
" هيا , ستأكلنا النار أن لم نبتعد بسرعة".
وصلا جدولا صغيرا تظلله مجموعة أشجار , فأنطرحت أليكس على ضفة الجدول الضحل وهي تشعر بآثار الحرارة الرهيبة , ودت لو تغطس جسمها في الماء لكنها أحست بأعياء وغثيان يحولان دون ذلك
تمعن تشيس في وجهها ونصحها بالأسترخاء , أزاح شعرها عن محياها الساخن وتحسس أطرافها وبدنها ليتأكد من عدم وجود كسور أو رضوض
أتضح له أن الخوف هو السبب فقال بهدوء:
" أحمدي الله على أننا خرجنا سالمين".
" أهذا ما تظنه؟".
لم يرقها موقفه الجامد فهي بحاجة الى عطف لا الى تعليقات كهذه , لماذا تحس دوارا وغثيانا ما دامت لم تصب بأذى؟ هل أصيب تشيس بضرر ما؟
خجلت من أنانيتها فقفز القلق الى عينيها وسألته بأهتمام:
" هل أنت بخير؟".
" أجل , لكن الحادثة هزت أعصابنا , سأعطيك حبة مهدئة لتشعري بالتحسن".
" وأنت ؟ ألن تتناول حبة؟".
|