المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
تنهيدة أنثى...!
أتيتني على صهوة رجولتك
ترتدي معطف الحاجة إلى أنثى
تلملم شتات سنوات تساقطت أوراق فرحتها على أرض الحرمان
وتعيد ترتيب أوراقك التي هبّت عليها عاصفة الظروف
ولم تبقي منها سوى تلك الورقة التي
رسمتني فيها ذات شوق
وكتبت بماء روحك حروفًا لا يراها سواي
وتلك النجمة الساهرة لأجلنا!!
أتيتني كـ طفلٍ عبث بفرحته القدر وزرعه في أرضٍ ليست له
يحصد أحزانًا زرعها الآخرين على مقلتيه!!
أتيتني شيخًا يتعكّز حلم علق في أطراف عكازته
وتتنهد الحيرة في صدره لتمتلئ رئتيه التي ثقبها الزمن بسهامه المتوحشة!
أتيتني لأنك تعلم بأنني متساوية معك في تلك الحاجة وذاك الألم
أرتدي أثواب حرماني
ويكحّل عيني غبار الصحراء المكتظة بالأرواح التي نسمع خطى أقدامها ولا نراها
وأضفّر شعري بأصابع بللتها أمطار سقطت في غير موعدها
في نهارٍ عاصفٍ وشمس تُطل بين نوافذ الغيوم
لترسل خيوط خيبتها تتسلل بين خصلاته وتقبّل بشفاهها الحارة جسد أمنياتي!!
أتيتني وأنا أسكب ماء أحلامي على وجه القمر لـ يتوضأ بها ويشرب ماتبقى منها!!
أتيتني وأنا كالفراشة أرتدي ثوبًا تنكريًا
وأقفز من زهرة إلى أخرى
وأمارس حق اللعب وحق الحياة
على خفية من عيون الصيادين ونبالٍ صنعوها لقتل الحرية!
أتيتني وأنا طفلة لا أميّز الفصول
إلا بابتسامة عندما يزهر الربيع على شفتي
أو بدموع عندما يُسقِطُ خريف العمر إحدى أوراقي المحمومة بحمى الفقد
أتيتني وأنا أنثى يسكنني البرد
وتسكنني الأزهار
ويسكنني الخوف
وتسكنني الدهشة
ويسكنني الجنون
ويسكنني فارس أحلام لا يشبه سواك!
أُقيم تحت سنابك الحزن
وتدهس أقدامي ألغامًا زرعتها أيدي جهالتهم
يقلّبني الحنين والشوق إلى المجهول
على صفيح جمرٍ لا يترمّد
وأتنهّد تنهيدة ذي الحاجة الملهوف!
أتيتني بقناديلك التي أطفأت ضوء كل شيء حولي إلا نورك
بت لا أرى غير تفاصيلك التي تثير رغبتي في الحياة
ورغبة العصافير في الطيران
ورغبة البحر في إرسال مدّه ليداعب أقدامي التي أتعبها الركض في غابات الأمل
بت لا اسمع إلا صوتك الذي يصهل في باحة ذاكرتي
لـ ينشّطها من سباتها العتيق
وأشعر بأنني ارتكب حبك من أوسع أبوابه
التهمه بشغف أنثى ترتدي الجنون وعبث طفلة ترتدي الصدق!
أحبك أكثر من حب الحزن لنا
وأكثر من حبنا للتخلص من ذاك الحزن
ولو لم تأني هكذا فما أحببتك!
فـ هيا يافارسي إخلع معطفك العتيق وسأخلع ثوبي المتهالك
وسنرتدي بعضنا بعضًا
نركض إلى المعلوم
ونغتال المجهول
وكل حوار ظلوم
هيا نسكب كؤوسنا للنجوم لتنسى غفوتها وننسى سكرتنا!
هيا نهمس في أذن السماء بأن تبلل تخوم لقائنا وتحرسه بملائكة شداد لا يعصوا لنا أمرًا!
هيا توكأ على أنوثتي التي سـ تلعب معك جميع الأدوار على أن تكون المخرج والبطل الوحيد
في مسرحية الحياة القادمة!
هيا ولا تفكر بحبك القديم!
ولا حلمك الذي تكسّر على عتبات الزمن!
ولا الآتي الذي تجهله!
ارسم لنا خريطة حياة نحن ملوكها ونحن شعوبها
نتبادل الأدوار أنّى شئنا ونمارس سرياليتنا ونركل الشقاء بضمير
هيا هذه يدي أمسك بها ولا تجعل تفاحة الذنوب تأخذك بعيدًا عني
ولا تدع الطوفان يحول بيننا!!
هيا واسكب بحرك في فمي والقي همومك فيه وسامضغها لك بشراسة الأنثى!
هيا وازرع حقولي بأشجار حبك وغضبك وتناقضاتك التي لا تثمر
وازرعني في كفك أنثى تتقن فن الانعاش وسـ اسقيها لك بسلسبيل جنوني!!
هيا فـ لنساعد القدر الذي جمعنا على أن لا نفترق ولا نختلف ولا يقتل بعضنا بعضًا بخنجر غياب
أو رصاصة هجر!
هيا نعاقر خمر البقاء ونكسّر مجداف اليأس ونبحر إلى الضفة المقابلة من الجنون حيث لا لوم هنا ولا قيود
هيا نتهند من جديد باصواتٍ تشق عباب الحرية وتصعد للأفق كطائر نفذ من بندقية صياد حقود!!
هيا وقل للفرح كن فيكون!!
وقل لحبنا دُم فـ يدوم!!
مما راق لروحي
|