كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
فقال بصوت منذر بالسوء :
- ماذا قلت ؟
رفعت ماغي عينيها الى عينيه وعلى وجهها قناع مجرد :
-لقد قلت " حاضر سيد كروس "
www.liilas.com/vb3
رجع على عقبية إلى مكتبة ، فأغلق الباب وراءه . سرعان مابدا مكتبها فارغاً ، هادئاً ، مسالماً ، وكأنما حيوان مفترس قد قرر أن لايلتهم ضحيته المسكينة هذه المرة .
تنهدت ، ثم شرعت في طباعة ماتبقى من المذكرة وهي تفكر هنيهة بسؤال مات .. هل يعجبها أندرو كروس حقاً؟ لم تفكر في هذا الامر قبل الآن . إنه كمن يسأل ما إذا كانت " تحب " فهذا طليقاً في الغابة أو قرصاناً يجوب البحار للسلب والنهب .لقد كان بكل بساطة قوة بدائية قد يعجب به المرء لقواه ، لكنه ليس بالرجل الذي يتطلب المشاعر الخاصة . لكنه رغم تصرفاته المهيبة ، رجل ، وله متطلبات الرجل .
ابتسمت وهي تعمل ، فهي تعلن ان هناك الكثير من النساء على استعداد لتوفير متطلباته مهما كانت ، وكان عليها التعامل مع بعضهن ، لكنها لم تكن تجربة ممتعة . هزت كتفيها وهي تتذكر ما كان يتناهى إليها من المكتب من الاحاديث الهاتفية ، فالصد الوحشي إلى الدموع !
www.liilas.com/vb3
لا.. إنه لايعجبني .. هذا الاعتراف أدهشها قليلاً ، فهو بكل تأكيد رجل جذاب .
عندما لاحظت فجأة أنها طبعت الجملة نفسها ثلاث مرات ، نحته بعيداً عن أفكارها ، ثم انتزعت الورقة ، ومزقتها ورمتها في سلة المهملات لتضع بعد ذلك ورقة جديدة في الآلة ، وهي تعد النفس بعدم التفكير فيه كرجل ثانية لان ذلك قد يشتت ذهنها وهذا مالن يتساهل معه رئيسها ابداً . وقد يطردها فوراً اذا تكرر الامر .
منتديات ليلاس
استدعاها كما توقعت ، إلى مكتبه بعد الظهر ليملي عليها مذكراته عن لقائه بالدكتور هايكنز ، الزبون الجديد . راحت تراقبه وهو يتفحص أوراق ملاحظاته التي سجلها أثناء لقائه مع زبونه ، إنها تعرف جيداً هذه الخطوط السوداء التي تغطي عدة صفحات تنهدت وقد أدركت أن أمامها عملاً طويلاً وشاقاً بعد الظهر . فنصف صفحة من هذه تعني صفحة كاملة من الطباعة .. رفع نظره عن أوراقه قائلاً :
- هل أضجرتك سيدة با لارد ؟
نظرت إليه ببرود وردت :
- لا أبداً ، سيد كروس .
قطب جبينه ثم عاد إلى القراءة ، فراقبته ، مسحورة كالعادة لتركيزه الكامل على عمله . مرت الدقائق . كانت عيناها تنظران خارجاً بينما أذناها وتفكيرها على أهبة الاستعداد لأول بادرة منه .
www.liilas.com/vb3
إنه يوم غائم ممطر من أيام كانون الأول وقريباً سيحل الميلاد .. شقيقتها وعائلتها سيأتون لقضاء الميلاد معها وكم ستسر برؤية ابن شقيقتها الصغير ثانية .
سمعت صوت حفيف الورق ، وصرير الكرسي أثناء جلوسه عليه وهو يغير مركزه وذاك يدل على أنه قد نظم أفكاره وتأهب للاملاء، فاستدارت اليه لكنها وجدته مازل غارقاً في أفكاره فراحت تتامله ،تتأمل منكبيه العريضين ووجهه الوسيم المتعب .
|