كاتب الموضوع :
زهورحسين
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
9-الزائر الصديق
*****************
سارة وريان تاعبان في الحديقة0وكولن جالس على كرسي طويل يراقبهما بابتسامة مرحة0وعلى الشرفة يقرأ جيلبير مادونته سارة خلال اقامتهما في فاماغوستا من انطباعاتها الشخصية0
ثم يعلن بفرح ان ما كتبته يستحق استعماله في كتابه0كان اليوم نهار السبت واتت سارة بريان في الصباح الباكر0فتناولت الفتاة الصغيرة الغداء في الفيللا بينما وعد كارلوس بالامس على الهاتف انه سيسر للتعرف على كولن الذي وصل لتوه0
رفع الكاتب عينيه عن الاوراق لينظر الى ريان التي نضحك بفرح وهي تلهو مع سارة0كانت الفتاة تركض في كل الجهات لتتخلص من ايدي عمتها0
"اه!لقد التقطتك!"
ضمت سارة الفتاة بين ذراعيها0فنظرت ريان اليها بعينيها الخضراوين المليئتين حبا وقالت:
"انت تعرفين جيدا سرعتي,ياعمتي سارة,لكنك تضيعين الوقت قبل ان تلتقطيني"
مسحت ريان العرق المتصبب على جبينها واضافت:
"اه!كم الطقس حار!"
"اذن لنستريح الان ونأخذ بعض المشروبات المنعشة"
يدا بيد توجتا نحو كولن0لكن ريان اسرعت نحو جيلبير وجلست على ركبتيه0وبقيت سارة وكولن وحدهما0
قال كولن بصوت جاف:
"ماهذا التغيير المفاجىء الذي طرأ عليك!اين تلك الفتاة البادرة التي عرفتها زمان؟"
ضحكت بينما كان قلبها محطما بخيبة الامل:
"هذا تأثير الجزيرة0هنا,الجميع لايشعرون بثقل الهموم"
اغمضت عينيها تتألم على نفسها وعلى كارلوس ايضا0
نظر كولن نحو ريان التي تمسك بعنق جيلبير وقال بتحدي:
"هل تتذكرين ماكنت تقولينه لي عن الاولاد والحياة العائلية؟"
تنهدت ثم جلست على العشب رافعة قدميها الى عنقها0عيناها مبللتان وفمها الجميل يرتجف0نظر اليها كولن بدهشة وقلق وسألها:
"هل هناك شيء يقلقك ,ياسارة؟"
هزت رأسها من دون جواب0كانت بحاجة ماسة ان تتحدث الى احد ما0كان يجب عليها ان تفشي بسرها الى جيلبير,لكنه منغمس بالكتابة ولاتريد ازعاجه0فهي تعرف انه سيقلق عليها كثيرا,وبالتالي لن يعود قادرا على التركيز في عمله المبدع0فجأة نهضت واقفة وقالت:
"لنتنزه قليلا وسأخبرك بكل شيء"
نظرت الى جيلبير والى الفتاة في حضنه وقالت:
"هل بامكان ان تبقى معك مدة عشر دقائق؟"
هز رأسه ايجابا0
وقبل ان يغادرا الحديقة ,سألها كولن:
"سارة,ماذا يجري؟تبدين مضطربة كليا,خاصة عندما جلست على العشب"
فكرة برهة قبل ان تجيب:
"لقد اخبرتك مرة عن كارلوس0هل مازلت تتذكر,ياكولن؟"
"كيف انسى ذلك؟"
"لقد جعلتك تعتقد انه بالنسبة الي اخ لاغير"
ران صمت طويل0رمقها كولن بنظرة سريعة وهما يتجهان نحوالباب الحديدي,ثم قال:
"نعم,هذا صحيح"
اليا,مدا يديهما معا ليفتحا الباب ولمست يده يدها0فضغط كولن على يدها بشدة فشعرت سارة بارتياح وقالت:
"لم اقل لك الحقيقة؟لقد وقعت بغرام كارلوس منذ ان كنت في سن السادسة عشرة"
منتديات ليلاس
ردد وهويتذكر الحديث الذي تناولاه في انكلترا ليلة الاحتفال بعيد زواج جديه الذهبي:
"ست عشرة سنة؟!اي عندما تزوج هو,اليس كذلك؟"
هزت رأسها موافقة وقالت:
"عرفت انني احبه يوم عرفني فيه الى اليسون0لقد كتبت لك في رسالتي انها توفيت"
"واخبرتني ان كارلوس قد رضي عنك0لكنك لم تخبريني عن حبك له"
"لم اكن اعرف انه يحبني"
"هل يحبك؟"
لاشك انه كان يعتقد انها تعسة لان كارلوس رفض حبها فقالت:
"نعم ياكولن0انه يحبني"
"في هذه الحال,اين تقع المشكلة؟"
فتح لها الباب الحديدي ودعاها للخروج امامه0
"لقد عقد خطبته على امرأة اخرى"
"خطبته؟هل خطيبته امرأة قبرصية؟"
"نعم0لااعرف اذا كنت تعلم ان الخطوبة هنا في قبرص هي بمثابة الزواج0وتتم الخطبة في الكنيسة حيث يتبادل الخطيبان خاتم الخطبة0لااحد هنا يكسر الخطبة"
قطب حاجبيه وقال:
"لاافهم جيدا0اذا كان كارلوس خاطبا,فكيف وقع بحبك,وفتح لك قلبه وحقيقة عواطفه؟"
"كان يناضل ضد هذا الحب0لكن جاء يوم وقرر ان يأخذ قرارا0اعرف الان انه مستعد ان يصرح لانولا انه غيرقادر على الزواج منها0
لايوجد بينهما أي حب0غير ان انولا امرأة وحيدة وام لصبي صغير0وكان كارلوس يعاني الوضع نفسه0فصمما على الزواج لمصلحة الولدين0ولاشك ان كارلوس فكر بأن الزواج سيؤمن الاستقرار لريان"
"هل قال لك انه لن يتزوجها؟"
"ذهب خصيصا الى نيقوسيا ليحدثها0عادة لايذهب الى العاصمة بصورة مستمرة بالرغم من وجود مكاتب عمله هناك0اذن,ذهب كارلوس ليراها,لكن لم تكن ردة فعلها كما كان يأمله00"
"كان يتصور انها ستفك العقد وبالتالي سيكون قادرا على الزواج منك"
"ليس هذا بالضبط0في الواقع قالت له انولا,عندما عقدا خطوبتهما,انه اذا احدهما وقع بحب انسان اخر قيل الزواج فبامكانهما فك العقد,لكنه لم يكن يتصور ان هذا سيحدث له,لانه لم يكن ميالا الى النساء0لكنه عندما عرف انه يحبني,حاول مجابهة عواطفه0وقرر اخيرا ان يلغي العقد0لكن انولا,عندما علمت بالامر راحت تبكي وتولول وقالت له انها مصرة على الزواج منه0بالنسبة اليه,اصبحت المسألة تتعلق بالشرف0وهو مضطر الان ان يخضع لارادة خطيبته"
"عليه اذن ان يتزوج من امرأة لايحبها؟"
"اعتقد انه سيتزوجها"
"لكن,انت00"
هبطا ببطء داخل الممر الذي تحده اشجار الحمضيات,فالبيوت البيضاء ساخنة تحت شمس الظهيرة0حدائقها مليئة بجميع انواع الازهار والبقول0هنا وهناك شجرة نخيل تتأرجح في بطء تحت السماء الزرقاء,بفعل نسيم ات من البحر0
|