" في كل حال , ليس في نيتك أن تدعيه يتصل بي , وأنا لا أعرف جيدا ما هو بالنسبة اليك..........؟".
" أنه كل حياتي , لم يسبق أن ألتقيت بشخص مثله جذبني الى هذه الدرجة , بالرغم من غياب العلاقات بيننا ,أفهمه جيدا.... وصداقتنا قادرة
على أن تحل محل مغامراته العابرة , ولن أسمح له أن يضيّع وقته مع فتاة شابة يحتلها الشغف حتى العمى".
" أشكرك , أنت لطيفة جدا ! لكن عليك أن تقنعينني بأنني غير قادرة أن أجعل منه أنسانا سعيدا! حججك سطحية , يا آنسة أورمان ولا أخاف من
تأثيرك عليه".
لكن في الحقيقة , كانت تخاف كثيرا من تأثير أنيتا عليه , لأن هذه الأخيرة تعرفه معرفة جيدة , هل قالت الحقيقة؟ أستدارت لورنا رأسها على زجاج النافذة , وكان تحتها نهر النيل يستمر في رحلته الطويلة نحو البحر...
منتديات ليلاس
نهضت أنيتا من مقعدها المريح وقالت:
" أفضله ميتا , على أن يتزوج منك!".
نظرت لورنا اليها مرتعبة , فالأنتقام ظاهر على وجهها , ثم قالت:
" الشباب يفكرون بأن الحياة لا طعم لها أذا كانت رغباتهم غير مكتفية ,
عودي الى بلادك يا لورنا , وأختاري رجلا لطيفا ومستقرا قادرا أن يهتم بك , أذا سدّ الباب , تبقى هناك نافذة مفتوحة , هذه هي الحياة....".منتديات ليلاس
أجابت لورنا بصوت بارد:
" شكرا , لكنني لست عديمة المسؤولية بالرغم من مظاهري , أذا رأيت مايك , قولي له بأنني سأنتظره دائما".
" لن أحدثه عنك يا آنسة ترافيرس , لقد نسيك ومن الأفضل لك أن تنسيه أيضا , الى اللقاء , يا آنسة ترافيرس".
خرجت بسرعة من دون أن تنتظر رد لورنا , بقيت الفتاة قرب النافذة , جامدة مكانها , هل نسيني حقا؟ في خلال أسبوع واحد؟ كلا , أنيتا مخطئة , ربما يكون مايك متأسفا لما حصل , لكنه لن ينساها بهذه السرعة.
ظلت تنتظره حتى الأسبوع التالي , آملة أن تصلها رسالة منه , لن يدعها في قلق دائم.... لكنها لم تتسلم منه أي خبر, وبأسف , تقبلت الحقيقة , أنيتا هي الرسول والرسالة كانت واضحة....
وكانت لورنا منهمكة بتحضيرات الرحيل , فأوراق الليدي أوغوستا دقيقة ويجب ترتيبها قبل السفر , الحالة الجوية تعلن عن قدوم الربيع في أنكلترا ,وفي مصر كانت النهارات طويلة وحارة.
منتديات ليلاس
ولما عادت الى بلادها , نزلت لورنا في شقة خالتها خلال فترة الصيف كلها , لم يصلها أي خبر من مايك ولم تعد تنتظر ذلك , وللأسف تحققت كلمات أنيتا.
وذات يوم راحت تفتش في دليل الهاتف باحثة عن عائلة فافرشام في مارلو , من دون جدوى , كما بحثت عن الشارع في الخريطة المحلية , وكانت النتيجة ذاتها , فالعنوان ومنزل مايك ورقمه الهاتفي , لم تكن ألا من أختراعه غير أنها لم تكن تفهم ما الذي دفعه الى ذلك ,لماذا دعاها أن
تعيش في منزل لا وجود له؟ ولم تجد سوى جواب واحد: مايك كان يكذب عليها بأستمرار.
كانت لورنا تساعد خالتها في تنظيم حفلات الأستقبال وتهتم بالمدعوين , الذين غالبيتهم في سن متوسطة , سياسيون كانوا أم موظفين , كلهم أنيقون ومن عائلات كبيرة محترمة.
ونادرا ما يأتي رجل شاب الى هذه الأحتفالات , لكن , ذات مساء , جاء شاب بسن الخامسة والعشرين , يدعى ليونيل كارترايت , وعاود حضور الأحتفالات بصورة منتظمة , وكان متى وصل , يتوجه لتوه الى لورنا , وذات يوم تشجّع ودعاها الى الخروج معه لحضور مسرحية , وكانت لورنا تجده لطيفا .