رد بوقاحة :
" فهمت , لنضع الحب جانبا , أذن ما الذي يقلقك , أمك؟".
" كلا , أنها سترحب بك أشد الترحيب بل ستصفني بالغباء لرفضي أياك , لكنها ليست هنا لترغمني على قبولك , هذه المرة لن أضطر الى الهرب وحيث يمكنني تقرير الأمر بنفسي".
قفزت واقفة على قدميها فمد يده بحركة آلية ليساعدها , أسترخت نظرته المركزة , وقال وشبح أبتسامة تلوح على شفتيه:
" سوف أنتظر ,لكنني سأكرر المحاولة حتى أثنيك عن عزمك , ستكتشفين قريبا مبلغ عنادي وتصميمي , أننا قد نتزوج قبل روبي".
منتديات ليلاس
" كلا يا تشيس!".
أرتجفت وتكورت داخل البرنس فظن البرد سبب أرتعاشها
أسدلت أهدابها وتابعت قائلة:
" لا أريدك أن تضيع وقتك من أجلي , لا أبغي الزواج مطلقا , لقد سئم حلقي ترديد هذه العبارة وسئمت نفسي ألحاح أمي المتكرر".
" أنت مجنونة يا فتاة! أنا لست مجرد رجل عادي".
همست بأنفعال :
" لست مجنونة بمقدار ما أنت مغرور! أسمع , لقد أرهقتني أمي لشدة ما حاولت أكراهي على الزواج ولا أريدك الآن أن تكرر المسرحية , حياتي تخصني وأنا التي أقرر مسارها , هل لك أن تصدق ذلك؟".
" أصدق تصديقك لذلك , لكنني لست مقتنعا بقولك , من اليوم فصاعدا أعتبري نفسم ملاحقة , وهذا ما ينبغي أن تصدقيه! أن لصبري حدودا وقد ألجأ الى الحيل لكنني لن أتخلى عن شهامتي ولذا أنا أنذرك مسبقا بما سأفعل".
تضاءلت أليكس في الظلام وشحب محياها وقد أحست فجأة بأرهاق رهيب غزا روحها بصورة خاصة , كيف لها أن تحاربه أن كان يعني ما يقول ؟
تريد أن تكون حرة بلا قيود , وأن تقطع بسهولة أية خيوط خفية تربطها الى هذا الرجل , لكنها بين ذراعيه , تشعر أنها سجينة , متورطة وحاطة بخطر عواطفها وعواطفه معا , قبل دقائق معدودة كانت تحترق مدفوعة بقوى غريبة تعجز عن التحكم بها وعن أدراكها
أن مجرد قربها منه يخلي بميزان حياتها وبالتالي سيكون زواجهما ضربا من المستحيل! قالت بهدوء وبنبرة قاطعة:
" أبغي العودة الى غرفتي".
منتديات ليلاس
رفع رأسه بحدة ثم جمد بلا حراك , لكنها جمدت بدورها بفعل صوته النافذ القوي:
" أليكس! من الأفضل أن تعطي نفسك فرصة للتفكير , خذي حسنات هذا الزواج بعين الأعتبار , سيكون لك كل ما تشتهين من غال وثمين وبالمقابل لن أطلب سوى مساعدتك في تكريم ضيوفنا , أنا رجل دائم الأنشغال وسأكون بحاجة ماسة الى مضيفة لكون روبي ستتزوج ولكون عمتي تقدمت في السن , كذلك سأطلب منك أولادا وأنت أول أمرأة أطلب منها ذلك".
أولاد لتشيس مارشال ؟ جف حلقها وتقلصت معدتها كالكماشة ,نظرت اليه ملتهبة الوجنتين وقالت:
" لم لا تسأل الآنسة وايلد؟ أنا أكيدة أنها ستتحفك بأطفال رائعين ".
أجابها برأس عنيد شامخ:
" أنا أعرض الزواج عليك لا على الآنسة وايلد , أوصيك بأن تتذكري هذا".
" جوابي لن يتغير".
هربت منه تركض على العشب الندي ودخلت البيت , خيل اليها أنها تسمع وقع قدميه خلفها ثم أدركت أن قلبها هو الذي يتخبط خافقا بين ضلوعها.
في الصباح التالي أثناء تناول الأفطار , علمت أن تشيس سيذهب الى ماونت آيزا , خف التوتر الذي قلصها طوال الليل حين تصورت يوما كاملا بدون وجوده , لكن أرتياحها لم يدم طويلا بل تحول الى يأس حين أبرزت العمة هارييت قائمة مشتريات ورجت أليكس أن تذهب معه لأبتياعها , قالت أن معظمها حاجيات أضافية لحفلة الخطوبة , وستكون شاكرة لها جدا أن قامت بهذه المهمة.
بعد ذلك خرجت الآنسة مارشال بسرعة لتتشاور مع مدبرة المنزل فرفع تشيس رأسه عن رسالة شخصية وردت في بريد الصباح ,وسألها:
" لا أخالك تفكرين في رفض طلبها؟".
أحست كفأر فأجابت محتدة:
" لا أدري بأية طريقة أستطيع الرفض".
أثناء تناول الفطور تصرف تشيس كعادته دائما بيد أنها لم تطمئن كليا الى هدوئه الظاهري , راح الآن يتفحص وجهها ولا سيما الظلال السوداء تحت عينيها , وفكرت أليكس في نفسها , أنها تفضح سهدي , وغروره سيزين له أنني أرقت بسببه
سمعته يقول بلطف:
" هناك حوانيت راقية في ماونت آيزا , بوسعك أن تبتاعي ثوبا للحفلة ".
أجابت مشيحة عنه:
" لدي ثوب يليق بالمناسبة".
" دعيني أبتاع لك ثوبا آخر , سأختاره معك أن شئت".
" وماذا سيقول الناس عنا؟ كلا! شكرا".
" لكنك ستأتين معي؟".
منتديات ليلاس
" وهل لدي خيار آخر؟".
" ليس هناك من يضاهيك في أظهار الحماسة! هل أنا سبب وجومك؟".
" كنا نتحدث عن رحلة الى المدينة".
" أحقا؟".
حدقا الى بعضهما البعض كخصمين لدودين والى أن خفضت أليكس بصرها أمام سلطته غير القابلة لأية مناقشة
نهض واقفا برشاقة وقال بتكاسل:
" لا موجب لقلقك فالرحلة ورفقتي قد تسرانك أكثر مما تظنين , كوني جاهزة في نصف ساعة".
نهاية الفصل الخامس