كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
عبوس آدم تحول ألى أبتسامة :
" مرحبا يا بام , لم يسمح لي الوقت للأتصال بك , عدت بالأمس فقط ووجدت أمورا كثيرة مهملة أثناء غيابي".
" أنني أدرك وضعك".
أبتسامة الفتاة المتسامحة جعلت الدم يغلي في عروق تامي.
" أتعدني بالمجيء للعشاء الليلة؟".
وفيما هو متردد ترجلت الفتاة من السيارة , أنها تضاهي آدم طولا , متناسقة القوام مياسة القد , نحيلة الخصر , وبينما كانت تامي تعرج ألى الأمام ترددت كلمات العمة فيني في أذنيها:
" عشرات الحسناوات المحليات يتمنين الأقتران بآدم".
وهذه الفتاة أحداهن ولا شك , كانت ترمق آدم بنظرات نهمة وأصابعها تداعب كم سترته برقة وأهتمام ,وصلت تامي أليهما وسمعت رفض آدم :
" أنا آسف يا بام , هذا غير ممكن الآن , ربما في وقت آخر".
قفزت تامي بقدميها :
" بلى , هذا ممكن يا حبيبي , أتوق للتعرف بأصدقائك وهم حتما يتوقون للتعرف بزوجتك".
منتديات ليلاس
خيّم عليهم صمت مشحون , وكأن الشقراء الفاتنة تحولت ألى صنم , وبانت الصدمة في عينيها الخضراوين وهما تجتاحان وجه تامي متسائلتين عن حقها في أقتحام عالم لم يكن فيه حتى تلك اللحظة سواها , وشعرت تامي بموجات الحقد الموجهة أليها فأرتعدت وأزدادت أقترابا من آدم فصدتها منه نظرة باردة تحمل الكثير من الكراهية.
شعرت وكأنها قزم بين ماردين , وأنتظرت , عاجزة , منبوذة ومع ذلك مصممة على التشبث بحقوقها.
تمالكت الفتاة نفسها وكانت الصدمة لا تزال مسيطرة على صوتها عندما ضحكت وقالت :
" زوجتك يا آدم؟".
تصافحتا وكأنهما توقعان على معاهدة ملامسة بأطراف الأصابع , كمصافحة يتبادلها ملاكمان قبل المباراة .
ترقرق الدمع في العينين الخضراوين ولكن صوت بام كان مرحا عندما قالت:
" يجب أن نجمع كل أصدقائك , وكما قالت زوجتك يا آدم , أنهم يتوقون للتعرف بالعروس سأتصل بأكبر عدد منهم وأدعوهم ألى منزلي هذا المساء , هل الساعة الثامنة موعد مناسب".
أجابت تامي عن نفسها وعن آدم :
" عظيم , وبما أن الجو ينذر بهبوب العاصفة , هل أستطيع أن أوصل أيا منكما؟".
كان الجو فعلا ينذر بعاصفة تهب من عيني آدم وهما تستقران على تامي , وبشجاعة فائقة تجاهلت أستياءه وقبلت الدعوة:
" هذا لطف كبير منك , لا يزال آدم مشغولا هنا وأنا أتمنى العودة ألى فوكس هول ".
بدا حائرا بين واجبه وبين تردده في ترك تامي لوحدها مع بام ولو للمسافة القصيرة التي تفصلهم عن فوكس هول , نظر ألى ساعته وقال:
" بما أننا سنتناول العشاء معك هذا المساء خير لي أن أنصرف الآن , يمكن تأجيل العمل ".
بعد ربع ساعة أنزلتهما بام عند عتبة فوكس هول رافضة تلبية دعوتهما للدخول متذرعة بالترتيبات التي عليها القيام بها لأجل حفلة العشاء , وبوجه مكفهر وأبتسامة جامدة على شفتيها أنطلقت بسيارتها عائدة أدراجها.
أخذت تامي نفسا عميقا قبل أن تنقل المعركة ألى معسكر العدو :
" بام رائعة الجمال , يبدو أن علاقتكما حميمة".
لم يتجاهل آدم علامة الأستفهام التي خلفتها عبارتها :
" علاقتنا حميمة فعلا".
قالها بنبرة وحشية , ثم تابع أصرار:
" ولأوفر عليك مشقة السؤال سأرضي فضولك فأقول لك أن بام هي الفتاة التي كنت أفكر جادا بأتخاذها زوجة لي".
|