لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-09-10, 06:49 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لجمتها الرهبة , فوقفت تستوعب هذا المشهد الأخّاذ , كان تدفق المياه يصدر هديرا وغمامات من الرذاذ تؤلفه أطنان المياه المرتطمة بغضب بالصخور الصوانية , جسر بدائي يمتد فوق المصب الضيق , وعندما جذبها آدم ألى الوسط تشبثت بسياج حديدي دقيق , ونظرت ألى الأسفل ,وساورها شعور غريب غرابة تلك المياه المتدفقة , صدر عن الجسر صرير تحت ثقلهما ولكن آدم بدا هادئا فكبتت خوفها .
تساقط الرذاذ حولها كالضباب مندّيا بشرتها ومضيفا ألى شفتيها المنفرجتين رطوبة .
" عندما تشاهدين أكبر الشلالات السكوتلاندية أو شلالات جبال الألب فأن شلالاتنا المتواضعة تشعرك بخيبة".
قال ذلك بصوت مرتفع يطغى على هدير هدير المياه وتابع قائلا:
" مئات الأشخاص يأتون ألى هنا صيفا عندما يكون الشلال مجرد قطرات من الماء , ولكنه في يوم كهذا يشكل أفضل مشهد لقلة ضئيلة من الناس المدركين ".
منتديات ليلاس
بكل هذا الرذاذ المتناثر حولهما لا عجب ألا ينتبها لقطرات المطر الأولى وهي تتساقط عليهما , وفجأة أخذت السماء الداكنة تفرغ ما فيها على الزوجين الواقفين على الجسر وغير المباليين بهطول الأمطار الغزيرة , هطل الطوفان بمرح شيطاني , وما هي ألا ثوان حتى بلغ البلل بشرتيهما.
أمسك آدم بيد تامي وراح يجري ولما بلغا الضفة دفع بها ألى تحت شجرة وارفة حيث وقفا يلهثان , بدت وكأنها أجتازت الشلالات وهي في كامل ملابسها التي تبلل كل خيط منها.
وكانت المياه تنحدر من شعرها ألى رموشها ومن ثم ألى وجنتيها , كانت تلهث وتبعد قطرات المطر عن عينيها وعندما نظرت ألى محيا آدم القلق أنفجرت ضاحكة.
بعد لحظة من الحيرة راح يشاركها الضحك , كان قد أعدّ نفسه للتأنيب وحتى لسيل من الشتائم ولذلك كان في ضحكة أنفراج وأعجاب بالغرسة الرقيقة التي نبتت في أرض صلبة غير مألوفة .
لف ياقتها حول عنقها وقال:
" قليلات من اللواتي أعرفهن يدركن متعة البلل حتى البشرة , وهي متعة شبيهة بسرقة حديقة للزهور أو بتحطيم الصحون . أتذكرين وأنت طفلة كيف كنت تمشين في المستنقع منتعلة حذاءك لأنه قيل لك ألا تفعلي ذلك؟".
أومأت برأسها وعيناها تشعان :
" الثواني الأولى فظيعة ولكن ما أن يتبلل المرء كليا حتى يتجاوز مرحلة البؤس ويبدأ بالأستمتاع بالبلل , وبما أننا الآن في هذه المرحلة الرائعة لماذا لا نشق طريقنا ألى السيارة تحت الأعصار؟ ذلك لن يزيدنا بللا".
وكولدين صغيرين أمسك أحدهما بيد الآخر وركضا في العاصفة . يرشفان قطرات الماء متحديين الطبيعة , ولما واجهت الطبيعة تحديهما بأمطار أكثر غزارة أزداد أبتهاجا.
عندما بلغا السيارة أرتميا في داخلها كتلة من المرح , أمسك آدم بمقود السيارة وتردد قليلا ثم أستدار ألى تامي وعانقها بحرارة, ونظرت أليه بعينين متسائلتين فقال موضحا :
" هذا العناق مكافأة لك على روحك الرياضية".
لو أنها تلقت وساما لما كانت أكثر فخرا مما هي الآن.
همست قائلة:
" شكرا!".
وراودتها رغبة شديدة في البكاء .
أدار محرك السيارة بسرعة وأنطلقا ينهبا الأرض نهبا.
أستيقظت تامي في حوال منتصف الليل ترتجف بردا , وشعرت بالحرارة تلهب جبهتها وبألم حاد في حلقها , قبل ذلك بأربع ساعات , كانت العمتان قد حملتاها ألى الطابق العلوي , ووضعتاها في حمام ساخن , ونقلتاها منه ألى الفراش , ولازمتاها ألى أن شربت كوبا من الحليب الساخن بعد معارضة شديدة منها , لدى بلوغها فوكس هول عنفت العمة هونور آدم أذ رأته يحمل زوجته المتسخة المبللة ويجتاز بها عتبة الباب , وحتى العمة فيني بعد أن شربت تامي الحليب وأتكأت على وسائدها تمتمت ببضع عبارات تلوم بها أبن أخيها.
منتديات ليلاس
" لا أفهم ماذا يدور بخلده , لا شك أنه فقد صوابه".
أجتاحت تامي رعشة قوية فهبت تبحث عن معطفها البيتي الذي يكون عادة على السرير عند قدميها , كانت تشعر بضعف هائل وبألم حاد في حلقها كلّما بلعت لعابها , أنزلت رجليها عن السرير ولاحظت أن النار الضئيلة في الموقد غير فعالة في الغرفة الباردة .
سارت متعثرة نحو الباب الفاصل بينها وبين آدم ,ساءها الشعور بأنها تسبح في الهواء , وأزعجتها موجات الضعف الحارة والباردة التي تجتاح جسدها.
صرخت:
" آدم!".
هالتها الحشرجة التي صدرت عنها , كرّرت المحاولة ولكن صوتها كان أضعف من أن يخترق الباب السميك فراحت تقرعه بقبضة يدها وتنتحب بضعف ثم سقطت أرضا وقد نفدت طاقتها .
نهض آدم مشعث الشعر , معطفه ملقى بأهمال على كتفيه وفتح الباب وكاد أن يتعثر بالجسد الطريح على العتبة .
" رباه , تامي!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-09-10, 08:51 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سمعت هذه العبارة وهي في شبه غيبوبة قبل أن تمسك بها ذراعان قويتان وتضمانها بحرارة ألى صدره قوي , ألقت بثقلها عليه وهي تهمس , بكلمات الأمتنان ومالت برأسها على كتفه , حملها ألى سريرها بلطف ولما حاول الأنسحاب همست معترضة وتشبثت بكمه متوسلة بصوت يكاد لا يسمع:
" لا تتركني يا آدم... أشعر ببرد شديد".
" أنني مضطر لتركك ريثنما أستدعي العمتين ".
وكأن جوابه جاء من مكان بعيد واليأس يسيطر على صوته , خوف أعمى يسيطر على رجل قوي يواجه لأول مرة في حياته عجزا في تقرير السبيل الأفضل الذي يجب أن يسلكه.
وفيما هو متردد أخذت أسنانها تصطك وهزها أرتعاش فظيع أنتهى بأنتفاضة عنيفة بينما تشبثت أصابعها بثنايا معطفه.
" ضمني أليك يا آدم ...... ضمني!".
منتديات ليلاس
ضمها ألى صدره وكأنها طفلة صغيرة راح يهدهدها بين ذراعيه ويهمس أليها بعبارات المؤاساة , وكانت لا تزال بين ذراعيه عندما أنحنى قليلا ألى الأمام ألى أن أستقر ظهرها على الوسائد وراح يلفها بالأغطية بغية جعلها في غلاف محكم , ولكنها قاومت عندما حاول الأبتعاد وأبت أن تترك معطفه.
بحنان كبير أزاح خصلة شعر عن حاجبها الرطب وقال:
" أفهميني يا تامي , لا أستطيع ملازمتك , سأستدعي العمتين للسهر عليك".
" كلا , أريدك أنت".
تأثر كثيرا عندما أنطلقت الكلمات الحزينة بألم من حلقها , ثم راحت تداعب شعره بأصابعها المضطربة.
وبصوت أجش كصوتها توسل أليها قائلا:
" أنا لست من حديد يا تامي".
ولكن شدة مرضها شلّت تفكيرها , يكفيها أنها قريبة جدا منه, مطمئنة بين ذراعيه , أنها تنوي الأحتفاظ بما أحرزت بعد نضال مرير ولا تريد العيش بدونه , قربه منها يقيها الرعشات التي تنشر البرد في كيانها بين حين وآخر.
نجحت وهي ضعيفة حيث فشلت وهي قوية .
أستسلم للأمر الواقع وضم جسدها وراح يهدهدها لتنام وهو يهمس في أذنها بعبارات عاطفية رقيقة من دون أن يكشف شيئا من اللهب الأزرق المنبعث من عينين كانت تبحث فيهما عن الأطمئنان في ليل عذابها الطويل , وكانت تسعى ألى الدفء وهي بجانبه فعانقته بحرارة وراحت تصب في أذنيه عبارات عاطفية غير مترابطة بينما تركزت عيناها على لوحة في أطار معلق على الجدار المواجه لسريرها وكانت اللوحة تحمل العبارات التالية :
" خلق الله الرجل ووجد أن وحدته غير كافية فأعطاه رفيقة لتزيد شعوره بالوحدة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-09-10, 08:53 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10- أنت مصدر أزعاجي

جاء ديريك لزيارة تامي حالما أرتأت العمتان أن حالتها الصحية تسمح بذلك , لم يكن هو أول زائريها , كانت بام قد جاءت في اليوم السابق لتلقي على منافستها نظرات تفيض شفقة.
شفاؤها أستغرق أكثر من أسبوع وأمضت أسبوعا آخر في طور النقاهة , وكانت آثار المرض تتمثل بالضعف الذي تعرب عنه دموع تتدحرج من عينين كئيبتين وبنوبات أرتعاش توهن جسدها , وبالعرق المتجمع فوق حاجبيها , كانت هذه الأعراض أكثر ما تصيبها كلما رأت آدم , كان يقطب جبينه لشعوره بأن وجوده يزعجها فيغادرها بعد سؤال سريع عن صحتها وعيناه الحائرتان تتساءلان عن سبب ترددها في الأنفراد به.
شاءت أن توضح له نوبات احياء التي كانت سببا لهذا الجفاء , لم تتذكر بداية مرضها ,كل ما تذكره هو أنه كان معها وأنها أحرجته , وعندما حاولت الأستفسار منه عن ذلك أسكتها , ولكن حمرة الخجل التي تولته أكدت لها صحة ظنها , ومنذ ذلك الحين والأرتباك رفيق جلساتهما.
منتديات ليلاس
أي حدث مؤلم يختزنه عقلها الباطني يسبب لها هذا الأرتعاد كلما فصللت بينهما مسافة صغيرة ؟ لماذا تنكمش حياء مشيحة ببصرها عن العينين الزرقاوين اللتين تتغلغلان في أعماق روحها ؟
تامي ماكسويل خجولة! كم ستضحك رفيقاتها أذا علمن بذلك! كم تثور ميغ سلفتها النشيطة من حيائها المشين أثناء وجود فوكس الأفّاق.
مجيء ديرك كان نجدة لها , دخل وكله ثقة بالنفس و فأرتفعت معنوياتها قورا وقال باسما:
" الحلو للحلوة ".
وألقى أليها بكيس من السكاكر .
" صعقت صاحبة المتجر عندما طلبت فاكهة مجمدة".
وراح يقلدها :
" هذه الفاكهة وعلب الحلوى لا يطلبها الناس ألا في المناسبات الخاصة كمناسبة عيد الميلاد".
كان أنفجار تامي بالضحك أشبه بأنفجار سد مائي , بضع قطرات تتدحرج على الحصى وتدريجيا تزداد تدفقا ألى أن تصبح سيلا جارفا , ولم تستطع السيطرة على نفسها وهو يدور في الغرفة مقلدا العانس ذات الملابس الضيقة التي تدير المتجر في القرية.
قالت وهي تشهق:
" كف عن ذلك , أرجوك".
وراحت تشد خاصرتها بيدها :
" أنك ماهر في التقليد ولكن كفى , سأنفجر من الضحك".
عاد ألى رزانته وتقدم نحوها وأستند بيديه على جانبي مقعدها وأنحنى ليتفحص وجهها الشاحب .
وهمس قائلا:
" عينان رزينتان , لدى دخولي خيل أليّ أنك نسيت الضحك , يلزمك حفلة مرح تزيل الغم من هاتين العينين الواسعتين . أتستطيعين الذهاب ألى حفلة رقص ومرح؟".
أطلقت زفرة وقالت:
" أجل , ولكنني قد لا أقدر على تحمل مشاق السفر".
" السفر؟".
وكاد أن يفقدها أعصابها بنظراته التي تفيض توبخا , وعندما أستطاعت السيطرة على نفسها قالت:
" ألى لندن , أليست هي التي سنقصد؟".
" أنهم أحيانا يقيمون الحفلات هنا في هذه الغابات ,وعلمت أنهم يستعدون لأقامة حفلة , هذه الحفلات تقام عادة في الخريف قبل أن تبدأ مشاق الشتاء , ولكن لسبب أجهله قرر بعض الشبان أقامة حفلة هذا الأسبوع قبل الأنهماك كليا بالعناية بالخراف".
فقالت بفرح ظاهر :
" هذا ممتع , ما هي حفلة المرح بالضبط؟".
" أنه أجتماع للأصدقاء والجيران لأحراز أكبر قدر ممكن من الفرح لفترة محدودة , وهذا الأجتماع يقام ليلة واحدة فقط , ولكنني سمعت أن ثمة أجتماعات تدوم أسبوعا , كل ما يلزمنا هو وسيلة للأنتقال ألى مكان الأجتماع , ملابس عادية وقدرة على السهر والرقص وقد يطلبون أليك أن تغني , ما قولك , أترغبين في ذلك؟".
" أجل , بكل تأكيد ".
بحركة سريعة لمس أنفها بطرف أصبعه :
" كوني مستعدة غدا مساء , سأجيء لأخذك في الثامنة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-09-10, 09:01 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عندما أنصرف ديرك أخذت ترتب أفكارها , وبعد تفكير عميق قررت أبقاء الأمر سرا , ستقيم العمتان الدنيا وتقعدانها بينما آدم لا يبالي بمخططاتها , ولكنها لم تستطع مقاومة رغبتها في السؤال فيما كانت تتناول الشاي مع العمة هونور:
" هل حضرت حفلة مرح ؟ سمعت أن هذه الحفلات مسلية جدا ".
" بكل تأكيد حضرتها".
ضحكت العمة هونور ووضعت فنجانها وأتكأت في مقعدها بطريقة أوحت لتامي أنها تمهيد لسرد الذكريات.
" عندما كنت شابة كانت هذه الحفلات تدوم من نهار الجمعة حتى ليل الأربعاء من دون أنقطاع , وكانت كل حفلة تبدأ بصيد الثعالب , يجتمع الصيادون في صباح يغلفه الضباب يرتدون معاطف زهرية اللون وعند أقدامهم يربض قطيع من كلاب الصيد المتحمسة , والأشجار تكسوها ألوان الخريف , وغالبا ما تكون هنالك لسعة من البرد تبقينا في حركة دائمة , وطبقة من الثلج تغطي قمم الجبال الشاهقة , كان البعض يتبع الصيادين على الأقدام وينظر ألى الجبال بالمناظير الكبّرة , وفي نهاية النهار تزأر نار ضخمة في مدفأة النزل حيث تبدأ الأحتفالات فور عودة الصيادين و أما العمل الحقيقي للتجمع فكان يجري طوال النهار في الجهة الخلفية للنزل".
" وما هو العمل الحقيقي للتجمع؟".
" أنه أعادة الخراف الضالة التي شردت في الجبال خلال العام وتسليمها ألى أصحابها رسميا , هذه هي الغاية من التجمع , المزارعون من المناطق المجاورة يجمعون خرافهم الضالة ويضعونها في زرائب خلف النزل حيث يتولى راع مسن طوال النهار تصنيفها معظم الرعاة المسنين قادرون على تمييز الخروف بأسرع ما يميزون أنسانا".
منتديات ليلاس
" أتتعنين أنهم فعلا قادرون على تمييز خروف عن آخر ؟ ولكن كيف؟".
" بواسطة العلامات التي تحملها الخراف , لكل مزرعة علامتها المميزة , يقولون أن هذا العمل يتوارثه الأبناء عن الآباء منذ عهد الفايكينغ الذين غزوا هذه الجبال وأستقروا عليها لأن موقعها ذكرهم ببلادهم , أذا كانت أذن الخراف مقروضة يقطعون طرفها كليا , أما أذا كانت الأذن مشطورة فتكون ممزوقة حتى منتصفها , وأذا كانت مفرضة فيكون الفرض بشكل رقم سبعة , وأذا كانت مقروضة مفتاحيا فيكون القرض بشكل مربع , وبما أنه لكل أذن طرف علوي وآخر سفلي ولكل خروف أذنان أثنتان فيمكن جعل العلامتين متطابقتين , كما أن هنالك الحروق في القرون أو علامات مميزة في مختلف أنحاء جسم الخروف , ولكن الرعاة المسنين لا يحتاجون ألى رؤية العلامات بل يكفي أن يلقي أحدهم نظرة واحدة ليقول:
" هذا الخروف لطوم لوثر أو هو خاصة يون غلندينينغ".
تولى تامي حماس كبير فنسيت حذرها وقالت :
" كم هذا فاتن , أتحرق شوقا لرؤية ذلك".
" لا بد لك من الأنتظار , حفلات المرح لا تقام ألا في الخريف , كثرة العمل في هذا الوقت من السنة لا تسمح للناس بأنشاء عشرين بيتا من الشعر في الساعة الثالثة صباحا".
فقالت تامي متلعثمة :
" ألا يمكن أن تكوني مخطئة ؟ سمعت أنهم ينوون أقامة حفلة مرح هذا الأسبوع".
ضمت العجوز شفتيها وقالت:
"يتمنى البعض أن يكون عيد الميلاد كل شهر , وأن تقام حفلة مرح كل أسبوع , كلا , أنت مخطئة ولا شك , المعروف عن بعض الشبان أنهم يقيمون حفلة مرح خاصة بهم وهي لا تقارن بالحفلات الحقيقية".
غيرت تامي الموضوع قبل أن تساور العجوز الريبة , ولكنها بقيت عرضة للقلق طوال النهار , ولو أمكنها أن تبعث لديرك برسالة تخبره فيها أنها غيرت رأيها لفعلت.
صعدت ألى غرفتها تحدوها رغبة في أكمال أشغال الأبرة التي أهملتها في الأسبوعين المنصرمين , وكانت قد أستقرت في مقعدها بقرب النافذة عندما دخل آدم بعد أن قرع الباب بحياء .
بدا وكأنه في مهب الريح , شعره الأسود مبعثر , نظرته جامدة كالجليد الذي يغطي قمم الجبال حيث أمضى نهاره , كانت ملابسه عادية , سترة سميكة من الصوف وسروال لركوب الخيل وقد عقد وشاحا حريريا تحت ياقة قميصه المفتوحة , قامته المنتصبة ورأسه الشامخ وملامحه العبوسة أبرزت أعتزازه بسلالته.
قالت في نفسها :
" جاء البارون فوكس يتفقد مصدر أزعاجه".
وتشبثت بغيظها لتقاوم موجة الضعف العذبة التي أعترتها , وكادت أن تمنعها من التنفس , دست قطعة التطريز وراء الوسادة ونهضت من دون أن تتأثر بظهوره المفاجىء .
" هل تريد شيئا؟".
أرتفع حاجباه دهشة وأستقرت نظرته على وجنتيها المتوهجتين أولا , ثم على الوسادة التي جعلتها مخبأ وقد ضاقت عيناه ريبة.
" هل أخترت وقتا غير مناسب لزيارة؟".
كان الرد الناعم مشحونا بالأسئلة فتابع قائلا:
" لم هذا الأحمرار ؟ لم هذه الوقفة الدفاعية ؟ ما الذي تخفيه الوسادة ؟".
أتجه نحوها وقرأت تامي أفكاره وتقدمت تسد عليه الطريق مصممة على أبقاء أمر القماش الذي طرزته بأحلامها سرا حتى يحين الوقت المناسب لمفاجأته وأتباعه بما يثبت مهارتها غير المتوقعة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-09-10, 09:16 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


ضحكت بعصبية وقالت :
" جميل منك أن تمنحني شيئا من وقتك خاصة أن موسم العمل يداهمك , أترغب في فنجان من الشاي؟ منذ قليل شربت والعمة هونور أبريقا منه ولكن بأمكاني أن أعد لك فنجانا".
فرد بعبوس :
" كلا , شكرا".
ثم فاجأها بالسؤال:
" هل جاء بيتي ألى هنا؟".
فأجابت متلعثمة :
" أجل , زارني ليرفع من معنوياتي وحمل ألي هدية صغيرة".
وأحتبس الكلام في حلقها عندما أتجهت نظراته نحو الوسادة , راودتها رغبة في الضحك , خيل أليه أنها خبأت هدية ديريك لتفاخر بها فيما بعد على أنفراد , ولم تحاول أطلاعه على الحقيقة.
وكتلميذة ساذجة سألت متلعثمة :
" هل من سبب معين لزيارتك؟".
منتديات ليلاس
رمقها آدم طويلا وقال:
" أتيت لزيارتك لأنك زوجتي وكنت مريضة وكانت حماقتي هي السبب في مرضك , أتدهشك رغبتي في الأستفسار عن صحتك يوميا ؟ كل زوج يعرف واجباته يفعل ذلك".
" يعرف واجباته !".
وهمست في نفسها بمرارة , أنه لكذلك فعلا , لولا تعلقة بالواجب وأدراكه لألتزاماته لما كانت هي الآن البارونة فوكس.
قالت بصوت حاد :
" أنا بخير , لا تدع حالتي الصحية تعرقل أعمالك بعد اليوم".
وأشارت بعينيها نحو الباب , ولكن آدم أذهلها بتجاهل أشارتها وجلس على مقعد قريب .
أطبقت أصابعه الفولاذية على معصمها وشدها أليه قائلا:
" تعالي , دعيني أنظر أليك".
وأظهر سيطرة أذهلتها وجعلتها تجثو بجانبه وجذبها ألى الأمام وأنحنى برأسه ألى أن ألتقت عيونهما , كانت في ما يشبه الغيبوبة عندما شعرت بأبهامه يلامس وجنتيها فأرتعدت عندما خاطبها بصوت يفيض حنانا .
" أنت رائعة الجمال وقد خلقك الله للحب".
أقترب رأسه منها , ولفحت أنفاسه الحارة وجنتها , على شفتيه طيف أبتسامة وتحول الحنين الجارف الذي يجتاحها ألى أحساس قوي من الرغبة في الأستسلام صاغرة بين ذراعي الرجل افظ الذي ورث شخصيته عن أسلاف كتبوا أسماءهم بالسيف دونما رادع يردعهم , كانوا ذوي أمزجة متقلبة كمزاج آدم الآن , أنه عطش ولا ترويه سوى أمرأة , عرفا الحب والحنين في أقصى درجاتهما ولكن تامي أكتشفت أنها لا تريده بغطرسته بل بحبه الخالي من كل شائبة وأنها تفضل البقاء من دونه على نيل جزء منه فقط.
سيطرت على نفسها وحبست دموعها وقالت:
" هل لك أن تنصرف الآن ؟".
منتديات ليلاس
نهض على قدميه بطوله الفارع , عدم ظهور الندم عليه أثبت حكمة تصرفاتها .
" ما دامت هذه مشيئتك ".
قالها ببرود وسار نحو النافذة وسرح ببصره على القمة المنتصبة كحارس فوق منزله.
وأفصح عن أفكاره بوضوح عندما سألها ببرود :
" أتتوقعين أن يكرر بيتي زيارته؟".
أطلقت تامي زفرة حارة مرتعدة وهي تدرك مدى خطورة لعبتها .
وكذبت قائلة:
" كلا , لم نتخذ ترتيبات حاسمة".
أستدار أليها آدم وعلى شفتيه أبتسامة تفيض سخرية وقال :
" عظيم!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, adam's rib, اللمسات الحالمة, margaret rome, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روايات.روايات رومانسية, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:46 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية