هذا الرد كان بمثابة صفعة للفتاة , أذن , لا شك أن أنيتا هي المرأة المتعلق بها .... وبطريقة آلية , توجهت نحو الباب وقالت:
" عليّ أن أذهب الآن".
" أنتظري لحظة واحدة!".
وضع يده على ذراع لورنا , فأحست بقشعريرة جميلة , لكنها بقيت جامدة لا تتحرك , محتارة ببين رغبتها في البقاء هكذا , ورغبتها في الأبتعاد عنه.
" ليست هناك أمرأة في حياتي , لست حرا لأنني مرتبط بألتزامات أخرى".
" آه , فهمت".
منتديات ليلاس
لكنها في الحقيقة لم تفهم , لماذا لم يكن صريحا معها , أذا لم تكن هناك فعلا أمرأة في حياته؟ قالت:
" الظاهر أنه من الأفضل أن يكون الرجل عازبا أذا كان يعمل في الحقل السينمائي ".
" ليس هذا هو الموضوع يا لورنا , أسمعيني , لا يمكنني أن أقول لك المزيد , ما كان يجب علي أن أطلب منك أن توافيني الى هنا , لكن لم أكن أستطيع الأمتناع عن رؤيتك ,كان أمرا صعبا........".
توقف عن الكلام فقالت وهي تحاول األأبتعاد عنه :
" لا أريد أن أسبب لك المشاكل , الأفضل أن نودّع بعضنا الآن , في الحال".
" والآن لقد جرحت شعورك أذ عبرت عن أحاسيس خاطئة ".
" بالعكس, كنت واضحا كليا".
أمسك بذراعيها وقال:
" آمل ألا يكون كلامك صحيحا".
" أتركني , أرجوك , يا سيد فافرشام ! ليس هكذا يتصرف الأنسان العاقل!".
فجأة تغير كليا , أبتسم وقال:
"لا أفهم جيدا أين نحن في الحديث , هل نسبح في مأساة يونانية! أليس بأمكان رجل أن يدعو فتاة جميلة الى العشاء من دون أن يطلب يدها؟ وأنت قلت أنك تفضلين التعرف جيدا الى الرجل قبل الأرتباط به , أحب رفقتك يا لورنا , وآمل أن يكون ذلك متبادلا وألا فلا مبرر لوجودك هنا , أحب أن أدعوك الى الخروج معي أحيانا , أذ يبدو أن حياتك خالية من وسائل التسلية , بأمكاننا أن نتقاسم صداقة لطيفة من دون أن نتعلق ببعضنا , وأؤكد لك , أنه أذا خرجت معي , فلن تحطمي قلب أحد".
منتديات ليلاس
نعم صحيح , فليس لديها أصدقاء في القاهرة وأقتراحه يعجبها , فالصداقة أهم من الحب , هي أيضا تحب رفقته وهذا يلغي رتابة حياتها , أذا بقيت سجينة الليدي أوغوستا , فلن تستفيد من التمتع بشبابها , فقالت:
" أقبل أقتراحك بكل طيبة خاطر".
والمدهش في الأمر , , أنه لم يفرح لكلامها , أبعد يده عنها ووضعها في جيبه وقال:منتديات ليلاس
"حتى ولو كنت تعرفين عني الشيء القليل ".
" لا يبدو أنك على أستعداد للتحدث عن المزيد فيما يخص حياتك الشخصية لكن ربما ستقول لي الحقيقة في الوقت المناسب ؟ وأنا واثقة أنك ستقول كل الحقيقة في وقت قريب!".
ترددت قبل أن تسأله:
" أنا.... أنك سترحل عن هذا البلد , على ما أظن؟".
" ربما , لكنني أعيش في الحاضر من دون التفكير بالغد , ألم تملي من هذا المكان المحزن؟ لنخرج الى الشمس , هل سبق وزرت معمل بابيروس ؟ المكان رائع أذ يقع على ضفاف النهر حيث الجو لطيف ومنعش ".
يقع المعمل فوق زورق مربوط بمرساة على حافة النهر , والوصول اليه يتم بعبور طريق داخل حديقة مليئة بالأشجار تحتها مقاعد صغيرة , بعض االبيوت الصغيرة في مستوى أدنى تحت الأرض المسورة بنيت حولها الجيرانيوم والياسمين البري.