كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كذلك وجوده المستمر الى جانبها جعل نظرات الكثيرين تتجه اليها بأرتياب مما أشعرها بأمتعاض عميق , وزاد من الطين بلة بأنه لم يبد أي أستعداد لأنقاذها من هذا الموقف المحرج , لقد أستعانوا بمؤسسة شهيرة تؤمن الخدمة الكاملة في الحفلات المنزلية , وهكذا أستراحوا من هذه الناحية
كانت المؤائد مهيئة بجمال والطعام والشراب من أجود الأصناف , كل شيء متقن ويليق بعرس يقيمه آل مارشال وليس هناك أي شيء من شأنه أن يثير الأنتقاد , وفكرت أليكس بسخرية وهي تسترق النظر الى تشيس من تحت أهدابها الطويلة , أذا حصل أي تقصير فلا شك أنه سيقطع رأس المسؤول عن الخطأ!
هو رجل لا يتوانى عن أبتياع الأفضل ويتوقع الأفضل وكان الله في عون من يسلمه بضاعة مغشوشة! تنهدت ونظرت بعيدا عنه الى السرداق العريض , ألتقى بصرها ببصر عانس كهلة كانت تبحث , على ما يبدو , عن مشهد أكثر تشويقا من مشهد عريس وعروس , أبتسمت لأليكس قائلة:
" عسى أن نفرح بك قريبا يا عزيزتي".
منتديات ليلاس
ولما أكد لها تشيس بحزم أن ذلك سيحصل شهقت السيدة بصوت مسموع ونظر الحاضرون الى أليكس بأهتمام حشري.
أعتراها الحنق فهمت بالنهوض ومغادرة المكان ألا أنها شعرت بأصابع تشيس تلتف حول ذراعها وسمعته يهددها بصوت خفيض:
" أبقي حيث أنت , أذا هربت فسوف أعيدك بالقوة ولو أضطررت الى حملك".
أجبرها على الجلوس حتى نهاية الحفلة التي طال أمدها أذ تخللتها خطب عدة وشرب أنخاب , أكتنف أليكس ضيق شديد لم تشعر له مثيلا من قبل وخصوصا أنها رأت روبي والآنسة مارشال تتساءلان بصمت حشري عن سبب جلوسها الى جانب تشيس , قالت لنفسها بتمرد ,لا بد أنه الشخص الوحيد الذي يستمتع بما يفعل!
وحتى عندما وقف أمام المدعوين وألقى خطابا قيّما أحست بنظراته تتسلط عليها أكثر مما يجب , أنحنى يشكر الحضور على تصفيقهم الحار ثم عاد يجلس قربها فقالت له وأعصابها الثائرة ترجف صوتها:
" أنت تفعل هذا عن تعمد! لا أدري ماذا تعتزم....".
فقاطعها ببرود محدقا في عينيها الزرقاوين :
" أعتزم الزواج منك بطريقة أو بأخرى كما أخبرتك سابقا , وأن لم تتزوجينني في خلال أسبوع فسوف ترين ما سيحل بك قريبا , جميع الناس يحبون أن يراقبوا حبيبين جديدين يا عزيزتي لكنهم يحبون أن يراقبوا أكثر فتاة مرفوضة من حبيبها".
" في هذه الحال سأدعهم يعلمون أنني أنا التي رفضتك".
أبتسم ورد بخشونة لا تنم عن أي حب:
" أحقا؟ ومن سيصدق زعمك؟ أترين هؤلاء السيدات؟ أذا أستطاع بعضهن أن ينشب مخالبه فيك يا حبيبتي , فسمعتك ستصبح أشلاء مبعثرة , في هذه الحال , ماذا ستقول أمك؟".
" أنت شيطان!".
" أذن , سأكون زوجا مثيرا!".
" لا أريد زوجا من أي نوع كان".
رق ملمس يده على ذراعها وقال وأصابعه تداعب جلدها الناعم:
" بل تريدين واحدا , من الخير أن توقظي نفسك يا أليكس قبل فوات الأوان , أقول لك بجدية تامة أن فيك عواطف قابلة للألتهاب السريع , وقد تحرقين نفسك في يوم ما مع رجل غريب , أعلم هذا من خلال معرفتي الخاصة بك , أتذكرين؟".
أرتعشت وسلخت بصرها المعذب عن بصره ... الآن يحاول أرعابها , ألم يدرك بعد أنها تؤمن بالحب كشرط أساسي للزواج؟
بعد أنتهاء الحفلة بقليل غادر العروسان كولابرا ليقضيا شهر العسل في أوروبا , رافقهما عدد من الضيوف لتوديعهما في المطار فيما بقي سائر المدعوين وحيث أستمر الرقص والمرح حتى الفجر
أضطر تشيس , كمضيف , الى مراقصة النساء الأخريات لكنه رقص معها أكثر مما رقص مع سواها , أطل الصباح وهي ما تزال في كامل حيويتها ورونقها وكأنها زهرة ندية تموج في ثوبها الرائع وشعرها ينسدل كغيمة حريرية على كتفيها .
منتديات ليلاس
غادرا السرداق المكتظ بالناس وأصبحا بين الأأشجار قبل أن تعي ما حدث , لم يرخ قبضته العنيدة حتى قطعا مسافة معينة لم تدر كيف مشتها , وقفا في زاوية مظلمة منعزلة من الحديقة , كان هواء الليل دافئا ومثقلا بأريج الزهور .
تنفست أليكس بعمق لتستمد بعض الشجاعة على مواجهته لكنها شعرت بالعبق القوي يدير حواسها
حاول جذبها اليه فهتفت ذعرة:
"أتركني! أذا صرخت أطلب النجدة فلا بد أن يسمعني أحد!".
" يجب أن نحول دون ذلك".
|