لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-09-10, 03:42 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نظرت تامي ألى آدم وهي تكاد لا تشعر بمغادرة والدها للغرفة , كان آدم يسير في الغرفة بخطوات رجل أعتاد السير مسافات طويلة على الأعشاب الخضراء والأريج يفوح من أزهار المروج الشاسعة المحيطة به , بدا في هذه الغرفة وكأنه في قفص أو كثعلب تحاصره كلاب الصيد.
عندما توقف أمامها فجأة أنكمشت على نفسها تحت نظرة الكراهية التي صوبها كسهم أستقر في قلبها خيطا دقيقا من الأمل في أستمالته أليها مع مرور الزمن.
" لا بدّ من الزواج".
أنطلقت هذه العبارة وكأنها تنسلخ عن حنجرته قسرا.
هزتها الصدمة:
" أحقا؟".
همست محاولة كسب الوقت لأمعان النظر في أحاسيسها المتضاربة بين الفرحة الكبرى التي طارت من بين يديها واليأس القاتل المتمثل بطلبه المشحون بالضغينة , أشياء كثيرة أسترعت أهتمامها في الماضي , ولكن علمها أن والدها سيحقّق رغبتها لدى أدنى أشارة منها أفقدها متعة الأمتلاك , أذ لم يعد يستهويه شيء, ولم تكن لأثمن الماسات أو أفخر الفراء أية قيمة أكثر كونها نزوة عابرة ..... حتى الآن , أنها تحن ألى آدم حنين الأرض العطشى ألى الماء , حنين المزروعات ألى الشمس , حنين الجائع ألى كسرة الخبز , تحن أليه حنين الرضيع ألى أمه وحنين اليتيم ألى الحنان ,كانت عيناها تعدانه بالوفاء مدى الحياة .
منتديات ليلاس
أنقض صوته الأجش على آمالها كالسوط مخلفا وراءه أثره الذي لا يندمل :
" تدركين ولا شك أنه السبيل الوحيد لأراحة بال والدك , لا أظنك تبالين كثيرا بالتقاليد ,ولا شك أن شهامتي الرجعية توفر لك تسلية كبرى , ولكن الفضيحة سريعة الأنتشار وتبلغ جبال كمبريا ومن واجبي أيضا الحفاظ على سمعة عائلتي , منذ عصور طويلة وأسم فوكس رديف للعدالة والشرف والمبادىء السامية , ولا أريد أن أكون أول المسيئين ألى هذا الأسم , فكّري بصالح سواك ولو لمرة واحدة في حياتك بدلا من التفكير بنفسك , يجب أن توافقي على هذا الزواج فأنت تدينين لوالدك بذلك".
وأبدت شيئا من المعارضة :
" ولكنك لا تحبني يا آدم ".
فقاطعها بدون رحمة :
"هذا صحيح , ليس ذلك فحسب , بل أيضا شخصيتانا وأخلاقنا ومركزنا الأجتماعي وحتى وضعنا المالي تتعارض كليا , لذلك لا يمكن القول أن أحدنا مناسب للآخر".
راحت تجادله بهناد :
" وحتى عندما يجتمع شخصان مناسبان ليس هنالك ما يضمن ومضة بريق ستشعل نار الحب".
أزعجه أصرارها على ترديد النغمة التي تحرجه.
" حتى العلماء يجدون صعوبة في تحديد مواصفات الحب , وغالبا ما يختلط بمشاعر النزوات المحرمة أو الشفقة أو التمني الصادرة عن رغبة في الأنتماء ألى أنسان ما أو أمتلاكه , فكيف يمكن الجزم بماهية الحب؟".
قالت والغصة في حلقها:
" ستدرك ذلك عندما تتذوق طعم الحب , وترتعش لدى رؤية الحبيب , وتتأثر لدى سماع صوت معين , وعندما توقف حياتك كلها على شخص واحد ".
تجاهل حديثها وبادرها بالقول:
" دعك من هذه السخافات , ثمة قاسم مشترك يجمع بيننا وهو أنا واقعيان مع الأخذ بعين الأعتبار آراءك العصرية , لا تستائي أذا ذكرتك بأن الزواج لم يعد في هذه الأيام حكما بالأستعباد , بعد عام أو ربما قبل ذلك , نلمح لوالدك بأننا لسنا على وفاق وبذلك يتهيأ تدريجيا لفكرة الطلاق ولن يكون أنفصالنا الفعلي صدمة له".
تفكيره السقيم أثار أشمئزازها , لا يمكن أن تخون حساسية مشاعرها أيا كان الدافع أو السبب .
" شكرا لعرضك الزواج , هذه الفكرة لا تروقني".
قالتها وهي تندفع مغادرة الغرفة.
ومان أن بلغت الباب حتى شعرت بقبضة تمسك بكتفها وتمزق بشرتها , أدارها آدم ثم تركها ووقف مكتوف اليدين يرمقها بنظرة ثابتة .
" ستصبحين زوجتي طوعا أو قسرا , لك أن تختاري , أما أذا قررت مقاومتي فتذكري أنني لن أكون أول رجل من آل فوكس يأخذ أمرأة من آل ماكسويل عنوة".
كان ذلك فوق أحتمال تامي.
" لا أعلم كم أمرأة من آل ماكسويل عرفت في حياتك , أنني من النوع الصعب , والرجل الذي يمتلكني سيفعل ذلك وفقا لشروطي ومشيئتي لا لشروطه ومشيئته".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-09-10, 03:52 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لاحت ومضة حائرة في عينيه:
" تشتهر نساء آل ماكسويل بحدتهن , ولكن التاريخ أثبت كونهن سريعات التأثر بالقبضة الفولاذية ".
أثار فضولها فقالت:
" هل تتكلم بدافع من الخبرة؟".
" بل بدافع أسطوري تكررت مدى الحياة , كلانا ينحدر من عائلتين حدوديتين خاضتا ولمدى أجيال , أطول قتال وأشده بين جماعات غزاة الحدود , كان ذلك في حوالي القرن الثالث عشر عندما كانت قبائل الحدود الأنكليزية والسكوتلاندية تقتتل بأستمرار , وكان البلدان في تلك الآونة في حالة سلم بينما كانت الحدود تسودها اللصوصية والأبتزاز والغزو والحرائق والخطف ,كان ذلك أسلوبا مقبولا في الحياة الأجتماعية , كانت الأرض على الجانبين تنقسم ألى مناطق حدودية , ثلاث سكوتلاندية , وثلاث أنكليزية ولم يكن بوسع المقيم على أحد جانبيب هذا الخط الوهمي أن يسير أعزل فيكون بمأمن , كانت البيوت تقفل من الداخل بالمزاليج وتقام الحراسة كل ليلة خوفا من اللصوص المتسللين عبر الحدود لسرقة المواشي ومهاجمة أعدائهم وسبي نسائهم أذا سنحت لهم الفرصة".
شجعته تامي على الأسترسال في الحديث وهي حائرة بين الأعجاب وعدم التصديق.
منتديات ليلاس
" وتقول أن عائلتينا كانتا على الجانبين المتناقضين ؟".
" بالتأكيد , كانت عائلة ماكسويل أقوى قبائل سكوتلندا الغريبة , لصوص أوغاد يدنسون كل ما تطاله أيديهم , كانوا لطخة عار في تاريخ منطقة الحدود , وكانت عائلتي تنتمي ألى القبائل الأنكليزية الغربية , ويشتهر أسلافي في أنحاء كمبريا بسجلهم الحافل في خدمة التاج كجنود عاديين وكضباط حدود , وأقر بأنه سرت شائعة ذات مرة مفادها أنهم كانوا يستغلون مناصبهم للتستر على غزواتهم , ولكنني أؤكد أن الشائعة كان مصدرها جيرانهم آل ماكسويل ".
فقالت بأمتعاض :
" لا شك في ذلك , أذ يصعب التصور أن ينحط شخص مثلك ألى ذلك المستوى".
آلمها تقبله لكلامها على عواهنه , أما متعمدا أو بدون وعي منه , متجاهلا تهكمها , وبعصبية ظاهرة راحت تدرس السليل الغامض لقبيلة غير أعتيادية , فظ , متحفظ , يحتقر المواطنين الذين لا ينحدرون من سلالة قوم عاشوا بقوة السيف وحافظوا على الحدود التي كانت مسرحا للغزو ةالسرقة والقتال المرير , أطرافه الهزيلة ورثها عن رجال أشداء لهم قلوب الأسود , يستعملون سلاحهم بمهارة فائقة ..... هالة كبرياء تحيط برأسه المتعجرف وبأنفه المستقيم وبفمه الذي لا يعرف األأبتسام , وأهداب كثة تحيط بالعينين الحادتين الشبيهتين بعيني مقاتل مقدام , عدو عنيد يبحث عن خصمه , عينا رجل من آل فوكس تزنان قيمة فتاة من آل ماكسويل .
الزواج من رجل كهذا يعني حياة من النضال المرير , أرادتها ضد أرادته , متطلباتها ضد رفضه , روحها المتوحشة تثور على حقه المقدس في السيطرة , قد تنبعث حروب اللصوص مجددا بعد أجيال , آل فوكش ضد آل ماكسويل , الجرح بالجرح , سلب الأرادات يستمر حتى الموت بدون أخذ أو عطاء.
ومع ذلك تنهال الغنائم على المنتصر.
ثمة شك راح يزعجها :
ل تملك الجرأة ؟ هل تملك عزيمة ويأس أسلافها؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-09-10, 04:34 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 178146
المشاركات: 2,653
الجنس أنثى
معدل التقييم: أحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 531

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحاااسيس مجنووونة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يعطيك الف عافية................

بانتظارك ............... يا عسل...........

 
 

 

عرض البوم صور أحاااسيس مجنووونة   رد مع اقتباس
قديم 12-09-10, 05:14 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- الحب بهجة مشتركة

كانت سيارة تامي تنهب الأرض نهبا يقودها آدم , بينما جلست هي بجانبه تغمرها سعادة فائقة والشمس تتسلل من النافذة لتستقر على الخاتم الذهبي الذي يزيّن أصبعها , خاتم براق كالأمل المشرق في قلبها , حتى الغيوم التي أخذت تتلبّد في الأفق عجزت عن أخماد جذوة تفاؤلها الذي يرفض الفكرة القائلة أن هناك أمنية تعصاها.
تحققت أغلى أمنياتها أذ أصبحت زوجة آدم , منذ سبع ساعات أصبحت السيدة آدم فوكس , من فوكس هول , كمبريا! وأنتفض كل عرق في جسدها وهي تتذوق فرحة العروس التي ينقلها عريسها ألى دارها الجديدة .
ألقت عليه نظرة ملية وهي تقاوم غثيانا تولاها لبرهة , بينما كان عقلها الباطني يقارن بين ملامح وجهه الوسيم والأألوان القاتمة الأرض التي يجتازان .
منذ ساعة خلّفا وراءهما ما كانت تعتبره آخر معقل للمدنية وعدد الأبنية يتضاءل تدريجيا لتحل التلال محلها , أخذت الطريق تتجه صعودا والتلال التي بدت كتلا رمادية في الأفق ما هي ألا صخور صوانية شاهقة تطل بعبوس وأزدراء على الطريق الشبيهة بسيف يخترق عزلتها.
وتبين لها أن البقع الصغيرة التي كانت تتحرك أحيانا ما هي سوى خراف ترعى فوق هضاب شديدة الأنحدار , ترويها شلالات صغيرة , وتقسمها مربعات من الجدران الحجرية المنخفضة تمتد من قاعدة الجبل حتى قمته , دفعها الفضول ألى قطع حبل الصمت الذي لازمها طوال فترة الرحلة تقريبا فقالت:
" لماذا كان من الضروري أقامة جدران على طول الجبل وعرضه؟".
" ماذا؟".
كان رده أشبه بالأستنكار لقطعها حبل أفكاره و ولكنه عندما أستوعب السؤال أبتسم , وفي تلك اللحظة تبددت الغيوم وأكتست الجبال بثوب من خيوط الشمس الذهبية.
" ميزة هذه الجبال هي تلك الجدران الحجرية التي لا مبرر لوجودها , غالبا ما يتساءل الأغراب عن فائدة تلك الجدران التي لا تحتوي شيئا والمتعرجة في الأفق تحيط بالغابات , وللأسف , معلوماتنا عنها ضئيلة , ولكننا أصبحنا نعتقد أنها نوع من الحدود , سياجات بين المزارع , بين رعية وقطاع , فواصل بين القصور وعامة الشعب , ثبت أنه منذ حوالي الألف عام أقام النساك أول هذه الجدران ,كانوا مزارعين ماهرين وهم أول من صنع مجاري المياه وزرع الأرض هنا".
منتديات ليلاس
قالت بدهشة ظاهرة:
" هل تعني أن عمر هذه الجدرانألف عام؟".
فأجاب مؤكدا :
" عمر بعضها ألف عام , والبعض الآخر أقيم منذ حوالي القرن , وفي أيامنا هذه ومع أن صناعة الجدران لم تنقرض , لا تقوم جدران جديدة على الجبال الشاهقة , وبالطبع , يقوم المزارعون بصيانة الجدران القائمة ويبنون زرائب للخراف , بحسب الحاجة , ألا أن عددا ضئيلا منهم يفكر بأقامة سياج حجري جديد على قمم الجبال ".
أنفرجت أسارير تامي تحت دفء أبتسامته المشرقة , سلوكه هذا شجعها على القول :
" أنني جائعة , هل يمكننا التوقف في مكان ما لتناول اطعام؟".
عادت السماء وتلبّدت بالغيوم فحجبت نور الشمس , قال عابسا :
" تأخرت ما فيه الكفاية , ساعة ونكون في البيت وأؤكد أنك تستطيعين الصمود".
أبتلعت رده الجاف , منذ ثلاثة أيام وهو يردد هذه المعزوفة , مبديا ضيقه لكل دقيقة يضطر لتمضيتها في لندن للقيام بترتيبات الزواج , حفلة الزفاف التي تمت في مكتب مسجل العقود تحت أصرار آدم , عمتها الفوضى أذ تمت بطريقة سريعة خالية من الرومنطيقية , ولولا والدها لما كان هنالك أفطار العرس ولا صورة تحتفظ بها كأجمل ذكرى لأهم يوم في حياتها , كان جوك قد نشر خلسة , في أفضل صحف المدينة , نبأ زفاف أبنته بعبارات منمّقة ليخلق أنطباعا بأن الزواج كان متفقا عليه , وبذلك وضع حدا للأقاويل وأظهر ستيف هاريس بمظهر المتجني.
وجدت ذاتها تعترض قائلة:
" ثلاثة أيام ليست هي العمر كله , ألا يمكن الأستغناء عنك لقضاء بضعة أيام بمثابة شهر العسل؟ ألا مدير أعمال لديك؟".
لم يعد يعرها آدم ألتفاتة بل أطلق للسيارة العنان فأندفعت بسرعة فائقة وقال:
" شهر العسل هو للمحبين ونحن لسنا منهم , ولا مدير أعمال لدي , بل لي عمتان مسنتان تساعدانني بقدر الأمكان , وكما تقول العمة فيني عين الكهولة بصيرة ويدها قصيرة".
سبق أن سمعته يتحدث عن عمته ولكن ليس بأسهاب:
" كم تبلغا من العمر ؟ قاما بتربيتك على ما أظن".
أيماءة رأسه أشعرتها بأنها تتدخل في أمور شخصية :
" أنتقلتا للأقامة معنا فور وفاة والدتي بعد مولدي بعامين , وكانتا لا تزالان معنا عندما توفي والدي منذ خمس سنوات وأصبح منزلي مقرهما , ولكونهما لا أقرباء لهما سواي , فقد باعتا منزلهما وأتخذتا من فوكس هول مقرا دائما لهما".
وأضاف متشددا:
" أياك أن تسيئي ألى شعورهما بالأطمئنان أثناء أقامتك القصيرة معنا".
فطمأنته بحماس :
" لا أنوي الأساءة ألى العجوزين العزيزتين".
بدا وكأنه يختنق ثم تنحنح وقال:
" الحديث عن السن محرم , مع أنهما تميلان للعيش في ذكريات الماضي فأنهما لن تشكراك على قولك أنهما هرمتان ".
أنحرفا عن الطريق الرئيسية عند مفترق يحمل لافتة تقول كارليسل وبدلا من أن يكملا السير نحو البلدة الرئيسية في الأقليم فقد سلكا مخرجا عند مستديرة تؤدي ألى منطقة زراعية مارين بمزارع منعزلة وقرى مرتبة , وبعد مسيرة ساعة بالسيارة أخذت الطريق تتجه صعودا ألى أن أوقف آدم السيارة على قمة شاهقة ليتيح لتامي ألقاء نظرة ملية على المناظر الخلابة المنتشرة تحتهما والمحيطة بأبراج ومداخن المدينة الواقعة ألى أقصى يمينهما , ومساحات شاسعة من الجبال الكئيبة ألى يسارهما وشاطىء سولواي أمامهما مباشرة وخيط رفيع من البحر الفاصل بين الجارين الأنكليزي والسكوتلاندي.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-09-10, 05:38 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


بحث في جيبه عن غليونه وقال:
" أقتربنا , عندما نجتاز القرية نصبح عند عتبة دارنا".
" القرية؟".
سألت وهي تسلخ بصرها عن خيط البحر الرفيع متسائلة ما أذا كان عميقا وباردا قابل للعبور كالخليج القائم بينها وبين آدم .
" كالدبك مسقط رأس جون بيل صياد الثعالب الشهير , سمعت الأغنية ولا شك ".
راحت تردد الأغنية :
" بالطبع , أتعرفون جون بيل بمعطفه الزاهي.......".
فقال مصححا :
" بمعطفه الرمادي , كان يرتدي معطفا رماديا بأزرار نحاسية , ويشتهر بخطاه الرشيقة وعينيه الرماديتين الجذابتين القادرتين على النظر ألى الأبد".
" كعينيك تماما".
قالتها بينها وبين نفسها وتاهت في أعماق عينيه الزرقاوين غير مدركة أن الحنين واضح على محياها وثغرها المرتعش وفي عينيها الصافيتين , تتوسل نظرة تشجيع واحدة منه , وتخلت عن تحفظها , بالنسبة أليها , الحب بهجة مشتركة وهي سخية معطاءة , فدنت منه وألقت برأسها على كتفه وقالت له بلطف:
" آدم , نقضى نصف نهار على زواجنا ولم تعانقني بعد".
شعرت بكتفه ينتفض بوحشية وأبعدها عنه ألى أقصى ما يمكن:
" أنسيت أننا تزوجنا لنسكت الألسنة الثرثارة ؟ لا ولن أشعر بميل نحوك , ولكنني سأتحملك علما لشعوري بأنني مدين لوالدك , وأشك في كونك ذات شخصية عميقة ومقدرة كافية لتحمل تعب الحياة هنا ولو لهذه الفترة القصيرة , وأنا مقتنع بأنك ستهرولين عائدة ألى لندن بأسرع ما يمكن وهذا ما أتمناه , وأثناء أقامتك هنا تذكري أنني أمقت الألأعيب النسائية , نشأ الرجال هنا ليكونوا صيادين , تحرشات الأمرأة تثير ريبهم ويعتبرونها مرفوضة , وهذا الشعور يساورهم لدى رؤية ثعلبة تستدرج كلاب الصيد ألى جحرها".
مشهد الخراف تجوب الحول الممتدة على ضفة النهر لم يخفف عن تامي ما عانته من ألم الصد طوال ما تبقى من الرحلة , كان آدم ينطلق بالسيارة بأقصى سرعة عبر حقول مهجورة ألا من قطعان ترعى , شمس خجولة حاولت الأشراقعلى قمة متجهمة فأخمدتها غمامة تلبدت حول تلك القمة المكسوة بالثلوج , بعد مسيرة ساعة بالسيارة أبتدأت تامي تزداد فهما , لا يمكن أن تكون في جزيرتهم المزدحمة بالسكان أميال شاسعة من الأر العراء الخالية من السكان الأدمين يخيم عليها سكون يتردد فيه الصدى كرنين الجرس.
لطالما تبرمت في لندن من أزدحام الملايين الذي يجعل الجو خانقا , وكانت كلما شعرت بالضيق تلجأ ألى الزورق وتقوم بنزهة بحرية تروح بها عن نفها , وهنا يتوفر لها الوحدة والسكون اللذان طالما حنّت أليهما , فلماذا يتولاها الخوف؟ لماذا تشعر بأنها تجردت من بريق الحياة العصرية الزائف وتنحني بأستسلام أمام كيان عظيم غير منظور؟
" وصلنا".
منتديات ليلاس
رنة الأرتياح في صوت آدم أنتشلتها من تيه أفكارها وهزت كيانها , كانت السيارة تجتاز طريقا وعرة تؤدي ألى بيت ضخم يقوم على جانبيه برجان أضفيا عليه شكل الحصون القديمة , يكسو الطحلب الأخضر سطحه القرميدي , وبابه الخشبي الضخم مشرع للريح الشمالية الباردة.
أرتعدت تامي وهي تغادر السيارة فأسرعت وألتقطت معطفها الصوفي السميك الملقى على المقعد الخلفي.
تنشق آدم الهواء بنهم ظاهر وقال:
"ستجدين أن معطفين لا يكفيان لمكافحة البرد في الشمال , لا تدعي الشمس تخدعك , سوف يتساقط الثلج الليلة على الجبال الشاهقة".
وصدقته , الريح الشمالية كتمت لها أناسها , وفيما كانت تسير ألى جانبه مترنحة على حذاء عالي الكعبين , وتتساءل ما أذا عليها أن تعرض عليه المساعدة في نقل الأمتعة , أذ بصرخة أبتهاج جعلتها تلتفت بسرعة بحيث كادت تفقد توازنها.
" آدم! ولدي العزيز".
" أسرعي يا فيني., وصل آدم ".
" عمتي هونور!".
ترك آدم الحقائب وطوق بذراعيه أمرأة نحيلة كانت قد جرت نحوه.
لم يتغيب سوى ثلاثة أيام! أذهل تامي هذا الترحيب الحار , وبينما هي واقفة تشاهد ذلك , مرت بها أمرأة طويلة بارزة العظام مسرعة لكي تفصل الأمرأة الضئيلة عن آدم الذي لا تزال تطوق عنقه بذراعيها , وكان من الواضح أنها تنوي المطالة بحصتها من الأهتمام.
" قلت أنك ستتغيب يوما واحدا فقط".
قالت الطويلة بعد أن طبعت قبلة حارة على وجنته.
" لا يحق لمن هو مسؤول عن ألفي نعجة وثلاث مئة كبش والعديد من الماشية أن يتغيب ثلاثة أيام كاملة".
شكل آدم الخجول فتن تامي , كان يتململ كتلميذ أهمل واجباته:
"أنا آسف يا عمتي فيني , أخرتني مصيبة لم أستطع تحاشيها".
تولى تامي حياء ساخط , أطلق الناس عليها شتى النعوت في حياتها ألا نعت( مصيبة) فأخذت تضرب الأرض بحذائها بعصبية . لم يولها أحد أي أهتمام وكأنها غير مرئية فأطلقت سعالا حادا جعل جميع العيون تتجه نحوها .
قال آدم بصوت أشبه بالصراخ:
" عمتي فيني, عمتى هونور , هذه تامي.......... زوجتي".
" زوجتك!".
أنطلق صوتان في آن واحد , أحدهما مرتفع منفعل والآخر أجش مستاء , وبدت عليهما دهشة قائقة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, adam's rib, اللمسات الحالمة, margaret rome, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روايات.روايات رومانسية, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:10 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية