" في مصر العليا".
أستيقظت لورنا فجأة , مصر العليا تذكرها بذكريات مؤلمة .
" وماذا كان يفعل هناك؟".
أخفض أيليوت رأسه هامسا ببضعة كلمات , فضحك ليونيل وقال:
" آه , كفى! هذه موضة قديمة في أيامنا , اليوم يستعملون الكهرباء والكواكب التابعة والطائرات الرادارية.......".
"هذه الأشياء التي تذكرها تستعمل في الأستخبارات العسكرية وهناك أيضا الكومبيوتر الأقتصادي والسياسي , وخاصة في هذا الوقت بالذات......".
صرفت لورنا عن متابعة الحديث , لأنها تمل من السياسة ... لكن أيليوت أضاف يقول:
" بعد الحادث أعلنت الدولة عن أختفائه , وحسب ما فهمت أنه تقاعد من وظيفته الحالية وهو يبحث عن مركز مستقر بعدما ظل ستة أشهر يصارع الحياة , أخيرا تمكنت السفارة البريطانية في مصر من ترحيله الى بلاده".
ستة أشهر؟ كتفت لورنا يديها فوق ركبتيها .... مصر العليا.... ستة أشهر صمت...
أكمل أيليوت الحديث قائلا:
" هناك قصة تحاك حوله , لقد أستعمل خلال أقامته حجة لتغطية الدور الذي يقوم به , أذ لعب دور بهلوان , كممثل بديل في تصوير فيلم أقيم في قلب الصحراء..... آنسة ترافيرس , ما بك؟ ألا تشعرين بصحة جيدة؟".
كانت لورنا تنظر اليه من دون أن تراه , في رأسها بدأت تدرك ما حصل , كريستوفر بيرسفورد هو مايك فافرشام .... ولهذا السبب لم تجد رقم هاتفه في الدليل ! وماذا لو كانت قصة أيليوت الطويلة حقيقية........ماذا فعلت؟ كيف أستطاعت أن تحدثه بهذه القساوة؟منتديات ليلاس
وبعد جهد كبير أستطاعت أن تنهض من مقعدها وتقول:
" أنا على ما يرام ....فالطقس حار اليوم .... هل تمسحون لي بالأعتذار.....".
تقدمت خطوة الى الأمام , مسرعة بالفرار , تدخل ليونيل قلقا على شحوب وجهها وقال:
" هل بأمكاني مساعدتك؟ هل تشعرين بضعف؟ بأمكاني أن أنادي الليدي أوغوستا , أذا ما أردت ذلك.....".
" لا , لا! أرجوك , أبق هنا مع أيليوت , سآخذ حبة أسبرين وأتمدد فترة قصيرة".
ولما أصبحت وحدها في الغرفة , سقطت على سريرها , ورأسها بين يديها , لقد طلب مايك منها أن تثق به وهي خانته , هو الآن في أنكلترا وبأمكانها أن تتصل به ما دامت عرفت حقيقة أسمه , ستفعل كل ما في وسعها كي يسامحها.
منتديات ليلاس
أسرعت لورنا الى غرفة خالتها وبحثت عن الرقم في الدليل الهاتفي وطلبته وأنتظرت , سمعت صوتا غريبا في آخر الخط فقالت:
" مساء الخير , يا سيد .... هل كريستوفر موجود , من فضلك؟".
ران صمت طويل ثم سألها المتكلم عن أسمها فأضافت:
" لورنا ترافيرس ... أنا صديقة له , لقد عاد من سفره , أليس كذلك ؟ هل بأمكاني التحدث اليه؟".
" آسف , هذا مستحيل , أبني ليس بصحة جيدة , ذهب ليرتاح , أصدقاؤه يؤدون له خدمة كبيرة أذا تركوه وشأنه".
" لكن.... هذا أمر ضروري ! يا سيد , هل بأمكانك أن تقول لي أين بأمكاني أن أجده؟ سأتصل به أو أكتب اليه....".
" يا عزيزتي , لا يستطيع كريستوفر الخروج.... ولا يحب رفقة النساء".
" أنا...... أعني ........ أنا...".
" تبدين شديدة العصبية يا آنسة , وكريستوفر ليس بحاجة لذلك , في الوقت الحاضر , سامحيني أذا كنت مباشرا ,لو أراد الأتصال بك , لكان أعلمنا بالأمر , لكنه يود أن يبقى وحده وأصر على هذه النقطة بالذات".
أقفل الرجل السماعة.
غادر المدعوون الحفلة وتوجهت الليدي أوغوستا الى غرفتها متسائلة ماذا حل بأبنة أختها , فوجدت لورنا قرب السماعة تجهش بالبكاء.
نهاية الفصل التاسع.................