كاتب الموضوع :
زهورحسين
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
تسألت سارة في داخل نفسها اذا كان كولن سيكون سعيد في البقاء مع امرأة قبرصية خجولة بالكاد تنطق كلمة واحدة0
فمساء امس شعر الجميع بارتياح عندما غادرتهم انولا باكرا لتذهب الى النوم,بعدما امرها كارلوس بذلك بحجة التعب والغم0
مفاجأة اخرى كانت بانتظار سارة بعد عودتها من النزهة مع جيلبير والتي دامت ساعتين0
اذ وجدت كولن وانولا يحتسيان الليموناضة ويثرثران كأنهما يعرفان بعضهما من مدة طويلة0
ابتسمت سارة رغم حزنها0تعرف ان كولن قادر على جذب النساء متى ما اراد ذلك0انه شاب وسيم,لكنه كان ينظر الى النساء بالا مبالاة0
ليس عنده وقت يكرس لهن ولا لحركاتهن المتصنعة0وجيلبير ايضا كان مندهشا اذ قال بعدما جلس قرب سارة:
"الظاهر انكما متفقان0هل تشعرين بتحسن يا انولا؟"
اجابت بخجل:
"نعم,شكرا,ياسيد هولغروف"
وللحال عادت لتنطوي على نفسها وفهمت سارة ان انولا تشعر بالحرية مع كولن وحده0
سألها جيلبير:
"هل تعتقدين ان كارلوس سيأتي الى الغداء؟انها الساعة الثانية عشرة والنصف وهويعرف اننا نتناول الغداء في الواحدة,قلت له ان يأتي اذا ما كان يرغب بذلك"
لكن كارلوس لم يظهر فصرحت انولا لسارة بلهجة حزينة:
"لم يأتي لانني هنا0فهو زعلان مني0اه!انني متأكدة من ذلك,خاصة عندما ذكرني عدة مرات انني انا التي وضعت شرطا لزواجنا,وبامكانية فسخ الخطوبة,اذا صدق ووقع احدنا في الغرام00"
توقفت لرؤية التعبير على وجه سارة واضافت بحزن:
"ها انا قد وترت اء عصابك"
تنفست سارة الصعداء وقالت:
"هذا لان الحديث لايجدي أي فائدة0ستتزوجين من كارلوس وانا بدأت اتقبل الامر0 وسأتخلى عنه نهائيا"
عضت انولا على شفتيها ورمقتها بنظرة عاتبة هامسة:
"افضل000افضل لواكون انسانة ميتة"
ابتعدت سارة في الحال امام هذا الوضع الثقيل,لكنها اقترحت على انولا بلطف ان تذهب معها الى شاطىء البحر0
منتديات ليلاس
"لكننا يجب ان نعود في حدود الرابعة لان كارلوس سيأتي ليأخذني الى المستشفى"
فضل جيلبير ان يأخذ قيلولة,لكن كولن قبل دعوة سارة التي اخذتهما بسيارة الكاتب الى شاطىء البحر0
كان الثلاثة في بزة السباحة وبمئزر الحمام0وكان الماء فاترا0فشعرت سارة بارتياح لان تسبح وتفرغ رأسها من الافكار العديدة التي طرأت في الايام الاخيرة0
لم تعد تفكر بشيء ولا باحد0كولن وانولا يسبحان معا0اما سارة فتوجهت نحو مجموعة من الصخور تقع في عرض البحر وخرجت من الماء وجلست على الصخر واغمضت عينيها لتحميهما من انعكاس الشمس على الماء الزرقاء0
ومن هناك لمحت شخصا يسبح وحده بسرعة بمهارة فائقة0وتسألت كم يكون هذا الشخص شجاعا ويحب المخاطرة0لاشك انه رجل,فالمرأة لاتجروء على المغامرة بعيدا0
نظرت في مكان اخر ورفعت يدها باشارة لترد على كولن الذي كان ممدا على الشاطىء قرب انولا وعلى بعد كبير من مكان سارة0
لكنها شعرت فجأة برغبة ان تكون وحيدة ولايراها احد0
فنهضت وراحت تبحث عن مكان تختبىء فيه وراء الصخرة0
جلست هناك وعادت تنظر الى الرجل الذي يسبح بثقة واتقان0وتهيأ لها انه يتوجه نحو تجويف في الصخر,لكنه عدل عن ذلك واستدار ليسبح نحو الشاطىء0
وبينما كانت تنظر اليه بقلب نابض,قال لها حدسها ان هذا الرجل لابد يكون كارلوس بالذات0
"سارة!"
خرج من الماء طويلا,نحيلا,اسمر,وقال:
"هل انت وحدك؟"
هزت رأسها وقالت وهي تشير باتجاه الشاطىء,وما وراء الصخور:
"كولن وانولا على الشاطىء0لم ار سيارتك,اين امضيت طيلة فترة بعد الظهر؟"
تذكرت في هذا الوقت بالذات انها لم تعير انتباها للسيارات الموقوفة خلف الشاطىء0
"جئت الى هنا في الثامنة صباحا"
"في الثامنة!"
"هي سيواصل كارلوس هذه الحياة المحرومة من العطف والحنان,ماعدا حب ابنته ,شعرت بالم حاد في حنجرتها وقالت:
"حبيبي,الم تتناول طعام الغداء؟"
جلس قربها فارتجفت وقال:
"لست جائعا"
نظر باعجاب الى جسم سارة الاسمر,لكنها ازاحت رأسها خجلا فسألها:
"ياحبي,بماذا تفكرين؟"
رفعت وجهها نحوه ولاحظ الدموع تلمع في عينيها0فاخذها بين ذراعيه وبدا عناقهما الصامت كأنه تحد لكا الالام والعذابات0
"اه!كارلوس000كيف يمكنني ان اعيش من دونك؟"
لم تكن تنوي قول هذا الكلام لانها لاتريده ان يتألم0فقد وعدت انولا انها لن تحاول ان تأخذ كارلوس منها0
قال بصوت اجش ومتقطع الما:
"وانا,كيف سأعيش من دونك؟ياحبيبتي000"
عانقها بشغف وحرارة0كيف بامكانها مقاومته؟فصرخت:
"كارلوس00"
تخبطت كي تدفعه عنها وقالت:
"كارلوس حبيبي,لاتدعني استسلم لك,ارجوك"
كان صوتها حزينا جعله يندم على مافعله وتركها0ثم وضع يديه على شفتيه وقال:
"ياسارة,الجميلة ,الناعمة,سامحيني"
نظر اليها مطولا في حنان رهيب0فقالت لتغير الجو:
"كارلوس,اشعر بالجوع,مارأيك لو نأخذ شيئا في المقهى القريب من هنا؟"
ابتسم ووافق ثم اجاب:
"ليس معي مال0انه في السيارة"
وضحكا لما لاحظا ان لااحد منهما يحمل المال في هذه الضروف0
لكنه وعدها انه سيطلب من خادم المقهى الذي يعرفه جيدا ان يدفع له في وقت اخر0
توجها نحو الشاطىء بخطى بطيئة,ويها بيده0
|