لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-09-10, 11:09 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الرابع


ظل "شيز" مسمرا فى مكانه . لقد سمع جيدا ولكنه لم يستطع أن يصدق ما يسمعه ، ومع ذلك فإن وميض الخوف الذى لمحه فى عينيها ربما كان من الإثارة لو كانت بيده حرية الاختيار ، لتوقف فى مكانه ... ولكن الأوان فات ..
بدأ توتره يتصاعد وعضلات تؤلمه ، وسرت رجفة غريبة فى ساقيه وهى تجدحه بإمعان ، قال لها – وهو غاضب منها - :
- ارتدى هذا القميص يا آنسة :
ولكنها عارضته ، وهزت رأسها علامة النفى فى مظهر طفل مفزوع وليس امرأة تريد أن تغويه . أمسك "شيز" بغطاء السرير وغطاها به وسألته – وقد لمعت الدموع فى عينيها - :
- ألا أعجبك ؟ ألاأثير اعجابك ؟ هل أنا نحيفة للغاية ؟
- ولكن ، لا يا "آنى" . أنت جيدة جدا ... ربما نحيفة بعض الشئ ولكن ليست هذه هى المشكلة .
شم رائحة شعرها المبتل وبشرتها النضرة ، أراد "شيز" أن يتراجع بعيدا عنها بعد أن غطاها بغطاء السرير ولكن الأوان فات . سألها وصوته جاف من الانفعال :
- هل تريدين حقا أن تساعدينى فى ترتيب المؤونى وأنت شبه عارية يا "آنى ويلز" ؟ هل فكرت جيدا فى العواقب ؟ وهل هذا حقا ما تريدينه ؟
همهمت "آنى" وهى تحاول الالتصاق به وكانها تبحث عن حنانه وتعاطفه :
- نعم .. نعم هذا هو ما أريده .
لاحظ "شيز" فى عينيها نظرات الانبهار ، همهمت ببضع كلمات لا معنى لها واغمضت عينيها وأوشكت أن تنهار . أمسك بها حتى لا تسقط وسألها فى قلق :
- "آنى" ؟ ماذا هناك ؟
تأوهت وساعدها على الوقوف على قدميها ، إنه يتذكر ردود أفعال النساء العديدات ، بل إنه أحيانا تلقى الصفعات عندما حاول مغازلة بعضهن ولكن لم يحدث أبدا أن أغمى على امرأة بين ذراعيه . ما الذى يحدث لهذه المرأة ؟ إن وجهها شاحب لدرجة مقلقة ، كرر عليها السؤال :
- ما الذى يجرى يا "آنى" ؟
- لا شئ ... إنه تفاعل كيميائى للدماء .. إنه إنخفاض فى نسبة الجلوكوز .. لأننى جائعة .
لم يشك فى كلماتها . ولكنه لم يقتنع بمسألة إغمائها ولديه الطريقة للتأكد سألها :
- هل تستطيعين ان تظلى واقفة ؟
منتديات ليلاس
فتحت عينيها الواسعتين الزرقاوين الحالمتين وهزت رأسها بالموافقة ولكنه ما إن تركها حتى انهارت ، إذن هى لا تغشه ولم تخدعه ، مدت ذراعها نحوه وبدت هشة ومنهكة تماما وقد تراخت عضلاتها مثل عروسة قديمة أهملتها طفلة بعد أن ملتها .
الغريب والمثير للدهشة حقا أن رقة تقاطيعها فضلا عن طبيعتها الغريبة قد أثرت فيه تماما وقلبت كيانه رأسا على عقب . فجأة قال بصوت منخفض وقاس :
- اوه يا انسة "آنى" ! من أين اتت تلك العاطفة التى ستتسبب فى هلاكنا معا نحن الاثنان ؟
بعد ذلك ركع بجوارها ثم حملها إلى السرير.
- انت بحاجة إلى أكل كسرة من الخبز يا آنسة ! منذ متى تناولت وجبة طعام يمكن أن تسمى وجبة حقا ؟
ولكن "آنى" لم تكن لديها القوة لتجيب على سؤاله ، إنها بصعوبة تحاول أن تبقى عينيها مفتوحتين ، وبالتالى لم يكن هناك أى أمل فى أن تحقق خطتها لإغوائه ... إذن لقد جاء اليوم المحتوم ! قال لها :
- هذا قميص جديد وليس أمامك سوى أن ترتديه بعد أن تستردى بعض قواك .
رأت فى عينيه أن عدم الثقة والريبة قد حل محلهما شئ ما يمكن ان تصفه بأنه حنان ... لقد بدا أكثر ودا وصداقة .
قالت بصوت مخنوق :
- "شيز" ! "شيز" ! انا اسفة .. لم اكن أدرى أننى سأسبب لك كل هذه المشاكل .
اجتاحتها رغبة حارقة فى أن تبكى وفى الحال أغمضت عينيها ثانية. بعد لحظات أحضر "شيز" طبقين وشريحة خبز . نهضت فى خطوات غير ثابتة ، وراقبت فى ارتياح القميص التى كانت ترتديه ، والذى اعطاه لها "شيز" ... كان طويلا لدرجة أنه يصلح كثوب قصير وقد وصلت حوافه حتى ركبتيها تقريبا ، سألته وهى تجلس أمامه "
- ما هذا ؟
- هذا "كورندييف" محفوظ .. اسف ليس عندى اكثر من ذلك . ولم أكن واسع الخيال عندما احضرت المؤونة .
قالت "آنى" ....... وهى تهجم على الطعام :
- ولكن هذه وليمة حقا !
وعندما قضت على ما فى طبقها رفعت عينيها ، ورات "شيز" لم يمس طعامه الموجود أمامه ، كان ينظر إليها فى عدم تصديق وانبهار .
سألته :
- ألست جائعا ؟
كان كل رده أن ناولها طبقه . وبينما كانت "آنى" تفترس نصيبه من الطعام أحست بأن عينيه لم يرفعهما عنها . وواتتها فكرة ان الأخوات الصالحات فى الدير لم يكن ليرضين عن سلوكها لو رأينها ... ولكن ليس عندها وقت تضيعه امام الطعام . غن الحياة الزوجية شئ رائع حقا ! سألها :
- هل أكلت كفايتك ؟
دهشت "آنى" من نبرة صوته ، واستشفت من ذلك أنه يقول لها كلمات حب بصوته الحنون الرجالى ، وان اقتصر غزله على الاهتمام بالتأكد من أنها شبعت من الطعام . إنها تحس الان بأنه يسيطر عليها بحنانه ، إنه يمتلكها كلية ! قالت له وهى تجول بنظراتها على عضلات صدره البارزة وذراعيه المفتولين :
- إننى أعتبرك مليحا ومثيرا
قالت فى نفسها : إنه كان من الواجب عليها أن تحمر خجلا لجراتها فى الحديث إليه عن رجولته ، ولكن ما فعلته هو أمر طبيعى أمام رجل فى مثلا ملاحته ورجولته وقوته . ربما كان هذا ما يجب أن تفعله المرأة التى تريد إغواء الرجل ، ولكنها وقد لاحظت قوته البدنية لم تعد ترغب فى رفع عينيها عنه حتى لو حاولت ، وقد بهرتها قوة عضلاته ولون بشرته الذهبية .
أخذ قلبها يدق بلا انتظام وهى لا تدرى ما هو السبب بالضبط ، لقد تربت وسط الهنود الحمر وتعودت على رؤية أجساد الرجال شبه العارية والتى عادة ما كانت قوية ومتينة ، وإذا كان "شيز" مليحا فإنه مثلهم . وهى حقيقة لا يمكن أن تنكرها .
سالها "شيز" مرة ثانية وقد شعر بالتسلية وهو يراها تلتهمه بعينيها :
- هل أنت متأكدة من أنك أكلت جيدا ؟ إننى عندما رأيتك تلتهمين كمية مضاعفة من الطعام خشيت ان تهجمى على وتلتهمينى أيضا .
أحمر وجه "آنى" خجلا وقالت فى رقة :
- ما الذى تقصده يا "شيز بودين" ... هل تحاول مغازلتى ؟
منذ التقى بها وهو لا يكف عن مغاولتها فى محاولة لتعويض السنوات الخمس الضائعة . أجابها بصوت مخنوق يحمل الكثير من المعانى :
- أعتقد أننا تجاوزنا مرحلة الغزل .
تساءل أى رجل قوى يمكنه أن يقاوم امرأة تجلس أمامه ولا ترتدى سوى قميصه الخشن ؟ سألته فى عصبية :
- هل اجتزنا مرحلة الغزل ؟ إذت اين نحن الآن ؟
- لست أدرى ... ربما انتقلنا من الكلام إلى الفعل ؟
- من الكلام إلى الفعل ؟
جدحته لحظة لا تتجاوز ثوانى ثم ارتفعت كتفاها وهى تتنفس بصعوبة ... سألته :
- ماذا تقصد أن تقول بالضبط ؟
- هل تريدين معرفة الحقيقة ؟
__________________

ترددت لحظة ثم أومأت برأسها موافقة ، فقال :
- منذ جلست أمامى وأنا لا أكف عن التفكير بك .
وجد مسرة بالغة وهو يرى وجهها يحمر خجلا ، إنه يتصور تماما المشهد الذى جرى بينهما منذ خمس سنوات بعد زواجهما الإجبارى .. بدأ يفقد رأسه ولكن الذى كان يذهله فعلا من رد فعله أمامها هو فقدانه التام لارادته الصلبة .
إنه لم يكن فى العادة يجد أى صعوبة فى السيطرة على نفسه أمام النساء . وكان أثناء عمله فى المهام السرية الخاصة بوزارة الدفاع الامريكية يقضى أوقاتا طويلة دون مغامرات عاطفية ، لأنه كان يرى أنها تحمل المشاكل أكثر من المتعة ولكنه معها يجد نفسه عاجزا عن كبح جماحه ، سالته فى دهشة :
- انت تفكر فى وأنا جالسة هنا أمامك ؟
منتديات ليلاس
- إننى أفكر فى أشياء يمكن ان تحملك إلى السماء يا "آنى" ... فى مباهج يمكن ان تجعلك تموتين ببطء .
- اموت وأنا امامك بجوار المائدة ؟
رفعت يدها إلى جبينها وكانها تحاول ان تتخيل ما الذى يقصده بكلامه الغامض .
أخذ "شيز" يتفحصها ببطء وامعان ثم قال :
- إن الأمر غريب تماما مثل كلامى فلا تهتمى .
اخذت تنظر فى عينيه مباشرة ، ولكنها وجدت صعوبة فى العثور على كلمات تقولها :
- لا ... بل نعم . ان الامر غريب فعلا .
وجدها ضعيفة وهشة . اجتاحته مشاعر الحنان التى لم يسبق أن أحسها مع أية امرأة أخرى ، ولكن الذى أدهشه جدا كثرة نزواتها وتقلبات مزاجها ، الامر الذى جعل الغضب والانداش يتصارعان بداخله .
تململ فى مكانه ثم ركل المقعد المجاور له ، نظرت إليه فى قلق وقد اتسعت عيناها ...
لاشك أن كلامه المبهم جعلها تشعر بالصدمة ، بل ربما بالخوف . ولكنه تساءل عما يمكن أن يكون قد أرسل إليه هذه الفتاة حتى تثير الاضطراب فى حياته ؟
اعاد المقعد إلى وضعه بعد ان شعر بالاشمئزاز من نفسه لهذا الانفعال الذى لا معنى له ... متى شعر بالغضب من نفسه لما فعله مع المقعد وغاضب منها لأنها جعلته فى هذه الحالة .
اللعنة عليها ... إنها على إستعداد للتضحية بأى شئ ، هل هذا لأنها تريد الحصول على الجنسية الامريكية كما تقول ؟ سألته :
- ولكن ما الذى فعلته ؟ أليس هناك ما هو أفضل أن تفعله بدلا من العراك مع الاثاث ؟
اتجه نحو الباب .. انه فى حاجة إلى الهواء ... ثم هناك العمل الذى يجب أن يقوم به بدلا من هذه التصرفات الطائشة .... ولكن لم يكن أمامه سوى أن يلوم نفسه .. ان كل ذلك بسبب غلطته ومعرفته هذه الحقيقة لم تخفف من ثورة غضبه .
استدار ... ثم تسمر فى مكانه أمام الألم والعذاب اللذين قرأهما فى عينيها . فجأة فهم ، فهم أنه من الضرورى عندها أن تبقى على قيد الحياة وسط الظروف القاسية التى تحيط بها ... لقد صرعت ، وإذا كانت قد انهزمت فانها لم تكف عن المقاومة ... لقد اثبتت أنها تتمتع بمقاومة رهيبة تثير الاعجاب ، لقد كانت قوية ... إنها أقوى منه بمراحل .
ولكن لماذا تنظر إليه بهذه الطريقة ؟ يا إلهى ! إنه الامل ، رغم كل شئ فانها مستمرة فى ان تضع املها عليه .
وفجأة فهم ما يجب عليه أن يفعله ... ولكنه أمر شديد القسوة بدرجة لا تصدق . لابد أن يميت تلك العاطفة والمشاعر التى يقرؤها فى عينيها ، وإلا فلن يستطيع أن يتحرر من خناقها . قال وهو يحاول ان يضفى القسوة على صوته :
- ليس عندى سوى أمر واحد أقوله لك يا "آنى" . لست الفارس ذا الجواد الأبيض الذى تحلمين به بعينيك الجميلتين الزرقاوين ، ولست اعمى لدرجة لا تجعلنى لا أرى الاشياء التى تنتظرينها منى ، ولكنى لست الرجل الذى يمكن أن يمنحك ما تريدين ، لست البطل الذى تحلمين به ، ويجب عليك أن تعرفى ذلك . انا سيئ التربية والخلق وينقصنى السلوك الحسن خاصة مع النساء . عندما أرغب فى شئ فاننى احصل عليه ن لذلك لا تطلبى منى الكثير ، فانك يمكن أن تصابى بخيبة الامل.
امتلأ فم "آنى" بمرارة العلقم وهى تنصت اليه وتجدحه . كيف تصور انها اعتبرته الفارس ذا الجواد الابيض الذى جاء ليسعدها وينقذها ؟ ثم من أين تولدت لديه تلك الرغبة فى ايلامها وجرحها ؟ لقد احست بالحنق على نفسها ! لأنها ظنته قويا ورقيقا فى آن واحد .
إن هذا المدعو "شيز بودين" لا يمكن أبدا أن يكون رجل أحلامها ، ان روحه سوداء مثل عينيه .
ادار لها ظهره ، ان القوة الهائلة التى تنبعث من كتفيه القويتين كافية لأن تهزم أكثر الناس عنادا ، ولكن "آنى" لا يمكن أن تسمح لنفسها بأن تتاثر بذلك ، ثم ليس عندها ما يمكن ان تخسره .
قالت فجأة :
- سأرحل ... أليس هذا ما ترغبه ؟
- لا يا "آنى" ... ليس هذا ما أريده ، أريد أولا أن ازيل غموض المشكلة الخاصة بالحالة الاجتماعية ، وحتى يتم ذلك أريد منك أن تفعلى تماما ما اقوله لك .
- ماذا يعنى هذا ؟

- انا وانت لم يخلق كل منا للاخر ، ولكنك تستطيعين البقاء هنا الى ان يظهر كل من "جيوف" و "جونى" ز
سألته فى دهشة :
- تقصد مساعديك ؟ هل تحدثت معهما ؟
- لم أنجح فى العثور عليهما ، ولكنى تركت رسالة وسياتيان .
- وماذا لو أكدا قصتى ؟
- وقتها سافكر . ومن الان وحتى يتم ذلك ستبقين فى ركنك وتهتمين بشؤونك الخاصة ولا تتحدثى بشكل خاص مع اى شخص . ولو عرف الناس اننى اقوم بايواء امرأة فان ذلك سيكون مجالا للاشاعات والاقاويل ، وانا لا اريد اية حكايات حول هذا الموضوع .
فكرت "آنى" فى انعدام فرصة ان تلتقى باحد . فهما معزولان تماما ولكنها كانت متم*** بمعرفة لماذا هو متشبث هكذا بحماية خصوصيته ، فسالته عن ذلك ، فاجابها – بنظرة سوداء جعلت فرائصها ترتعد - :
- الم تسمعى جيدا ما قلته
منتديات ليلاس
؟ اننى لا اريد منك أن تتدخلى فى غير امورك الخاصة .
لقد سبق لها وراته وهو فى حالة نشاط وقوة فى امريكا الوسطى . لقد صرع رجلا دون ان يطرف له رمش ، ومن الواضح أنه لن يتردد فى استخدام هذا الاسلوب اذا اقتضت الضرورة لذلك .
قالت له :
- حسنا جد . كما تريد .
* * *
ان "شيز بودين" من النوع الذى ينفذ كلامه ، انه رجل فاسد الخلق حقا ! ما إن فتحت فمها حتى سد عليها طريق الكلام ، ان مسكله المهين جعلها تخرج عن شعورها ، ولكنه فى نفس الوقت ساعدها على ان تعرف قيمة الامور الحقيقية ، وان تعطى لكل شئ قيمتع وأبعاده الحقيقية .
ذكرها ذلك بانها عرفت ما هو اسوأ من ذلك فى كوستاريكا ، لقد كان الموت والياس حظها اليومى . واذا ما قارنت أخلاق "شيز" السيئة فهى افضل من الحياة فى الدير .
وجدت "آنى" ملجأها وتسليتها فى مصاحبة "شادو" الكلب الاسكتلندى ، وجدت متعة فى تصور ذكريات "شيز بودين" ، وتصور كيف يمكنها أن تحول هذه الدار الكئيبة الى بيت لطيف لو تركها تفعل ، ولكن انتظارا لذلك فان مزاج "بودين" الدموى اذا كان يساوى ثقله ذهبا فانه سيصبح ثريا بعمق وثقل سوداويته ، واذا حدث ومات من سواد روحه بانه يسعد "آنى" ان تدفنه بيديها !

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 08-09-10, 11:13 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


الفصل الخامس


كان "شيز" قد أسرج الجواد واستعد لأن يلكزه عندما سمع "آنى" تناديه باسمه :
- "شيز" .
استدار ثم رآها تقترب وسوطه فى يدها . قالت صائحة وهى تجرى نحو الاسطبل الذى احتفظ فيه "شيز" بجواده "سموك" وجوادين آخرين وبغلين .

- قلت لنفسى إنك ستحتاج إليه .
وصلت وهى تلهث ، وقد بدا عليها الرضا . لأنها لحقت له ، أخذ "شيز" السوط من يدها ثم هز رأسه علامة الشكر . كان منظرها يدل على أنها نهضت لتوها من الفراش ، كانت نائمة عندما خرج لمدة نصف ساعة أخرى وعندما عاد القى عليها نظرة ، كان الغطاء قد انزلق إلى الأرض ووجد ان منظرها رائع فى ذلك الوضع ، لاحظ أيضا أنها كانت مكومة مثل الكرة وهى نائمة ، مثل هرة صغيرة ، والآن وهو يراها مستيقظة وأمام نظره ، وهى تجدحه وكلها أمل ورجاء وجد فيها اشياء اخرى خاصة وهى لا ترتدى شيئا تحت بلوزتها مفكوكة الازرار سوى قميص النوم الذى ترتديه ليل نهار ، حتى وهى تاخذ حماما .
خفضت عينيها عندما قال لها وعيناه مركزتان عليها :
- إن الفضيلة لها حسناتها .
- آه نعم . ان هذ ا يعني .
- إنني اعرف ماذا يعني هذا .
نظرت إلي عينيه مباشرة لمدة لحظات وهو امر لم يعتد عليه "شيز" , عادة ما كان الرجال والنساء يجدون صعوبة في تحمل نظراته , أو علي الاقل كان يبدو عليهم الضيق اما ألا تتأثر هي , فان ذلك اصابه برعدة .
انتهى بها الحال الى ان فتحت فمها ولكن كالعادة لم تنطق بكلمة مما كان يأمل ان يسمعه في تلك اللحظات . قالت .. وهي تشير بأصبعها إلى أحد بغال الاسطبل :
- هل يمكنني ان اصحبك اليوم ؟ فقط مرة واحدة لقد أصبحت صديقة للبغل "فير" ولن نسبب لك أي إزعاج .
كانت تسأله تقريبا ان يسمح لها ان يصحبها كل يوم , ولكن "شيز" كان يرفض رفضا قاطعا .
- آسف يا ذات الشعر الاحمر . اليوم سأفتش على مزرعة "ماكافري" , واذا حدثت مشكلة أثناء جولتي فلا أعرف ماذا افعل معك .
بعد هذه الكلمات امتطي "شيز"صهوة جواده . وصفر للكلب وعندما وصل إلى بقعة العشب عند طرف مكان متسع . اكتشف ان "شادو" لا يسير خلفه . دهش واستدار . ورأي ان كلب الرعب الاسكتلندي كان جالسا في استمتاع عند قدمي "أني".
صاح "شيز" :
- هيا .. تعال !
لم يرد "شادو" ان يتحرك من مكانه فصاح :
- ما الذى فعلته في الكلب ؟
هزت كتفيها بما يعني انها لم تفعل شيئا , نادي "شيز" ثانية على كلبه , ولكن "شادو" ظل ثابتا كالتمثال .
لم يصدق "شيز" عينيه فاستدار نصف دورة .
قالت "آني" وهي تربت بيدها على رأس الحيوان المتمرد:
- أعتقد أن "شادو" يريد ان يخبرك أننا نشكل فريقا .. وإذا أردت أحدنا فلابد ان تأخذ الثاني .
همهم "شيز" في غضب .. وهو غير قادر على إخفاء دهشته :
- إنه إذن ابتزاز .
ظل يحدجهما . هي و"شادو" فترة طويلة وهو يدعو السماء أن تهب لمساعدته . ولكن يبدو ان السماء لم تكن في صالحه في تلك اللحظة واضطر اخيرا الى الاعتراف بأن الاقدار في ضف "آني" , وانه يحارب ضدها في معركة خاسرة .
قال :
- حسنا , اذهبى وارتدي ملابسك . ولكن لو حدث شئ سيئ فأنت المسؤولة .
منتديات ليلاس
بعد لحظات كانا يتبختران فوق الجواد والبغل . يتبعهما الكلب "شادو" وكأنهم اسرة صغيرة وسعيدة . كان "شيز" يحاول ان يقنع نفسه انه فعل خيرا عندما سمح لها بالحضو . ثم انتهى الى ان قال في نفسه : إن من الخير ان يشغلها بعمل ما . وان هذا سيجعلها تنسى افكارها وخططها في إغوائه . والتى شغلتها كثيرا في الأونة الاخيرة .
انها لم تكف عن طرح الاسئلة حول الرجال والنساء والعلاقات العاطفية بينهم . وهي لا تحاول ابدا ان تضايقه بأسئلتها . وانما من الواضح انها كانت تريد ان تعرف , وكان هذا واضحا من تركيزها على نوع الاسئلة .
اما في هذه اللحظات فلم يعد هناك ما يقلقه حول هذا الموضوع لم يسبق لها ابدا حتى الان ان امتطت جوادا , وقد وجه إليها "شيز" بعض التوجيهات فقط . كان قد اخبرها ان تستقر فوق المطية مثل شوكة الدريس المغروسة في القش . بحيث يصبح جسدها هو يد الشوكة وساقاها مثل أسنانها , بهذه الفكرة حاولت ان تبذل جهدا كبيرا حتى تصبح مثل قطعة أنية معدنية من أواني المطبخ .
ولكن هذا المخلوق الضخم الذى يتحرك ويتململ باستمرار لم يتح لها الفرصة لتحقيق ذلك . وبدت وكأنها تحاول ان تلتقط قطعة لحم ضخمة بشوكة سلطة , وكانت من حين لأخر عندما تشعر بالامان تلقى نظرة مختلسة نحو "شيز" . وهي تأمل ان يسارع الى مساعدتها . ولكن "شيز" ظل صامتا وشاردا , الى ان ارتكب "شادو" حماقة الاحتكاك بإحدي اشجار الكافور , واخذ ينبح , ضحك "شيز" ضحكة مكتومة , ثم رفع عينيه لتلتقيا لحظة بعيني "آني" عندما حدقت فيه ادركت ان احساسا غريبا غمرها , واوشكت ان يغمي عليها .
- هل كل شئ على ما يرام يا آنسة ؟
عندما ناداها بهذا اللقب اول مرة لم تكن واثقة بأنها تحب ذلك , ولكنها بدأت تتعود عليه . عندما وصلا الى سور المزرعة نبهها "شيز" , وامر "شادو" ان يكف عن الزمجرة , ثم اشار باصبعه الى مجموعة الماشية . وقال :
- إن الثيران ذات القرون الطويلة لايمكن توقع تصرفاتها .
حمل سوطه , وسألته "آني" والفضول يدفعها إلى أن تطرح السؤال الذى يصول ويجول في راسها منذ ان قابلته اول مرة :
- أخبرني يا "شيز" لماذا تستخدم السوط؟ إنه سلاح غير مألوف.
اجابها بابتسامة غامضة :
- إنه يسبب خسائر اقل ... مثلا استطيع ان انزع سلاح الرجل دون ان اقتله .. او إرهاب امرأة دون أن المسها .
نظرت إليه "آني " غير مصدقة :
- لست أصدقك .
قال وهو يستدير نحوها :
- لا تصدقين اننى استطيع نزع سلاح الرجل أم إرهاب المرأة ؟
لقد سبق لها ان رأته ينزع سلاح رجل في "كوستاريكا" , ولذلك لم تشك في الجزء الأول من تبريره لاستخدام السوط . سألها :
- هل تريدين ان تشاهدي عرضا لذلك ؟
- لا
استأنف "شيز" طريقه وتبعته "آني" على مضض . وهي تدرك أنه يحافظ على مسافة معينة بين القطيع وبينهم وهو يطرقع بسوطه من حين لاخر . كان صوت صفير السوط يزيد من عصبية "آني" و وتحس في كل مرة انها تلقت صدمة كهربائية .
انها على اية حال تحاول ان تتأكد من شئ واحد . وهو ألا يحاول تنفيذ عرضه عليها هي .
اطاح "شيز" بسوطه , وقطع زهرة سوسن بمهارة جراح بطرف السوط . راقبته "آني" وهو يهبط من فوق ظهر الجواد .
سألها – وهو يستدير نحوها :
- هل تحبين الزهور ؟
هزت رأسها في حركة غريزية لادخل لها بان كانت تحب الزهور أم لا .
قال لها وهو يقدم لها زهرة السوسن :
- على أية حال إن تأثيرها اجمل فوق شعرك عن شعري .
__________________
اخذتها "آني" دون تفكير , ودستها خلف اذنها . على اية حال لقد فعلت ذلك ما دام يسعد الرجل ذا السوط . سألها :
- هل تحبين ان تهبطي من فوق الجواد ؟ هل تريدين فك عضلات ساقيك ؟

تركت نفسها تنزلق من فوق البغل الى الارض , وهي ترتجف بشدة فوق ساقيها عندما ساعدها بوضع يديه حول وسطها , ليضعها فوق العشب . من الافضل لها ان تتماسك . خاصة وهي تحس بانها اقرب اليه من أي وقت منذ ان عادت تبحث عنه . لقد مر أسبوع وهذا بالضبط ما أرادته . ان تمكث معه على الأقل أسبوعا .
ان هذه النزهة الصغيرة وضعتها وسط السحاب . نزعت بلوزتها ووضعتها حول وسطها امام نظراته شبه المذهولة . وشبه المستمتعة . قال لها وهو يلقى اليها بقبعة رعاة البقر التي يرتديها :
- من الافضل أن تضعى القبعة على رأسك , ثم مال نحو الارض ليلتقط سوطه . قال لها :
- يبدو ان هذا الشئ الصغير يسبب لك العصبية , ألا تجدين أنه ربما . في يوم من الايام تحتاجين الى تعلم استخدامه ؟
- لا .. شكرا .
لم يكن لديها ادني رغبة في لمس السوط , وهي متاكدة من ذلك تماما . براعته في استخدام هذا السلاح كان يشد أعصابها الى اقصى درجة . ولكن هناك امرا اخر . ان خوفها الذي تحسه لا يختلف عن خوفها من الثعابين السامة في الغابات الاستوائية .
قالت لها ترد على سؤاله القديم .. وهي تبتعد وسط البراري :
- سأتبع نصيحتك وألين عضلات ساقي .
- اننى استطيع ان اعلمك "طرقعة" السوط في لمح البصر .

سكت فترة . ثم استطرد بصوت رقيق :
- لن يفيدك الهروب في شئ يا "آني" . إن الامور تنتهى بان تمسك بك بطريقة او باخري .
- ولكنى لا اهرب . إنني اتمشي .
قال وهو تنفعل انبهارا بجمال الزهور - :
- "آني" ما الذى لا يجري على ما يرام ؟
- لاشئ
- إذن تعالى وكلميني.

قالت له – في دلال وصوت رقيق :
- دعني في حالى . أريد فقط أن اجني بعض الزهور .
- انا لا اكرر الطلب مرتين يا "آني"
اخذت يدها ترتجف , وهي تتظاهر بانها لم تسمع شيئا , وركعت لتقطف زهرة ثم احست بشئ يحتك بظهرها , وعندما رفعت عينيها نحوه , وجدت ان بلوزتها لم تعد في مكانها حول وسطها وانما بين يديه , سألته :
- لماذا ؟ لماذا فعلت ذلك ؟
- حتى اجذب انتباهك , مم انت خائفة يا "آني" ؟ من السوط ؟ لايوجد سبب للخوف .

اجابته – وهي تحدجه بإمعان :
- بل هناك سبب .. إنه خطير جدا . قد يجرحني .
- لن يجرحك السوط . استطيع ان استخدمه دون ان يصيبك أي خدش .
تراجعت للخلف وهي تشعر بجفاف حلقها :
- إن هذا أمر سخيف – إنك لن ..

- إنه لعبة اطفال . انظري لن اسبب لك أي اذي .. وما عليك سوي ان تحتفظي بالهدوء .
صاحت – وهي تغمض عينيها وقد اصابها الرعب الشديد :
- يا إلهي !
اخذت ترتجف ثم سمعت صوتا يشبه صوت الرعد . وعندما فتحت عينيها رأت السوط يلتف حول وسطها . ثم جذبها نحوه :
- إنه مجرد لعبة اطفال يا "آني " . هل انت بخير ؟

كان كل شئ قد اختفى حولها وكأنما احاطه الضباب او الغبار . قال لها :
- لا تتحركي والا ضاق السوط حول وسطك .
سقط السوك على الارض . بينما سقطت بين ذراعيه . قال لها :
- هذا هو كل ما هناك . انه لا شئ .. لا شئ .
همهمت وصوتها يخنقه الشهقات والبكاء :
- انا لا احب الاسواط .
منتديات ليلاس
- سامحينى إذا كنت قد سببت لك الخوف . لقد أردت فقط ان تعرفي انه ليس هناك ما يدعوك الى الخوف . ولم أجد افضل من عرض بسيط حتى اقنعك .
- في المرة القادمة ارجوك الا تتسرع هكذا ؟ هل فهمت ؟
بدا تعبيرها يسليه . ثم سألها :
- ماذا تقصدين ؟ هل عجلت الامور ؟ إن آخر مرة على ما اذكر كنت تصيبين بالخيبة عندما اردت تهدئة اللعبة .
تذكرت "آني" ان ذلك كان عند اول لقاء لهما , لقد كانا على حافة الاندفاع في مغامرة عاطفية , لقد كانت عيناه تقولان ذلك , وهي لن تنسى ابدا ارتجاف صوته , وحرارة نظراته . قالت له وهي ترتجف بكل جسدها :
- حسنا . ربما انت على حق , وان عليك ان تتعجل اللعبة .
غامت عيناه .. انه يفهم بالضبط ما تريد ان تقوله .
اجابها – وهو يمرر يده في شعره :
- لا تغريني يا آنسة "آني" .. ربما لن تحبى اللعبة عندما تنتهى
قالت له بثقة :
- بل سأحبها .. واعدك بذلك .
- إنني اتساءل عم إذا كنت تعرفين ماذا أريد ؟
- اعدك باننى ساحب ذلك .
احست "آني" برغبة شديدة في ان تعترف له بحبها , وتثبت بذلك صدق كلامها من انها زوجته ولكنها عاجزة عن الإتيان بأي حركة لتشجيعه . إن تأثيره قوي ومدمر ويصيبها بالعجز . فجأة نهض "شيز" وقال :
- هل تسمعين يا "آني" ؟ الجياد .. هناك شخص ما يقترب .
- الجياد ؟

تساءلت لماذا يريد منها ان تنتبه الى الجياد ؟ انها لا تحس الا برغبة واحدة .. ان يستمرا الى ان يعترف لها بأنها زوجته وهي لا تستطيع الانتظار اكثر من ذلك .
فجأة امرها بصوت خشن انتزعها من شرودها :
- افعلى ما اقوله لك ولا تطرحي اسئلة .. اذهبي واختبئ وسط الاشجار . هل تسمعيني ؟ هيا اسرعي .
نفذت الامر وكأنها منومة مغناطيسيا . او كأنها انسان آلي . ولكنها عندما استدارت قرب الاشجار وقفت فجأة . انه الفضول الذى يسيطر عليها ولا تستطيع معه ان تفعل شيئا . انها في حاجة الى معرفة شئ ما . سألته :
- هل صحيح يا "شيز" انك يمكن ان تستخدم السوط مع امرأة دون ان تؤذيها ؟
قال وهو يعدل من وضع قبعته فوق رأسه :
- اننى ماهر جدا ولكني لست واثقا بأننى ماهر لهذه الدرجة .

رأت "آني" ثلاثة رجال يقتربون . انهم سارقو جياد في الشمال . هذا ما اخبره به الرجال الثلاثة . قال لهم :
- سأكون معكم خلال دقيقة .
ثم استدار نحو "آني" :
- عودي الى البيت . اتعشم ان تعرفي الطريق . خذي معك الكلب ولا تتحركي حتى اعود .
بدأت "آني" طريق العودة . وهي تشعر بالقلق انه صائد الجوائز . وهي تعرف ذلك . ولكن الفكرة لا تسعدها على الاطلاق . ماذا لو جرح او اصيب ؟ وماذا لو غاب عدة ايام وربما اسابيع ؟
مررت يدها في شعرها ودهشت عندما عثرت على الزهرة في وسط شعرها . انها معجزة ان ظلت الزهرة في مكانها بعد كل تلك الانفعالات والحركات . اضاءت ابتسامة وجهها النضر الصبوح . حلو التقاطيع , وهي تمسك الزهرة وتفحصها بعد ان نزعتها من مكانها وسط شعرها لقد واتتها فكرة .. انها تعرف ماذا تبقى امامها لتفعله .
ما ان وصلت المنزل حتى بدات العمل . ولكن الشئ الوحيد الذى كانت تجهله هو هل لديها الشجاعة الكافية لتتم العمل ؟

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 08-09-10, 11:15 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السادس


مر يومان على رحيل "شيز" , وبذلت الشابة كل جهدها لتطرد الفكرة الرهيبة التى نمت في روحها . ولكنها لم تعد تتحمل اكثر من ذلك .

اتجهت نحو "السوبر ماركت" ولكنها تراجعت , انها لا تستطيع ان تذهب الى اى مكان بزيها هذا , لقد كان "شيز" قاطعا .. انه لا يريد ان يعرف الناس ان امرأة تعيش تحت سقف بيته , وحتى وإن لم يشرح لها السبب في هذا االمطلب , فإنها ليست متم*** بان تفعل أي شئ كان يمكن ان يخلق لها مزيدا من المشاكل , عادت الى البيت وهي تنوي ان تجري بعض التغييرات في زينتها .

# # #
عندما ركبت السيارة القت نظرة على المرآة العاكسة . لقد اخفت شعرها تحت قبعة ضخمة من قبعات رعاة البقر عثرت عليها في دولاب الملابس . وارتدت سترة ضخمة بحيث تخفي بروز صدرها . بل إنها غطت وجهها بالهباب محاولة التخفي . بدا وجهها قذرا بدلا من اللحية التى حاولت ان تصنعها بالهباب . ولكنها اقتنعت بأن الناس سيعتبرونها رجلا .
بعد بضع دقائق من السير في الطريق ظهرت بلدة "الفرس المطلي" عند الناصية . سعدت برؤية المدينة في أحضان الوادي . وقالت في نفسها ان جمال المنظر الطبيعي هو علامة على انها احسنت صنعا بالقيام بهذه الرحلة الصغيرة .
تجنبت ان تركن السيارة في الشارع الرئيسي وفضلت ان تضع الشاحنة الصغيرة في حارة . وعندما اتجهت الى وسط البلد بدا مكتب البريد مهجورا . يبدو ان كل السكان تواعدوا على اللقاء في بعض المنشآت : الرجال عند الحلاق والمطعم . والنساء عند صالون التجميل . بعد نصف ساعة عادت وهي تحمل كيسين كبيرين . لقد انفقت تقريبا كل مدخراتها ولكنها كانت سعيدة بالستائر الصفراء . والوسائد التى عثرت عليها . اشترت أيضا سجاجيد وانية معدنية للمطبخ ذات الوان مبهجة وزهرية ضخمة لتضع فيها الزهور البرية .
كان أملها الوحيد ان يفهم "شيز" مجهوداتها ويقدرها وان يشكرها عليها . لقد مر وقت طويل وهو يعيش في هذه المقبرة لدرجة انه لم يعد يحس بمدي كآبة المكان . لابد ان يضيف شخص ما لمسة حياة الى هذه المقبرة الكئيبة . يجب ان تبين له ان الامور يمكن ان تتغير كثيرا بقليل من الخيال .
قبل ان تغادر المدينة توقفت عند الصيدلية . إن "شيز" لم يفكر في احتياجاتها الشخصية عندما كان يقوم بالشراء . قالت في نفسها : إنها أشياء لا يفكر فيها الرجال . لقد كان والدها منهمكا في ابحاثه الطبية حول الامراض الاستوائية . لدرجة انه رحل لدراسة نوع جديد من الملاريا عندما كانت زوجته على وشك ولادتها . بالتأكيد امها "ساره" كانت طبيبة هي ايضا . وهي قادرة تماما على التصرف في الولادة بمفردها . ولكن "آني" كانت دائما تتساءل كيف استطاعت امها ان تتحمل كل تلك المحن ؟ لقد كانت الغابة مكانا مخيفا وجميلا في آن واحد .
فكرت "آني" انها ليست الغابة التى قتلت والديها .. خطرت على بالها هذه الفكرة وهي تدخل الصيدلية .. إنما الرجال هم الذين قتلوهما , لقد رفض والداها ان يتركا أهالي البلدة . لقد انقذ الهنود الحمر حياة "آني" ووجدت ملجأ في الدير .
# # #
صاحت "آني" في حماس . وهي تتأمل التغيير الكلي الذى احدثته خلال ساعات قليلة . انها معجزة .
لقد اصبح المنزل الدار الصالحة لتحقيق حلمها , بل إنها الدار الوحيدة التى حصلت عليها حقا . ما إن وصلت الى البيت حتى انطلقت تعمل بحمية ونشاط محموم , ولم تترد في إفراغ كل الدواليب لتنظيفها , وعثرت على كل الاشياء الغريبة في الادراج , وبالتأكيد وجدت كمية هائلة من الغبار . وربما كان غبارا منذ فجر التاريخ .
عثرت ايضا على صورة فوتوغرافية قديمة لـ "شيز" بصحبة "جوني" و"جيوف" في الوقت الذى كانوا يعملون فيه جنودا مرتزقة . لم تستطع "آني " ان تمنع نفسها عن التفكير في البطل الشاب الذى أنقذ حياتها . نظرت في خلف الصورة ووجدت ان "شيز" خط بضع كلمات : المهمة الاولي . إيران . تم تحرير عشرة سجناء أمريكين . نجحت المهمة .
احست الشابة بأنها فريسة موجة اجتاحت روحها . فوضعت الصورة مكانها واستأنفت العمل . وعندما انتهت من التنظيف الاكبر رجعت اليها روحها المرحة .
علقت الستائر ووضعت الوسائد على مقاعد المطبخ . كما وضعت السجاجيد في الصالون بعد ان لمعت "الباركيه" بالورنيش . ثم وضعت بعض الزهور في المزهرية . كانت النتيجة مبهرة .
كان المكان الوحيد الذى لم تدخله هو حجرته الخاصة.
قالت في نفسها : إنها مجرد نظرة سريعة فقط وهي واقفة على عتبة الباب . عندما اقتربت من الباب اخذ الكلب ينبح . القت نظرة على الغرفة كان كل شئ وهي عند العتبة يبدو طبيعيا . لاشئ سوي ان عدم وجود نوافذ هو الامر غير الطبيعي .
كانت على وشك الانسحاب عندما اجتذب انتباهها بريق معدني نحو اقصى ركن في الغرفة السوداء . لم تكن الجدران قائمة عمودية مثل جدران البيوت العادية بل بدت ايضا غير متساوية . فكرت انها مبنية بالحجارة . لقد لاحظت من الخارج ان البيت مقام على كتلة من الجرانيت الصلب . ولكن لم يخطر على بالها ابدا انه ربما كان محفورا وسط التل .
اعتادت عيناها على العتمة . ثم لاحظت شكل باب لاشك انه يؤدي الى كهف تحت الارض . كان الانعكاس الضوئي الذى جذب انتباهها يأتى دون شك من شبكة بوابة حديدية . كانت مبهورة وهي تدخل الحجرة . كان "شادو" الذى لم يكف عن الزمجرة قد اخذ في النباح الآن بكل قواه .
صاحت به :
- صه .. إنني فقط أريد ان القى نظرة سريعة .

حاولت فتح البوابة الحديدية ودهشت عندما وجدتها تنفتح بسهولة , أين اذن الترباس والقفل . لابد انه نسى ان يغلقهما . أيا كان السبب فقد رأت في ذلك دعوة لها لكي تستمر في تفتيشها . وعندما فتحت الباب انطلق "شادو" ينبح كالمجنون ولكن رد فعل الكلب لم يفزعها , كانت دياجير الظلام تسود النفق مما جعلها تترد .
بعد لحظات استخدمت اعواد الثقاب التي وجدتها فوق رف المدفأة . وتوغلت في النفق حيث تعثرت . ووقعت في كهف يبدو طبيعيا وليس من صنع الانسان لم تعثر علي أي لعملية مرور حديثة بالنفق , ولا أي علامة تمكنها من ان تستشف فيم يستخدم الكهف والنفق . همت "آني" ان تستدير نصف دورة عندما لمحت نفقا آخر بشكل زاوية ( ثمان واربعين ) درجة مع النفق الاول .
هذه المرة قاومت فضولها . وقالت لـ "شادو" :
- هيا بنا نعود يا "شادو"

عندما تراجعت في طريقها أحرقت "آني" اصابعها وهي تحاول اشعال عود ثقاب . كان الالم شديدا لدرجة جعلتها تسقط العود وكذلك علبة الثقاب , ووجدت نفسها غارقة وسط العتمة .
تملكها الخوف وركعت على ركبتيها لتبحث عن العلبة وهي تتحسس الارضية . كانت الارضية مثلجة ورطبة تحت اصابعها . واحست بشعور مفزع , إنها تلمس شيئا حيا ولزجا , صاحت وهي يائسة من وضعها :
- "شادو" تعال هنا .
ان الكلب يمكنه ان يقودهما هما الاثنان .
- أين أنت يا "شادو"؟
استمرت تناديه وهي تتقدم كالعمياء . هناك امر ما ليس على مايرام .. أين ذهب الكلب ؟ كل شئ اصبح فجأة هادئا للغاية . وكانت رائحة الارض الرطبة خانقة .
- "شادو " !
كانت تسمعه وهو ينبح لكن النباح كان بعيدا جدا , نهضت لتسير في اتجاه النباح لكن الارض الطينية انهارت تحت قدميها لتسقط في الاعماق صرخت وهي تسقط :
- "شيز" !

# # #
مرت ثلاثة ايام و"شيز" يطارد آثار اللصوص دون جدوي . قال في نفسه :
- إنهم سحرة حقيقيون .
كانت الرحلة علي ظهر الجواد قد جعلته يشعر بالاسترخاء . ولكن رغم جهوده فإن ذهنه دائما ما كان يعود الى المرأة التى في انتظاره , لم ينجح في أن يطردها من خياله طوال الرحلة . وتساءل ان كان سيجدها لا تزال موجودة عند عودته .
لقد دخلت حياته بطريقة غريبة جدا لدرجة انه كان يتوقع ان تخرج من حياته بصعوبة .
إن فكرة ان يراها ترحل تجعله يشعر بإرتياح شديد , ولكن ما إن يراجع نفسه حتى يحس بداخله بإحساس غريب يتصاعد ويتزايد , وبرغبة شديدة في أن يراها ثانية .
إن الامر اصبح شديد الخطورة وهو يعرف ذلك . ولكن كان من الواضح انه من الصعوبة عليه ان يكتم عواطفه نحوها .
طرد افكاره وعاد الى الانطلاق بجواده . إن الصور المبالغ فيها والافكار الغريبة لاتكف عن مطاردته منذ تباشير الفجر . ولايوجد شئ يمكن ان يمحوها . صورة شعرها الاحمر وقد تبعثر على وسادتها . وشكل أنفها الصغير الغريب لسبب مجهول يجد لديه رغبة شديدة في ان يداعب ذلك الأنف .

صور وافكار غريبة تطارده ليل نهار , وكلها تدور حول تلك المرأة التى تدعي انها زوجته وانهما مارسا حياتهما الزوجية الطبيعية وهو لا يذكر ما حدث وإنما فقط يتخيله ود ولو مرة واحدة أن يستمر معها للنهاية دون أن تنتابه الشكوك وحالات إغمائها وصوت الصفير بداخله الذى لا يكف عن تحذيره من التمادي في علاقته العاطفية معها . هل ما يطلبه كثير على رجل يائس ؟
همهم بصوت منخفض :
- لو اراد الله ان يرحمني لوجدت "آني" وقد رحلت عند عودتي !
ارتفعت الشمس فوق التلال عندما اقترب "شيز" من السهل المنبسط الذى يحتضن منزله , إنه لا يري أي علامة على الحياة داخل البيت , ولكن ربما لم تستيقظ بعد فلايزال الوقت مبكرا . او ربما استجابت السماء لدعوته !
كان الباب مفتوحا على مصراعيه . وبينما كان يهبط من فوق الجواد أسرع "شادو" نحوه مال عليه ليداعب الحيوان الثائر جدا .. لا أثر لـ "آني" على الاطلاق الامر الذى بدأ يحيره . صاح في وجه الكلب الذى لم يكف عن النباح والقفز :
- الهدوء يا "شادو" .. ما الذى حدث ؟
وقف مسمرا امام الباب , وقد غمرته موجة شديدة من الغضب . لقد حولت بيته الى صالون جنائزي . صاح – وهو يلتفت نحو "شادو" مناديا عليها :
- "آني" ما الذى حدث لـ "شادو" ؟
سحبه الكلب نحو غرفته وهو يتأوه . تردد "شيز" لحظة . كان الباب المفتوح هو اول مالاحظه عندما دخل الجحرة وهمهم :
- يا إلهي ! يا إلهي !
( نهاية الفصل السادس )

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 08-09-10, 11:16 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السابع



سارع "شيز" الى النفق مزودا بكشاف يعمل بالبطارية واخذ يصيح مناديا :
- "آني"
غطي صوته الذى كان يتردد صداه عاليا على أية أصوات اخري عدا نباح الكلب المجنون .
ولكن بدا الكهف خاليا . وجه ضوء كشافه نحو الارضية وفهم ما حدث . كان انهيار قوالب الطوب عند حافة المنخفض يؤكد أسوأ مخاوفه لقد سقطت .
اصاخ السمع الى التأوهات الصادرة من بعيد ثم أخذ "شيز" يبحث عن مصدرها الى أن كشف جسد "آني" مكوما . احس بالارتياح وسقط على ركبتيه بجوارها لقد كانت محشورة في ركن من اركان الهوة .
سألها :
- "آني" ؟
تحركت قليلا وكأنها تحاول استعادة قواها حتى تستطيع الرد .
سألته وهي ترفع رأسها :
- "شيز" ؟ هل أنت "شيز" ؟
- هل تسمعيني يا "آني " ؟ هل أنت مصابة ؟
حاولت ان تنطق ببضع كلمات ولكن صوتها خنقته الدموع والنشيج.
- أوه يا "شيز" ! أين كنت ؟ لقد خشيت ألا تعود أبدا .
ظن "شيز" ان قلبه سيخونه , بل إنه لم يجد القوة ليجيب عليها , لأنه كان مصدوما للغاية . لقد مرت به لحظات من الخوف من فكرة أن تكون ميتة او مصابة إصابة خطيرة . ولكن الشئ الوحيد الذى يهمه الان هو أن يخرجها من ذلك الحجر .
# # #
بعد بضع دقائق كانت على الفراش وجلس بجوارها , وهو يمسح دموعها باصابعه . غمرته موجة من الحنان , لقد أحس بالارتياح الشديد عندما عرف انها لم تصب بسوء .
سألته "آني" في خجل :
- إلى أين يؤدي هذا النفق اللعين ؟ وفيم يستخدم ؟
منتديات ليلاس
- لقد كان موجودا عندما اشتريت الكوخ وحسب اسطورة يرددها أهل البلاد فإنه كان مهربا لسارقي الخيول إذا انقلبت الامور ضدهم فإنهم يستطيعون الهروب من النفق بينما الحفرة تتولي أمر مطارديهم .
مرة اخرى وجد رغبة شديدة في ان يمرر يده في شعرها الاحمر الحريري المشتعل . وان يقول لها أشياء لم يقلها ابدا لاي امراة . ان يقول لها حماقات رومانسية مما يقال في الافلام السينمائية العاطفية . ولكنه بدا غير مدرب على ذلك وإن تلك الكلمات لاتجد مكانا لها في فمه . سألته فجأة :
- ألا يعجبك ما فعلته ؟ اقصد بالمنزل ؟
- لا
في الحقيقة كان يحس بالرعب مما فعلته . ربما كانت الزهور والستائر الداكنة الشيئين اللذين يكرههما اكثر شيء في العالم بعد سارقي الجياد , ولكن من الواضح ان اللحظة ليست مناسبة ليخبرها بذلك .
امسكت بيده وضغطت عليها بقوة أدهشته :
- هل تريد ان تقول حقا انها اعجبتك حقا !
- ليس هذا ما قلته .
- ولكنك لا تكره ما فعلته . لقد قلت إنك لم تكرهه.
اكد لها كلامها على مضض . وساعدها على النهوض . قالت له عندما نجحت اخيرا في الوقوف على قدميها :
- اتبعني
- الى اين ؟
- لدي شئ اريد ان اريه لك
نهض وهو يتأوه لانه ظل فترة طويلة على ظهر الجواد . ثم خلع سترته الجلدية . وسار بجوارها خطوة بخطوة , وهو يتساءل عم تخبئه له ايضا من مفاجات آخري . فتحت دولاب المطبخ وقالت :
- لقد اشتريت لك آنية المطبخ المعدنية يا "شيز"
اخذت طبقا ودسته في يده وقالت :
- إنه جميل هذا ... أليس كذلك ؟
كرر "شيز" كلامها في عصبية :
- أنية مطبخ ؟ من أجلنا ؟ أين عثرت على هذه ؟ "آني" .. هل ذهبت الى البلدة ؟
وضعت الطبق مكانه :
- مجرد جولة صغيرة
- كيف ذهبت الى هناك ؟ اوه يا إلهى ! أخذت سيارتي "البيك أب" ؟

نظرت إليه في احباط , ولكنها مصرة على الا تقبل لهجة الاتهام التى بدت واضحة في صوته :
- نعم .. لقد أخذتها , لقد وجدت صعوبة في أن اذهب سيرا على الاقدام .
- اللعنة ! ولكن ما الذى خطر على بالك ؟ امرأة ذات شعر أحمر خلف عجلة قيادة سيارتي ؟ لا يمكن ان تكوني قد مررت بها دون أن يلاحظك أحد !
بدا نفاد الصبر يظهر عليه .
قالت له شارحة وهي تسترد أنفاسها :
- لقد أخفيت السيارة في حارة ولم يشاهدني أحد . ثم فوق ذلك لقد كنت متخفية في صورة رجل .
بدا "شيز" يلف ويدور حول نفسه وهو لا يصدق ما يسمعه . وهو مذهول من التغييرات التى احدثتها بالمنزل وديكوراته انها كارثة حقيقية . قالت :
- لقد اردت فقط ان اضيف بعض البهجة وظننت انك عندما ترى ذلك ستسعد .
- أسعد ؟ ولكن بأي حق تعودين الى بيوت الناس وتقلبينها رأسا على عقب ؟ ليس هذا من حقك . لقد سبق ان اخبرتك ألا تهتمى إلا بشؤونك الخاصة . وألا تدسي انفك في شؤون الاخرين !
اغلقت باب الدولاب . ثم استدارت وقد بللت الدموع عينيها :
- لقد عملت ليل نهار . لأرتب بيتك وانت لا تقدر أي شئ مما فعلته . لاشئ !
تأثر كثيرا من لهجتها ونبرة صوتها . ولكن لم يكن هناك مجال لأن يقع في الفخ . لقد تغلبت ثورة الغضب على الحنان .. انه المزاج الذى يفضله في معاملته مع الاخرين .
قال ببطء وهو يحاول ان يتابع افكارها :
- بل أقدر ذلك . انك تثيرين حنقي ودهشتي . تذهبين الى المدينة متخفية ومتنكرة في صورة رجل وتضعين زهورا في بيتى الذى لم اعد اتعرف عليه . ثم تدسين انفك في حجرتي ثم تتسللين الى اماكن لا دخل لك بها . وتفلتين باعجوبة من الموت يمكن ان تعتبريني فظا . ولكني بصراحة لا استسيغ كل ما فعلته .
حاولت "آني" ان تهدئ من العاطفة التى بدأت تهب بداخلها لو أنه لم يعاملها برقة بالغة وغير مفهومة . بعد ان اخرجها من الهوة ربما لم تكن تحس بالجرح الشديد , وهي تراه لا يقدر كل ما فعلته حتى الستائر الصفراء ! إن هذا يجرحها .. وبعنف وبألم .
قالت لها وهي تدير له ظهرها وقد عجزت عن إحتواء دموعها :
- أنت متمسك تماما بالتخلص مني .. أليس كذلك ؟

كانت تشعر بأنها حمقاء خاصة عندما قال لها :
- لو كان ذلك في مقدوري لفعلت ذلك في الحال ودون ان يطرف لي رمش .
- حسنا .. ما الذى يمنعك من ان تفعل ذلك ؟
- لأن معك قطعة من الورق تقول انك زوجتي هذا هو السبب ؟ انه اسوأ نوع من الابتزاز رأيته في حياتي كلها !
قالت وهي تستسلم لثورة غضبها :
- أنا .. ابتزك ؟ هل هذا ما تظنه ؟ تظن اننى ابتزك؟
- وماذا تسمين ذلك ؟
ظلت "آني" مذهولة من كلامه . لقد عادت الى ذاكرتها كل سنوات العذاب الخمس التى عاشتها والتى حاولت ان تنساها بكل جهدها . لقد اعتقدت انها دفنت ذكريات تلك الفترة ولكنها انتظرت اول فرصة لتعود الى مهاجمتها بكل قسوة وشراسة . صاحت :
- ابتزك ! هل نسيت اننى دخلت السجن بسببك ؟
- السجن ؟ ماذا تحكين ؟
كان الامر اقوي منها . انها لم تستطع ان تحفظ السر وقصت عليه المحن التى قاستها بعد حادثة السيارة .
- لقد عثر علي رجال الشرطة السرية وانا فاقدة للوعي . وعثروا على وثيقة الزواج في حقيبة يدي . لقد استجوبوني ولما لم يكن عندي ما اقوله , فقد اقنعوني انك هربت وتركتني لاموت وقالوا لي انك عميل سري . وقد اتهموني بالتآمر والتخريب وهدم نظام الحكم.
احتج "شيز" وهو يحاول ان يضفي القسوة على نبرة صوته :
- ولكن لم اكن اعرف ! لقد اخبروني انك مت .
اجابته بلهجة متعبة :
- لا . لم أمت . ولكني لم اكن حية ايضا .

مسحت دموعها واحست بـ "شادو" وقد اتى الى جوارها . واخذ يحك بساقيها . كانت تتوق شوقا الى ان تلقى بنفسها بين ذراعيه وتذرف دموع حياتها , ولكنها لم تجرؤ . لقد كان الجرح قويا اكثر من اللازم انها لن تقاوم واقل شئ يمكن ان يحطمها .
- "آني" احكي لي . ما الذي جري ؟
حدجته فترة طويلة ثم انتهي بها الحال بأن قالت :
- لقد عرفت الاخوات الصالحات اننى على قيد الحياة واننى في السجن . وقد نجحن في اخراجي من السجن ولكن ليس قبل ان تحصل الشرطة على ما تريده . ان لديهم وسائل للاستجواب لا توصف .
- يا إلهي .
- لقد كان الامر من الممكن ان يكون اسأو على ما اظن . لقد وضعوا في حساباتهم اننى فقدت والدي بعد ان صرعهما رجال العصابات المسلحة واننى لم اكن سوي طفلة . ولذلك عفوا عني . انهم لم يغتصبوني ولم يعذبوني . حسنا ليس بدرجة كبيرة .
- ليس بدرجة كبية ؟ "آني" ما الذى فعلوه بك ؟ اخبريني ؟

- لقد عشت على الفول السوداني والخبز الجاف فقط . ولما لم تفلح هذه الطريقة معهم , فقد هددوني بأن يشوهوا وجهي , واخبروني ان منظري سيكون مخيفا لدرجة ان أحدا لن يستطيع التعرف علي .
اشارت الى طرف انفها وقالت :
- لقد بدءوا بهذا .
منتديات ليلاس
كان "شيز" مصعوقا :
- "آني" لم اكن اعرف .. يجب ان تصدقيني .
بدا سؤال مؤلم ينمو في ذهنها . هل كانت الامور ستختلف لو كان يعرف ؟
ولكنها فضلت ان تشيح بوجهها بعيدا عنه ؟ خوفا من ان تعقد اخر اوهامها . لقد فقدت كل شئ وهي في السادسة عشرة من عمرها والديها وهويتها وهو , والشئ الوحيد الذى جعلها تتماسك طوال كل تلك السنوات من الكابوس هو فكرة انه سيعود إليها . كانت تريد ان تظن ان ذلك ما كان سيفعله لو عرف انها لا تريد ان تصحو من حلمها .
كان اول رد فعل غريزي لـ "شيز" وهو يراها ترتجف بهذه الدرجة من العنف امامه هو ان اخذ يربت على كتفيها . لقد احس بمدي عمق عذابها وآلامها . وبدا يفهم انه كان السبب في ذلك .
قال وهو يتحرق شوقا الى ان يأخذها بين ذراعيه :
- "آني" عندما أفقت وانا في المستشفى اخبروني انك قتلت . لم يكن في امكانى ان اعرف .. إنني لم اكن اتذكر شيئا .

فتحت عينيها على اتساعهما . إن شرحه يغرقها في قلق شديد غير محدد .
قال :
- أنا أسف .
ردت عليه :
- لا تأسف . إننا لا نستطيع ان نفعل شيئا حيال ذلك الآن .
مد لها يده وقال :
- ربما لو ..
كانت في اقصى حالات اليأس . ان ذلك كان ما تشتهيه وترغبه دائما . ملجأ تحت حمايته ولكنها لم تعد تستطيع تقبل هذا العزاء والتسرية الآن . ان ذكريات سنوات الكابوس كانت حية ومؤلمة اكثر من اللازم . وانها لن تستطيع ان تقاومها وتنساها .
سألها "شيز" وهو يخطو خطوة نحوها :
- ما الذى لا يسير سيرا حسنا معك ؟
قالت وهي تتراجع :
- لا يا "شيز"
جاء الكلب ليقف بينهما وهو يزمجر . تردد "شيز" وهو مصعوق من المشهد الذى يجري أمامه . ان من يري هذه المراة يعتقد ان لديها خوفا مميتا منه . وكأنه وحش وها هو كلبه يسارع الى نجدتها . أحس بأن موجة عارمة من الحزن تغمره . ان الامر مثير للسخرية انه بالضبط يرغب في مساعدتها .
- أرجوك يا "آني" تعالى هنا .

هزت "آني" راسها علامة النفى . قالت في نفسها : إنه لو قال لها هذه الكلمات منذ فترة قصيرة لسارعت اليه . وارتدت في احضانه . ورغم أن مشاعره حقيقية وكلامه ايضا . إلا أن الاوان قد فات .
رفع "شيز" ذراعيه الى السماء في يأس وقد بدا محطما :
- "آني" !

احست بغصة في حلقها وقد اختنفت من الدموع والنشيج واخذ الكلب يدفعها نحو "شيز" ولكن لما لم تتحرك تركها لينضم إلي سيده . رأت الكلب يحتك بساقي "شيز" ثم يستدير نحوها وينظر اليها نظرات متقطعة قال "شيز" في حنان :
- "آني" دعيني اساعدك .

عندما اقترب منها تحاشت النظر في عينيه . ليس لديها اية وسيلة لتحمى بها نفسها . لقد كان قويا جدا وهي ضعيفة للغاية لدرجة هشة وكم سيكون ممتعا ان تستسلم لضعفها . ولكن "آني" لا تستطيع ان تستقر على قرار . إن السؤال الأبدي لايزال يطاردها ويجب ان تعرف الاجابة :
- هل كنت ستعود إلى لو عرفت ؟

نظر في عينيها مباشرة وقال :
- نعم
كان رده من القسوة بحيث ملأ قلب "آني" بألم مضن . كانت تريد ان تصدقه دون أي شك او ريبة . ولكن ماذا لو كان غير صادق ماذا لو أراد فقط ان يطمئنها . ويهدئ من روعها ؟ لقد كانت تنتظر هذه اللحظة منذ وقت طويل لدرجة لم تعد تعرف أين هي . نجحت اخيرا في ان تهمس بعد ان بذلك جهدا فوق طاقة البشر .
- شكرا .
استسلمت لحنانه حيث لم يعد لديها قوة من المقاومة , بعد كل ما مرت به . اغمض "شيز" عينيه وهو يشعر بالخوف من أن يكون استسلامها هو نتيجة ضعفها ويأسها ومع ذلك هي في حاجة إليه والي حمايته لها وهذا هو كل ما يهمه في هذه الساعة .
احست بأنفاسها تزداد ثقلا وبدا هو يستسلم لعواطفه ولكن صوت الصفير بداخله . اخذ يردد ان هذه ستكون آخر فرصة له قبل فوات الاوان . لينجو بجلد ولكنه تردد . الامر الذى سيؤدي الى هلاكه وضياعه . كانت "آني ويلز" وهي قريبة منه الى هذه الدرجة اكثر نساء العالم فتنة في نظره واشدهن جاذبية .
سألها :
- ما الذى تفعلينه يا "آني" ؟ ما الذى توشكين ان تفعليه في ؟
كان يحاول ان تبدو القسوة في صوته .
ردت :
- لا شئ يا "شيز" لا شئ

ولكن لم يكن ما تقوله صحيحا بالتأكيد . لقد كانت امامه فريسة هشة وضعيفة وهو متوحش ويوشك ان يفترسها . انه لا يذكر أبدا أنه أحس بالاثارة الى هذه الدرجة في حياته حتى وهو في سن المراهقة.
قالت له بصوت يشوبه رنة المداعبة :
- ربما كان من الافضل الا تفعل .

قال "شيز" حالما :
- ربما كان هذا هو الافضل فعلا !
صاحت في فزع :
- هل تريد ان تتوقف وقد أوشكت ان تعترف لي بحبك باعتباري زوجتك ؟

قال في نفسه . انه ربما كان عليه هو ان يتوقف قبل فوات الاوان ولكن لديه شعورا رهيبا بأنه لو فعل لظل طوال حياته يشعر بالحرمان من فرصة السعادة مع هذه المرأة , التى كان واثقا بانه لن يلتقى بمثلها ابدا بعد ذلك الى ان تنتهى ايامه في هذه الدنيا .
كان قلبه يدق بشدة وهو ممزق بين الرغبة والقلق . أحست "آني" باحمرار وجهها وهي تتأمل مدي رجولته وكأنها ترتكب خطيئة . ولكنها تذكرت انها زوجته شرعا وأن كل شئ مباح لها .سادها شعور غريب بانها قد تموت من شدة حبها له .. لقد سمعت عن نساء كثيرات في الغابة يمتن لأسباب متنوعة , ولكنها لم تسمع ابدا عن واحدة ماتت من شدة الحب . ومع ذلك غمرتها موجة من الخوف . لقد ظلت مبهورة من مدي قوته الوحشية , واحست بأنها لو استسلمت لعواطفها العنيفة نحوه لأصبحت أيامها على ظهر الارض معدودة .
فهم "شيز" ان من الواجب عليه ان يطمئنها , وان عليها الاتخشى الحب مع عملاق مثله , فجأة احس بشعور مفاجئ بأن هذه المرأة التى امامه لم يسبق لها ان مارست تجربة عاطفية وانها لا زالت عذراء وبريئة . انها لم تمارس الحب لا معه ولا مع غيره . نظر اليها في حنان شديد , وقد ساده خوف من انه كان من الممكن ان يحطمها لو تمادي في علاقته العاطفية معها .
قال لها وهو شديد الدهشة :
- لماذا تركتني أعتقد يا "آني" أنك .. لماذا لم تخبريني بالحقيقة؟
سألته في ذهول :
- ماذا ؟
- انك لم تقيمي اية علاقة مع أي رجل ؟

أشاحت عنه بوجهها حتى تخفي الثورة العارمة من الغضب التى تصاعدت بداخلها , ثورة من خليط من الرغبة والحب والشعور بالذنب واليأس .
- وماذا يمكن أن تفعله هذه الحقيقة يا "شيز" ؟ انا هنا من اجلك . انا زوجتك واحبك .
- ولكنك يا "آني" لا زلت عذراء !
منتديات ليلاس
- وما اهمية ذلك ؟ اننا متزوجان !
قرأ "شيز" في نظراتها ان الاوان فات وان عليه ان يتوقف في الحال . لو استمر ثانية فإنه لن يستطيع ان يمنع الكارثة .
داعب وجهها في حنان ثم ابتعد عنها وارتجفت ولكنها لم تفعل أي شئ لتمنعه من الابتعاد عنها . نهض بعد دقائق قليلة من جوارها , ولم يقل أي كلمة وهو يتساءل ما الذى عليه أن يفعله ؟ ولكنها هي التي قطعت حبل الصمت .
قالت وهي تضع يدها على كتفه :
- نعم .. انا عذراء ولم امارس الحب ابدا ولم يلمسني احد قبلك .
لم يلمسها احد من قبل ! يا إله السماوات ! ما الذى سيفعله ! إن "آني ويلز" ستتسبب بطريقة او اخري في هلاكه . لقد احس بذلك منذ اللحظة الاولى التى وقعت فيها عيناه عليها ولايوجد أي حل آخر .. لابد من الابتعاد عنها .. لابد من مغادرة هذا البيت .. ودون ان يضيع دقيقة واحدة .
__________________

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 08-09-10, 11:17 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثامن


رحل "شيز" من يومين بعد ان تحولت لحظات السعادة بينه وبين "آني ويلز " الى كارثة . فجأة جمع ملابسه . ثم ركب سيارته "البيك آب" العتيقة ماركة "فورد" التى تستخدم في المزارع في اداء كافة المها من نقل المسافرين الى حمل العلف والمؤونة . الى مطاردة اللصوص . لم يقل لها الى اين هو ذاهب ولا حتى إن كان سيعود .
احست "آني" بالذنب الشديد لدرجة انها لم تستطع ان تقول أي كلمة لتمنعه من الرحيل . لقد خدعته وهذا امر لايمكن ان تنكره وكيف تنكره والدليل واضح لايقبل الشك . ولكنها خدعته دون مكر او سوء نية انها زوجته فعلا ورسميا وهي تتحرق شوقا لأن تمارس حقها كزوجة , وتحس أيضا بانه يرغب في ذلك بكل جوارحه ولدرجة يجب أن تجعله لا يعير أي انتباه لمسألة عذريتها . لقد كانت تتوقع ان يشعر الرجل بالفخر . لان المرأة انتظرته طوال حياتها لتهبه نفسها دون غيره وفي هذا الزمن الذى انتشرت فيه الحرية العاطفية بدرجة شديدة , واصبحت العلاقات بين الرجال والنساء في "امريكا" و "اوروبا" سهلة ومتاحة مثل الماء والهواء ولكن يبدو ان "شيز" ليس من النوع الذى يقدر للمرأة احتفاظها بفضليتها والا تهب نفسها الا لزوجها .

احست "آني" برطوبة انف الكلب "شادو" على خدها وضغطت يدها على ظهر الكلب الجالس بجوارها . لقد اصبح "شادو" امين سرها الوحيد الذى تبثه لواعج قلبها وروحها . كانت لاتجد غضاضة في أن تحدثه وقد رأت الوطنيين في "كوستاريكا" يفعلون ذلك دائما . بل لقد صارحت الكلب بأدق اسرارها واحلامها . خاصة الحلم الذى لم تكن تجرؤ على ان تفكر فيه لاستحالة تحقيقه وهو ان ينتهى "شيز" الى الاقتناع بأنه مرتبط بها ولايستطيع الفكاك من هذه الرابطة العاطفية الشديدة .
منتديات ليلاس
سألت الكب وهي تداعب طوقه :
- ما رأيك يا"شادو" ؟ هل اعتبر قضيتي خاسرة ؟
حدجها "شادو" بإحدي نظراته المليئة بالحزن والشجن والتى كان يتمتع بها دون غيره من الكلاب , بل نادرا ما كان يتمتع بها بعض الرجال مثل "شيز" , رأت "آني" في تلك النظرات الحزينة ما يؤكد ظنونها . بل إنها كانت تعرف من قبل ان القضية خاسرة . إن "شيز" يريد ان يخرجها من حياته . ان كل ما فعلته من اجل ان تجعله يقترب منها أدي الى ان يبتعد عنها .
لم تكن "آني ويلز " من النوع الذى خلق ليعترف بالهزيمة . وفكرت في كل الاهوال التى واجهتها في "كوستاريكا".
هل حانت ساعة استسلامها . نهضت وهي فريسة للحزن وجمعت أشياءها التى احضرتها معها وهي تتساءل ما الذى يمكن ان تفعله لو رحلت عن هذا المنزل والرجل .
القت نظرة اخيرة على المطبخ وفكرت في الطريقة التى عبر فيها "شيز" لها عن عواطفه , فقد تعرفت في عينيه على العاطفة والحنان .

قالت معلقة بصوت مرتفع :
- إن تصرفاته لايمكن ان تكون تصرفات رجل غير مبال .
ولكن بعد لحظات فهمت معني الكلمات التى نطقتها . انه ليس غير مهتم بل العكس هو الصحيح . ولكنه يصارع عواطفه وإن كانت ردود أفعاله شديدة العمق والتركيز فهي تدل على عمق عواطفه وانه متمسك فعلا بها .
ولكنها عادت وتراجعت في الحال . لا . لا .. انها تشعر بالقلق من العاصفة التى انطلقت من داخلها . ان ما تفكر فيه امر مثير للسخرية . انها تظن ان رغباتها هي حقائق واقعية .

حاولت ان تعيد بعض الترتيب الى افكارها ولكنها كانت في حالة من الاثارة لدرجة جعلتها تعتبر كل دلائل رغباته ورغباتها الخاصة إنما هي تاكيد حلمها المجنون . إن "شيز" يحبها ويريدها . بدأت الامور تبدو اكثر وضوحا . ان سلوك "شيز" الغريب والشاذ وغير المألوف والمتطرف اصبح مفهوما على ضوء الهامها وفلسفتها للأمور . ربما ايضا هرب لانه كان يخشى عنف عواطفه .. يا إلهي ! هل هذا ممكن ؟ هل يمكن ان يكون قد وقع صريع حبها ؟ هل يمكن ان يكون "شيز بودين " عاشقا ؟

فجأة فكرت في يأس . ان هذا سيحدث لو استطاعت الابقار تسلق الاشجار . ولكن الامل استعاد مكانه عندها في الحال . تساءلت أليس من المحتمل ان يكون مسلكه العنيف دليلا على مدى ارتباطه بها , وانه اتخذه ليخفى ذلك ؟ ثم أليس من المحتمل ان تكون تقلباته المزاجية وعنفه وقسوته انعكاسا لعنف الصراع الدائر بداخله ؟
لو كان الامر صحيحا ولو أن مسلكه البغيض هو أعراض لعواطفه الحقيقية ؟ فلابد ان الرجل عاشق حقا .. قليلا لا .. بل كثيرا بل لدرجة الجنون نفسه .
لو كانت على حق وان كل خلية في جسدها تقول لها : إنها غير مخطئة في ظنها , فلم يبق امامها الان سوى ان تعثر على طريقة تجعل "شيز" يفهم ذلك . لابد ان تساعده على الاعتراف بما بدأت تراه واضحا .
# # #
جلس "شيز" في المشرب , وقد كز على فكيه , واصبح وجهه جامدا كالخشب . طلب شرابا مقويا مضاعفا . واشار الى الساقي لكي يدعه في حاله .

جاءت ساقية ذات شعر أسود فاحم وانزلقت لتجلس بجواره وقد اسندت ذقنها على راحة يدها وقد بدا عليها ما يشبه الابتسامة وان كانت تنقصها الصدق .
نظر اليها "شيز" ولكنه لم يقل شيئا يشجعها على مواصلة الحديث والسمر . لقد حضر الى هذا المكان هربا من النساء ومن تدخلهن فيما لايعنيهن . احتسى كأسه مرة واحدة .
النساء ! إنهن يأخذن سيارات الرجال ليملأن البيوت بالزخرفة الكاذبة . انهن يتدخلن في خصوصيات الرجال ويسببن المتاعب لأنفسهن ويسرقن حب كلابهن لهن . وفوق ذلك هن غير قادرات على ترك الامور على ما هي عليه . انهن لابد ان يلمسن كل شئ ويقلبن التوازن الطبيعى للامور . قال موجها الحديث الى الساقية :
- ان النساء على وشك ان يخلقن فصيلة مهددة بالانقراض ..الرجال.

- ارجو المعذرة . لست أفهم ماذا تعنى ؟
ظل "شيز" مثبتا نظرات على كأسه , همهمت الساقية :
- هل رأيت هذا ؟
استدار نحوها ليلقى نظرة ليست بدافع الفضول وانما بغرض أن يلزمها الصمت رأي نصف دستة من رعاة البقر من المنطقة يحيطون بشاب لم تنبت له لحية . ووجهه ملطخ وفمه ملئ بالتبغ الممضوغ .
سأله واحد من مسببي الشغب والعراك :
- هيا يا صغير . هل أنت واثق بانك كبير بدرجة تسمح لك بوضع قدميك في هذا المشرب ؟
هز الشاب رأسه علامة الايجاب , ثم بصق على الارض بطريقة متعالية جعلت الهمس يسري بين رواد المقهي .
- هيا يا صغير .. ألا تريد أن تبدأ ؟

قام الصبي بالبصق الى مسافة ابعد نالت استحسان الجمهور . وقد احدث ضجة مقززة . اقترح احدهم ان يقدم له جعة او مشروبا مقويا .
اقتربت الساقية من دائرة رعاة البقر قالت وهي تحدج الشاب بإمعان:
- أراهن انك تستطيع ان تفعل احسن . أليس كذلك يا راعي البقر؟
ابتلع الصبى ريقه بصعوبة وشحب وجهه . سأله احد الرجال فإن من الواضح انه سائق شاحنة نقل الماشية :
- ألم تسمع الآنسة ؟ ألم يعلموك الادب ؟ لقد طلبت منك ان تعيد الكرة .
قاطعه رجل آخر :
- افسحوا لي الطريق .. اراهن اننى استطيع ان افعل احسن منه . هيا اطردوه للخارج !
ضاقت الدائرة حول الصبي عندما صاح احدهم من اقصى المشرب:
- اسمعوا ايها الرجال . قبل ان تنفذوا اسألوه أولا إن كان صبيا ام فتاة .

لايمكن ان يتصور الانسان ان هناك إهانة اسوأ من ذلك . فكر "شيز" انه سيحظي برؤية شجار ضخم ومثير .. كان قد بدأ ينتبه الى ما يحدث من الغريب ان الصبي كان يذكره بشئ ما . وكلما امعن في تأمله ساده اعتقاد بأنه سبق أن رأه . استند "شيز" على مائدة البوفيه وقد بدا نافد الصبر ومتلهفا لمعرفة ماذا سيفعل الصبي ليخرج من هذا المأزق السيئ .
بصق الصبي بقوة ونشاط شديدين وكأنه يطلق صاروخا . المزعج انه وجد عقبة في طريقه . راعي بقر من المزرعة المجاورة قال الرجل وهو يمسك به من سترته من الخلف . بينما مد رجل آخر يده نحو سلاحه , ولكنه ما إن تحرك حتى سمعت لطمة صامتة . وانزلقت المدية من بين اصابعه . استدار كل الزبائن كرجل واحد نحو "شيز بودين" الذى كان يعيد سوطه الى مكانه دون أن يطرف له رمش .
قال موجها الحديث الى رعاة البقر :
- لقد تمت تسوية الامر . والآن عندي كلمتان اقولهما لهذا المعتوه .
منتديات ليلاس
سأل احد رعاة البقر وقد بدا عليه الغضب وسيجاره بين شفتيه :
- وما شأنك انت لتتدخل ؟
طرقع سوط "شيز" ثانية وقطع السيجار من على بعد سنتيمتر من شفتى راعي البقر وقال :
- لدي حساب اريد تصفيته مع هذا الصبي هل لديك مانع ؟
ساد الصمت التام بين الجميع . طرقع سوط "شيز" مرة اخيرة واحاطه بوسط الصبي ثم جذبه نحوه دون أي صعوبة . وقال له بصوت منخفض :
- أتعشم أن يكون لديك سبب وجيه لتقديم هذه النمرة الاستعراضية يا صغير ! لأنها لا تعجبني على الاطلاق .
مسح "شيز" القاعة بعينيه وهو يحسب عدد الفرص المتاحة للخروج من المشرب دون ان يتسبب في انفجار فوضى عارمة .
__________________

قال احد رعاة البقر اخيرا :
- اقسم اننى سبق ان رأيته . إذا كان هذا الصبي رجلا فإننى أريد إذن ان اكون ملكة "سبأ"
قال "شيز" لـ "آني" :
- هيا بنا .. سنرحل . افضل ان نترك هذا المكان قبل ان يحاول هؤلاء المتوحشون ان يحولوك الى مسخة يلهون بها .
أحبت "آني" بالتأكيد ان تنفذ اوامره حرفيا , لاشك ان الضيق بلغ به حدا يجعله على استعداد لخنقها بيديه العاريتين , ولكن همه الوحيد في تلك اللحظة هو دون شك الخروج من هذا المأزق السخيف .

ظل "شيز" صامتا ولم يقرر ان يفتح فمه إلا بعد ان غادرا البلدة .
قال لها بصوت بارد كالثلج :
- إنني احس بفضول ان اعرف لماذا فعلت هذا وما الذى دفعك لان تبحثى عنى في هذا الجحر ؟
كان من الواضح ان اللحظة ليست مناسبة لان تقول له انها تتفهم تقلباته المزاجية وسلوكه المبالغ فيه والغريب . وانه مجنون بحبها وقد فضلت ان تقدم له اسبابا اخرى وان فهمت انها حقيقة وهي تخترعها .
- لقد قلقت عليك .. واردت ان اطلب منك ان تسامحني لاننى جعلتك تعتقد اننى سبق ان مارسنا حياتنا الزوجية الطبيعية .
قال لها بصوت حاد وقاطع وهو يحدجها :
- كفي !

كان "شيز" يتلهف لان يطرح عليها اسئلة . وان يسألها من اين واتتها الشجاعة لكي تفعل مثل تلك الاشياء . ومن علمها الخداع والتنكر ؟ والذى كان يريد ان يعرفه قبل أي شئ هو كيف امكنها ان تسبب له كل هذا الخوف ؟ انها جعلته يكفر عن كل الخطايا التي سبق له ان ارتكبها , انها تطلب عفوه ! كم سيكون ممتعا لو شاهدها تزحف على ركبتيها طالبة العفو منه ولكن عليه ان يحذر ! فإنها لا تكف عن اختراع الحكايات .
تحملت "آني" صمته في ألم شديد . وترددت في استئناف الحديث . ولكنها تتحرق شوقا لمعرفة ماذا يدور في رأسه ؟ هل يخطط للانتقام منها ؟ ان ثورة غضبه تذكرها بخطب ومواعظ الاخت "ماريا أنوسينتا" كبيرة الراهبات في الدير في "كوستاريكا" حول انكار الذات وكبح الشهوات والتوبة .

كانت "آنى " تجد صعوبة في فهم معنى كبح الشهوات في الممارسة الدينية . ولكنها بدأت تستشف ماذا يمكن ان يعنى كبح الشهوات في العلاقة بين الرجال والنساء ... يبدو أنه مكتوب عليهما هى و "شيز" ان يمرا بتجربة كبح الشهوات . قالت له أخيرا . وهى تتعمد ألا ترفع عينيها نحوه :
- ما الذى تدبره في رأسك ؟

- بالنسبة لموضوعك ؟ لست أدرى بعد . وطالما لم يستقر رأيى . فإننى افضل أن تمتنعى عن ان تقدمى لى اى اقتراحات او إيماءات ... إنني أتحرق شوقا لأن أحبسك مقيدة اليدين والقدمين في مخزن الغلال ، حتى أضعك في حالة تمنعك من مضايقتى ، وإحداث المتاعب الدائمة لى . انت لا تعرفين مدى شوقى لتحقيق ذلك .
قالت بصوت شبه مسموع :
- إنك لن تفعل شيئا من هذا ؟

كانت تعلم ان "شيز" يجدحها . وهى منكسة الرأس ، ولكن ذلك لم يعد يهمها فقد تعودت على ذلك كثيرا وهى في السجن ... إنها لن تجعله ينفذ تهديده . لن تسمح له بذلك أبدا .
عندما وجدت أخيرا الشجاعة للكلام أضافت بصوت مرتجف :
- إذا كنت قد سببت لك أذى فإن ذلك لسبب وجيه . أنا لم أرغب أبدا في أن أحرجك بل العكس هو الصحيح . لقد أردت ان أساعدك ، أردت فقط أن اضيف بعض البهجة على حياتك .
- إذن سأطلب منك معروفا يا آنسة ! أنسى هذا ! إن تعاستى في كل ما تفعلينه .
عندما لمحت "آنى" مدى وحشية نظرته لم تعد تشك في أنه سيحرقها حية ، بين لحظة وأخرى . أو ربما سينحرف بالسيارة لينتقلا معا إلى العالم الآخر .
أغمضت عينيها ، وأخذت تدعو السماء في سرها ، معجزة فقط هى القادرة على إنقاذها . لم يسبق لـ "آنى" ان أحست بطول الرحلة مثلما تحس الآن .
أوقف "شيز" السيارة وقفز في الحال منها تاركا إياها على مقعدها . وهى تتأمل الموقف قررت أن تضع مسافة بينهما وأن تدع الأمور تهدأ . ولكن فيما بعد عندما وضعت قدميها على الآرض . وجدت مفاجأة عندما شاهدت دستة من الرجال فوق الجياد يتجهون نحو البيت تتقدمهم فرقة من كلاب الصيد .
أحدث جرى الجياد ضجة أخرجت "شيز" من منزله واتجه نحو السيارة "البيك آب" قال وهو يشير لـ "آنى" ان تظل في السيارة وأن تختفى قدر المستطاع .
- يبدو هذا وكأنه مطاردة لرجل .

أخذ بندقيته من فوق الأريكة الخلفية للسيارة "البيك آب" وانتظر .
صاح أحد الرجال :
- أمتط جوادك يا "شيز" . لقد هرب أحد المساجين .
سأل "شيز" المأمور الذى كان يتقدم العديد من رعاة البقر من المزارع المجاورة :
- ومن هو ؟

أجاب المأمور وهو يقفز بجواده إلى داخل تحويطة الخيل :
- إنه "جاك لابواز" .... من المستحيل معرفة كيف تمكن من ذلك . ولكنه عقد صداقة مع أحد مساعدى وهم يصحبونه للمحكمة .
قال "شيز" بصوت متهكم وهو يفكر في الوقت الذى طارده فيه ووضع القيود في يديه .
- لقد أدار الحظ ظهره لـ "جاك " . على ما يبدو لقد أيقن سارق الماشية من أنه لا أمل في إصلاحه فضلا عن غبائه . لم تكن هذه أول مرات هروبه .
سأل المأمور "
- هل لديك فكرة عن الوجهة التى أتجه إليها ؟
حك رجل القانون جبينه مفكرا :
- لقد تفقدنا آثاره في ضواحى "بيج وش" ومن الواضح أنه يتجه نحو الحدود ... لقد فكرنا أنك ربما تود أن تكون من رجالنا ما دمت أنت أول من قبض عليه .
لم يكن "شيز" يأمل أحسن من ذلك . إن رائحة الجياد الثائرة والجلد المغطى بالعرق تسحره . ولكن مطاردة الرجال عادة ما تستمر عدة أيام وهو لا يستطيع ان يترك "آنى" بمفردها كل تلك الفترة . وهو لا يتصور أيضا أن هذه الكارثة المتحركة وما يمكن أن تفعله وأمامها ايام طويلة .
قال للمأمور :
- أنا آسف .... ليس هذه المرة .... لدى أمور لابد أن أسويها .... ولكن كلابك يمكنها الاستغناء عنى وستنجح في المهمة بدونى .... ستحصل عليه .
قال الرجل وهو يشير لرجاله :
- كما تحب . ولكن هذا سيئ بالنسبة لك .
ابتعد الفريق أمام نظرات "شيز" ... كم كان يجب أن يكون من ضمنهم ولكن هناك أمرا آخر يزعجه وبقض مضجعه . إنه لا يستطيع أن يكف عن التفكير أن هناك خطأ ما في خطتهم الاستراتيجية ... إنهم يتبعون طريقا خطأ .
كانت "آنى" تنتظر في السيارة حتى تبتعد ضجة فرقة المطاردة ثم برزت برأسها وسألته :
- هل رحلوا ؟
اجابها "شيز" :
- لقد رحلوا من فترة . اخرجى !
منتديات ليلاس
ما إن همت بأن تتحرك حتى فتح باب السيارة ، ثم مد لها يده ليساعدها على الهبوط منها ، ولكن من مظهره الشارد شعرت بأنه بعيد يفكر في مكان آخر .
سألته :
- ماذا هناك ؟
- لست أدرى كثيرا .... لدى إحساس بأن "جاك لابواز" قد خدعهم . في آخر مرة حاصرته فيها وقبضت عليه كان مختبئا في بئر منجم قديم ومهجور . ولدى شعور بأنه عاد إليه ثانية .
- وماذا سيفعل بذهابه إلى هناك ؟

- أريد حقا ان أعرف ذلك . ولكن ذلك ليس سوى شك مبهم ... ما لم يكن قد دفن فيه شيئا ما .
قالت "آنى" :
- إن الأحاسيس الداخلية لها أهمية . ربما كان من الأفضل لو ذهبت إلى هناك لتلقى نظرة .
- وأتركك هنا ؟ بمفردك تماما ؟ لا تفكرى في ذلك يا آنسة !
أحست "آنى" بشبه ارتياح من لهجة الحنان التى في كلامه .... حنان ربما كانت الكلمة وصفا مبالغا فيه ، ولكن على الأقل فإن نبرة الغضب اختفت من صوته . قالت له في لهجة تحد وإثارة :
- إذا كان يزعجك حقا ان تتركنى بمفردى ، فليس أمامك سوى أن تصحبنى معك .

عندما حدجها "شيز" في غيظ سارعت بأن أضافت في لهجة مصالحة :
- ولكن هذا فقط إذا كنت تظن أنه من المهم تسليم "جاك لابواز" لأيدى العدالة .
نظر إليها في ارتياب وقال :
- أصحبك معى ؟
- إنني لن أتدخل في شئ .... وهذا أمر طبيعى تقتضيه الحاجة . أنا لن أقول أى كلمة إذا كان هذا يسعدك .... ولا كلمة واحدة !
نزع "شيز" قبعة رعاة البقر العريضة وأخذ يمرر أصابعه في شعره وكأنه يجد صعوبة في اتخاذ القرار .
ثم تجهم وجهه واتجه نحو إسطبل الخيل
صاحت وراءه :
- ما الذى تفعله يا "شيز" ؟

- سأقوم بسرج الجياد ... خذى كيس من النوم من الحقيبة الخلفية للسيارة وما يكفى مؤونة لمدة يومين .
أغمضت "آنى" عينيها وأخذت تدعو السماء حمدا وشكرا ، وقالت بصوت منخفض :
- ها هى قد حدثت .... معجزتى !
( نهاية الفصل الثامن )
__________________

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دار ميوزيك, روايات رومانسية., روايات عبير المكتوبة, روايات عبير.روايات, زواج بالقوة, فلورنس كامبل
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t148252.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط© ط²ظˆط§ط¬ ط¨ط§ظ„ظ‚ظˆط© ظƒط§ظ…ظ„ط© - Rocket Tab This thread Refback 22-03-16 01:14 PM
ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ…ظƒطھظˆط¨ظ‡ This thread Refback 21-08-14 02:16 PM
ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± This thread Refback 21-08-14 04:28 AM


الساعة الآن 05:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية