كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
5- اللقاء تحت تمثال توت عنخ آمون
ظلت لورنا حاملة سماعة الهاتف في يدها مدة طويلة , سارحة في أفكارها , وفكرت في عدم الذهاب الى الموعد مهما كانت رغبتها بذلك قوية , تخيّلته يطوف في صالات المتحف الشاسعة والباردة , ينتظر قدومها الى أن يصاب بخيبة أمل , لكن لا يجب أن تشعر بالذنب أذا لم تأت الى الموعد , طالما سيذهب مايك الى المتحف في جميع
الأحوال , ظلت حائرة طيلة النهار , تتأرجح بين رغبتها في رؤية مايك من جديد وبين التعقل والأحباط ,وظل هذا الأحساس يراودها حتى اليوم التالي , ولحسن حظها أن البريد كان خفيفا ولم يكن لديها عمل ملح , وألا لأشتكت الليدي أوغوستا من عدم أنتباهها .
قبل الظهر أعلنت الليدي أوغوستا قائلة:
"سأتناول الغداء اليوم في السفارة البريطانية , حكومتنا تتابع واجباتها الأجتماعية ! ربما بأمكاني أن ألتقط بعض المعلومات الهامة , خذي وقتك وأستريحي , فلم تستعيدي نشاطك بعد مغامرة الصحراء".
المخيم , لكنها تذكرت أن خالتها مزاجية .... ربما صدمت... أو ربما فرحت كثيرا.
منتديات ليلاس
تناولت الفتاة الغداء في جناحهما الخاص الذي كان مؤلفا من غرفتين وقاعة أستقبال ,وبعد الغداء جلست أمام النافذة تتأمل نهر النيل والسير المستمر , الزوارق تسير في الماء بالتجديف أو بقوة الأشرعة , وهناك أيضا السفن الشاحنة والقوارب وحتى بعض البواخر , كما رأت القار البحري المحمل بالسياح المتوجهين الى الأقصر والكرنك , لم تزر
لورنا هذه الأماكن بعد , لكنها وعدت نفسها بأن تزورها عما قريب.
أن ترتاح في فراشها كان أمرا صعبا , لأن عقلها مأخوذ بمايك فافرشام الذي يتسكع في غرف المتحف المظلمة , فجأة و جذبها شعور قوي , فأسرعت الى غرفتها وأخذت دوشا , ثم أرتدت فستانا معرّقا واسعا وأعتمرت قبعة بيضاء , ونظرت الى نفسها في المرآة التي عكست لها الأنوثة والأنتعاش.
يا للتضاد بينها وبين أنيتا أورمان لدى وصولها الى المخيم , وما أن أنتهت من النظر الى نفسها بأمتنان حتى خرجت من الفندق مسرعة .
منتديات ليلاس
كان المتحف المصري يقع وراء الهيلتون , أجتازت لورنا الأبواب الحديدية الى الساحة الداخلية , وتوقفت لحظة لتنظر بأعجاب الى البركة المبنية من حجارة ال***فساء المزينة , بعض العرائش تطفو فوق الماء , هذه الأزهار التي هي رمز الروح أصبحت نادرة الوجود.
دخلت الى مبنى المتحف بعد أن أشترت بطاقة دخول , ثم صعدت ببطء السلالم الواسعة حتى الطابق الأول حيث يعرض كنز توت عنخ آمون , وما أن أجتازت التمثال الأسود والذهبي , حتى شعرت بأرتياح لقلة عدد السياح.
ثم لمحت مايك فافرشام واقفا أمام واجهة زجاجية وراءها تمثال أنوبيس , وهو رمز الأموات في مصر القديمة , جسمه جسم أنسان ورأسه رأس أبن آوى.
منتديات ليلاس
وفي الحال شعرت لورنا بأنتفاضة في قلبها لدى رؤيته وتوقفت مكانها , مترددة بين البقاء وبين الأستعداد للهرب والعودة الى الفندق , لكن مايك لمحها وصرخ:
" لورنا!".
|