لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-09-10, 10:31 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167255
المشاركات: 795
الجنس أنثى
معدل التقييم: my faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 334

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
my faith غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

(3)
الملاك الحارس


خرجت آية بعد الظهر من المنزل .. متجهة إلى بيت الدكتور كمال ليصطحبها معه إلى المستشفى التي ستتطوع فيها .. طرقت آية باب الدار وسمعت صوت شذى يتساءل :
- من ؟.
- افتحي يا شذى .. أنا آية .
فتحت شذى لتدخلها إلى البيت .. قبلت آية والدة شذى بحب :
- كيف حالك يا خالة جهاد ؟.
أجابت الخالة والحنان ينطق من عينيها :
- الحمد لله يا حبيبتي .. أنا أفضل مادمتم بخير .
ابتسمت آية .. وهي تتأمل الخالة جهاد .. كم هي حنونة هذه المرأة وتحمل الكثير من الأحاسيس الفياضة .. إن آية متعلقة جدا بها .. فالخالة جهاد لم تكن تميز بينها وبين شذى أبدا .. لقد كانت تعتبر أن لديها ابنتان .. وكلما أحضرت لابنتها شيء كان لآية مثله ..
خرج الخال كمال من غرفته بعد ما دخلت الخالة جهاد تستعجله وسلم على آية بحرارة :
- هل أنت مستعدة أيتها الطبيبة ؟.
أجابت الخالة جهاد نيابة عن آية :
- ابنتنا مستعدة لأي تحدي وجديرة بالثقة .
رد الطبيب كمال:
- إذن هيا لنذهب أمامنا عمل طويل .
خرجت آية بصحبة خالها كمال .. وأحس الخال برهبتها فحدثها مداعبا :
- لا تقلقي كثيرا إن الممرضات لطيفات جدا .. وما أن تبدئي العمل ستشعرين كأنك ولدت بداخل تلك المستشفى .
أجابته آية بصدق :
- أتمنى أن أقدم ولو القليل لأخفف آلام من حولي .
هز الدكتور كمال رأسه بالإيجاب .. وابتسامة رضا تظهر على شفتيه .. وصلت آية إلى المستشفى .. لم تكن تتوقع أنها بمثل هذه النظافة .. وبدأ الدكتور كمال يطوف بها بين الغرف .. ويعرفها على الأطباء والممرضات .. أقبلت آية على العمل بروح نشيطه .. وتعلمت الكثير في يومها الأول .
عند حلول المغرب استأذنت لتعود إلى البيت .. وفي طريق عودتها وجدت شذى متجهة نحوها .. أحست آية بملامح الذعر البادية على شذى .. فوقفت متسائلة بخوف :
- شذى .. ما الذي أتى بك إلى هنا ؟.
أجابت شذى وهي تستحث آية على متابعة سيرها :
- جئت لأصطحبك إلى بيت آلاء .. لقد أغمي عليها اليوم .. وكان يجب علينا أن نزورها .
تساءلت آية والخوف يتسلل إلى قلبها :
- هل هي بخير الآن ؟.
ردت شذى مطمئنة :
- إنها في أحسن حال .
شردت شذى بعينيها بعيدا عن آية .. وكأنها هي نفسها لا تصدق أن آلاء بأحسن حال ..
فعادت آية تلح عليها :
- لا تخفي عني شيء يا شذى .
أجابتها شذى والكلمات تخرج ثقيلة من بين شفتاها :
- إنها حقا بأحسن حال الآن .. ولكني أخاف عليها من الغد .. إن آلاء مصابة بسرطان الدم منذ فتره طويلة .. وإهمال مرضها بهذه الطريقة قد يسيء حالتها .
شردته آية هي الأخرى والحزن يسيطر عليها :
- معك حق يا شذى .. ولكنك تعلمين كم حاولوا الذهاب للعلاج خارجا .. وكم سخر منهم اليهود .. لقد كانوا يعدوهم بفتح معبر إيرز .. ثم يرجعوهم خائبي الرجاء .
- إنهم يحاربوننا حرب نفسية .. ففرضهم علينا الحصار ما هو إلا طريقة لإخضاعنا .. ولكن هيهات .. ما دام بعروقنا دم يجري سنظل صامدين .
وصلت الفتاتان إلى بيت صديقتيهما نور وآلاء .. طرقت شذى الباب بخجل .. ففتحت لهما نور مرحبة.
سلمت الصديقتان على نور وآلاء وأمهما .. كانت علامات التعب بادية على وجه آلاء التي تحاول بين الحين والآخر ادعاء القوة .. حدثتهما نور وهي توبخ شقيقتها التوأم :
- إنها سبب كل ما يحدث لها من انتكاسات .. فهي لا تلتزم بإرشادات الأطباء .
ردت آلاء حانقة :
- تلك ليست إرشادات .. بل هي سجن مؤبد .
ثم أردفت مستغربة :
- هل تريدونني أن أعيش كالأموات .
تدخلت آية بهدوء :
- لم يطلب منك أحد ذلك يا حبيبتي .. ولكن أيضا لا يجب عليك التهاون بصحتك فأنت غالية عندنا .

وقبل أن ترد آلاء سمعوا طرقات على الباب .. ذهبت الأم لترى من الطارق .. فإذا بهم يسمعون صوت هيثم ينبعث محييا الوالدة .. انتفضت آلاء عند سماعها صوت هيثم وكأن عقربا لدغها .. وانتصبت في جلستها على سريرها .. فأوحت حركتها المفاجئة تلك بأنها تهم بالقيام من فوق السرير .. فصرخن الفتيات في صوت واحد قائلات :
- إلى أين ؟.
اعتدلت آلاء في جلستها وابتسمت لهن مهدئة .. دخل هيثم وسلم عليها .. وهو لا يستطيع إخفاء خوفه الشديد عليها :
- لقد أقلقتنا عليك يا آلاء .
ابتسمت آلاء خجله وهي تخفي بابتسامتها آلام جسدها .. بدأ الحديث ينساب بين هيثم والفتيات .. وهيثم لا يرفع عينه عن آلاء إلا ليعود ويخصها بنظرات الحب من جديد .. بعد فترة بسيطة وقف هيثم مودعا وموجها حديثة للأم :
- أنا في خدمتكم في أي وقت يا خالتي .. لا تخجلي مني فأنتي مثل أمي تماما .
أجابته الخالة شاكرة :
- لقد كنت خير عون لنا دائما يا هيثم .. ولم تدعنا نحتاج لأي شخص بعد رحيل والد الفتيات .
نهضت آلاء من فوق سريرها وهي تحدث هيثم بنشاط :
- سأحضر لك كتابك الذي أعرتني إياه .. وسأوصلك إلى الخارج .
نهرت نور توأمها العنيد :
- آلاء أنت مريضة ويجب أن ترتاحي !!.
ردت آلاء محتده بإصرار :
- لماذا تحاولن دوما أن تشعروني بالنقص .. وبأنني سأظل حالة خاصة في نظر الجميع .
تدخل هيثم مهدئا :
- دعيها وشانها يا نور .. فهي أدرى بمصلحتها .. صحيح يا آلاء ؟.
أشارت آلاء برأسها مؤيدة لكلام هيثم .. ثم تقدمته لتحضر الكتاب .. وعند باب الدار وقفت تودع هيثم وهي تكابر تلك المشاعر بداخلها .. ولكن حب هيثم لها لا ينتظر أن تكشف له عن أحاسيسها بالكلمات .. فهو يدرك محبتها له من خلال تعاملها .. واللهفة البادية في عينيها .. حدثها هيثم وهو يمسك بيدها وكأنه ملك الدنيا :
- عديني بأن تهتمي بنفسك يا آلاء وكفاك استهتارا بصحتك .
ثم نظر إلى عينيها وأردف قائلا :
- مؤكد أنك لا تدركين كم أنت غالية علي .
أجابت آلاء وقد كست الحمرة وجنتاها :
- لا تبدأ يا هيثم .. فأنت تعلم أنه ما من طريق بيننا .
رد عليها هيثم بثقة والحب يرن في كلماته الصادقة :
- ليس من حقك أن تتكهني بالغيب .. واعلمي أنني راض منك بأي شيء .. ولن يمنعني عن حبك سوى الموت .
أسرعت آلاء مجيبة دون إرادتها .. بعد أن أنقبض قلبها لذكره للموت :
- ربنا يحفظك ..
ابتسم هيثم بخبث وراح يشاكسها :
- هل سيؤلمك موتي ؟
أجابت آلاء بمثل لهجته الخبيثة :
- وما الذي يمنعني من التألم على أخي .
انفجر هيثم ضاحكا قبل أن يرد عليها بتلك النبرة الدافئة :
- مقبولة منك .. لقد قلت لك أنني راض منك بأي شيء .. وحبي لك لا ينتظر مقابل يكفيني أن أحبك وأعيش سعيدا بهذا الإحساس المجرد .
ثم خرج ليترك آلاء شاردة مع أفكارها .. إنها لا تنكر حبها لهيثم .. ولكنها لا تقوى على البوح به ..
إنها تخشى عليه من كل شيء ..
تدرك مدى تعلقه بها .. وحبه لها ..
وتتألم .. لمعرفتها أنها لا بد وستفارقه ..
كم هو صعب على الإنسان أن يعيش من غير حب ..
والأصعب أن يلقاه ولا يجرؤ على الاستسلام له ..
فاستسلامها يعني دمار هيثم بعدها ..
وهي لا تقوى على جرحه .. حيه كانت أو ميتة ..
دخلت آلاء لتجلس بين صديقتيها وأمها وأختها .. تشيع جو مرح بينهم كما تعودت دائما .. فبالرغم من مرضها الخطير إلا أنها أكثرهم إحساسا وحبا للحياة .. ربما لأنها تشعر دوما أنها ستعيش حياة اقصر منهم جميعا !!.
عادت آية إلى المنزل وهي شاردة الدهن .. تفكر بالصديقة المريضة المحبة للحياة .. ارتمت في حضن جدتها وكأنها تحتمي من أشباح أفكارها .. واضعة رأسها فوق فخد الجدة .. راحت الجدة فاطمة تتخلل بأصابعها خصلات شعر آية وهي تقرأ بعض السور القرآنية .. لقد كانت تحس بأن طفلتها الصغيرة تعاني الكثير .. فهذه الفتاة الرقيقة اختبرت حياة قاسية منذ نعومة أظافرها ..
دخل الخال إلى البيت .. ليرى آية في حضن جدتها .. وآثار الدمع في عينيها .. تساءل بحنان بالغ :
- هل أنت بخير يا آية ؟.
أجابت آية مطمئنة :
- نعم .. ولكني كنت عند آلاء فلقد علمت أنها مريضة.
أحنى الخال رأسه بأسى :
- فتاة بعمر الورد .. تصاب بمثل هذا المرض القاتل .. وغيرها الكثيرين .. لأن إصابتهم بمثله تعود لاستخدام الإسرائيليين لأسلحة غير شرعية في الحرب مما أدى إلى انتشار مثل هذه الأمراض في شعبنا ..
دعت الجدة رافعة يديها إلى السماء :
- اللهم خفف عنا يا رب هذا البلاء .. يا كريم أغثنا ممن لا يخشاك فينا ولا يرحمنا .

بعد تناول العائلة لطعام العشاء .. أخذت آية مفكرتها الصغيرة وخرجت لتجلس بجانب شجرة السوسن .. وخطت لوالديها عما يزعجها .. فهي تتألم كثيرا على صديقتها آلاء .. ولكنها أيضا لا تستطيع أن تنتزع صورة من خيالها .. وهي صورة شاب فلسطيني جاء محمولا من قبل أصدقائه منذ أيام إلى المستشفى .. كان مصابا اثر عمليه قام بها ضد الإسرائيليين .. وحاول الأطباء إنقاذه .. ولكنهم فشلوا .. لقد كانت أول روح تراها آية تزهق أمام عينيها .. وهي تقف بعجز قاسي .. تنظر إليه دونما أمل .. وبعد ما فارق الحياة .. دخلت حجرة الأطباء لتغسل دمائه التي لطخت يداها .. وظلت تحدق بتلك القطرات الحمراء وهي تنسحب بيسر مع مياه الحنفية .. كم هي رخيصة هذه الدماء .. وكم تعود العالم رؤيتها .. غير مقدرين مدى أهميتها بالنسبة للبعض .. إنها قطرة تنزف بعد قطرة .. لتسجل جرائم الصهاينة في حق أجيال من الفلسطينيين ..
أكملت آية خاطرتها .. ثم اتجهت إلى البيت .. وفي تلك اللحظة انقطع التيار الكهربائي عن الحارة .. دخلت آية إلى البيت مسرعة .. فسمعت صوت رأفت يصيح متذمرا وهو يضرب يده على طاولة الحاسوب :
- أهذا وقت يقطع فيه التيار ؟.
أجاب الخال باستسلام :
- لقد أصبح عذابنا يسليهم يا ولدي .
رد رأفت وهو يزفر بضجر :
- لقد ضاع جهدي كله .. فأنا لم أحفظه بعد على الجهاز .
حاولت آية مواساته :
- لا تغضب .. مؤكد ستعوضه فيما بعد ..
لم يرد عليها رأفت وخرج من البيت وهو يدق الأرض بقدميه .. بعد ثوان دخل يوسف إلى البيت وفي يده شمعة واحدة .. تساءلت آية ساخرة :
- أهذه كل ما استطعت ابتياعه ؟.
أجاب يوسف ضاحكا :
- نعم .. فأنت لا تعلمين قصة هذه الشمعة .
تساءلت الأم مبتسمة :
- أطربنا بقصصك يا يوسف .
رد عليها يوسف بمرحه المعهود :
- لقد كنت أنوي أن ابتاع أكثر من واحدة .
قاطعته الجدة متسائلة بطيبة :
- ولما لم تفعل يا بني ؟.
رد يوسف وهو يجلس بجانبها ويقبل يديها مبتسما :
- لقد قرر البائع أن يجعل سعر الجملة أغلى بكثير من سعر الواحدة .
تساءل الخال باستغراب :
- ولم فعل ذلك ؟.
أجاب يوسف :
- ليضمن أن أكبر عدد من الناس سيحصلون على الشمع ليومهم هذا .. ولن يبتاع واحد أكثر من حاجته .. فالتيار منقطع على كل قطاع غزة لذلك هناك احتمال أن يكون هذا حصار وقود .. وربما يستمر طويلا .
راحت الخالة منى تستفسر منه بقلق :
- وما أدراكَ أنت بهذا الكلام ؟.
رد يوسف ببساطة :
- لقد سمعت الرجال يتحدثون في الشارع .
وقف الخال متجها إلى الخارج وهو يعقد حاجبيه في الظلام :
- سأذهب لأتحقق من صحة هذا الكلام .

لقد بينت الأيام صحة كلام يوسف .. فلقد استمر حصار الوقود على غزة أكثر من شهر .. وفي يوم وآية عائدة من المستشفى دخلت الدار لتجد مها وبراءة في البيت .. ركضت براءة لتحتضن آية .. فقبلتها وذهبت لتسلم على مها :
- كيف حالك يا مها .
أجابتها مها بحزن :
- مثل حال كل أهالي غزة .. نعيش كالأشباح .. حتى أن براءة أصبحت تخاف جدا عندما يحل الليل.
ردت الجدة باستياء :
- مؤكد سوف يرحمنا الله .. ويزيل عنا هذا الهم .
تساءلت آية :
- هل الأولاد في البيت يا خالتي ؟.
إجابتها الخالة :
- رأفت في غرفته ومعه هيثم .. أما يوسف فهو كالعادة خارج البيت مع أصدقائه .
اتجهت آية إلى غرفة الأولاد .. وقبل أن تدخل سمعت رأفت يحدث هيثم بنبره تحدي لم تألفها منه :
- إنه طريق لا بديل لنا فيه .. فهم يدفعوننا في كل لحظه إليه .. من ثم يدّعون أننا المعتدون عليهم !.
أجابه هيثم بصوته الهادئ :
- إن كنت تنوي عملا كهذا يجب عليك التفكير مليا يا رأفت .. فأنت بذلك لا تخاطر بنفسك فقط وإنما بعائلتك أيضا ويجب أن يكون لديهم علم بذلك .. أما بالنسبة لي فانا معك يا صديقي في كل شيء .
انقبض قلب آية لسماعها هذا الحديث .. وسيطر عليها رعب لا تدري منبعه .. ففتحت الباب سائلة رأفت بخوف وصدرها يعلو ويهبط فاضحا توتر أعصابها :
- ماذا تنوي أن تفعل يا رأفت ؟.
بهت الولدان لدخول أية المفاجئ .. ولكن سرعان ما تكلم رأفت مهدئا لها :
- لم كل هذا الخوف يا آية ؟ .. إن كل الشباب الفلسطيني يحيى ليسير في هذا الطريق الذي اخترته أنا.
قاطعته آية قائلة والدمع يترقرق من عينيها بضعف :
- أي طريق هذا يا رأفت ؟.. أبتفجير نفسك تحل القضية ؟.
اندهش الولدان من بكاء آية ولكنهما دهشا أكثر عندما تكلمت عن التفجير .. ثم أدركا أنها لم تستمع إلا إلى الجزء الأخير في حديثهما .. ابتسم هيثم وهو يرى رأفت ينهض ويحتضن آية برفق.. ثم يجلسها على سريره :
- من الذي ذكر التفجير يا آية ؟ ..
أخبرته وهي لا تستطيع السيطرة على دموعها المنهمرة :
- إنني شديدة القلق عليك يا رأفت .. فمنذ بدء الحصار وأنت شارد .. وأنا اعلم أن هنالك ما يشغل تفكيرك .. وكنت أخشى أن تصل لقرار كهذا .. واليوم بالصدفة سمعتك تتكلم مع هيثم فخفت أن تكون شكوكي في محلها .
ضحك هيثم وحدثها مطمئنا :
- لا تقلقي يا آية .. فنحن مستعدون أن نقدم أرواحنا رخيصة لهذا الوطن ولكن ليس بالانتحار .. إننا نود أن نلتحق بصفوف المقاتلين .. فربما يوفقنا الله في أكثر من عملية .
أردف رأفت متمما لكلام صديقه :
- أتعلمين يا آية إن هذا أكثر ما يخيف إسرائيل .. وهو أن شبابنا استغنى عن العمليات الانتحارية .. وأصبح يستطيع أن يصنع سلاحه بيده ويواجه .. لذلك هم يحاربوننا هذه الحرب القذرة ويشددون الحصار على غزة .. فهم يدركون أنها ستظل منبع المقاومة .
وقبل أن ترد آية دخل يوسف إلى البيت تتبعه شذى .. نطت براءة بفرحة وهي تتعلق بذراع يوسف هاتفه :
- لقد جاء يوسف .
حملها يوسف فوق كتفيه واتجه بها إلى غرفته وشذى بجانبه وعندما وجدا آية في الغرفة وأثار الدموع في عينيها .. انزل يوسف براءة على الأرض بينما تقدمت منها شذى تحتضنها بحنان متسائلة :
- ما بك يا آية ؟.
أجابت آية بحزن :
- إن بي الكثير .. فأنا لم اعد أتحمل هذا الضغط .. إنني أعود من المستشفى بعد أن أشيع مزيدا من الأطفال والنساء والشباب الذين يموتون أمام أعيننا .. إن هذا العجز الذي أحس به يمزقني من الداخل .
سكتت آية فقد غلبتها عبراتها .. وظلت براءة محتضنه لساق يوسف بخوف .. وخيم صمت على الشباب .. فعاودت آية حديثها الباكي :
- إن أشد ما يقلق جميع المستشفيات .. هو كمية الأرواح التي تتوقف حياتها على الأجهزة فإذا نفذ الوقود من داخل المستشفيات ستحدث إبادة جماعية لكثير من المرضى .
تمم هيثم على كلامها والقهر يسيطر عليه :
- إن ما يدعوا إلى السخرية هو الموقف العربي منا .. فهناك دول عربيه قدمت لنا المعونات ولكن لم تفتح أي معابر لتوصلها إلينا .
تدخل يوسف مستغربا :
- بالرغم من أن هنالك معابر لا دخل لإسرائيل فيه .
ردت عليه شذى :
- إن إسرائيل تتحكم بكل شيء .. ولكنها لن تجرؤ على ما تفعله بنا إذا كان العرب متحدون .. لقد باعنا إخواننا العرب .. فما الذي يمنع إسرائيل بأن تسخر منا .
في تلك الأثناء سمع الشباب المجتمعين في غرفة رأفت ويوسف طرقات متواصلة على باب الدار .. انتفض كل من في البيت وكانت الأم أول من فتحت الباب لتجد آلاء أمامها قائلة بكثير من الحياء :
- سامحيني يا خالة منى على الإزعاج .. لقد جاء التيار في منزلنا دون بقيه المنازل وفكرنا أنا ونور بأن نعيد شحن الهواتف النقالة لأهل الحارة .
خرج الشباب على صوت آلاء .. فسألها هيثم بتعجب :
- أحقا ما تقولين يا آلاء ؟.
أجابته آلاء وهي تستعجلهم :
- نعم .. فلا تضيعوا مزيدا من الوقت ولتحضروا هواتفكم إلى بيتنا .
خرج الشباب من المنزل متجهين إلى بيت نور وآلاء وهم يضحكون غير مصدقين ما يحدث .. وقاموا بمساعدة نور وآلاء في استغلال التيار بعمل المثلثات الكهربائية لتستوعب الكهرباء أكبر قدر من الهواتف النقالة .. وبعد فترة انقطع التيار .. ومع انقطاعه شهقت آلاء وخيبه الأمل تسيطر على ملامحها الجميلة :
- لقد نسيت أن أشحن هاتفنا النقال يا نور !!.
تعالت الضحكات .. ثم ودعوا التوأمان كل متجه إلى بيته ..

لقد انتهى الحصار بعد أن خلف كثير من الشهداء .. وفي إحدى الأمسيات كانت آية تجلس في غرفتها تقرأ .. عندما قفزت إلى ذاكرتها تلك المواقف التي مرت عليهم أيام الحصار .. شردت قليلا .. وهي تفكر بروح شعبها العالية ..
كيف يستطيع انتزاع الابتسامة من قلب المعاناة .. فهو شعب مؤمن .. صامد .. مفعم بالأمل .. مع كل معاناة يزداد تمسكا بالحياة .. وذلك التمسك يخلق فيه مزيدا من القوة والإصرار على البقاء .
رن هاتف المنزل .. لتفيق آية من شرودها وإذا به الطبيب كمال يحدثها بعجله :
- لقد وصلت إلينا حالات جديدة ونحن نحتاج مساعدتك يا آية .
صمتت آية لبرهة .. فخالها وولداه لم يكونوا بداخل البيت حينها .
أردف الطبيب كمال بعد أن طال صمتها قليلا :
- أنا اعلم أن الوقت متأخر بعض الشيء يا آية .. فإن كان باستطاعتك المجيء سنكون شاكرين لك .. واعذريني الآن فيجب أن أغلق الخط .
ردت آية بصوت منخفض :
- سأحاول ما بوسعي أيها الطبيب كمال .
وضعت السماعة وهي عازمة على الذهاب .. ولكنها تفكر في كيفية نقل الخبر لجدتها والخالة منى .. دخلت إلى غرفتها مسرعة لتحضر حجابها .. فتساءلت الخالة بقلق :
- إلى أين يا آية ؟.
أجابتها بتلقائية :
- إلى المستشفى .. فهم يحتاجون إلي .
تدخلت الجدة متسائلة بخوف :
- ألا تنتظرين أحد أخويك ليوصلك إلى هناك ؟.
ردت عليها آية وهي تتجه نحو الباب :
- لا استطيع يا جدتي .. فالموقف لا يحتمل التأخير .. إلى اللقاء .
ودعت الجدة والخالة آية وهما يتبعانها بنظرات قلقة .. رفعت الجدة رأسها داعية :
- ربي يحفظك يا حبيبتي .. ويوصلك سالمة .
سارت آية على الطريق بخطوات وجلة .. وبعد فترة بدأت تشعر بخطوات ثلاثة شبان خلفها .. ازداد خوفها وأسرعت خطواتها .. ثم أدركت من لهجتهم أنهم إسرائيليين ولكنهم بلباس مدني .. ذعرت آية .. وتوقف تفكيرها فهي لا تعلم كيف وصلوا إلى هذا المكان .. وفوجئت بأحد الثلاثة يمسك بيدها ويشرع في مغازلتها بعربية ركيكة :
- إلى أين يا حلو في مثل هذا الوقت ؟.
حاولت آية التخلص من يده صارخة ولكنه أحكم قبضته عليها وأغلق فمها بيده الأخرى .. ثم قام أخر بنزع حجابها ورميه على الأرض .. ونظره مقرفة تشع من عينيه :
- إنك أجمل هكذا .
تطاير الشعر الناعم الأسود الطويل .. وكأنه يستغيث بدلا عنها .. وفي ثواني لمحت آية جسدا طويلا يحمل جذع شجرة بيده .. يهوي به فوق رأس الإسرائيلي الممسك بها .. ليسقط مغشيا عليه .. فزع صاحباه فأخرج أحدهما مسدسه مهددا به الشاب .. ليتمكن الآخر من سحب زميله وإدخاله في سيارة كانت قريبة منهم .. ظلت آية مصدومة بجانب ذلك الشاب الذي مازال ممسكا بجذع الشجرة في تحد يصرخ من عينيه .. ولكن الغير متوقع .. أن الإسرائيلي الجبان ومع بدء انطلاق السيارة بالفرار أطلق بضعة رصاصات باتجاههما .
فقام الشاب تلقائيا بالالتفاف محتضنا آية بين ذراعيه ليحميها من الرصاص الطائش .. بينما راحت هي تنتفض رعبا في حضنه .. وعندما ابتعدت عنه شعرت بدماء متناثرة على جانب وجهها الأيمن .. وسمعت صرخة مكتومة تنطلق من صدر الشاب .. لقد جرحت إحدى الرصاصات كتفه الأيسر .. وقفت آية مذهولة وهي تنظر إلى سيل الدماء .. وما هي إلا ثواني حتى عاودتها القدرة على التفكير .. تحركت مسرعة وأخذت حجابها المرمي على الأرض وربطت به الجرح لتمنع النزيف .. ثم حدثته بصوتها المهزوز من شده الخوف وهي تجذبه من يده :
- إن بيتنا لا يبعد كثيرا .. تعال معي لا نظف جرحك .
وقبل أن يسير برفقتها .. خلع الكوفية الفلسطينية الملتفة حول عنقه .. وفردها بيده السليمة ثم وضعها على رأس آية .. استغربت آية من ذلك الحرص الذي يلمع في عينيه .. بالرغم من أنهما لا يعرفان بعضهما ..
وصلت آية إلى الدار وهو يتألم بجانبها من الجرح الذي ما زال ينزف من ذراعه .. طرقت الباب بعصبية .. فانتفضت الخالة لتفتحه مسرعة .. وتفاجأت عند رؤيتها وجه آية الملطخ بالدماء .. ثم حولت نظرها إلى الشاب الطويل الأسمر المصاب بجانبها .. ولم تعد تستطيع النطق .
أدخلته آية إلى البيت واتجهت مسرعة لتحضر حقيبة إسعافات أولية .. أجلست الخالة الشاب على أحد الكراسي .. وتساءلت الجدة بقلق :
- ما الذي حدث لكما يا آية ؟.
أجابت آية بكلمات مبعثره غير مفهومة .. وهي تجلس بجانبه منشغلة بإخراج الأدوات من الحقيبة :
- لقد هاجمني ثلاثة إسرائيليين .
ردت الخالة فزعة :
- إسرائيليين .. ومن أين جاءوا ؟..
رفت آية كتفيها تعبيرا عن حيرتها هي الأخرى .. وكل ذرة فيها ترتجف من هول التجربة :
- لا اعرف يا خالتي .
تحدثت الجدة بحنان وهي تنظر إلى الشاب وهو يتألم من الدواء الذي تطهر به آية جرحه :
- مؤكد أنك أنقدتها يا بني وأصبت بدلا عنها .
هز الشاب رأسه خجلا مجيبا لها :
- أي شاب في مكاني ما كان ليتأخر عنها .
تدخلت الخالة شاكرة وهي تنظر إلى الشاب بعطف :
- إنه جميل سنحمله لك دوما .
أردفت آية وهي تربط الجرح مرة أخرى بحجابها :
- اعذرني .. فقد نفذ لدينا الرباط الطبي .
رد عليها الشاب بخجل :
- لقد أتعبتكم معي .. فالجرح لم يكن يستحق كل هذا الاهتمام .
ثم وقف مغادرا بعد أن كررت الخالة شكرها الجزيل .. وشيعته الجدة بدعواتها .. وخرجت آية لتوصله إلى باب الحديقة .. فصافحها مودعا .. وهو يحدثها بلطف :
- اعتني بنفسك .
ردت آية وهي تغالب حيائها :
- أشكرك على معروفك هذا .
ابتسم لها .. وظلت هي ترقب جسده المبتعد بشموخ وخطواته القوية التي يدق بها الأرض .. ثم رفعت يدها لتعدل من وضع حجابها .. فتنبهت إلى أنها مازالت ترتدي كوفية ذلك الشاب الشهم ..
وتذكرت أيضا أنها لم تسأله عن اسمه ..
وفي ذلك الوقت تحركت أحاسيس قوية بداخلها لا تعرف منبعها .. ولم تألفها من قبل ..
إن اهتمامه بها .. جعلها تتعجب ..
وما زاد تعجبها وجوده في الوقت الذي احتاجت فيه إلى منقذ ..
حماها على حساب نفسه ..
وكان ظهوره وسط الظلام .. كأنه ملاك ..
ابتسمت آية بسرور عندما وصل تفكيرها به لأن تصوره بالملاك ..
فهو حقا ملاك ..
إنه ملاكها الحارس ..

 
 

 

عرض البوم صور my faith  
قديم 13-09-10, 10:36 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167255
المشاركات: 795
الجنس أنثى
معدل التقييم: my faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 334

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
my faith غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

بتمنى هذا الجزء يعجبكم .. وبتمنى اشوف تفاعل منكم عن جد برغم اني بحس السوسن مش بقوه ملاك الحب .. بس انا بحب هذي الروايه كثيييييييير واصلا فايها احداث كثيره واقعيه ..

وعلى فكره ياريت اعرف ايش اكثر شخصيه حبيتوها للابطال

 
 

 

عرض البوم صور my faith  
قديم 13-09-10, 11:24 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161308
المشاركات: 40
الجنس أنثى
معدل التقييم: كلي حب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 45

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كلي حب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

مشكورة على هالجزء الحلو
الروية روعة وبدري نحكم عليها باقي في البدايةأكثر شخص عجبني يوسف واية بطلة الرواية واعتقد راح يكون في علاقة بين اية والشاب المنقذ مع اني في البداية حسيت العلاقة بتكون بينها وبين رافت مدري ليش المهم ننتظرك بكل شوق مع احداث جديدة

 
 

 

عرض البوم صور كلي حب  
قديم 14-09-10, 01:50 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 189321
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسرتى حياتى عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسرتى حياتى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

امونة حبيبة قلبى انتى موجودة هنا بجد والله واحشانى كتير

كل عام وانتى بخير يا قمر

اخبارك ايه واخبار هند ومحمد وكل حبايبنا اللى عندك يارب الجميع بخير

اكيد روايتك بتجنن مثلك ويكفى ان خطتها اناملك الرقيقة

تقبلى مرورى ولى عودة بعد القرأة

اكيد عرفتى من اكون

دمتى بكل الود والمحبة

 
 

 

عرض البوم صور اسرتى حياتى  
قديم 14-09-10, 03:51 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167255
المشاركات: 795
الجنس أنثى
معدل التقييم: my faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 334

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
my faith غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كلي حب مشاهدة المشاركة
   مشكورة على هالجزء الحلو
الروية روعة وبدري نحكم عليها باقي في البدايةأكثر شخص عجبني يوسف واية بطلة الرواية واعتقد راح يكون في علاقة بين اية والشاب المنقذ مع اني في البداية حسيت العلاقة بتكون بينها وبين رافت مدري ليش المهم ننتظرك بكل شوق مع احداث جديدة

اختي الحبيبه تسلمي يا عمري على متابعتك لروايه السوسن بتمنى تنال اعجابك .. وانا سالتكم عن اي شخصيه لان الكثيرين كان جوابهم انه يوسف افضل شخصيه هههههههههه

قراءه ممتعه يا عيوني

------------

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسرتى حياتى مشاهدة المشاركة
   امونة حبيبة قلبى انتى موجودة هنا بجد والله واحشانى كتير

كل عام وانتى بخير يا قمر

اخبارك ايه واخبار هند ومحمد وكل حبايبنا اللى عندك يارب الجميع بخير

اكيد روايتك بتجنن مثلك ويكفى ان خطتها اناملك الرقيقة

تقبلى مرورى ولى عودة بعد القرأة

اكيد عرفتى من اكون

دمتى بكل الود والمحبة

جيجي والله ما صدقت عيوني .. حياتي انت اكيد عرفتك والله لك وحشه كبييييييييييييييييييره محمد بخير الحمد لله .. وهنود عادها اليوم الصباح سافرت من جديد بالله ادعيلها ترجع لنا بالسلامه .. وان شاء لله الروايه تعجبك يا عمري بعد ما تقريها .. واني في انتظار رايك عليها

 
 

 

عرض البوم صور my faith  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:54 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية