كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" سأصدقك ما دمت تكلمينه!".
" أليكس!".
فصرخت تسألها:
" ماذا عن دون فيشر؟".
لقد أستشعرت مناورات أمها ففضلت أن تبادرها الهجوم , أجابت أنيد متظاهرة بالنسيان:
" دون فيشر؟ أوه , سمعت شخصا يقول أنه سافر الى مكان ما , لم أره منذ مدة".
" وماذا عن صديقتك الأنكليزية ؟".
" منونيكا؟ ذهبت تزور أقرباء لها في بيرث , لكنني أريد التحدث معك بشأن تشيس".
" سنتحدث فيما بعد يا أمي , أنا مشغولة الآن وأستأذنك بالأنصراف".
منتديات ليلاس
هربت من الغرفة تقريبا وهي تستعر من القرف , كان بودها أن تذهب في نزهة طويلة أنما خشيت أن تلتقي بتشيس , يجب أن تهدىء أعصابها الثائرة قبل أن تواجهه فالهدوء الكامل سلاحها الوحيد أمامه , هرولت متوجهة الى غرفتها وقد قررت أن تستحم بسرعة ثم تنزل باكرا لتساعد السيدة ياونغ في المطبخ , قد يمتعض تشيس من تصرفها لكن مشاعره لا تعنيها
فتحت باب غرفتها ففوجئت بوجوده فيها , ألا يكفيها ما قاست من مفاجآت رهيبة؟ كان مستلقيا على السرير وكأنه لديه كل الحق في أحتلال غرفتها ,أرتجفت أليكس أذ تساءلت عما كانت ستقوله أمها لو أنها رأته بدورها
حدقت اليه قائلة:
" هل جننت؟".
أنزل ساقيه الى الأرض بتكاسل ثم جلس بأسترخاء على حافة السرير
ركز بصره عليها وأجابها بفتور:
" لا , لست مجنونا , أنما قد أجن قريبا أن لم تكفي عن التصرف كطفلة مدللة , أما الجنون الذي أتحدث عنه فهو الغضب وليس فقدان العقل".
" لن أسمح لك بالبقاء أكثر من ثانيتين فقط, ماذا تريد؟".
وفجأة أطل من عينيه وعيد رهيب جعلها تندم على تهجمها عليه , سلّط بصره المتوقد على وجهها الساكن وقال:
" يجب أن نتحدث".
أرتجفت داخليا أنما حافظت على مظهرها الهادىء وهي تجيب :
" يبدو أنك دخلت مرحلة النفيذ! لم جئت بأمي الى هنا؟ أجبني بحرية فلا أحد يسمعنا الآن!".
" ولم لا أدعوها ؟ أن نواياي شريفة وأنت تتجاهلين هذه الحقيقة بأستمرار , فكرت أن الوقت قد حان لأتعرف الى أهلك ولأدعوهم لزيارتي , من الطبيعي أن يقلق أبواك عليك , ورأيت أنه من واجبي تطمينهما وتعريفهما الى صهرهما المستقبلي".
غاض الدم من وجهها فجأة وقالت بصوت واهن مذعور:
" أنا لم أوافق على الزواج منك!".
" وأنا لم أقل لهما شيئا يحملهما على الأعتقاد بأنك وافقت".
خفق قلبها أذ تذكرت قرارها السابق بأن توافق على الزواج لدى عودته , بيد أن وصول أمها المفاجى حال دوت تورطها , قد لا يعرف تشيس هذه الحقيقة لكنه أفسد كل شي بجلب أمها الى كولابرا , المشكلة الآن عدم أستطاعتها أن تشرح ذلك بطريقة معقولة , لقد أصيبت بصدمة حين ظنت أن دافينا هي التي ستأتي معه وكذلك صدمت برؤية أمها
أتسعت عيناها وقالت بيأس:
" لا أدري تفاصيل ما يجري أنما أعتقد أنك دعوت أمي لتكون حليفتك في أقناعي , أنا لست غبية الى درجة تعجزني عن أدراك هذا".
منتديات ليلاس
رأت حلقة بيضاء غريبة تصبغ جوانب فمه ألا أنه رد بصوت ساخر :
" ليتك تحبينني بمقدار نصف حبك للقفز الى الأستنتاجات الوهمية , أعتقد يا أليكس أنك لم تفهمي أمك يوما على حقيقتها , صحيح أنها قوية الشكيمة لكنها خلقت بهذه الطبيعة ولا تقصد التسلط عليك كما تتوهمين بل ترغب من كل قلبها في أن تومن لك الأستقرار بالطريقة التي تمليها عليها طبيعتها
أنها تؤمن بضرورة التنفيذ وقد تكون من هذه الناحية أفضل من اللواتي يضيعن الوقت في الحيرة والتفكير بدون أن ينجزن شيئا , ومتى تزوجنا لن تلبث أن توظف نشاطها التنظيمي في مشروع آخر وتصبحين أنت في مأمن منها".
|