كاتب الموضوع :
زهورحسين
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
تسلمين يالغلا واتحملوني انشالة اكملها
6-معا على الطريق
*************
بعد ان قطع كارلوس مسافة اربعين كيلو مترا على طول الساحل,
خفف من سرعته وسأل سارة اذا كانت تحب زيارة قرية اكانتو0
هزت رأسها ايجابا0لايهمها ان تذهب بقدر ما يهمها ان تكون بقربه0
اجتازا مناظر ذات جمال تمجد الخالق وتقطع النفس0التلال المتموجة تحد سهلا ساحليا ضيقا حيث تنمو الازهار الشائكة,والقمح والشعير0
شرح كارلوس:
"لايوجد طريق تجتاز قرب اكانتو0فجبل اوليمبوس الذي يرتفع شمالا يشكل حاجزا صعبا"
كانت القرية فعلا غريبة وتملك سحرا غير اعتيادي0اوقف كارلوس السيارة على جانب الطريق ثم نزلا معا0 وفي البداية لم يلتقيا بأي كائن بشري000فهمست الفتاة تقول:
"يالهذا الهدوء000والسكون!هذه القرية تسحر الالباب0000اه!ها اني ارى شخصا!"
ابتسم الرجل الغريب وقال باللغة الانكليزية:
"اهلا وسهلا الى قريتي00هل بامكاني ان اقدم المشروبات المنعشة؟"
كان الرجل اسمر البشرة,قصيرا وسمينا,ذا شعر اسود وعينين سوداوين كالفحم0اشار الى باب حديدي ودعاهم الى ساحة منزله0
اجاب كارلوس وسارة في الوقت نفسه:
"شكرا جزيلا,نعم نحب ان نشرب شيئا"
قال موجها حديثه الى سارة:
"امي تحضر الان بوظة الرمان الحلو00هل سبق ان ذقته,ياسيدة؟"
"نعم 0احب هذا النوع من البوظة بشكل خاص"
سأل الرجل وهوينظر الى كارلوس:
"هل انتما في عطلة؟"
انه يحاول معرفة السبب:لماذا هذا القبرصي يتنزه مع هذه الفتاة الانكليزية؟"
"هل انت زوجته؟"
اجاب كارلوس ضاحكا:
"هذه المرأة هي اختي"
"اختك؟انكليزية وانت قبرصي"
اجابه كارلوس بأختصار:
"تماما"
لكن بعد فترة وجيزة شعر بالجرأة تجاه هذا الرجل الذي كان يشعر بفضول قوي0
فشرح له من دون حقد في صوته:
"والداي تبنى سارة"
كان يبدو فرح المزاج كأنه نسي ما حدث له في طفولته فاضاف:
"كان والداي يعيشان في انكلترا وكانا صديقين لوالد هذه الفتاة"
"هذا لطف منهما ان يربيانها"منتديات ليلاس
وفي هذه الاثناء خرجت امرأة من حجرة معتمة وهي ترتدي الملابس السوداء0ابتسمت لهما ترحابا وهمست شيئا باليونانية0
فترجم كارلوس لسارة وهو يضع ذراعه حول كتفي سارة0
"مرة اخرى00تقول لنا اهلا وسهلا"
رافقها الى الكرسي فجلست سارة واستدار كارلوس نحو المرأة ليثرثر باليونانية معها0وبعد قليل قال لها ابنها كلمة فاختفت داخل المنزل,فقال الرجل لسارة:"
"امي لاتتكلم الانكليزية0ذهبت لتجلب لكما شيئا للشراب"
جلس قرب كارلوس وراح يتفحص الفتاة0ابتسمت داخليا وفكرت بالوقت نفسه انه لم يسبق ان رأت كارلوس يتأمل النساء هكذا0
بل العكس يبدو وكأنه لايبالي بهن0
سأل الرجل:
"هل تعيشان في قبرص؟"
واضاف في الحال انه يدعى غلافسكوس ووالدته تدعى مارلولا0
اجاب كارلوس بأنه يعيش في الجزيرة بينما جاءت سارة الى هنا للعمل:
"مديرها يؤلف كتب الاسفار"
"هل سيكتب عن قبرص؟" اجابت سارة مبتسمة:
"نعم0سنبقى هنا سنة تقريبا"
"اذا كتب عن قريتنا فسيؤمها السياح"
احتجت قائلة:
"لكن,لستم بحاجة الى السياح"
نظرت حولها:البساتين والتلال والبيوت المربعة البيضاء ومداخلها المزروعة زهورا والنباتات المتسلقة0000لاضجة ولا صوت000قرية تنتعش تحت الشمس اللاهبة,النوافذ الخشبية مغلقة للحماية من الضوء القوي والحر القاسي0
"انها قرية هادئة ورائعة جدا00السياح سيسيئون الى كل هذا السكون والروعة"
قطب غلافسكوس حاجبيه ورفع كتفيه العريضتين وقال:
"لكنهم يجلبون المال وهذا ما ينقصنا هنا0انظري,بيلابي مزدهرة لان السيد روريل كتب عنها0عدد كبير من الاجانب يقصدونها,كما يعيش عدد لابأس به من الانكليز فيها0وهذا يدر على القرية المال الكافي لتزدهر وتعمر"
قال كارلوس وهويهز رأسه:
"لن تشبه الكانتو بيلابي ابدا"
"صحيح00ليس عندنا كنيسة وهذا ما يحبه الاجانب"
سأل كارلوس سارة:
"هل زرت أي كنيسة هنا يا سارة؟"
"مرة زرت كنيسة برفقة جيلبير0لكننا لم نبق هناك سوى وقت قصير0اعتقد بأن المجال سيسمح لنا بزيارتها مرة ثانية"
"لدي اصدقاء يعيشون قرب كنيسة000فنان وزوجته0سأخذك لزيارتها يوما"
"يعيش هنا عدد لابأس به من الفنانين00اليس كذلك؟"
"انه المكان المثالي لهم"
رفع عينيه عندما وصلت مارولا حاملة صينية المشروب وقال باليونانية:
"المعذرة لاننا عذبناك"
كان وجه مارولا يشع فرحا00واجابت بأنها فرحة جدا لاستقبال الزائرين0
سأل كارلوس وهويقرب كرسيا اخرا:
"هل تنضمين الينا؟"
نظرت مارولا نحو ابنها ثم هزت رأسها ببطء وابتسمت مرة اخرى قبل ان تدخل المنزل0نظرت سارة الى كارلوس0نعم انه يشعر مثلها انه يجب على غلافكوس ان يدعو والدته الى الجلوس واحتساء الشراب معهم0
راح الثلاثة يشربون ويثرثرون في الوقت نفسه0اخيرا اعلن كارلوس انه حان وقت العودة0
توقفا في قرية صغيرة في طريقهما ليحتسيا الشاي فجلسا في حديقة مقهى فارغ الامنهما0الحديقة مزروعة باشجار الحامض والبرتقال0
وخلفهما بستان واسع محمي بصف من شجر السرو0امام المقهى يمتد الحقل حتى التلال ومن ثم تبدأ الجبال0
قال كارلوس :
"هل تعرفين اسطورة افروديت وكيف ولدت؟"
"اعرف ان بافوس هو المكان الذي ولدت فيه افروديت"
"لا,ولدت افروديت من رغوة الموج0هناك قصة مختلفة حول ولادتها في الياذة هوميروس,لكن الامر الاكثر شعريا هو ان تلد من البحر"
"اعرف انه كان لها عشيق يدعى ادونيس قتله خنزير بري0انه موت محزن 0لكن الاساطير غالبا ما تنتهي نهاية غير سعيدة"
"ادونيس لم يكن سوى واحد من عشاقها0فزوجها ايغايبستوس كان رمز النار عند اليونان"
ضحكت سارة وكانت تحب لويكمل كارلوس قصصه حول الاساطير اليونانية,لكنه نظر الى ساعة يده وقال ان الوقت قد حان ليعود الى لابيتوس0
|