لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


قصه اشهر جاسوسة عربية أحبت يهوديا فباعت لأجله الوطن والدين

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم جميعا لا شك أن عالم الجاسوسية مليء بالأسرار والقصص التي تبدو وكأنها قصص تفوق الخيال نظرا للتقدم التقني والأساليب الجهنمية التي تتبعها المؤسسات

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-09-10, 02:16 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 189668
المشاركات: 2
الجنس ذكر
معدل التقييم: سنـــــــيـــارى عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سنـــــــيـــارى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
Jded قصه اشهر جاسوسة عربية أحبت يهوديا فباعت لأجله الوطن والدين

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعا
لا شك أن عالم الجاسوسية مليء بالأسرار والقصص التي تبدو وكأنها قصص تفوق الخيال نظرا للتقدم التقني والأساليب الجهنمية التي تتبعها المؤسسات الإستخبارية في جميع دول العالم ،حتى أصبحت الجاسوسية علما قائما له مدارسه وكلياته.
وتلجأ جميع الدول لزرع وتجنيد جواسيس لها في مختلف الدول خاصة الدول التي تكون في حالة حرب معها.. وقد برع الموساد (الاستخبارات الإسرائيلية) في هذا المجال وجندوا العديد من الجواسيس والخونة في الدول العربية خاصة في مصر ولبنان وسوريا وهذه القصة هي لجاسوسة عربية استطاع الموساد تجنيدها للحصول على معلومات عسكرية في غاية الخطورة استفادت منها إسرائيل في حربها مع العرب..
وقد كتب قصتها الصحفي المصري فريد الفالوجي وها انذا أضعها بين أيديكم لنرى كيف استطاعت هذه الجاسوسة أن تقع في فخ الموساد وتقدم له الخدمات ضد وطنها ودينها الذي باعتهما بأرخص الأثمان.
ونظرا لطول القصة فسوف أضعها في عدة حلقات مبتدئا بالحلقة الأولى والحلقات تأتي تباعا


أشهر
جاسوسة عربية للموساد



أحبت يهوديا
فباعت لأجله الوطن والدين


اتركم مع الرواية



الحلقة الاولى


الحلقة الأولى
فتاه من الشرق

في إحدى ضواحي عمان الراقية، ولدت أمينة داود المفتي عام 1939 لأسرة شركسية مسلمة ، هاجرت الى الأردن منذ سنوات طويلة ، وتبوأت مراكز سياسية واجتماعية عالية.

فوالدها تاجر مجوهرات ثري ، وعمها برتبة لواء في البلاط الملكي أما أمها ، فهي سيدة مثقفة تجيد أربع لغات ، وذات علاقات قوية بسيدات المجتمع الراقي ، كانت أمينة أصغر أخواتها – شقيقتان متزوجتان وثلاثة أشقاء آخرين – وتحظى بالدلال منذ طفولتها، فطلباتها كانت لا ترد أو تؤجل، وضحكاتها المرحة الساحرة كانت وشوشات الحبور في جنبات البيت الذي يشبها لقصر.

وفي المرحلة الثانوية أوغلت فيها مظاهر الأنوثة ، فبدت رقيقة الملامح ، عذبة ، شهية ، طموحة ، ذكية ، لكنها كانت برغم تقاليد أسرتها المحافظة ، تسخر من تقاليد الشرق وقيوده ، وتحلم بالحب والانطلاق ، والحرية .

وفي ثورة تقلباتها أحبت "بسام" الفلسطيني الأصل ، وأطلقت تجاهه فيضانات المشاعر المتدفقة بلا حدود ، أو انقطاع ، لكنها صدمت بشدة عندما هجرها الى أخرى أجمل منها ، وأكثر اتزاناً ، وكتب لها يقول أنها أنانية ، مغرورة ، سريعة الغضب ، شرسة الطباع .

هكذا كشف لها الحبيب عن مساوئ تنشئتها ، وأسلوبها الخاطئ في فهم الحياة ، لأن حبها كان قوياً ، جباراً ، عاتيا ً، عصفت بها الصدمة ، وزلزلت قلبها الصغير ، وتملكتها رغبة مجنونة في الثأر والانتقام .

وكانت لكل تلك التصارعات آثارها السلبية على دراستها ، إذ حصلت على الثانوية العامة بدرجات متوسطة ، دفعتها للتفكير في السفر إلى أوروبا للالتحاق بإحدى جامعاتها ، وهذا تقليد متبع بين أبناء الأثرياء في الأردن .

وفي عام 1957 التحقت بجامعة فيينا، وأقامت بالمنزل رقم 56 شارع يوهان شتراوس لعدة أسابيع ، قبلما يفتح القسم الداخلي أبوابه لإقامة الطالبات المغتربات .

لقد أسبغت الحياة الجديدة على أمينة سعادة غامرة ، ودفئاً من نوع آخر وقد جمعتها الحجرة بطالبة مرحة في نهائي الطب – وتدعى جولي باتريك - من جوهانسبرج ، ذات خبرة كبيرة بالحياة الأوروبية ، وفي متنزهات المدينة الساحرة ، والحرية اللانهائية لفتاة من الشرق ، علمتها جولي التدخين ، وحذرتها من العلاقات الجنسية مع الشباب حيث الحمل والإجهاض ، وحببت إليها أسلوباً جنسياً خاصاً بالنساء .

يرتقى بالمتعة إلى ذروة الانتشاء ، والأمان ، فأقبلت أمينة على التساحق مع الفتاة الخبيرة بالشذوذ ، وشيئاً فشيئاً أدمنت الفعل الخبيث حتى الثمالة ، فقد رأت فيه انطلاقتها وتحررها من قيود الشرق ، والخجل .
ومع انتهاء العام الدراسي الأول ، وعودة جولي الى وطنها ، افتقدت أمينة لسعات الخدر الجميل ، فتقربت من فتاة أخرى تدعى جينفيف ووترود ، وسعت لإدارة الدار لكي تشاركها الحجرة الواحدة ، والشذوذ الذي تزداد جرعاته العطشى يوماً بعد يوم.

هكذا مرت سنوات الدراسة بجامعة فيينا، تصطخب بالرغبة والتحرر الى أن تحصل أمينة على بكالوريوس علم النفس الطب MEDICAL PSYSHOLOGY وتعود في أغسطس 1961 الى عمان مكرهة ، تضج بالمعاندة والنفور، وتحمل بداخلها طبائع أخرى ، وأحاسيس مختلفة ، وآلام الهجرة الى القيود والرقابة .
وفي غمرة معاناتها وكآبته ا، تذكرت حبيبها الأول – بسام – فجابت عمان طولاً وعرضاً بحثاً عنه ، وهزتها الحقيقة المرة عندما علمت بزواجه من فتاته الجميلة الفقيرة ، وحاصرها السهوم والملل والحقد ، ولم تجد حلاً لأزمتها إلا السفر ثانية الى النمسا ، بدعوى استكمال دراستها العليا لنيل الدكتوراه ، عازمة على ألا تعود الى الشرق أبداً.





آني موشيه


ثلاثة وعشرون عاماً ونصف هو عمر أمينة المفتي عندما عادت الى فيينا من جديد ، تحمل قلباً ممزقاً ، ووجهاً شاحباً ، وكراهية لموروثاتها "العقيمة" ، وجسداً أنهكه صمت رجفات النشوة ، واصطكاكها .

لفحتها نسمات الحرية في أوروبا ، وسلكت مسلك فتياتها في العمل والاعتماد على النفس ، غير عابئة بما كان يرسله لها والدها من مصروف شهري

. فعملت بروشة صغيرة للعب الأطفال ، وساقت اليها الصدفة فتاة يهودية تدعى "سارة بيراد" ، شاركتها العمل ، والسكن ، والشذوذ .

فالتصقت بها أمينة، وسرعان ما انخرطت معها في تيار الهيبيز ، الذي انتشرت أولى جماعاته في أوروبا في تلك الحقبة ، متجاهلة رغبة أسرتها في تزويجها من ابن العم التاجر الثري ، وفي زيارة لأسرة سارة في وستندورف ، دق قلبها فجأة بقوة لم تستطع دفعها ، إنها المرة الثانية التي يخالجها ذلك الشعور الرائع المشوق ، فقد كان موشيه – شقيق سارة الأكبر – شاب لا يقاوم ، إنه ساحر النظرات والكلام ، حيوي الشباب رائق الطلعة .

كانت تعرف أنه طيار عسكري برتبة نقيب ، يكبرها بنحو سبع سنوات تقريباً ، شاعري ، مهووس بموتسارت وبيزيه ، ولوع بالشعر الأسود ونجلاوات الشرق .

وفي نزهة خلوية معه حاولت أمينة ألا تنحرف ، لكنها ما كانت تتشبث إلا بالهواء ، واستسلمت لأصابعه تتخلل شعرها ، وتتحسس أصابعها المرتعشة ، وتضغط ضغطاً ملهوفاً على مغاليق قوته ا، فتنهار قواها ، وترتج في عنف مع مذاقات أول قبلة من رجل، فأحست بروعة المذاق وقالت في نفسها :

يا للغباء لقد خلقنا للرجال ، وبين أحضانه الملتهبة ، تأملت جسده العاري المشعر ، وأسكرتها دفقات المتعة المتلاحقة ، وغرقت من لذاتها في نهم وجوع ، واشتياق .

حينئذ . . حينئذ فقط . . أفرغت كل مشاعرها بين يديه ، وبصدق ، وضعف ، اعترفت له بحبها .

هكذا خطت أمينة المفتي خطوات الحرام مع الطيار اليهودي . . وهي المسلمة ، وترنحت سكري بلا وعي لتستقر في الحضيض ، ولما أفاقت قليلاً . . هربت منه الى فيينا ، يطاردها دنس الجسد ، وغباء العقل ، ورجفة الرغبة .

وبمسكنها في شارع شتراوس حاولت أن تنسى، أن تغسل البدن المدنس بالخطايا، أن تمحو صورة أول رجل هتك ستر عفافها وأشعرها بفورة الأنثى ، لكن مطارداته التليفونية لها كانت تسحق إرادتها ، وتشتت عقلها الزائغ أمام جيوش عواطفه ، فتخور صاغرة .



تعددت لقاءاتهما المحرمة وتحولت أمينة بين يديه الى امرأة لا تدخر وسعاً في إسعاده ، وتغلبت على ضميرها قدر استطاعتها وهي تدعي لنفسها الحق في أن تعيش ، و تحيا ، وتجرب ، وتمارس الحب بلا ندم في بلاد لا تعترف بالعذرية والعفاف .

هكذا مرت خمس سنوات في انحلال وترد ، متناسية ما لأجله غادرت وطنها الى فيينا . وبعد جهد . . ساعدها موشيه في الحصول على شهادة دكتوراه مزورة في علم النفس المرضي – PATHOPYCHOLOGY – وهو فرع من علم النفس الطبي .

وعادت أدراجها الى الأردن في سبتمبر 1966 ليستقبلها الأهل في حفاوة وفخر ، ويطالبونها بإعلان موافقتها على الزواج من ابن عمها ، لكنها تطلب منهم إمهالها حتى تفتتح مستشفاها الخاص في عمان .

وبينما إجراءات الترخيص للمستشفى تسير بشكلها العادي ، وقع خلاف بينها وبين وكيل الوزرا ... .


الحلقة الثانية

البحث عن المستحيل
أخضع موشيه لتدريبات الاستطلاع الجوي ، بعدما تقلد رتبة رائد طيار في سلاح الجو الإسرائيلي ، وفي آخر يناير 1973 طار بطائرته الـ سكاي هوك باتجاه الجبهة السورية ، فأسقطته مدفعية السوريين في أول طلعة استطلاع له ، واعتبر مفقوداً منذ تلك اللحظة لأن سوريا لم تعلن عن أسر الطيار الإسرائيلي كما كان يحدث ، لكنها أعلنت بأن الطائرة انفجرت في الجو وقائدها بداخلها .

لم تصدق أمينة الخبر ، ولأيام طويلة تصرخ صرخات هستيرية لا تتوقف ، وفي عيادة " كوبات حوليم هستدروت " للأعصاب في ريشون لتسيون ، احتبس صوتها ، أو لنقل إن صدمة الفاجعة ألجمت لسانها فصمتت .

وقبعت خلف زجاج حجرتها تنظر الى السماء ، تزوغ نظراتها أحياناً ، وأحياناً أخرى تتبع العصافير في طيرانها ولهوها .

وبعد شهر ونصف تكلمت ، ونطقت قائلة بأنها تشكك في البيان السوري ، وبأن موشيه ما يزال حياً ، متخفياً بين الحشائش والمغارات ، فهوي طيار ماهر وقدراته عالية جدا ً.

وفي منزلها - وكانت برفقتها إحدى الأخصائيات النفسيات – كانت تحدث نفسها نهاراً بصوت مسموع ، وفي الليل يسمع لها أنين خافت مليء بالوجع ، هو مزيج متهالك من مشاعر الحسرة والضياع.

لقد صبت حام غضبها على العرب الذين أرهقوها في الأردن ، وطاردوها في النمس ، وضيعوا حلمها في الاستقرار بإسرائيل .

إنهم آفة مستقبلها المظلم الآن ، وسبب نكبتها وفجيعتها في زوجها الشاعري المهذب ، ولأنهم هدموا حياتها كلها ، تمنت لو أنها تستطيع الانتقام ، فها هي وحيدة يائسة بين أناس لا تعرفهم ، بل وتجهل لغتهم العبرية وعاداتهم وطقوسهم .

وعمداً تناست أنها هي التي دفعت بحياتها الى مستنقع الهاوية ، عندما تزوجت من يهودي، ودفعته للهجرة الى إسرائيل خوفاً على حياته ، فقذفت به الى مصير مجهول ، مماثل لمصيرها .

وقبلما يحطمها الانتظار ويعتريها الجنون ، تقدمت بطلب الى السلطات المختصة للسماح لها بالسفر الى بيروت ودمشق لتقصي أخبار زوجها .

وما هي إلا أيام قليل حتى طارت بجواز سفرها الإسرائيلي الى فيينا ، فالتقت بأسرة موشيه الحزينة ، ومكثت بينهم عدة أيام حاولت خلالها أن تتنسم عبير الحبيب المفقود ، لكنها أحست بأن عبيره أشد كثافة ووقعاً بأطراف العاصمة .

وفي الشقة التي شهدت أروع ذكرياتها ، أطلقت شهقات حزنها ولوعتها وحيدة تلثم المقاعد والستائر والوسائد ، وتطوف بين حجراتها تنادي موشيه وتتحسس كتبه واسطواناته وأحذيته .

مجنونة تلك المرأة الملتاعة ، التي لفظتها أرجوحة الثمالة الى جب الهاوية ، فدوت صرخاتها تتردد في الأعماق لهفى الى الضياء والأمان ، ويبث الصدى في شقوقه ألم الإنسان وظلمه لنفسه .

وبصعوبة شديدة ، استطاعت سارة إقناعها بأن تغادر الشقة ، وحملت أمينة حقائب حزنها وتوجهت الى المطار ، وبجواز سفرها الأردني طارت على أول رحلة الى بيروت .

وشارع الحمراء – أشهر شوارع بيروت - نزلت بأحد الفنادق ، وفي رحلة تجوالها تعرفت على سيدة لبنانية - أردنية الأصل - تدعى خديجة زهران ، تمتلك وتدير محلاً للملابس الجاهزة ، فاشترت منها ملابس بمبلغ كبير لتتقرب اليها ، ودلتها خديجة على شقة صغيرة بحي عين الرمانة ، انطلقت منها للبحث عن زوجها ، وتسقط أخباره من الفلسطينيين ذوي الكثافة بالحي .

وبعد رحلات عديدة بين بيروت ودمشق ، فشلت أمينة في الوصول الى ما يطمئنها ، وتأكد لديها أن موشيه قتل لا محالة ، وغادرت بيروت الى فيينا تنخر بعقلها أحزان تقترب بها الى حافة الجنون ، وتخنقها عبرات الأسى والغربة والفزع .








في المصيدة

في شقتها بفينا ، أيقظها اتصال هاتفي من تل أبيب ، وفي اليوم التالي استقبلت ثلاثة رجال عرفت منهم أنهم ضباط إسرائيليون، مهمتهم إنهاء إجراءات الإرث الخص بها، دون إثارة مشاكل مع أسرة زوجها أو الجهات الرسمية سواء في النمسا، أو في إسرائيل.

كان ميراثها وحدها مع التعويض يربو على النصف مليون دولار ، مع الشقة الرائعة في ريشون لتسيون ، وضمانات حماية وأمن فوق العادة .

لقد كان المطلوب منها أن تتعاون معهم لقاء ذلك ، وتنفذ ما سيطلب منها بلا تردد .

فبقياسات المخابرات ، تعد أمينة المفتي كنزاً ثميناً لا يقدر بمال .

فهي امرأة عربية فقدت وطنها وأهلها ، وتعيش في وضع نفسي سيء مليء بالخوف، ولا مأوى لها سوى في إسرائيل. لكل تلك العوامل كان لا بد من استغلالها واستقطابها، بقليل من بث الكراهية في نفسها لهؤلاء العرب الذين قتلوا زوجها وقد كان يمثل لها الأمن والحماية، وبالضرورة هي بحاجة ماسة الى الأمن والحماية من بعده.

لقد كانت رؤيتهم على صواب، فأمينة المفتي التي تحمل الجنسية الأردنية، والنمساوية والإسرائيلية، لم تكن بحاجة الى كل هذا التخطيط والتمويه لجرها الى عش الجاسوسية، والعمل لصالح الموساد ضد وطنها وشعبها.

إنها غارقة في الضعف، واليأس، والضياع. وبعدما باعت الدين والوطن فهي لا تملك أثمن منهم لتبيعه.

يقول الكاتب الأديب محمد حسين الألفي:

(هناك دراسات علمية أجريت مؤخراً، كشفت عن نتائج سوف تقلب تفكيرنا رأساً على عقب ، فقد ظهر أن الخيانة في الدم ، بمعنى ، أن الناس يولدون والخيانة في دمهم . . أحد مكونات الدم ) .

ومنذ البداية – لم تعر أمينة المفتي للشرف انتباهاً ، إذ خلعت ثوب الشرق المحتشم، واستبدلته بغلالة الغرب عن طوع ورغبة .

نازفة دماء عروبتها، وعقيدتها، وعفتها لذا لم يكن من الصعب على الضباط الثلاثة إخضاعها، مستغلين ضعفها الإنساني ووحشتها، عازفين على أوتار كراهيتها للعرب، وللفلسطينيين على وجه الخصوص. إن الجاسوسية في عرف أجهزة المخابرات لا تقر بمبدأ الرحمة ، ولا تستجيب بأي حال لنداءات الضمير .

إنه عالم عجيب مثير، يفتقد العواطف، ولا تصنف المشاعر تحت سمائه .

وفي دهاليزه المظلمة الغامضة، توجد هناك دائماً مساحة ضيقة من الطموح والجنون، وبقدر ما لدى الإنسان من رغبة محمومة في تحقيق أحلامه، وتوهماته ، تعميه الحقيقة المرة أحياناً عن معالم الطريق ويتحول لمخلوق مبصر يتحسس الخطى دونما توقع لنواميس القدر.

فالنفس البشرية ما تزال تمثل لغزاً محيراً عجزت العقول عن تفسير بعض جوانبه، ولذلك، لا نندهش أمام تقلبات البشر، وجنوح العقول، وانحرافات الأمزجة والسلوك.

تلك هي النفس البشرية ، لغز الألغاز ، سرها لا يعلمه إلا خالقها سبحانه وتعالى.

هكذا سقطت أمينة المفتي في مصيدة الجاسوسية، وأسلمت قيادها للضباط الثلاثة، الذين أقاموا لها دورة تدريبية مكثفة استغرقت شهراً وأربعة أيام في شقتها بفينا ، تعلمت أثناءها أساليب التجسس المختلفة من تصوير ، وتشفير ، وتلقط الأخبار ، وكيفية الالتزام بالحس الأمني ، والتمييز بين الأسلحة .

دربوها أيضاً على كيفية تحميض الأفلام ، والهرب من المراقبة ، واستخدام المسدس .
واستقدموا لها من إسرائيل خبيراً في تقوية الذاكرة ، وتخزين المعلومات والأرقام دون نسيانها ، فكانوا يعرضون عليها مشهداً من فيلم سينمائي ، ويطلبون منها الإجابة :

كم طبقاً كان على المائدة؟ ما لون ستائر الشباك؟ كم لمبة بالنجفة؟ كم عدد درجات السلم؟

أجادت آني داود دورتها الأولى في التجسس، وأصبحت أكثر إصراراً على الانتقام والتحدي، وعمل المستحيل للثأر لزوجها الذي فقد بالقرب من الجولان – والجنوب اللبناني، إنها تريد تأكيد حبها لموشيه، من خلال حبها للعمل مع إسرائيل ضد العرب .

ولم تعد تزعجها كثيراً هلاوس الليل عندما تحلم به يسعى في الجبال ممزق الثياب، كث اللحية، غائر العينين ، يناديها أن تنقذه .

وكثيراً ما ترى جسده ممزقاً في قطع صغيرة ، تلتهمها فئران الخلاء.

وغادرت فيينا الى بيروت هذه المرة . . لا للبحث عن زوجها، وإنما للانتقام له، مهمتها المحددة تقصي أخبار رجال المنظمات الفلسطينية، ورجال المقاومة الذين يؤرقون أمن إسرائيل، ويحيلون ليلها الى نهار لشدة القصف . . والتفجيرات الفدائية.


كانت أيضاً مكلفة بالتحري عن مراكز إقامة قادة المقاومة ، والطرق التي يسلكها الفدائيون للتسلل الى الأرض المحتلة ، أيضاً - التغلغل داخلهم لمعرفة أعداد الفدائيين، وتدريبهم ، وتسليحهم ، ومدى مهارتهم في التخفي والمناورة ، ومخازن الأسلحة والإعاشة.











وليمة فسق


وفي بيروت استأجرت شقة بإحدى بنايات الروشة ، أجمل مناطق بيروت ، حيث ترى الشاطئ المتعرج برماله البيضاء التي يتقاذفها البحر على ضفاف اليابسة، وهو المشهد الذي وصفه الشاعر الفرنسي "لامارتين"

بقوله : إن الطبيعة هنا . . بل كل شيء حولي أسمى من الخيال. لقد حلمت بجنة عدن . . لا . . بل لقد رأيتها". من شرفة شقتها كان أمامها البحر اللانهائي، وبقعتان من الصخور القاسية، هما صخور الروشة الشهيرة التي تكسر تلك اللوحة الناعمة وتزيدها جمالاً.

وعلى بعد خطوات منها يقع مقهى الدولشي فيتا أشهر مقاهي بيروت ، حيث المكان المفضل للفانيين والمثقفين والجواسيس والسياح .

كان الشيء الوحيد الذي يضايقها، هو انقطاع الحرارة عن التليفون. لذلك . . زارت صديقتها الأردنية خديجة زهران، وطلبت منها المساعدة. في الحال اتصلت خديجة بمانويل عساف موظف التليفونات ، الذي ذهب بنفسه الى أمينة في اليوم التالي ، ليؤكد لها أن المنطقة تعاني من بعض الأعطال بسبب تجديدات بالشبكة ، ووعدها بأنه سيسعى في القريب للتوصل الى حل .

منحته خمسين ليرة ليهتم بالأمر ، ولكي لا ينسى . . منحته جسدها أيضاً .

إذ وجدت فيه صيداً سهلاً تستطيع من خلاله التوصل لتليفونات وعناوين القادة الفلسطينيين ، لم تندم عندما باعت الدين والوطن والأهل .

فلم تجد غضاضة وهي تبيع نفسها لمانويل ، الذي خر مستسلماً أمام امرأة شابة بعينيها نداءات جوع ، تفوح من جسدها رائحة الأنوثة والرغبة؟ لقد شلت إرادته وأذهبت بعريها عقله، وحاصرته فلم يعد يملك حيلة للفرار .

وأقبل عليها في شراهة ونهم ، باعتقاده أنه أوقع بامرأة ظمأى. . بينما تصرفت هي كجاسوسة محترفة ، بين أحضانه بدت في أقصى حالات الضعف ، لكنها كانت أبعد ما تكون عن الإحساس بالمتعة .

هكذا تفعل النساء في عالم المخابرات والجاسوسية ......... . فالجنس عندهن وسيلة فقط لا هدف.

صدمت أمينة بشدة عندما تبين لها أن مانويل لا يملك ما تريده ، فهو مجرد موظف صغير لا يملك قراراً. فلم يتملكها الإحساس بالندم أو الحسرة ، بل أقنعت نفسها بأنها فشلت في تجربة أولى . . وحتماً ستنجح في مرات مقبلة .

حاول مانويل عساف الوفاء بوعده لتتوطد علاقته بالمرأة النارية ، فلم يستطع لأن رئيسه في العمل – مارون الحايك – بيده كل شيء . لذلك . . صارحه بما حدث ، واصطحبه الى شقة أمينة داود المفتي .


كان مارون الحايك متعدد العلاقات النسائية ، يسعى خلف نزواته ومغامراته ، منشغل بالتجسس على المحادثات التليفونية بين نساء المدينة ، تستهويه لعبة المطاردة والبحث عن صيد جديد .

وبغريزة الأنثى التي لا تخيب ، أيقنت أمينة ما بنفسه ، واثقة من كنز معلوماته عن الزعماء الفلسطينيين في بيروت.

لذلك تركته بتناول معها وليمة فسق أتخمته، وأحاطت عقله بسياج من غباء . وبينما الجسد المنهد ساكناً . . أجاب عن أسئلتها . . وأطلعها – بعد عدة ولائم – على التليفونات السرية للمنظمات الفلسطينية ، ولزعماء الجبهات وعناوين إقامتهم بحي الريحانة الشهير. وبواسطة صندوق بريد ميت، صبت أمينة كل ما تفوه به مارون في خطاب من عدة صفحات ، تسلمه عملاء الموساد في بيروت .

لتجيئها الأوامر بعد ذلك بالتحرك دون انتظار .


فالمطلوب منها هو الحصول على القوائم السرية لرجال المخابرات الفلسطينية "رصد" في أوروبا وصفاتهم .

ولن يتاح لها ذلك إلا من خلال مكتب منظمة التحرير الفلسطينية – مكتب ياسر عرفات شخصياً، أو مكتب رئيس جهاز المخابرات علي حسن سلامة المطارد في كل مكان في العالم، والذي أطلقت عليه جولدا مائير لقب " الأمير الأحمر " ، لأنه بطل عملية ميونيخ التي قتل فيها أحد عشر إسرائيلياً .

 
 

 

عرض البوم صور سنـــــــيـــارى  

قديم 13-09-10, 05:13 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
عاشقة ليلاس



البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7104
المشاركات: 38,769
الجنس أنثى
معدل التقييم: Eman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 25417

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Eman غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سنـــــــيـــارى المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

أخي الموضوع مكرر..
نعتذر منك..
ينقل للأرشيف..
ننتظر جديدك..
تحياتي.,.

 
 

 

عرض البوم صور Eman  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:36 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية