لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-09-10, 01:44 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

خرجا فوجدا أن الأرض بللها المطر ,والجليد يلمع على كل غصن وورقة شجر , والصخور الصوانية بدت وكأنها مرصعة بخيوط من الفضة تحت أشعة اقمر , كان الجليد يتحطم تحت أقدامهما وهما يتجهان نحو السيارة , أطلق ديرك بضع عبارات وراح يفرك بشدة زجاج السيارة المكسو بالجليد.
" لا قفي هناك فتتجمدي يا تامي , أصعدي ألى السيارة وأديري المحرك".
وقذف أليها بالمفاتيح فتلقفتها بأصابع شبه متجمدة , أدخلت المفتاح وحاولت أن تدير المحرك ولكن عبثا , وشعرت ببرد شديد في الداخل وكررت محاولة أدارة المحرك مرة تلو الأخرى وراحت تبتهل ألى الله ألا تتحقق مخاوفها وعندها ظهر وجه ديرك عند النافذة.
كان بادي العبوس وقال:
" لا جدوى , البطارية فارغة".
منتديات ليلاس
هزت رأسها وبان التوسل في عينيها وقالت :
" هذا غير ممكن , يجب ألا يكون الأمر كذلك".
ولكن الأمر كان كذلك .
لم يستطع صاحب النزل مساعدتهما :
" ثمة دورية مقرها على تلك الهضبة , ولكنها لا تأتي ألا في الصباح , آسف لا أستطيع أن أقدم لكما مكانا للمبيت , كما تريان , النزل يغص بالطلاب ومعظمهم ينامون على الأرض , يمكنكما الأنضمام أليهم أن شئتما , هذا أذا توفر لكما المكان".
قالها والأسى يغلب في صوته .
وفي هذه الأثناء أخذت أسنان تامي تصطك , وثمة خوف رهيب جعلها تتلعثم وهي تتوسل ديرك.
" يجب أن أعود الليلة ألى فوكس هول , ما فعلته يكفي لأثارة غضب آدم!".
وحاول طمأنتها :
" ليس آدم بعيدا عن التعقل بهذا القدر , الأهالي معتادون على رؤية الغرباء يجنحون ألى الجبال , لا بد أن يفهم".
وشاءت أن تصرخ:
" أنت الذي لا يفهم".
هذا الوضع كفيل بأيقاظ المارد وهي التي ستعاني من ثورته , قاومت موجة من الهستيريا وغادرت السيارة بعد أن أتخذت قرارا سريعا.
" سأمشي ولا بد أن أجد في الطريق من يوصلني في سيارته".
أنطلقت بخطى حازمة ولكن قبضة ديرك الغاضب أمسكت بكتفها وأوقفتها:
قال بحدة:
" لا تكوني مجنونة , فوكس هول بعيد ووسائل النقل هنا نادرة كنور الشمس في هذه الساعة , ستعودين ألى النزل معي".
" لن أعود".
وراحت تقاومه , أما أصرارها لم يجد ديرك بدا من اللجوء ألى القوة ليمنعها من الذهاب , فأمسك بها بخشونة مسمرا ذراعيها ألى جانبيها , وشل حركتها بجسده , ولما وجدت تامي نفسها عاجزة صرخت غاضبة:
" أتركني!".
" لن أتركك قبل أن تعديني بالتعقل".
وأدنى رأسه منها ليتفاهم معها:
" أصغي يا تامي.....".
أنوار أحدى السيارات غمرت الهضبة وأستدارت ألى الموقف بعد أن سلطت أنوارها على شخصين ظهرا وكأنهما في حالة عناق.
هتفت تامي :
" سيارة".
وأفلتت من قبضة ديرك وأندفعت نحو السيارة التي قامت بدورة واسعة قبل أن تتوقف على مقربة منهما .
لاحظت تامي أنها سيارة عادية ,وكانت شفتاها على وشك أن تتوسل السائق , ولكن الكلمات تجمدت على شفتيها عندما ترجل من السيارة قوام مألوف لديها وهمست :
" آدم !".
وجعل الهلع صوتها غريبا والشعور بالذنب كان غصة في حلقها .
" أجل , آدم".
شبك ذراعيه على صدره وحدّق بها وتسمرت عيناه الغاضبتان على محياها الخائف:
" آسف لأفساد جوكما العاطفي".
منتديات ليلاس
وتحوّلت نظراته الباردة ألى ديرك الذي كان يتقدّم نحوها ثم عادت ألى محياها.
" قلقت العمتان لدى أفتقادك ثم تذكرت العمة هونور حديثا أرشدني ألى مكان وجودك , تصرفك الأرعن سبب لها حزنا كبيرا وهذا ما أرغمني على المجيء لأخذك".
صوته المنفعل وغضبه المكبوت دلا على أنه يتمنى لو يلقي بهما معا عن الجبل , المارد النائم أستيقظ فعلا , آتون من الغضب الداخلي مغلف بطبقة ثلجية رقيقة كان ينذر بالأنفجار في أية لحظة , وأدركت تامي أن سيلا من العبارات الحادة سينصبّ عليها وهو يحملها ألى السيارة , والعبارات القليلة التي تفوه بها كانت هي القطرات التي تسبق العاصفة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-09-10, 02:02 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


هذا التفكير حذرها فأنطوت على نفسها لا تأتي حراكا , كانت تود أن توضح فكرة ديرك ولكنها لم تجرؤ على التفوه بكلمة , سيطرة آدم على نفسه كانت مخيفة أكثر من أظهاره لغضبه , وشعرت بالحسد عندما مرت السيارة بديرك مخلفة أياه جامدا على الجبل البارد.
لم يتح لها مجالا للكلام أثناء الرحلة ألى البيت , شعرت وكأن الخدر يمنعها عن الكلام والتفكير والأحساس , أنقضت ساعة وكأنها دهر حتى أستدار بالسيارة ألى الممر المؤدي ألى فوكس هول وتوقف خارجه , أنفتح الباب وبرزت العمة هونور , النور المتدفق من ارواق أظهر تقاطيع وجهها المرتجف.
أندفعت نحو تامي وأمسكت بذراعيها وقالت:
" يا عزيزتي تولانا القلق بالرغم من ثقتنا من أن آدم سيعثر عليك , لماذا لم تخبرينا بنيتك في الخروج ؟ من الحكمة دائما أن تتركي رسالة لنعرف مكان وجودك تحسبا للحوادث , الأخطار كثيرة في الجبال".
وراحت تثرثر بعبارات غير مترابطة :
" وخاصة في هذا الوقت من السنة عندما يتعمدون نصب الفخاخ للغرباء المتهورين , لا شك أنك تجمدت من البرد , أدخلي , فيني تعد لك شرابا ساخنا وتضع زجاجة من الماء الساخن في فراشك ".
منتديات ليلاس
لم يساور تامي أي حياء فتركت العمة هونور تقودها ألى الداخل , ولكن أ عندما أتجهت بها نحو الدرج أمسك آدم بزمام الأمور :
" أذهبي ألى الفراش يا عمتي هونور , سأهتم أنا بتامي.... أعطني هذه!".
وأخذ صينية عليها أبريق من الكاكاو الساخن من يد العمة فيني التي لجمتها الدهشة وأشار عليها باللحاق بأختها وقال مخاطبا تامي ببرود :
" تعالي معي , يمكنك أن تشربي هذا في مكتبي".
تبادلت العمتان نظرات القلق ثم أسرعتا بتنفيذ ما طلب أليهما , وبعد أن ألقت العمة هونور نظرة عطف أسرعت ألى الطابق العلوي , شعرت تامي بأنها مهجورة , منبوذة نهبة للرعب من الحارس العابس الذي ينتظر دخةلها أمامه ألى المكتب , ألقت تامي نظرة حنين بأتجاه العمتين قبل أن تسير متثاقلة بالأتجاه الذي أشار أليه آدم.
أراحت جسمها المرتجف على مقعد قريب من المدفأة , ومدت أصابعها المتجمدة نحو جذوة الحطب المتبقية في الموقد , أسترعى نظراتها التائهة الشعار المحفور على رف الموقد:
" سيبزغ نور القمر ثانية".
كان هذا الوعد يواجهها كيفما أتجهت أنظارها في البيت , ولكن المؤسف هو أن جميع لياليها المقمرة تحل عليها اللعنة , تحركت فيها روح الأنفعال ومعها شيء من معنويات آل ماكسويل.
ألتفتت أليه وقالت:
" هات محاضرتك ولننته من الأمر , لا جدوى في أن أوضح لك ما حدث لأنني أعلم أن مزاجك لا يسمح لك بالأصغاء , اللورد فوكس رأى وقرر وأصدر حكمه بالأعدام , متى ترسلني ألى شجرة الأعدام؟".
ما كان يجدر بها أن تثرثر مع رجل نفد صبره , وفجأة وجدت نفسها مرفوعة في الهواء.
رفعها عن الأرض وألقى بها بعنف أمامه .
قال حانقا:
" تصرفك الأناني وأستهتارك يفوقان كل تصديق أنك لا تبالين بمشاعر الآخرين ولا تخجلين من السعي وراء ملذاتك , أنت مجنونة متطلبة , فارغة الرأس , لا هم لك سوى زيادة عدد ضحاياك..".
وراح يهزها بعنف حتى أصطكت أسنانها .
" عليك اللعنة , تجعليني أتخلى عن كل شعور حضاري يمنعني من جلد أمرأة بالسوط , كم أفهم وأغفر التعطش للأنتقام الذي جعل أسلافي يطاردون آل ماكسويل الأشرار".
وأشتدّت قبضته عليها مما جعلها تئن فقال:
" ليتك كنت رجلا , لصببت عليك جام غضبي بالطريقة التقليدية ,وكنني سألجأ ألى أسلوب أقل أرضاء في العقاب".
زمجر ببضع عبارات وأمسك بشفتها السفلى بين سبابته وأبهامه وراح يضغط عليها حتى أدماها مسببا لها بذلك جرحا في قلبها يلازمها مدى الحياة , أنه درس في الأزدراء أكثر أيلاما من الضرب وأشد تأثيرا من لسع الكلام , وهذا ما جعلها تعاني من كدمات خفيفة مؤلمة , ثم دفع بها بعيدا عنه وسار مغادرا الغرفة من دون أن يرمقها بنظرة , سرعته في الخروج دلت على أنه لم يعد يطيق رؤيتها ولو للحظة واحدة!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-09-10, 04:52 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

12- سيتحطم قلبي

لازمت تامي غرفتها لمدة ثلاثة أيام تعالج شفتها الجريحة وكبرياءها المحطمة , ولمّا تجرأت أخيرا على الهبوط لتناول الطعام تحينت غياب آدم.
لحسن حظها أن كثرة أشغال آدم في الأسابيع التالية لم تتح له الشعور بوجود الفتاة الشاحبة التي تتسلل بحذر في أروقة فوكس هول والخوف يسيطر عليها , تجفل أذ لاح ظل في القاعة القديمة , طيف تعيس لفتاة مرحة جريئة تمكنت في مدى شهرين من أحياء ثأر بقي كامنا عصورا طويلة.
والمدهش هو أن العمة فيني أثبتت كونها حليفة جريئة لها , بالرغم من أنها لم تفه بكلمة أستنكار ضد آدم فأنها أعربت عن أستيائها من معاملته لعروسه بزفراتها الحارة وبتقطيبها الدائم , وبذلك افهمت تامي أنها ألى جانبها , ولكن تصرفات آدم الصارمة منعت العمتين من التدخل , كان في صغرة يتحمل توبيخ العمتين , أما الآن فهو اللورد فوكس ولا يتحمّل ذلك.
العمة فيني هي التي حرّضت تامي على الخروج لمشاهدة جز الصوف : كل من في الجوار يتجمعون لمشاهدة الرجال يقومون بجز الخراف ووضع العلامات عليها , أما النساء فينهمكن في تقديم الطعام والمرطبات .
أهملت تامي تطريزها الذي كادت أن تنجزه وسرحت ببصرها عبر النافذة , بدت لها الجبال مختلفة الشكل وبعد قليل أدركت السبب , كانت خراف بيضاء كلثلج تنتشر في مساحات شاسعة تكسوها الأعشاب , بقرب المنزل ثمة نعجة كانت دائما تخيفها ولكنها لم تعد تخيفها بعد أن جز صوفها وتضاءل حجمها ألى النصف , النعاج التي كانت حتى الأمس تبدو جميلة المظهر بدت مختلفة كليا بقوائمها الدقيقة وأكفالها النحيلة , تنهدت تامي وقررت أن تعمل بنصيحة العمة فيني فتخرج وتتنشق الهواء الطلق , لا خوف عليها من لقاء آدم , أذا لم تبتعد كثيرا عن المنزل , خفق قلبها بشدة , كان منهمكا في مراقبة جز صوف الخراف وأذا لم يشذ عن قاعدته فأنه لن يعود ألا في ساعة متأخرة من المساء ليسرق النوم لبضع ساعات ويستيقظ عند الفجر.
منتديات ليلاس
سارت ألى الخارج وأتكأت بذراعيها على البوابة , كانوا يجيئون بالخراف , والطريق تغص بسيل لا ينقطع من حيوانات يملأ ثغاؤها الجو ضجيجا.
في أعالي الجبال كانت كلاب الرعاة تتجول بدون توقف لتدفع بالخراف المتخلفة ألى الهبوط ,وقفت تتفرج وقد أعجبت بذكاء الكلاب وهي تجوب الصخور لتخرج من بينها الخراف وتبعدها عن الأماكن الخطرة ثم تعود لتدفع بخروفين قررا عدم اللحاق بالقطيع الخائف.
دفعها الفضول للهبوط ألى الوادي حيث تم تجميع الخراف في زرائب ألى أن يحين دورها في الجز , كان الرجال يجلسون على مقاعد خشبية وعلى ركبهم أكباس كبيرة يجزون الصوف بسرعة فائقة , وقوائم الحيوانات مقيدة مما أثار ضحك تامي أذ لاحظت عليها السخط في البداية لأنها تتعرض للجز الذي يجعلها تبدو عارية ومضحكة للغاية , ثم تقفز مبتعدة لتنضم ألى باقي القطيع العاري.
أمضت ما يقارب الساعة على هذه الحال ثم تولاها خوف شديد لدى رؤية رأس أسود فأسرعت عائدة ألى فوكس هول , وعندما أصبحت في مأمن أبطأت لتتأمل مشهد الحملان وهي تعود للأنضمام ألى أمهاتها وأدهشتها سرعة معرفة كل حمل لأمه , ويبدو أن دهشتها كانت واضحة لأن صوتا ألى جانبها قدّم لها المعلومات :
" لا مجال لأن تتعرف الحملان على أمهاتها بواسطة النظر بل بواسطة الشم , قد تكون رائحة جميع الخراف واحدة بالنسبة أليك ولكنها تختلف بالنسبة لكل حمل".
أستدارت تامي والخوف يملأ قلبها أذ عرفت الصوت المتعجرف حتى قبل أن يقع بصرها على بام , أخذت نفسا عميقا لكي تهدىء أعصابها .
" شكرا لأخبارك لي ...... كنت أتساءل ".
لم يكن في سلوك بام ما يوحي بالمودة :
" أنا أيضا أتساءل حتى متى تبقين حيث لا يرغبون فيك , التظاهر بكونك عروسا سعيدة لم يعد يجوز على أحد وأعلم أن آدم متضايق".
أجابتها تامي:
"أمتأكدة أنت أن معلوماتك هذه ليست صادرة عن أمنية تداعب مخيلتك ؟".
دفقة الأحمرار الذي أعترى بام لم يؤثر على مظهرها , الغريب أنها تحاول دائما أن تظهر هادئة.
" بأمكان المرأة تقدير مشاعر الرجل بدقة وخاصة أذا كانت تراه بأنتظام , جميع أهالي الريف يغبطون آدم لتوفيقه بعروس لا تتطلب شيئا من وقته".
قالتها بام بلهجة لاذعة وأضافت:
" لماذا لا تعترفين ........... وتعودين ألى لندن ؟ وجودك هنا يحرج آدم وهو شديد الحساسية بالنسبة لأنتقادات أصدقائه , هذا لا يعني أننا لا نميل أليك".
منتديات ليلاس
وأعترت صوتها رنة عطف زائفة جعلت تامي تصرف بأسنانها .
" لا مكان لعابرة سبيل مثلك في هذا المجتمع العامل , أنت أنثى للزينة تسر العين ولكنك غير منتجة , رجال الجبال يطلبون ميزة معينة في الزوجة وهي القدرة على مشاطرتهم العمل , خذي اليوم مثلا , بينما كنت تتجولين للتسلية كنت أنا أراقب تقديم الطعام والشراب للعمال , طلب ألي آدم المساعدة وسرني القيام بذلك , سن العمتين لا تسمح لهما القيام بهذا العمل الشاق , أما أنت......".
وهزت بام كتفيها تاركة الصمت يعبّر عن ذاته ثم قالت:
" أذا كان أمر آدم يهمك حقا فعودي من حيث أتيت ولا تتواني في أطلاق سبيله".
كادت تامي أن تختنق غضبا غير أن كرامتها أطلقت جوابا من حنجرتها المتكتمة:
" من يسمعك يعتقد أن زوجي ضعيف الشخصية يفتقر ألى التفكير المستقل , ربما عرفته قبلي ولكنني لا أصدق أن زوجي قد بحث أموره الخاصة مع أمرأة غريبة".
وشدت قامتها أذ شعرت بكونها قزمة أمام طول بام الفارع وقالت:
" لو شاء آدم أسترجاع حريته لطلب ذلك مني بنفسه , وحتى الآن لم يبدر منه أي لا مبالاة نحوي".
شعرت بلذة الأنتصار عندما عضت بام على شفتها وبذلك أفصحت عن قلقها , وحفاظا على كرامتها لجأت ألى خدعة ائسة , وبعد أن أضفت على صوتها رنة من الشفقة قالت تامي:
" الرجل يحب تعدد الزوجات , ولا ترضي نزواته العديدة ألا عدة نساء مختلفات المميزات , ولسوء حظه لا يسمح له القانون ألا بزوجة واحدة وهي لا تكفي لأرضاء جميع نزواته وعندما يختار زوجة عليه أن يجد فيها معظم متطلباته , كما سبق أن قلت , أنا لا أتقن الأعمال المنزلية , ولكن ثمة مجال أبزك فيه , سلي نفسك يا بام ما هو الدافع الذي يجعل الرجل يتغاضى عن الغبار في المنزل وعن وجبات الطعام البسيطة ؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-09-10, 07:39 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت بام ساذجة القلب! تولت تامي فرحة شريرة للأحراج الذي سببته عباراتها اللاذعة للفتاة الأكبر سنا.
" ما أنت سوى مبتذلة رخيصة".
قالتها بام بحدة وأستدارت على عقبيها لتبتعد ما أمكنها عن ضحكة تامي الوقحة المثيرة للحنق.
ولكن سريعا ما تلاشى سرور تامي بالنصر فبالرغم من خروجها منتصرة فأن بعض أقوال بام آلمتها كثيرا وخاصة قولها أن آدم طلب أليها أن تساعده في أعمال الجز , أذ أنها تشعر بقدرتها على القيام بهذا العمل , ولكنه لم يتح لها فرصة للمحاولة بل أختار بام مساعدة له وبذلك صبّ الزيت على نار الأقاويل التي تثير ضجة في المجتمع كما قالت بام.
أمضت ما تبقى من النهار في غرفتها تعالج أستنكارها المتزايد لتصرفات آدم , أنه يدين لها بالوفاء ألى أن يتم البت بأمر زواجهما , قالت ذلك وهي تذرع الغرفة جيئة وذهابا .
" سأنهي الأمر معه الليلة , سأصر على التحدث أليه لحظة دخوله مهما كان تعبا".
وبعد أن نسيت خوفها راحت تجوب الغرفة وهي عرضة للأضطراب عاجزة عن التركيز على أي عمل بينما أفكارها في غليان.
ولأنها أبت تناول العشاء , حملت العمتان العطوفتان صينية طعام ألى غرفتها ولكنها لم تقربها لأنها لم تستطع أرغام نفسها على تناول ملعقة واحدة من الحساء .
كان الوقت قد قارب منتصف الليل عندما سمعت صوت السيارة تدخل ممر البيت ,وبدون أن تتوقف للتفكير أندفعت تامي ألى الطابق السفلي ووقفت في القاعة ترتجف داخليا وكاد آدم أن يصطدم بها وهو يجتاز المدخل.
منتديات ليلاس
أمتدت يده لتمنعها من السقوط :
" لماذا لست في فراشك ؟".
سألها ببرود وهو يسحب يده .
فأجابت ببرود مماثل , مصممة على ألا يخذلها الأقدام :
" ثمة أمر أود بحثه معك".
" ألا يمكن تأجيله ؟".
قالها من دون أن يبدو عليه أثر للضيق , خلع سترته قبل أن يتجاوزها ألى المكتب حيث سكب لنفسه فنجانا من الشاي وراح يرشفه بسرعة ولما أنتهى منه سكب فنجانا آخر ولم يسكب فنجانا لها :
" ما الأمر؟".
وحمل فنجانه ألى مقعد حيث جلس ومد رجليه مسترخيا على الوسادة بعد أن أطلق زفرة أرتياح .
لم تكن اللحظة مناسبة للمجابهة ومع ذلك فأن القهر لن يدعها تعرف الراحة .
أندفعت قائلة:
"كنت أتحدث مع بام اليوم".
فهمس وهو يغمض عينيه:
" أحسنت صنيعا , أنها بارعة في الحديث في معظم المواضيع".
فردت بمرارة:
"بما في ذلك موضوع زواجنا".
لم تبدل أساريره , بل بقي متمالكا أعصابه وكأنه ثعلب ينام وأحدى عينيه مفتوحة , وكانت تامي تدرك أنها تستحوذ على كل أنتباهه.
" طلبت ألي تلك الليلة أن أكون على مستوي مركزي الأجتماعي ومع ذلك تحطّ من قيمتي بتجاوزي وبالطلب ألى بام أن تتولى مسؤولياتي وهي تقديم الطعام والشراب للعمال".
ظهرت الدهشة في عينيه الزرقاوين وقال :
" كنت أجهل أنك ترغبين في القيام بعمل لا تقدرين عليه".
فردت عليه حانقة:
" كان الأحرى بك أن تسألني".
وشابت صوتها رنة من التهكم وهي تقول:
" ولكنني نسيت كم كنت مشغولا بمرافقة بام في المنطقة مفسحا المجال ليس فقط لتزايد الأقاويل بل مقويا أقتناع الناس بأنني خسارة كبرى عليك كزوجة , ولشدة ثقة بام بذلك فقد ألمحت أليّ بأنها تريدني أن أخرج من حياتك لتحل هي محلي , كان بأمكانك أن توفر علي ذلك أذ الأحرى بك أن تتريث حتى تتخلص من أمرأة قبل أن تأخذ أخرى".
بقي مسترخيا في مقعده دون حراك , رمقها بهدوء وقال:
" أنا أعتبر بام الزوجة المثالية للمزارع الجبلي , أنها أمرأة مكتملة ومقتدرة من جميع الوجوه على الحياة الزراعية , هذا بالأضافة ألى كونها جميلة ذات محاسن طبيعية".
فيما كان يعدد مزاياها أنكمشت تامي على نفسها :
"ولكنني لا أتيح لها التفكير بأمكانية قيام ما يتعدى الصداقة بيننا , حاليا على الأقل , فذلك لا يكون عدلا لها ولي ولك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-09-10, 07:54 PM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عندما نهض رأت تامي أنه مرهق ولامت نفسها لأنها أخرته عن النوم , وبدا أنه لم ينته من حديثه بعد.
" كلانا يعلم أن زواجنا هو علاقة مؤقتة ولم أجد من الضروري أن أؤكد لك أنني سأوليك وفائي وحمايتي ما دمت زوجتي".
تردد قليلا ثم قال :
" وكذلك أحترامي ولا أظنني فعلت ما يستحق أتهامي بأتاحة المجال للأقاويل ولا يمكن أن أفعل ذلك ما دامت لي زوجة تقيم في منزلي".
ثم أردف قائلا :
" أيضيرك أن آوي ألى الفراش؟".
شعرت بضميرها يؤنبها , الأرهاق الشديد ظاهر عليه , وبحركة لاشعورية أندفعت نحوه وطوقت خصره خصره بذراعيها ألا أنه كان أشبه بقطعة من صوان ولكن ذلك لم يردعها عن الكلام .
" يؤسفني أن أكون عبئا عليك , كم أتمنى أن أكون زوجة مزارع ناجحة ولكنك لم تتح لي فرصة المحاولة ,منذ البداية لم ينشأ بيننا سوى سوء التفاهم".
ونظرت ألى محياه الهادىء وأـستأنفت القول:
" هلا حاولت أن تمحو من ذهنك فكرة كوني عديمة النفع وأنانية , وجميع النعوت التي أطلقتها علي ؟ أريد لزواجنا النجاح , أنا أحبك يا آدم وحبي لك يفوق كل حب وسيتحكم قلبي أذا تخليت عني".
منتديات ليلاس
كان جسده أشبه بصخرة لا تلين ولم يوح أليها بأي أمل , تنحى جانبا وتركها وكأنها على حافة هاوية تائهة الأفكار وأصابعها تتشبث بالهواء.
ربما كان ذلك من جراء الأرهاق ولكنها فضلت الأعتقاد أنه لم يتأثر أبدا عندما قال لها بصوت أجش:
" تمالكي نفسك , المرض أضناك وربما أثر على عواطفك , بعد بضعة أسابيع عندما تكونين قد تمالكت عافيتك , ستندمين على هذه الأقوال".
هزّت رأسها تمهيدا للأعتراض على أرتيابه في أخلاصها , ولكنه تجنب النظر ألى محياها البائس وقال:
" منذ مجيئك ألى هنا لم تفعلي ما يجعلني أعيد النظر في رأيي الأصيل , أنت صغيرة ومندفعة وبسبب حياتك المدللة السابقة تسعين ألى نيل كل ما هو صعب المنال , لو أن في تصرفاتك ما يحمل طابع المسؤولية لأبتدأت بتغيير رأيي , ما زلت في نظري تلك الصغيرة المدللة المتعجرفة , أثبتي لي مقدرتك على الصبر وعلى كبح جماح نفسك , أثبتي لي ولو لمرة واحدة قدرتك على القيام بمهمة شاقة واحدة فأنسى الجدال الثابت ضد بقائك هنا".
ومد يده ألى الباب وقال :
" هذا الحديث طال ".
وأومأ أليها برأسه لكي تسير أمامه .
" أنني متعب جدا ولا طاقة لي على المزيد من الجدال ".
وسارت تامي أمامه بصمت ألى فوق وتوقفت أمام باب غرفتها حيث أمسك آدم بذقنها بين سبابته وأبهامه وحدق في محياها العابس وقال :
" الأشهر القليلة من زواجنا كانت مسرحا للجهاد والكفاح , أمضيتها في أستياء وتعاسة وأنت الآن حائرة وحيرتك تمنعك من فهم نفسك , قريبا ينتهي موسم جز الصوف وبعده المعرض وعندها سنكون في وضع يسمح لنا بأتخاذ قرار بشأنك ".
منتديات ليلاس
وليضع حدا للجدال دفع بها ألى داخل غرفتها وأغلق الباب حيث وقفت لا تأتي حراكا تصغي ألى الحركة الجارية في الغرفة المجاورة وعندما سمعته يطفىء النور أنتقلت ألى النافذة تحدق بعينين تائهتين في الليل المظلم .
وضعها قيد الأختيار .
من الآن حتى موعد المعرض سيقوم آدم بتقدير حسناتها وسيئاتها قبل أن يقرر نهائيا في أن يبقيها هنا زوجة له أو لا , وأفلتت منها آهة . كانت حائرة بين أن تقفز فرحا أو تبكي يأسا.
أرتفعت معنوياتها عندما فكرت بأن الهدنة المضطربة هي أفضل من العداء , أذا أتاح لها فرصة للتفاهم فقد تتمكن من أقناعه بأنها أمرأة ناضجة وليست طفلة مدللة كما ظنها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, adam's rib, اللمسات الحالمة, margaret rome, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روايات.روايات رومانسية, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية