لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-09-10, 12:24 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وتذكرت الليلة السابقة , وفي غرفتها التي يغمرها نور القمر كيف أنها عرضت على أحد الغزاة مستحقاته فرفضها , هل يحقق يوما الوعد الذي يحمله شعار العائلة ؟ وهي , هل يبزغ عليها القمر ثانية؟
أرتعشت عندما هبت الريح حول كاحليها , ومدّت يدها أليه وفيها دثار , آملة في أن تتكىء يداه وهما تلفان كتفيها بالدثار وأن يحرك عطرها مشاعره فيدرك أهتمامها به وتجد لديه أستجابة , ولكن لمسته كانت عابرة وهو يلف كتفها بالدثار وقال بصوت يغلفه البرود:
" فلننطلق أذا كنت جاهزة".
لا شك أن بام أمضت ساعات طويلة على الهاتف , هذا ما دل عليه عدد الأشخاص المنتظرين لأستقبالهما عندما دخلا القاعة الرئيسية في بيت أصغر من فوكس هول ,ولكنه يضاهيه فخامة وقد أزدانت الجدران بصور لآل هاردن تكرّرت ملامحهم في وجوه الذين تجمعوا لتقديم فروض الأحترام لآدم ولألقاء التحية على عروسه.
أول صدمة لتامي كانت عندما أخذت بام بيدها وسارت بها نحو أقرب مجموعة من المدعوين وراحت تجري التعارف بطريقة رسمية , ليدي فوكس , أسمحي لي أن أقدم لك عمتي آن هاردن ,وزوجها عمي طوبي".
منتديات ليلاس
ردت تامي كالحالمة على الأبتسامات والتمنيات الطيبة والمجاملات , محاولة طوال الوقت جمع شتات أفكارها لأستيعاب اللقلب الذي أضفى عليها بهذه الطريقة الشائبة ( الليدي فوكس) .
لماذا لم يخبرها آدم بذلك قبلا؟
كان آدم قد توارى بين الجموع تاركا لبام أمر أجراء التعارف الذي قامت به بكل أجلال , مما جعل تامي عاجزة عن كتمان أعجابها , وأخيرا وبعد أن أنجزت بام مهمتها , حملت صحنين من الطعام ألى ركن هادىء حيث أسقطت القناع عن وجهها.
وبطريقة هجومية سألتها:
" كم طالت فترة معرفتك بآدم قبل زواجكما؟".
فردت تامي بحدة متخذة وضعا دفاعيا :
" فترة كافية".
" لم تكن فترة كافية لتكتشفي أنك ستقترنين بلورد , أجل يا عزيزتي , لاحظت دهشتك عندما عرفت عنك بأسم الليدي فوكس , أعترفي أنك كنت حتى تلك اللحظة تجهلين أن آدم يحمل لقبا كهذا".
تململت تامي , ليس من السهل خداع بام.
" لا شك أن آدم نسي أن يخبرني , وربما كان مثلي يعتبر هذه الأمور غير ذات أهمية في المجتمع المعاصر".
أطلقت بام ضحكة لطيفة:
" ولكن عالمنا لم يتبدل نتذ عصور , صحيح أننا عصريون ظاهريا ولكننا بالأاس مجتمع أقطاعي يولي آدم ذات الأجلال والأحترام اللذين لقيهما أول لورد من فوكس وهو حاكم من القطاع الغربي الأنكليزي , قدمت له كل عائلة في هذه المنطقة الولاء , وقد ورث آدم عنه المقدرة القيادية والنزعة ألى أصدار الأوامر والقسوة عندما تدعو الحاجة , ولكن ليس ما يدعوني ألى قول ذلك".
كانت ضحكتها تفوق الثلج برودة , تابعت:
" ألا أذا كان أقترانك باللورد فوكس ليس أكثر من كرة رينارد البلورية".
رفعت عينيها متظاهرة لما يبدو على تامي من حيرة وأضافت:
" لا شك أنك قرأت قصة أيسوب المفروض أن يكون رناارد الثعلب قد أرسل كنزا ثمينا ألى مليكته ولكنه لم يصلها أبدا لأنه لم يكن له وجود ألا في مخيلة الثعلب المحتال , المفروض أن الكرة البلورية تكتشف ما يجري مهما كان بعيدا وتعطي المعلومات عن أي موضوع يطلبه السائل , يمكن تشبيه زواجك بكرة المعلم رينارد البلورية , وعود كثيرة لا تنفذ".
تحية ساخرة وأبتعدت بام تاركة تامي تعمل طعنا بشوكتها في صحن الطعام , كانت دموع المهانة ملحة.
هبت كرامة آل ماكسويل لنجدتها فراحت تجفف دموعها المحتبسة قبل أن تتدحرج على وجنتيها , لو أن ميغ ماكسويل رضخت للهزيمة لما أنجبت لزوجها المتعجرف ثلاث بنات وسبعة أبناء.
ألتفتت تبحث عن آدم فرأت رأسع يشع على جميع الرؤوس , فمشت بأعتزاز والبريق يشع في عينيها بين جموع آل هاردن ألى أن أصبحت بجانبه , نظر أليها وعقد حاجبيه , أدركت أمارات الخطر المنبعث من وجنتيها المتوهجتين فغمرت الهجة قلبها , ليس الزواج قرانا جسديا فحسب , بل هو قران بين عقليتين أيضا وقد أصبح آدم متفهما لمزاجها.
وبسرعة مدّ يده وأمسك بيدها , يجب ألا يدرك الحضور الذين يرمقونهما أنها خطوة دفاعية لأنه تذكر تهديدها بأظهار عواطفها علنا كلما شعرت بأهماله لها.
" هل تستمتعين يا حبيبتي؟".
كادت العبارة العاطفية أن تخنقها وهمست برقة وحنان :
" أنني أستمتع الآن".
وبكل مكر شعرت بأنها كوفئت لدى رؤية وجهه يتجهم.
بينما كان رفاقه يتململون ويتبادلون النظرات المتسائلة المحرجة صدحت الموسيقى فتوجهوا أزواجا نحو القاعة حيث خلت الأرض من السجاد لتصبح حلبة فسيحة للرقص , وبنظرة تفيض حقدا وتخفي رغبته في هزها بكتفيها ألى أن تسترحمه , أمسك آدم بذراع تامي وأتجه بها ألى خارج الغرفة:
" هلمي بنا نرقص".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-09-10, 12:43 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أنتابها شعور مبهم هو مزيج من الحلاوة والمرارة : ما أجمل التمايل بين ذراعيه في رقصة ( الفالس) الشاعرية , وأغمضت عينيها محاولة أن تتخيّل متعة كونها بين ذراعي من تحب , ولكن العبارات التي كانت تنصب في أذنيها لم تكن شاعرية .
قال لها بصوت ينم عن اليأس :
"يجب أن تتعلمي التصرف بتهذيب أكثر وأخاصة أمام الناس , أعلم أنك معتادة على مجتمع يجوز فيه كل شيء , وأظنك تستمتعين بنكتة كبيرة على حسابي ويجب وضع حد لذلك, الأظهار الصاخب للعواطف يحرج أهالي الشمال , ولن أقبل بعد الآن بأن تجعليني هدفا لنكاتك الغريبة , فأرجوك أن تكفي عن ذلك وتصرفي بصفتك...".
قاطعته بلطف:
" بصفتي ليدي ؟ ولكنني حتى هذا المساء كنت أجهل أنني ليدي , لماذا لم تخبرني ؟".
بدا عليه بأنه مأخوذ , لا مذنب , رقّ قلبها له , من الواضح أنه لم يتعمد عدم أخبارها.
وقال معتذرا:
" أنا آسف , كان يجدر بي أن أخبرك , ولكنني بالواقع لا أعتبر هذا الأمر هاما , لا نفع للألقاب بالنسبة للمزارع".
منتديات ليلاس
ضحكته الساخرة المفاجئة جعلت قلبها يخفق , تابع قائلا:
" خرافي لا تفهم بالألقاب وسيّان لديها أن كنت أضع على رأسي تاجا أو قبعة من القماش!".
وراحت تقهقه وتراخت القبضة الفولاذية التي كانت تطوق خصرها , وأزدادت رقة وهما يرقصان ويضحكان معا ويستمتعان بالفكاهة المشتركة ,وبدا أن الخيط السحري الدقيق الذي يربط بينهما يزداد متانة وهما يقومان بالرقصة تلو الأخرى بدون أن يحاول التخلّي عنها , ربما كان يتظاهر أمام الناظرين عندما أدناها منه أكثر ووضع خده برقة على شعرها وأمطرها بالأبتسامات العذبة مما جعل ركبتيها تعجزان عن حملها , ربما كان ينطبق عليها أسلوب الغزاة وهي لعبة ذكية للبقاء مسيطرا عليها وعلى عواطفها , ولكنها لم تبال حتى ولو كان الأمر كذلك , أولاها كل أهتمامه وهذا جلّ ما تريد , كانا يدوران حول حلبة الرقص عندما أعترضت بام سبيلها ,وقالت:
" آدم , أنك تحتكر زوجتك بطريقة معيبة ! ديريك بيتي وصل متأخرا ويتحرق شوقا للتعرف على زوجتك".
أستدار آدم برشاقة ليحيي الشاب الواقف ألى جانب بام:
" أنا آسف".
ومدّ يده:
"مرحبا , ديريك , كيف حالك؟ تامي , أقدم أليك ديريك بيتي , أنه من أقرباء بام , ثمة قواسم مشتركة عديدة تجمع بينكما".
قال ذلك بنبرة جافة وأضاف:
" بالأضافة ألى كونه مثلك ينحدر من أصل سكوتلاندي فان ديرك يمضي معظم أوقات فراغه مستمتعا بالحياة في المجتمع اللندني ".
نظرة تامي الحانقة ألى ديرك , أربكته ولكنه تمالك نفسه بسرعة دلت على سعة دهائه , فأنحنى بشهامة على يدها الممتدة وتركزت عيناه المعجبتان على محياها .
لمست بام كم سترة آدم وقالت:
" الكولونيل جفرسون يبحث عنك ويود محادثتك في أمر هام".
وبينما تركزت نظرة تامي الحزينة على ظهريهما المبتعدين قال ديرك مستفزا :
" كأنك تودين أحياء قبيلة سوارا في بوشي التي تقضي بأن يلتهم زعيم القبيلة الأمرأة التي تدان بتهمة شائنة".
أستدارت أليه وفي نيتها تحطيم عنفوانه بالأحتقار , ولكن وميض عينيه كان سريع الأنتشار مما أرغمها على الضحك .
وقالت مراوغة:
" هل مشاعري نحو الرجل ظاهرة بهذا القدر؟".
فرد بصفاقة:
" فقط لمن هو شديد الملاحظة مثلي , ولكن يدهشني أفتقارك ألى الحيلة , ظننتك تعلمين أن هؤلاء الشماليين المتخلفين يلزمهم حافز للمطاردة قبل تقديرهم لفريستهم".
رمقت هذا الشاب العابث , الضاحك العينين , المرح الحديث فوجدت أنها معجبة به وأعترفت قائلة :
" أعلم ذلك , ولكنني لا أجرؤ على الجري خوفا من عدم لحاقه بي ".
قابل صراحتها بأبتسامة:
" أسمحي لي أذن أن أقدم نفسي طعما لأصطياد الثعلب الماكر , وأؤكد أنه سيلتقط رائحة المنافسة بسرعة".
منتديات ليلاس
عرض الفكرة بطريقة عابرة وحارت في كونه جادا أم هي مجرد بادرة , أدراك تامي لعنفوان آدم جعلها تتردد قليلا , ولكنها شعرت بأنها في مأمن لعلمها أن ديرك سوف يمارس اللعبة بحسب القاعدة التي تريدها هي , وكان بارعا في فن الغزل الخفيف ولا يميل ألى التورط وأبدت موافقتها بطريقة عابثة .
" أتفقنا , ولنر أذا كان فتيل الدعابة سيفجر نار غيرته".
لم يكونا بحاجة ألى وضع خطة , فهما خبيران في هذا المجال , وسريعا ما تسلطت عليهما النظرات الخفية وهما يتنقلان واليد باليد والعين في العين , متقاربين عندما يرقصان , متلاصقين عندما يجلسان , منهمكين في حديث أعتبره ديرك مسليا , بينما صبغت وجنتا تامي بحمرة الخجل.
" أستمري هكذا , أننا نحرز تقدما".
قال ساخرا ولم ينس أن يطلق أبتسامة رقيقة وهو يمرر أصبعه على حاجبها " الرقصة الأخيرة هي التي حركت كل شيء".
وأرتسمت على شفتيها أبتسامة تفيض حياء.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-09-10, 02:50 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" بالغت في ضمي أليك وأؤكد أن لهاثنا سمعه من في الغرفة المجاورة ".
فأبتسم وقال:
" قليلا أذن ويظهر آدم ".
ورفع رأسه وهتف:
"صدق حدسي , ها هو قادم ".
تشنجت تامي , لن يكون اللورد فوكس مسرورا بسماع أسم زوجته يتردد على كل شفة ولسان , ولكن لا بأس ما دامت النتيجة ستضع حدا لأهماله المخيف , قالت ذلك في نفسها ورعشة داخلية تخالجها.
بالرغم من جلوسها بمواجهة الجدار فقد أحست بآدم يتقدم نحوها وسرت فيها رعدة من الخوف وركزت عينيها على محيا ديرك وقالت:
" هلم با نتنزه في الحديقة".
كان أحد الأبواب مفتوحا قليلا لأدخال الهواء البارد للراقصين , وبكل ثقة بنفسه تظاهر ديريك بعدم رؤية آدم وهب على قدميه ليرافقها ألى الخارج , تأبطت ذراعه وهي نهبة للأضطراب وسمحت له بأن يسير بها نحو شرفة لها أدراج تؤدي ألى حديقة يغلفها الليل .
أدركت أنها أخطأت عندما لفح الهواء المثلج كتفيها العاريتين وأرتعد بيتي هلعا أكثر منها من شدة البرد .
" هلا أحضرت دثارا لزوجتي يا بيتي؟".
قالها بلهجة آمرة أنصاع لها بيتي بسرعة.
أستدارت تامي وهي تنوي القول أنها مستعدة للعودة ألى الداخل , ولكن الكلمات جمدت على شفتيها عندما أستقرت سترة على كتفيها البطانة الحريرية الدافئة لامست بشرتها الناعمة وما زالت رائحة السيجار تفوح منها , لفت جسدها بالسترة وشعرت بالدفء والحماية , ولكن أبدت أعتراضا لآدم الشامخ فوقها بقميصه الأبيض.
" ستصاب بالبرد يا آدم , فلنرجع ألى الداخل! كان خروجي ألى هنا حماقة , لم يخطر لي أن الهواء بارد بهذا القدر".
منتديات ليلاس
برود نبرة صوته دل على مدى أستيائه .
" أنا كنت على حق أذن , تبين لك فعلا أن قواسم مشتركة عديدة تجمع بينك وبين ذاك الماجن".
لاحظت أستياءه وأستعداده للمشاجرة , فأنكمشت على نفسها من الرجل الطويل المتحفز للأنقضاض عليها لدى أي بادرة تبدو على محياها فتكشف حقيقة أمرها , لا شك أن البارون فوكس الأول كان يستجوب أسراه بهذه الطريقة.
أطلقت ضحكة عصبية وقالت:
" كنت أجهل أن ديرك ماجن".
وأستفسر بفضول :
" لا شك أنكما تطرقتما ألى مواضيع عديدة!".
تشبثت بسترته كدرع تحميها من الشيطان المنفعل , وقالت:
" تحدث عن تقاليد القبائل الأفريقية , أتظنه جاء ألى هنا لهذه الغاية؟".
قالتها وهي تفيض عذوبة ثم أضافت قائلة:
" أعني , ليدرس تفاعلات الأنسان البدائي؟".
أطلق عبارة قاسية قائلا:
" لا تبالغي بأستفزازي يا تامي , ألا أذا شئت التعرض مرة ثانية للعقاب الهمجي الذي تنزله , نحن معشر المتوحشين , بزوجاتنا المنحرفات ".
أرتدّت ألى الوراء وقالت:
"أياك أن تلمسني!".
بخطوة واحدة قطع المسافة التي تفصل بينهما :
" أياك أن تثيري غضبي , ربما وجدت لذة في ضربي لك بحيث تطلبين المزيد الآن ".
وفي هذه اللحظة ظهر ديرك معه الدثار , غير مكترث ظاهريا ولكنه يراقب حركات آدم بحذر, وقدم أليها الدثار قائلا:
" تفضلي يا حلوتي! من المؤسف أن تخلعي السترة عنك , أنوثة المرأة تبرز بوضوح عندما ترتدي ثياب رجل عليها , ما قولك يا آدم؟".
" أقول أنه حان لنا أن ننصرف".
وأرتدى السترة التي أعادتها له تامي , ثم تأبط ذراعها مبديا أمتلاكه لها وهو يسير بها ألى الداخل , لم تتمكن من شكر ديرك ولا التلويح له بيدها مودعة , ولكنها أثناء مرورها به لمحت منه طرفة عين وأبتسامة كأنه يقول لها :
" نجحنا يا شريكتي ! ألتقط الثعلب الرائحة وأبتدأت المطاردة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-09-10, 06:29 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- ليل العذاب الطويل

رفعت تامي رأسها وأسترعى أنتباهها أرتطام حبات المطر بزجاج النوافذ , وفي الخارج كان يخيم الظلام والرطوبة والجو المكفهر , ولم تكن الجبال سوى أشكال مطموسة المعالم تتعذّر لرؤيتها من خلال المطر , ركزت أهتمامها على عملها يغمرها شعور بالرضى والأطمئنان في غرفتها , ملازمة البيت كانت متعة جديدة عليها , ومع أن همّها الوحيد هو أرضاء آدم فأنه لم يخطر لها أن تنهمك بهذه الأعمال البسيطة بهذا القدر.
على الطاولة بجانبها كومة من الحرير المطرز , وعلى ركبتيها قطعة قماش رسمت عليها تامي زهورا وأوراقا وطيورا غريبة الأشكال , العمة هونور أوحت أليها بهذه الفكرة , في الصباح التالي لحفلة العشاء في منزل بام ,سألت العمة هونور ما أذا كانت الحفلة ناجحة أم لا.
منتديات ليلاس
قالت تامي بلا مبالاة:
" أعتقد ذلك , ألتقيت رجلا جذابا ولم أنسجم مع السيدات الحاضرات , كان حديثهن يدور حول معارض يرغبن في الأشتراك بها , وسألنني أن كنت أنوي الأشتراك في أية مباراة فأخبرتهن أنني لا أجيد صنع المخبوزات ولا أعرف شيئا عن صنع المربيات , وحفظ الفاكهة هو لغز بالنسبة ألي , ففاخرن بالتفوق علي مما أفقدني صوابي".
فقالت العمة هونور بشراسة :
" أنني أدرك مشاعرك , أنهن قاسيات وأؤكد أنهن شعرن بالأرتياح لأنك لا تشكلين أي منافسة لهن , أنا وفيني نفوز بمعظم الجوائز الأولى في المعرض الأقليمي منذ سنوات عديدة , فيني ماهرة في صنع المربيات والفاكهة المحفوظة , وأنا حالفني حظ نادر في صنع المخبوزات , ولكن وقتنا هذا العام لا يتسع للجهود المضنية التي يتطلبها تقديم عمل ناجح".
أطلقت زفرة حارة وقالت:
" خسارة , منذ خمسين عاما وكل ما يتقدم به فوكس هول يكون في الطليعة".
شعرت تامي بالحياء فقالت:
" ليتني أستطيع المساعدة يا عمتي هونور , ولكن أيا كانت الجهود التي سأبذلها فأنها لن تفوز بأكثر من ملعقة خشبية".
" لا بأس يا عزيزتي , بالرغم من كل النجاح الذي أحرزته وفيني في ما تقدمنا به لم نحرز حتى الثناء في الرسم وأشغال الأبرة , مهما بذلنا من جهد ".
فاجأتها تامي بالقول :
" أنا ماهرة جدا في هذين الحقلين".
رمتها العمة هونور بنظرة شك :
" أنا واثقة من ذلك ولكن.....".
فقالت تامي يحدوها الأمل :
" ولكن ماذا؟".
" لا أريد أثباط عزيمتك , ولا أشك بمقدرتك , ولكن لدينا نساء موهوبات جدا ونوعية أشغالهن رائعة , عمة بام , مثلا , تفوز بالجائزة الأولى في قسم التطريز منذ أعوام , بينما بام ذاتها رسامة موهوبة جدا وبأمكانها كسب عيشها من الرسم بسهولة أن شاءت".
وهزت العمة هونور برأسها وقالت:
" لا يا تامي , صونا لكرامتك لا أنصحك بالدخول في مباراة ضد أي منهما".
أثارت أقوالها غريزة التحدي لدى تامي , كان ذلك أشبه بمن يحذر سكوتلانديا من دخول حلبة يسيطر عليها أنكليزي .
قالت تامي بحماس :
" أخبريني أين أجد المواد ودعي الباقي لي".
أطلقت العمة هونور زفرة وقالت على سبيل المسايرة:
" ستجدين كل ما يلزمك في الغرفة الخشبية العلوية من منصة للرسم وزيوت وقماش وكل شيء , وسلة أشغالي تغص بالحرائر للتطريز ".
بذوق رفيع وفّقت تامي بين اللونين الأزرق والأخضر , وهما المفضلان لديها , لتلوين ريش عصفور رسمته على قماش أبيض داكن , قالت تحدث نفسها:
" سوف أريهن , سأعوض والدي ولو لمرة واحدة , النفقات الباهظة التي دفعها لتثقيفي".
وأبتسمت أذ تذكرت كيف كانت تستاء من السيدة بيكور معلمتها الفرنسية في أشغال الأبرة التي خصصت ساعات طويلة من وقتها لفتاة أعتبرتها موهوبة جدا.
منتديات ليلاس
" تجيدين أختيار الألوان يا عزيزتي , وتملكين مهارة الأحتراف في التصميم , داومي على ذلك وستكونين ممتنة لهذه المواهب ذات يوم ".
وداومت تامي على ذلك فقط لأرضاء ميولها المبدعة , لأخذ قطعة قماش وتحويلها ألى شيء جميل , والرسم أيضا حقق الغاية ذاتها , قطعة القماش الخالية كانت تشكل تحديا لها , وكانت تعتبر كل صورة تنجزها بمثابة قطعة منها أو بمثابة وليد جديد.
مالت برأسها تتفحص عملها وأبتسمت راضية عن التصميم الذي يتطور ببطء وأتقان , كان ميلها كبيرا ألى الأنتاج بحيث تساءلت كيف تركت وقت فراغها يذهب هدرا , ولكنها منذ مغادرتها المدرسة لم تجد فترة صمت أو وحدة أشعرتها بضرورة قيامها بهذا النوع من العمل , كانت حياتها حافلة بالتفاهات وبجهود بذلتها على أمور لم تأت بنتيجة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-09-10, 06:38 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


طوت شغلها وأعتبرت أن ما فعلته اليوم يكفي , لا تزال هنالك ثلاثة شهور لموعد المعرض , ألا أنها كانت تمضي كل لحظة فراغ أما في غرفتها أو تجوب الجبال بحثا عن بقعة تخلدها على القماش , ولكنها لم تجدها بعد وقد يحالفها التوفيق اليوم , أطلت برأسها من النافذة ألى أشعة الشمس الضئيلة وقررت الخروج للبحث , فأرتدت واقيا للمطر ووضعت منديلا على رأسها عقدت طرفيه تحت ذقنها وبخطى مرحة هبطت الدرج وأجتازت القاعة.
مرّ بها آدم في سيارته وهي في منتصف الطريق ألى البوابة الخارجية , لوّحت له بيدها بطريقة عفوية وأستأنفت السير غير متوقعة سماع صوت الفرامل ولا وقع الخطى التي أدركتها قبل بلوغها البوابة الرئيسية المزدانة بتيجان من الحديد المجدول وثعالب ذات أذناب طويلة ترتفع حتى صف من الحراب الحادة , كانت هذه الحراب قديما تردع أي أسكوتلاندي ينتهك حرمة أراضي آل فوكس ولكنها اليوم مشرعة وأصبحت شبكة يتسلق عليها العوسج.
كان كل تفكيرها منصبا على تحقيق غايتها , ولم تشعر بأن هناك من يتبعها , وعندما أستقرت يد ثقيلة على كتفها وأدارتها بسرعة شهقت مندهشة :
" أين تذهبين مسرعة؟ هل ألى حيث أعتدت الأختفاء في الأيام القليلة المنصرمة؟".
عقدت ما بين حاجبيها , تكلم آدم بغضب شديد على غير عادته .
أجابت وهي لهجتها مزيج من الدهشة والتهكم:
" أنا ذاهبة في نزهة أذا كان ذلك لا يضيرك".
" قد يضيرني , وذلك يتوقف على الرفيق الذي تختارين !".
فردت وهي مقطبة الجبين :
" أي رفيق؟".
وقال بصوت أجش :
" غيابك في الأونة الأخيرة كشف أمرك , لا تنكري كثرة لقائك بيتي ".
منتديات ليلاس
" كنت مشغولة في الأيام القليلة المنصرمة , أما اليوم فأنوي التنزه بمفردي , أنني أفكر برسم لوحة , جميع المعدات اللازمة متوفرة في البيت , ولكنني أبحث عن منظر جميل معين , منظر يجتذب البصر ,والخيال".
تفرس فيها طويلا وقال :
" أعرف مكانا كهذا , وبما أنه يبعد كثيرا عن الطريق العام علي أن آخذك أليه بنفسي ".
كان المطر قد ألصق بضع خصلات من شعره على جبهته وعلقت قطرات منه في شعره الأسود ,وبينما كانت تامي ترمقه تدحرجت قطرتان على أنفه فنفضهما عنه وبدا نافد الصبر وهو ينتظر أجابتها .
" أحقا تأخذني يا آدم؟".
لم يفه بكلمة بل عاد ألى السيارة وأدار محركها وأستدار بها ثم توقف ألى جانبها وقال بأقتضاب شديد :
"أصعدي!".
ما كان يجدر بها أن ترتاب بحسن حظها , فهدأت من روعها وصعدت ألى جانبه .
حوّل مقدمة السيارة نحو الشمال وأنطلق بها مجتازا سلسلة من القرى الصغيرة في طرقات ضيقة متعرجة غسلها المطر الذي أبتدأ بالهطول صباحا وأستمر ألى ما بعد الظهر , أخذت الطريق تتجه صعودا , ثم أستدار عند منعطف حاد حيث أجتاز سياج عوسج متفرق الأوراق فشاهدت تامي في الأسفل البعيد بحيرة تحيط بها جبال ضخمة منحدراتها الحرجية أجمل شكلا من الصخور الداكنة المحيطة بفوكس هول , توقعت أن يتجه آدم نحو البحيرة ولكنه أنعطف يسارا ألى موقف للسيارات خال ألا منهما .
" في الصيف هذا المكان يكون أشبه بخلية نحل , مزدحما بالناس ولكن الطقس المتقلب في هذا الوقت من السنة يبقيهم بعيدين".
ألتفتت حولها بحثا عن المنظر الخلاب الذي وعدها به , وأصيبت بخيبة أمل , البحيرة ذاتها , بالرغم من جمالها لم تكن خلابة وهي ترتدي حلة رمادية توحي بالكآبة.
قرأ أفكارها وقال وهو يترجل من السيارة:
" رويدك , أستعدي للمشي!".
أجتازا بوابة صغيرة وسلكل دربا تؤدي ألى غابة حيث كانت أكواز الشريين تتحطم تحت أقدامهما , ثم سلكا طريقا مظلمة تحف بها أشجار الشريين المتشابكة تتخلّلها فجوات من الأغصان الخضراء المتباعدة , تلك الأشجار الباسقة الشامخة نحو السماء ذكّرت تامي بثلة من الحرس يصطفون بدقة تكاد تكون هندسية , سنجاب أحمر رابض على غصن وبين براثنه كوز من الصنوبر , أنتفض متنبها وتسلق بسرعة جنونية ألى الأغصان العليا لدى مرورهما.
وبعد قليل سمعت تامي زمجرة مكتومة فأزدادت أقترابا من آدم , وكانت الزمجرة المشؤومة تزداد وضوحا لدى كل خطوة يقومان بها , اوقفها قليلا وأشار ألى حافة الممر الذي ينحدر درجات منحوتة في الصخور , تبعته وهي شديدة الحذر لموطىء قدميها , ثم نظرت بسرعة ألى الأعلى حيث أنفرجت غمامة رمادية وكأنها ستارة أنشقت لتكشف عن شلال من المياه البراقة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, adam's rib, اللمسات الحالمة, margaret rome, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روايات.روايات رومانسية, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:26 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية