كاتب الموضوع :
زهورحسين
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
اقترب منها بخطى واسعة0هل يعرف ان هيئته رفيعة ومهيبة ؟؟ظل مدة طويلة واقفا امامها ينظر اليها0ولدهشتها,امسك يدها بحركة امتلاكية جعلتها ترتعش0ثم امسك بذراعها وحذا حذو الزوجين الشابين الذين كانا يمشيان امامهما0
كان يوما مثاليا للغزل0تمشيا بين مدينة سلامين,المدينة التي كانت في قديم الزمان مزدهرة,وقد بناها احد ابطال حروب طروادة0
لكن للاسف دمرتها الهزة الارضية0اما الاعمدة الرخامية والحمامات وبقية الاثار فتعود الى عهد الرومان0
قال كارلوس بعد صمت طويل:
"هذا هو الملعب,ربما ادركت ذلك"
"لا,لكنه جميل جدا,كيف كانت المدينة في الماضي"
"من الصعب تصورها0لاشك ان المدينة كانت مليئة بالمنازل الفاخرة والمخازن والدكاكين والمسارح والهياكل والمعابد0اما الديكور الاساسي فهو المرفأ والبحر"
"انه لشيء محزن"
ثم اضافت بلهجة احتقار للذات:
"انا عاطفية من دون معنى0ماحدث في الماضي قد مضى,كما يقول جيلبير ولايمكننا ان نعيش الحياة من جديد"
ردد في لهجة حالمة:
"ماحدث في الماضي قد مضى"
كان شاردا في ذكرياته0فقالت بصوت متوسل:
"كارلوس,لاتفكر مطولا في الماضي0طفولتي لم تكن اسعد من طفولتك,مهما فكرت بالامر0كنت افضل محبة وعاطفة 000اخي000بدلا من الجاه والمال!كنت بحاجة اليك,ياكارلوس,لكنك لم تلحظ ذلك"
كانا واقفين قرب بعضهما على مدخل الملعب0امامهما تبرز اعمدة الرخام العالية وتاجها الكورينثي0فرددت املة ان يصدقها:
"كنت بحاجة اليك"
التفت نحوها ببطء وسألها بصوت مبحوح من شدة الانفعال:
"هل كنت بحاجة الى اخ؟"منتديات ليلاس
اخفضت عينيها وقالت هامسة:
"نعم ياكارلوس0في الايام الماضية كنت اريد ان اكون قريبة منك,كما تكون الاخت قريبة من اخيها0ولما كبرت بالسن,حاولت ان افهمك الى أي درجة وضعنا هذا كان يؤلمني000"
قال بلهجة قاسية فجأة:
"يولمك؟كنت تشفقين علي؟"
"كارلوس لاتسيء الظن0عندما اقول لك اني كنت بحاجة اليك,اتكلم بصدق واخلاص"
ابتسم من طرف شفتيه0فما زال يشعر بالاضطراب حيال امر ما يحيره0لوبامكانه فقط ان يفشي لها بسره الذي يعذبه!
"اسف,ياعزيزتي"
توقف عن الكلام عندما تقدمت مجموعة من الاميركين وقفت قربهم لتتأمل المنظر لكنها سرعان ما ابتعدت وراء الدليل والات التصوير0
تابع كارلوس يقول:
"لاشك انك تعتبريني شديد الحساسية,اليس كذلك؟"
"افهم ماتشعر به"
وضعت يدها بذراعه في خجل وقالت:
"لندع الماضي جانبا0طفولتنا لم يعد لها اهمية اليوم00ومايهم هو الحاضر والمستقبل"
سيتوصل يوما الى ادراك ما يدور في قلبها وعقلها وكيانها0واذا وافق على انها بحاجة اليه ربما يبدأ بالنظر اليها بمنظار جديد0
اخيرا قال:
"انت على حق"
ومن دون انتظار او توقع,امسك يدها وضغط عليها بحنان0بدا اقل قلقا كأنه اتخذ لنفسه قرار ا مفاجئا هدأ من روعة قلقه0
ارتبكت سارة واصابتها الحيرة00لكن,يده بيدها ونظرته الناعمة الحنونة جعلتها تنسى كل الباقي واستسلمت للسعادة المنغمسة فيها0
تلألآت عيناها وارتجفت شفتاها وعرفت ان تصرفها سيؤثر بكارلوس000وتأكدت انه بدأ يعرف ماهي حقيقة عواطفها تجاهه0
ظل ممسكا بيدها طوال الوقت بينما يتمشيان في الاثار0
ثم سألها بحنان وتسامح:
"هل اعجبك المكان؟"
"كثيرا0لااتذكر اني كنت سعيدة في حياتي اكثر مما انا عليه الان"
"انا كذلك"
وتذكرت سارة ما قاله جيلبير لها,ان هناك شيئا مهما لم يعرفه كارلوس في زواجه0
طريق العودة كانت هادئة0الاثنان منغمسان في افكارهما الخاصة0لكن سارة كانت ترمقه من وقت لاخر بنظرة جانبية محاولة تمييز تعبير وجهه0وبماذا يفكر ياترى؟
عندما جاءت سارة لتزور كارلوس في المرة الثانية وجدت ريان معه فاستقبلتها الفتاة بدهشة وابتسمت لرؤيتها بحنان كبير0
"عمتي سارة,انا سعيدة لرؤيتك,قال لي ابي اننا سنذهب الى البحر معا!"
"صحيح؟"
امسكت الفتاة الصغيرة يد عمتها فشعرت سارة بدفء في قلبها0توجها معا الى الشرفة حيث كان كارلوس جالسا يتفقد اوراقه وبدأ يجمعها فابتسمت له سارة ورأت حينئذ تجعيدة حزينة وقاسية على فمه00
غير انه رد عليها بابتسامة لطيفة ورأى يد ابنته تضغط بقوة على يد سارة0
"قالت لي ريان اننا سنذهب جميعا الى البحر"
"اذا كنت توافقين على ذلك0فكرت بأن ذلك يفرح الصغيرة لانها تحب السباحة كثيرا ومضى عليها اسبوع بكامله من دون ان تمارسها0بامكاننا ان نبقى هنا ونسبح في بركة السباحة,لكن اقترح ان نذهب الى البحر مادام الجو جميلا"
"هذا يسرني ايضا0لكنني لم اجلب بزة السباحة0لذا يجب ان امر بالفيللا"
|